نشرة مترجمة عن الصحف الاسرائيلية ليوم الاربعاء 13/1/2010
اليوم - 05:50 مساءًً
مركز اعلام القدس - ترجمة "المصدر" عطا القيمري :-
نشرة مترجمة عن الصحف الاسرائيلية - يديعوت احرونوت .. معاريف .. هآرتس.. اسرائيل اليوم ... - ليوم الاربعاء 13/1/2010 :-
قسم العناوين
يديعوت احرونوت:
- عالقون، هكذا لن نخرج من ازمة السير: ستة مشاريع كبرى توقفت.
- مأساة أورنا الثلاثية.
- الازمة مع تركيا: الآن الاعتذار.
- آلاعيب كبرياء.
- هكذا تدخل اوباما في علاقات اسرائيل – تركيا.
- تصفية ذرية في وسط طهران.
- رجال الوحدة الخاصة "يسم" يتهمون: "رجال المباحث خانونا".
- الفرار من غزة – شابة اسرائيلية تفر من عائلة زوجها في رفح مع خمسة اطفالها الخائفين عبر حواجز حماس.
معاريف:
- نتنياهو: أعطي اسنادا كاملا لليبرمان.
- نائب وزير الخارجية أمس: ليست هذه طريقتي للاساءة للسفراء.
- البروفيسور شتيرنهال يرد على النار بالنار.
- الاهانة انتهت بالاعتذار.
- استطلاع: انخفاض حاد في السياحة الى تركيا.
- لغز تصفية عالم الذرة.
- عصف أدمغة في وزارة الخارجية.
- السفير التركي: حتى في اليونان لم يتصرفوا معي هكذا.
هآرتس:
- عالم ذرة ايراني قتل في اغتيال غريب في طهران.
- السفير التركي: ايلون أعد لي فخا.
- فحص "هآرتس": الشرطة المشبوهون في التنكيل بالفلسطيني الذي سرق دراجة دخلوا الى الخليل دون أذون.
- هذا الصباح: مناورة دفاع واسعة ضد عملية بيولوجية في غوش دان.
- السلطة تشدد حملتها ضد منتجات المستوطنات.
- نائب الوزير ايلون: في المستقبل سأعبر بطرق أكثر دبلوماسية.
- السعودية تقاتل ضد متمردين اسلاميين: مقتل المئات في المعارك على حدود اليمن.
اسرائيل اليوم:
- نتنياهو: المشكلة هي انزلاق تركيا الى ايران.
- مقتل أم لتسعة اطفال لانها طلبت الطلاق.
- من يعتذر أولا؟
- من صفى عالم الذرة الايراني؟
- الامريكيون آتون: ميتشل في الطريق، المستشار جونز بات في البلاد.
* * *
قسم الأخبــــار
الخبر الرئيس – تركيا – اسرائيل اليوم – من شلومو تسزنا:
نتنياهو: المشكلة هي انزلاق تركيا الى ايران../
طقس الاهانة الذي أجراه اول أمس نائب وزير الخارجية داني ايالون للسفير التركي في اسرائيل امام عدسات التلفزيون أصبح أمس أزمة حقيقية في العلاقات بين أنقرة والقدس. السفير أحمت اوغوز تشيلكول دعي للعودة الى أنقرة للتشاول وتركيا أعلنت بانها تطلب اعتذارا على اهانته العملية.
وبالتوازي دعي السفير الاسرائيلي في تركيا، غابي ليفي، الى وزارة الخارجية في العاصمة التركية للاستيضاح والتوبيخ. وسلم الى ليفي الذي بالمناسبة لم يتعرض للاهانة في اللقاء، كتاب احتجاج تشدد فيه على ان تركيا تتوقع تفسير واعتذار.
الطلب التركي بالاعتذار لا يتناول فقط اهانة سفيرهم بل وهجوم وزارة الخارجية على ما قاله رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان ، منددا بحملة "رصاص مصبوب" اتهم فيها اسرائيل بقتل شعب.
وزارة الخارجية عقبت على ذلك حين قالت ان "تركيا هي آخر من يمكنه أن يزاود على اسرائيل اخلاقيا". في وزارة الخارجية التركية نددوا بشدة بالرد الاسرائيلي وقالوا انه يأتي لخدمة اغراض سياسية محلية لحزب متطرف (اسرائيل بيتنا) الذي ينتمي اليه وزير الخارجية ونائبه. "نحن نرد الزعم بان تركيا هي الدولة الاخيرة التي يمكنها أن تزاود اخلاقيا على اسرائيل التي تقوم بافعال لا تنسجم مع ذاكرة الشعب اليهودي"، كما جاء في بيان وزارة الخارجية التركية، "نحن مع الحوار الذي هو افضل من استخدام غير متوازن للقوة مثلما تصرفت اسرائيل في غزة".
