شهر رمضان شهر العبادات والطاعات / محمود حافظ إسماعيل
----------------------------------------
قال الله سبحانه وتعالى في محكم كتابه العزيز: «يا ايها الذين آمنوا كتب
عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون .»
هذا الشهر العظيم الذي يتجدد نوره في كل عام، فيجدد فينا الايمان، ويطهر
قلوبنا من الرجس والآثام، ويصفي نفوسنا، ويصهر المسلمين جميعاً في مشارق
الارض ومغاربها في بوتقة واحدة، فيصبحون كالجسد الواحد منظمين في
مطعمهم ومشربهم، وفي كل اقوالهم وافعالهم وتصرفاتهم وارتباطهم بخالقهم،
فينالون بذلك نفحات وبركات هذا الشهر الكريم، ويقتضي هذا من كل مسلم ان
يعد نفسه اعداداً روحياً ومادياً.
واما اعداد الروح فيتمثل في تطهير قلبه وفؤاده من كل حقد وحسد حتى يكون
مقبولاً عند الله عز وجل، كذلك يجب على المسلم ان يكون بعيداً عن ظلم الناس،
وأكل حقوقهم، وان يطهر قلبه وفؤاده وجميع جوارحه من كل ما يفسد هذه العبادة
الروحية، فيقوم برد المظالم الى اهلها سواء كانت مادية او معنوية.
وأما إعداد المسلم نفسه مادياً فيتمثل ذلك بأن يحصي التاجر بضاعته ويؤدي
زكاتها في هذا الشهر الفضيل وذلك لأن الله جل وعلا يضاعف الحسنة بعشر
امثالها الى سبعين ضعفا في هذا الشهر الكريم، فاذا ابتعد عن كل ما يغضب
وجه الله، وألزم نفسه بكل ما أمر الله به، فإن الله عز وجل يتقبل منه صلاته
وصيامه وقيامه، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: «من صام رمضان ايماناً
واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه، ومن قام ليلة القدر ايماناً واحتساباً غفر له
ما تقدم من ذنبه