يا أهل غزة .. / للشاعر سامح أبوهنّود
----------------------
يا ليل غزةَ لا نجمٌ ولا قمرُ
ولا نَدامى به يحلو لهم سهرُ
من قال أنّكَ تخشاها قذائفهمْ
أبناءُ غزةَ قد أمسوا هم القدرُ
يا ليلُ غزة ليلي ها هنا سَكَنَتْ
فيه الغيوم وروحي شابها الكدرُ
قد أَسْمَعَتْ صرخة لاذت بمعتصمٍ
ما عاد في العٌربِ معتصمٌ ولا عمرُ
هذه الحرائرُ قد قَصّتْ ضفائرها
ما قيمة السيف إن في الحرب يعتذرٌ
هذي السيوف لمن في الحرب مغمدةٌ
إن لم تُسلً بوفت الحرب يا بشرُ
يا ويح نفسي أميرٌ عاثَ مفسدةً
لا كان منّا .. بأمر الغرب يأتمرُ
الشام قبلته والقدس في خطرٍ
والأرض تحرق والأرواح تحتضرُ
يا شاعر القهر يا \\\'نوّاب\\\' قد صدقت
كل الحروف التي قد قلت .. أعتذر
هاهم كما قلت لا دمنا يحركهم
هم كالموات ..أشكُّ بأنهم بشرُ
إن قلت ويحك فالإعلام منبرهُ
أو قلت غزة .. تعلو وجهه الحِيَرُ
من قال أنك من قوم بهم فُتِحتْ
كل المدائن وانقادت لهم أُخَرٌ ..؟!
ما أنت الا ربيب الغرب تعبدهُ
لا يُرتَجى الظلُ يوماً منه أو ثمرُ
يا طفل غزة قاوم عارياً واضربْ
لا تَرتجي العون هم ماتوا بل اندثروا
إقبل بصدرك إن الموت مفخرةٌ
واصرخ فذو الحق منه الموتُ يعتذرُ
هذه بلادك فافخر أنت فارسها
واسرج لها الخيل..منك الخوف ينكسرُ
يا طفل غزة هل شاهدتَ شَيْخَهمُ
سَبّحْ بحَمْدَ وليّ النفط .. فانتظروا
منه الفتاوى ألفٌ تحت عمّتهِ
مِلء الفضاء فتاوىٍ ليس تنحصرُ
أنّى تحرّكَ شيطانٌ يُحرّكّه
أنى تنفس ثعبانٌ به الضررُ
ماذا نُأمّلُ من شيخٍ وقد أفتى
بحرمةِ الحجّ نحو القدس .. يا عمرُ
لو كان حراً لأفتى شيخَ نعمتهِ
أن الحجيج لمحتلٍ .. هو الكِبْرُ
كم كنت أرجو أن تفتي لمَعْمَةٍ
فيها الجهاد لوعدٍ الله تنتصرُ
اليوم جاء عميل الغرب منتحلاً
شكل الحمام وفي أنيابهِ الزّفرُ
ديوث يمشي بزهوٍ دونما خجلٍ
يشيع في العُرْبِ إيذاءً ويبتكرُ
يا خادم النتنِ لا بوركتَ من رجلٍ
صلّ الأفاعي من كفيّكَ ينهمرُ
قل لي بربك إنْ ما زلت تعرفهُ
ماذا ستجني من فعلٍ به الضرر
هل نصّبوك على عرشٍ لتقتلنا
وإن فعلت فهل في ذاك تنتصرُ
يا اهل غزة يامن منكم انطلقتْ
كل البدايات كانت منك تستعرُ
شارون سلّمَ لمّا فيكم اشتعلت
نار الحميةِ لم تبقوا ولم تذروا
أعتى الجيوش بها مرّت وما لبثت
تلك الجيوش على الأبواب تنكسرُ
فارجم بقهركَ ديوثاً وعاهرةً
عاثا فساداّ وتقتيلاً وكم غدروا
هذا دم \\\'الرمز\\\' يستصرخ حميّتكمْ
لا عاش من ظنّ غصن الفتحِ ينكسرُ
أبناء غزة هذا اليوم يومكم
هيا ارجموهم باحذيةٍ بها النُّذُرُ
يا أهل غزة يا شعبي بضفته
أرض الرباط هنا والحشر فاصطبروا
فانثرْ بنيكَ على السَّاحاتِ محتسباً
ففي التَّحدّي يكون النصرُ والظّفَرُ
----------------------
\\\'سامح أبوهنّود\\\'