في محاولة لتهدئة الخواطر أضاف الاتراك بان العلاقات بين تركيا واليهود هي قديمة الزمن، وانه في الزمن الحديث أيضا كانت العلاقات مع دولة اسرائيل طيبة. "على مدى التاريخ، كلما وقف اليهود أمام مصاعب، مد الاتراك لهم اليد. العلاقات الثقافية والتعايش بين الشعبين كانت تقوم على أساس تاريخ من الاحترام والتسامح. الادعاءات باللاسامية من جانبنا عديمة الاساس".
اردوغان نفسه تطرق الى اهانة السفير فقال: "على مدى سنين سادت علاقات طيبة بين اسرائيل وتركيا. ولكن اذا كانت هذه هي المعاملة التي نحظى بها من جانب اسرائيل فعليها ان تعرف بانه سيأتي رد من جانبنا". وأوضح بانه لا يعتزم لقاء وزير الدفاع ايهود باراك الذي سيصل يوم الاحد الى تركيا.
رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو قال أمس في احاديث مغلقة ان "انزلاق ايران شرقا بشكل منهاجي هو الامر الذي ينبغي حقا أن يقلقنا". واضاف مصدر كبير في القدس بان الرد التركي الحاد لا ينبع من حدث ايالون بل من أن أنقرة اتخذت قرارا للتقرب من ايران حين اغلق في وجههم باب الدخول الى الاتحاد الاوروبي. "منذ "رصاص مصبوب" يوجد تصعيد في الميل لمهاجمة اسرائيل والامر غير منوط بحدث موضعي في القدس".
وأوضح مسؤول كبير في وزارة الخارجية بان السفير التركي سيغادر اسرائيل اليوم، ولكن بزعمه هذه رحلة مخطط لها ترمي الى اعداد زيارة وزير الدفاع ايهود باراك ولكنها "البست ثياب الاحتجاج لعودة الى الوطن لغرض المشاورة". باراك الذي سئل امس في الموضوع اجاب "انا لا اوزع علامات التقدير على وزارة الخارجية التي تقوم بعملها".
نائب الوزير ايالون أوضح أمس بان احتجاجه ساري المفعول ولكنه عمليا يأسف على الطريقة التي مس هذا بالسفير. "احتجاجي على هجمات تركيا ضد اسرائيل قائمة وسارية. ومع ذلك ليس هذا سبيلي للمس بكرامة السفراء. في المستقبل سأوضح موقفي بالوسائل الدبلوماسية الدارجة"، جاء في بيان ايالون. في وزارة الخارجية شددوا بان هذا ليس اعتذارا بل بيانا جاء "لتركيز البحث في الجوهر وليس في الاسلوب". وبالفعل، بالنسبة للجوهر تلقى ايالون اسنادا من مكتب رئيس الوزراء.
في وقت سابق من يوم أمس قال ايالون ان قرار نقل رسالة حادة الى السفير التركي اتخذ بعد نقاش في وزارة الخارجية ومصادقة من الوزير افيغدور ليبرمان والمحافل المهنية في الوزارة.
يديعوت – من شمعون شيفر:
هكذا تدخل اوباما في علاقات اسرائيل – تركيا../
تدخل في العلاقات العكرة بين القدس وانقرة مؤخرا شخص هو ليس الا الرئيس الامريكي براك اوباما.
في الاشهر الاخيرة هرع الرئيس الامريكي بمساعدة اسرائيل على تخفيض مدى اللهيب مع تركيا. وتروي مصادر في واشنطن بانه في اثناء الزيارة الاخيرة لرئيس وزراء تركيا رجب طيب اردوغان الى واشنطن تحدث معه اوباما في الموضوع. وحاول الرئيس الامريكي اقناع اردوغان بالكف عن الانتقاد العلني الشديد ضد اسرائيل. غير أن رئيس الوزراء التركي اجاب بان ليس له أي نية لتخفيف حدة انتقاده لسلوك اسرائيل حيال الفلسطينيين. اضافة الى ذلك، طرح مسؤولون كبار في الادارة المسألة مع نظرائهم في أنقرة، وكانت الردود التي تلقوها مخيبة للامال.
مصادر سياسية في العاصمة الامريكية ترى في هذا الحدث الفشل الاكثر صدى للادارة في سياستها الخارجية. يشار الى أن الزيارة الاولى في المنطقة التي اجراها الرئيس اوباما بعد انتخابه كانت الى تركيا، في كلمة أمام الطلاب في جامعة اسطنبول. في واشنطن يقدرون بان علاقات اسرائيل مع تركيا ستواصل التدهور في المستقبل.
مسؤولون كبار في جهاز الامن يشيرون الى أنه حاليا العلاقات الخاصة بين جهازي الامن في الدولتين لم تتضرر رغم التدهور والتفاقم في العلاقات كما تظهر في تصريحات رئيس الوزراء اردوغان وردود الفعل عليها من الجانب الاسرائيلي.
في محيط رئيس الوزراء نتنياهو يتابعون بقلق التقرب بين تركيا وايران، وسوريا ودول عربية اخرى. ومع ذلك يجدر بالذكر بان العلاقات بين اسرائيل وتركيا كانت دوما حساسة بسبب التوتر الديني.
في آب 2001، في اثناء مؤتمر صحفي مشترك بين رئيس الوزراء في حينه ارئيل شارون ونظيره التركي بولنت اتشفيت، سأل صحفي تركي شارون عن سلوك اسرائيل في المكان المقدس للمسلمين في القدس في "الحرم الشريف".
شارون عدل السائل وقال: "أفهم بانك تقصد جبل البيت، المقدس قبل كل شيء لليهود". وواصل شارون محاضرته عن تاريخ العلاقة بين اليهود وجبل البيت وعندها سارع السفير الاسرائيلي دافيد سلطان الى ارسال بطاقة له كتب عليها: "انت توجد في دولة اسلامية، وهنا متبع القول الحرم الشريف". فرد شارون البطاقة وبعد ذلك وضعها في احد جيوبه.
في ذات المساء قال لي شارون: "هذا الموظف من وزارة الخارجية ذهل عندما اعطيتهم درسا عن قدسية جبل البيت ولكن هذا هو المكان للحديث عن ذلك وليس للانبطاح امام الاتراك. فقط هكذا سيحترموننا".
----------------------------------------------------
قسم الافتتاحيات
هآرتس – افتتاحية - 13/1/2010
سخافة في وزارة الخارجية
بقلم: أسرة التحرير
صراخ رئيس وزراء تركيا رجب طيب اردوغان على اسرائيل ليس جديدا وليس صدفة. اول أمس، على خلفية توثيق العلاقات بين تركيا ولبنان وجد اردوغان من الصواب اتهام اسرائيل بخرق السيادة الجوية للبنان و "سرقة" مياهه، بل ودعا الاسرة الدولية الى ممارسة الضغط على اسرائيل على نحو يشبه الضغط الذي يمارس على ايران في الموضوع النووي.
للدبلوماسية الفظة والمغطاة اعلاميا التي يديرها اردوغان في السنة الاخيرة ضد اسرائيل – بما في ذلك الغاء المناورة البحرية والتقرب بين تركيا وسوريا وايران – ارتبطت ايضا بالمسلسل التلفزيوني الناجح "وادي الذئاب: الكمين"، الذي انتجته شركة تركية خاصة وبث في التلفزيون الرسمي وفي شبكة خاصة بملكية خصم اردوغان.
بين سياسة اردوغان والمسلسل التلفزيوني لا توجد أي صلة. الاعلام في تركيا حر والمسلسل موضع الحديث يقوم على اساس مسلسل سابق بث في العام 2003. وزارة الخارجية فضلت التركيز على المسلسل بالذات واتهام تركيا بنشر اللاسامية لان هذا هدف مريح واكثر سهولة من التركيز على الانتقاد الموضوعي.
غير أن التوبيخ الدبلوماسي المهني لم يكفِ وزارة الخارجية. مسرحية الاستخفاف التي اخرجها نائب الوزير داني ايالون في الحديث مع السفير التركي تبدو وكأنها مأخوذة من عهد السلاطين، حين كانت اهانة السلاطين مظهرا من مظاهر الاستخفاف بدولهم نفسها. ولاكمال المسرحية كان ينقص فقط ان يطلب ايالون من السفير الدوس على علم تركيا. اذا كان وزير الخارجية اختص بالمس المنهاجي بالعلاقات الاسرائيلية مع جيرانها، يبدو أن نائبه ينجح الان في ان يترجم هذه السياسة الى لغة مسرحية مخجلة.
الغضب الاسرائيلي من منتقدي سياسة اسرائيل في غزة ليس جديدا. ولكن لا ينبغي للمرء أن يكون "مسلم راديكالي" او "صديق سوريا وايران" كي يفهم بان حبس مليون ونصف مواطن في غزة هو تنكيل وليس سياسة. وحتى الاصدقاء المقربين من اسرائيل يحذرونها من استمرار هذه السياسة الوحشية التي سبق أن الحقت ضررا جسيما بمصالح اسرائيل وبعلاقاتها القريبة مع تركيا. من الافضل لاسرائيل أن تنصت بعناية للانتقاد التركي. الاهانة ليست بديلا عن السياسة الحكيمة وبالتأكيد عن ترميم العلاقات الحيوية مع تركيا.
------------------------------------------------------
يديعوت – مقال افتتاحي – 13/1/2010
الخازوق التركي
بقلم: سمدار بيري
حقا لا يكفي الخازوق الذي اعددناه للسفير التركي. الان ينبغي استدعاء السفير الاردني (وهو بالذات دبلوماسي عاطف يعرفنا جيدا وبحكم رأيي يستطيبنا ايضا، ولكن ماذا يهم هذا؟) واعطائه ضربات على رأسه. يوجد ألف سبب وسبب لاجلاسه على أريكة منخفضة: فمنذ سنتين لم تزر هنا شخصية اردنية كبيرة؛ في البتراء يرفعون أسعار الدخول للسياح الاسرائيليين؛ سلطة الاثار الاردنية تتذكر فجأة بان تطالبنا بان نعيد لها الوثائق السليبة؛ وفي مظاهرات الشوارع في عمان يحرقون علم اسرائيل؛ سفيرنا يتعرض للتهديد؛ الاتحادات المهنية تقاطعه. فلماذا يشعر سفيرهم، علي العايد، مظلوما؟ لندعوه فورا ونصفعه على الرأس. ولا ننسى ان ندعو الكاميرات.
يمكن، بسهولة، ايجاد مائة سبب وسبب لان ندعو ايضا ياسر رضا السفير المصري. صحيح، سلاح الهندسة المصري يحفر بنشاط اساسات لحائط فولاذي يرمي الى اغلاق انفاق التهريب الى غزة. هذا جيد لاسرائيل ايضا. ولكن ما هو الحائط الفولاذي هذا مقابل الكاريكاتيرات اللاذعة عن رئيس الوزراء نتنياهو في صحف القاهرة ولماذا توقفوا هناك عن التشهير بليبرمان؟ أيتساوى طقس الاهانة مع التجاهل المتعمد لوزير خارجية اسرائيل؟
صحيح اننا أغلقنا حسابا مريرا وطويلا مع وزير الثقافة المصري، فاروق حسني، وافشلنا حلمه في الوصول الى منصب امين عام اليونسكو، ولكن كل الاتحادات المهنية المصرية، ولا سيما تلك التابعة لوزارة الثقافة، تقاطعنا. لندعو السفير ونصوره وهو يتلقى الصفعات. توجد فقط مشكلة فنية صغيرة: رضا، السفير المصري، طويل جدا، ورأسه قد يبرز ايضا حتى لو اجلسناه على الاريكة المنخفضة.
الاكثر سهولة هي الشقاق مع كل العالم. وأسهل من ذلك الشقاق مع سفراء الدول المجاورة التي تذكر علاقاتنا معها بورق شجر تتقاذفها رياح عاصفة. غزة تشتعل بقوة في عظامهم. السفير المصري (بسيوني أتذكرون؟) اخرجون من هنا بسبب قصف سلاح الجو في غزة، واستغرق الامر سنوات طويلة من الاستجداء الى أن اعادوه الى تل أبيب. وكذا السفير الاردني دفعوه الى اجازة احتجاج طويلة بسبب الحرب في غزة. فهل فكر احد ما بامكانية ان ينقل حضرة السفير التركي تقريرا مفصلا عن الاهانة بالبث الحي والمباشر وان يستدعيه وزير خارجيته الى تشاور ممزق للاعصاب في أنقرة؟ كيف نعيد سفيرا استدعي الى وطنه؟ ماذا نفعل بسفيرنا عندهم؟ أنطيره بمبادرتنا أم ندعهم يطيروه هم.
في أيام افضل كانت لدينا ممثليات دبلوماسية ومكاتب مصالح ايضا في قطر، في تونس، في عُمان، في المغرب وفي موريتانيا. في الايام الافضل اياها كان بوسع موظفي وزارة الخارجية ان يرفعوا الهاتف للبحرين، لابو ظبي ودبي. منذ الحرب في غزة بقينا مع ثلاث سفارات اسلامية، مع غضب متعاظم في الشارع العربي ومع كرامة وطنية مصابة عندنا. هذا هو الموجود، كما يقال، وليس بالضبط ما حلمنا به.
ولكن العلاقات مع تركيا مهمة. الرابط الاستراتيجي مع الاردن مجدٍ، مبارك هو "ح س" (حامي السلام) مع عض على الشفتين. سلسلة التعليم التي اجتازها السفير التركي لن تقمع حماسة رئيس وزرائه. كيف كنا سنرد لو ان وزارة الخارجية في أنقرة أجلست غابي ليفي، سفيرنا على اريكة منخفضة وصفعته أمام عدسات الكاميرة. كيف كنا سنبدو في العالم بعد قضية الاريكة؟
صحيح، محظور الصمت اذا كان الطرف الاخر تجاوز الخطوط الحمراء. ولكن لا ينبغي ان ننسى بانه عندما يلقي طرف ما حجرا في ماء عكرة، فان الف حكيم من الطرفين لن يتمكنوا من اخراجه. ثمة على الاقل عشرة سبل للاعراب عن الاحتجاج ولا سيما اذا كان موجه الضربة لا يريد أن يحطم الاواني، فيتعرض بالذات الى ندبة عميقة من الشظايا.
------------------------------------------------------
قسم التقارير والمقالات
يديعوت – مقال - 13/1/2010
كله مشمول، بما في ذلك الغباء
بقلم: ايتان هابر
(المضمون: اسرائيل المحاصرة تحتاج تركيا اكثر مما تحتاج تركيا اسرائيل باضعاف. لعلم دبلوماسيينا الاغبياء – المصدر).
ها هي امامكم، بشكل استثنائي اليوم، بضع كلمات طيبة عن نائب وزير الخارجية: الشاب يفهم في الدبلوماسية. اللورد هارولد نيكلسون، غورو الدبلوماسيين، في كتابه الذي هو توراتهم، كتب: "لا يزال مقلقا جدا للدبلوماسيين الترتيب الذي يجلسون بموجبه... علم اجلاس الدبلوماسيين بشكل يمنع غضبهم يسمى "علم الاجلاس". بتعبير آخر داني ايالون عرف بالضبط ماذا يخطط له وينفذ حين قرر ان يجلس امامه على كرسي منخفض السفير التركي.
ها هي امامكم بشكل استثنائي اليوم، بضع كلمات غير طيبة عن نائب وزير الخارجية: في العام 2010 حان وقت تفعيل الخلايا المظلمة في الدماغ (اذا كانت توجد كهذه) والوقف مرة واحدة والى الابد للتشريفات والعبارات الاحتفالية وبالاساس الاهانات الشخصية لكل الدبلوماسيين في العالم بما في ذلك الاسرائيليين.
كنت فتى وشخت ايضا ولم أرَ ابدا اناسا يشبهون اولئك الذين ينتمون لعرق الدبلوماسيين. فهم يحرصون على كرامتهم بكل حرف وتحت تصرفهم يوجد دوما الادعاء "هذا ليس احترامي، بل هو احترام الدولة التي امثلها". أحقا. ذات مرة، في وظيفتي في الحكومة، دعوت دبلوماسيا اسرائيليا قديما ومقدرا للانضمام الى وفد اسرائيلي لاحتفالات اليوبيل للامم المتحدة. واعتقدت اني افعل الشيء الصواب اليوم: نزعت الرجل لبضع لحظات من صحراء التقاعد. ومنذ ذاك اليوم وهو لا يكف عن اثارة اعصابي: اين سيقف، أين سيجلس، هل ستلتقط له الصور، هل سيشارك في اللقاء مع الامين العام للامم المتحدة وفي أي جانب من الطاولة سيتشرف بالجلوس. في نهاية المطاف اعلنت سكرتيريا الامم المتحدة بان رئيس الوزراء يمكنه أن يضم الى حاشيته ضيف واحد فقط. اخترت أبا ايبان واضطررت الى أن ابلغ الضيف الاخر بالغاء سفره بغير ذنبنا بالطبع. منذ ذلك اليوم حياتنا لم تعد حياة. حتى يوم موته لم يغفر لي.
دوما سألت نفسي اذا كان هذا موضوع يتعلق بالطبيعة التي يأتون بها من البيت ام غطاء يلقيه الدبلوماسيون على أنفسهم. جوابي كان: يوجد هكذا ويوجد كاولئك. يوجد دبلوماسيون عديمو الفهم، مثلما في كل قطاع (بما في ذلك الصحافيون) ويوجد ايضا ممن ليسوا كذلك وهم أناس كما نستطيب، بعيدا عن ان يكونوا "نكدين" اذا اردنا أن نستخدم لغة غير دبلوماسية.
إذن لمن ولماذا يمكن أن نضم ايالون؟ وبالفعل، لعب الحظ في صالح ايالون حتى الان. عدد كبير من النواب كانوا لوزراء الخارجية الاسرائيليين، وهو، بلا شك ابرزهم. والسبب بسيط: رئيسه، افيغدور ليبرمان، هو كما يخيل وزير الخارجية الوحيد في العالم اليوم الذي يمكنه ان يزور بيلروسيا، وبيلروسيا – هل كتبت بيلروسيا- ربما ايضا زمبابوي وديزني لاند. وزير الخارجية الاول لدينا الذي يغلقون في وجهه الابواب من الهند وحتى كوش.
في هذا الوضع، ومع طلاقة ممتازة بالانجليزية، يغطي ايالون على رئيسه. ليبرمان، رجل الحقيقة، يسير مع حقيقته الى اللامكان. ايالون، دبلوماسي، يحل محله في الحراسة على علاقات طبيعية مع وزارات الخارجية والدبلوماسيين. في وزارة الخارجية هو اليوم العنوان.
ولكن ماذا؟ بالذات لانه يتخذ صورة القسم الاكثر سواءا للعقل في الجهاز، يحاول ايالون بين الحين والاخر ارضاء رب بيته وليكون مشابها له. هذا ما حصل له أول أمس: كدبلوماسي قديم وكمن هو مطلع على طبيعة العالم لا بد أن ايالون يعرف ان الكرامة الوطنية لا يأخذها أحد، الكرامة الوطنية تعطى. موضوع انتصاب القامة الوطنية لم يعد يؤثر على أحد.
السفير التركي، مثل ايالون يعرف ما يعرفه الجميع: تركيا لا تحتاج اسرائيل. نحن الاسرائيليين، الدولة المحاصرة، نحتاج الاتراك لالف سبب وسبب وجيه. علينا أن نشكر الاتراك صبح مساء على ما يقدمونه من مساعدة لنا حتى عندما يشتمنا رئيس وزرائهم. ماذا، بنيامين نتنياهو، ايهود باراك وآخرون يحبون سماع شتائم اردوغان؟ يصمتون وينزلون رؤوسهم ويأملون بان تمر الموجة العكرة من فوق رؤوسهم ورؤوسنا – وهم يعرفون لماذا.
ونصيحة لايالون: في المرة القادمة عندما تفتح فك، انتبه يسارا، يمينا والى الوراء. اذا رأيت كاميرات؟ فاغلق فمك. وهذه قاعدة اولى يتعلمونها في دورة المتدربين الدبلوماسيين.
-----------------------------------------------------
معاريف – حوار خيالي ساخر - 13/1/2010
عصف أدمغة في وزارة الخارجية
بقلم: نداف ايال
داني (أ): الموضوع التالي. علاقاتنا مع الاردن
ايفات (ل): وقاحة، مسلسل تلفزيوني هناك. لاسامية.
نائب المدير العام (يائس، شاحب): المسلسل أزيل، كان هذا في قوابل غير قانونية...
ايفات: لا تزعجني. يا لك من منبطح.
داني: انا موافق، سيدي الوزير. انت محق جدا. قصف الصخرة الحمراء هو فقط الخطوة التالية. وقبل ذلك يمكن ويجب التصرف بدبلوماسية.
ايفات (بشك): كيف؟
داني: سنوات من الدبلوماسية في واشنطن جورج بوش علمتني بان شأنا واحدا ينجح مع المسلمين: الاهانة. مثلما في سجن ابو غريب في بغداد. انظر، بتكتيك الكرسي المنخفص استخدمنا أمس مع تركيا. في حالة الاردنيين لعله يمكن استخدام استراتيجية مباشرة. الحذاء.
ايفات: ليس جيدا. ماذا، أنحن عراقيون؟
داني: سيدي الوزير، هذه حظوة ان يعمل المرء معك. صغت هنا خيارا سياسيا: ندعو السفير الى وجبة عشاء. نقدم له لحم مشوي. وما أن يقضم منها حتى نقول له انه خنزير! في ذات اللحظة بالضبط يدخل الى الغرفة مصورو القناة 2 والقناة 10. وأنا سأهمس لهم: انتبهوا باننا لا نضحك، هو يأكل الخنزير والشحم يسيل منه.
ايفات (خيبة أمل طفيفة): هذا كل شيء؟
داني: لا، حقا. في اللحظة التي يركز فيها المصورون على السفير نقول له ان ينهض، وعندها يتبين أن تحت بطانة الكرسي وضعنا صورة الملك عبدالله. استوعبتم؟ هو يجلس بمقعدته على صورة ملكه! هذه اهانة. مستوى.
ايفات: وهذا ناجع؟
نائب المدير العام: أجننتم؟! هذا سيعرض للخطر علاقاتنا وسيؤدي الى مخاطرة على حياة اسرائيليين...
داني: مجرد تحريض على نمط م.ت.ف . بالطبع هذا ناجع. صفحة اولى في الصحف. الاف المعقبين. ايتمار بن جبير وكاتسيلا سيشكلان لنا مجموعة معجبين في الفيس بوك.
ايفات: الى الامام. ماذا نفعل مع المصريين؟
داني: مصر هي قوة عظمى اقليمية وعنصر ملطف حرج. السلام معها – وليس فقط بسبب تقلص حجم القوات على حدودنا الجنوبية – حيوي استراتيجيا. نحن علينا أن نعمل باعتدال...
ايفات: يا داني، اغمض عينيك وفكر فيّ.
داني (يتراجع): سيدي الوزير، لم اصل بعد الى النقطة! لان الحديث يدور عن مصر فقد اعددنا لهم شيئا خاصا. قبة حمراء. رأيت هذا أمس في البث المعاد لـ "المحكم".
ايفات (متشجع): نعم؟
داني: ندعو السفير الى لقاء خاص. اصل أنا مع ربطة عنق زرقاء – بيضاء، الى جانبي فتاة هوى دعوناها مسبقا. ما أن تضع يدها عليّ حتى يلقى عليهما صحن فول مصري وننتظر نوصباوم. فيدخل الى الغرفة مع الكاميرات. أنا اقول: هذه مومس، هي عضو في "الاخوان المسلمين" والفول هو بشكل عام طعام اسرائيلي أصلي. وفي الغداة صباحا نطرد السفير ونحتل طابا. تبييض وجه ديلوكس ودي يورا.
نائب المدير العام (مشفق): هي حرب.
ايفات (متحمس وحالم): يا داني اذا كانت هناك حرب... اذا كانت هناك حرب...
داني: أيها الوزير، بالتأكيد سنقصف أصوان. لم أنسى. ولكن سنبدأ باهرامات الجيزة. قتلى أقل – ولكن فكر فقط في الاهانة.
-----------------------------------------------------
هآرتس - مقال – 13/1/2010
فلسطين؟ أين هي؟
بقلم: الوف بن
(المضمون: اكثر الاسرائيليين لا يعنيهم ما يحدث في المناطق المحتلة - المصدر).
لنفترض ان تتحقق النبوءة المتفائلة للمبعوث الامريكي جورج ميتشل، وأن يعلن بعد سنتين في مراسم احتفالية اقامة فلسطين المستقلة. سيبث الحدث في زمن المشاهدة لكن سيفضل اكثر الاسرائيليين مشاهدة "الأخ الاكبر 6"، أو "البقاء 7"، أو البرنامج الساخن التلفزيوني القادم. لا بسبب معارضتهم دولة فلسطينية،بل بسبب عدم اكتراثهم. فلا يهمهم لا فلسطين ولا شملسطين.
إن اكثر الاسرائيليين مقطوعون اليوم عن النزاع مع الفلسطينيين ولا يحتكون بهم. فهم يرونهم شخوصا غير واضحة في الاخبار: فمحمود عباس أو اسماعيل هنية يخطبان، ونساء يغطين رؤوسهن يندبن في مآتم، ورجال يجرون مع حاملات وراء سيارة اسعاف، ومقنوعون يطلقون صواريخ القسام. لا يوجد عند الاسرائيليين اهتمام بمعرفة اكثر من ذلك. تبعد نابلس ورام الله نحوا من اربعين دقيقة سفر عن تل ابيب، وهما موجودتان في نظر الناس في تل ابيب في كوكب آخر، فنيويورك ولندن وتايلاند أشد قربا منهما.
المستوطنون وراء جدار الفصل هم الاسرائيليون الوحيدون الذين يقابلون الفلسطينيين، وذلك في الأساس من خلال نافذة السيارة في الشوارع المشتركة. والمستوطنون كذلك مثل الفلسطينيين مقطوعون عن سكان غوش دان أو حيفا أو بئر السبع الذين لن يجتازوا الجدار أبدا. فليس عندهم ما يبحثون عنه في الون موريه أو يتسهار أو بسغوت. يمكن السفر الى المستوطنات الكبيرة مثل معاليه ادوميم واريئيل بغير رؤية الفلسطينيين تقريبا.
إن سياسة العزل هي التركة الحقيقية لاريئيل شارون، الذي بنى جدارا في الضفة، وخرج من غزة وطرد الفلسطينيين عن سوق العمل في اسرائيل. لم يؤمن شارون بالسلام ولم يصدق "العرب". لقد أراد فقط أن يدفع عن اليهود إضرار جيرانهم "الظامئين للدم"، السيء. إن إبعادهم عن العيون يمكن الاسرائيليين من العيش وكأنه لا يوجد نزاع، بحيث يوجد قليل من المستوطنين في الاطراف والجنود في خط المواجهة. كذلك لا تخيف "المشكلة السكانية" عندما تكون سجينة وراء أسوار وجُدر.
اعتمد اقتصاد اسرائيل في الماضي على عمل الفلسطينيين، لكن الاسرائيليين الكبار السن فقط هم الذين ما زالوا يذكرونهم في المطاعم، وفي مواقع البناء وفي محطات الوقود. تبقى الصداقة هنا وهناك، فالنُدل في مطعم "206" في كريات شاؤول يجمعون بقشيشات من اجل الصديق الفلسطيني الذي قدّم ذات مرة للموائد وهو محصور الآن في غزة. تنتمي قصص كهذه الى زاوية الفلكلور. فالجهاز الاقتصادي الاسرائيلي متجه الى وول ستريت لا الى شارع الشهداء. والبورصة تكاد لا تتأثر بأحداث الأمن الجاري، واسعار العقارات ترتفع كثيرا كأن الحديث عن هونغ كونغ لا عن دولة مهددة موجودة في خطر حرب دائمة.
ضاءل الجيش الاسرائيلي، الذي ارسل اجيالا من الاسرائيليين الى المناطق تعريض جنوده للفلسطينيين. فقد غدا عدد أقل من الناس يخدمون في الخدمة الاحتياطية عامة وفي الضفة الغربية خاصة. وقلص الجيش النظامي شغل وحداته العملياتي في المناطق ونقل جزءا كبيرا من مهمات العمل الشرطي في الضفة الى لواء كفير المتخصص. ويرى محاربو سلاح الجو الذين احتملوا عبء الحرب في غزة الفلسطينيين مثل بقع بكماء على شاشة الطائرة من غير طيار.
تزيد العزلة الفرق بين شكل رؤية الاسرائيليين لدولتهم وشكل رؤية العالم لها. فالاعلام المحلي يصف اسرائيل على انها قوة تقنية دقيقة غربية، كأنها فرع عن منهاتن وهوليوود. والاعلام الاجنبي يغطي نزاعا: عمليات واغتيالات، ومستوطنات ومحادثات سلام. عندما يرى الاسرائيليون الذين لم يزوروا قط مستوطنة انفسهم في الـ "سي.ان.ان" يشعرون بالاهانة ويقولون لسنا كذلك. هذه دعاية معادية للسامية.
إن الاجانب الذين يزورون اسرائيل يدهشون لتبينهم أن واقع الحياة هنا مقطوع عما سمعوه في البيت. فهم يتوقعون رؤية دولة تمييز عنصري عنيفة، ويفاجئهم انه لا توجد مراحيض وحافلات مفصولة لليهود وللعرب. يتخيلون جماعة محافظة تلبس ربطات العنق، ويدهشهم الحياة الليلية في تل ابيب. يسيرون في الشوارع ويدركون انهم يرون في لندن أو باريس من العرب اكثر مما يرون في اكثر مدن اسرائيل.
بسبب العزلة وعدم الاكتراث، لا يوجد ضغط عام على الحكومة للانسحاب من المناطق ولاقامة دولة فلسطينية، وتنحصر معارضة مبادرة السلام الامريكية في اليمين المتطرف، أما اكثر الاسرائيليين فلا يعنيهم الامر ببساطة، لقد تخلوا عن المناطق منذ زمن. اذا نجح ميتشل في بعثته فسيسمعون ويحولون قناة التلفاز.
-----------------------------------------------------
هآرتس - مقال – 13/1/2010
سلطة ليبرمان
بقلم: يوسي سريد
(المضمون: التصرف الاحمق الاهوج الذي قام به نائب وزير الخارجية مع سفير تركيا لا يدل على ثقة بالذات بل يدل على عدم ثقة وعلى انقطاع عما يحدث في العالم - المصدر).
لم يعد يوجد شك في أن وزارة الخارجية هي اكثر المنظمات في اسرائيل انضباطا شرطيا، فما إن اعلن الوزير انقضاء مدة الاستخذاء حتى تم تنفيذ املاءاته وتم كل شيء بأمره الحازم.
كما يتفوق التلميذ على استاذه احيانا يتفوق النائب على الوزير. فقد نظم بحرص أصيل مراسم إذلال ظاهر. فالسفير ينتظر في الممر امام عدسات التصوير التي دُعيت على نحو خاص لاشعاره بالخزي. بعد تلبث، دُعي بعد التكريم الى غرفة كي يجلس في المقعد المنخفض إزاء مضيفيه الذين يجلسون في المقاعد العالية.
إن الاذلال المسوغ – لا مناص من تعليم الأتراك هؤلاء درسا – مثل العدل نفسه: لا يكفي ان تتم بل يجب ان تُرى ايضا. فنائب الوزير لا يعتمد على ذكاء المراسلين الصحفيين. وهو يجهد ليبين لهم ما الذي يحدث في حقيقة الامر: لا يوجد علم تركي، ولا مصافحة، ولا بسمات أدب، نحن لا نبتسم كما ترون. هذا ما سيحدث لممثل دولة تفتري علينا الافتراءات.
ليس محققا ان هذه هي النهاية فربما تكون البداية فقط: ففي اللقاء القادم سيقف التركي الى حد أننا لن نعرض عليه مقعدا. واذا لم يحسنوا سلوكهم فسيقعد على الارض.
لا توجد حياة سهلة لسفراء اسرائيل حيثما كانوا. فهم ايضا يُدعون مرات كثيرة الى "احاديث توضيح" فيها قدر كبير من التوبيخ. لكن أحدا لم يستصوب حتى الان إخزاءهم على الملأ. فان امورا كهذه لا تُفعل ببساطة، عندنا قرروا فعلها لانه يوجد عندنا فقط حاجة من آن لآخر الى رد صهيوني مناسب. وربما يستحق سفراؤنا أن يخوزقوهم قليلا لانه لم يقم أحد منهم حتى الآن ولم يقل للوزير ونائبه – الى هنا، ومن الان فصاعدا إمضيا في طريقكما من غيري.
ألا يعيد افيغدور ليبرمان مجد البعثة الى ما كان عليه؟ ألا يخلص كرامة الصهيونية في احسن حالاتها؟ لقد أراد الآباء المؤسسون اخراج الجالية من حمام الدم القومي، لئلا يكونوا مرة اخرى اليهودي الحقير الذي يرقص كدب بائس أمام الطاغية. الان، في زمن حريتنا، نحن الطغاة والأمميون يرقصون أمامنا. اذا كان الامر كذلك فلماذا يغشانا الخزي لرؤية هذا اليهودي الفخور الذي يظهر مثل عبد لليبرمان المليك. لا يتضح لنا لماذا يبدو لنا هذا الفعل الوطني جدا فعلا أزعر.
من استيضاحات قمت بها أمس تبين لي ان الاضواء اضيئت طول الليل في مكاتب خارجية جميع دول البحر وهم في مشاورة عاجلة. لقد رأوا هناك ما حدث في القدس، رأوا كيف ركعوا سفيرا – رأوا وذهلوا. من يكون مستعدا ليكون الآتي في نوبة من يُحكم عليهم بالتحقير العلني على الملأ. منذ الان سيزنون جيدا كل كلمة تخرج من افواههم المفتوحة. لقد اعادت اسرائيل هذا الاسبوع قوة ردعها السياسية. فلماذا يبدو لي أنني أرى غمزات وأسمع تهامسا من وراء ظهورنا، يقولون هل جن جنون الاسرائيليين تماما؟.
كانت اسرائيل بن غوريون ترمي الى اعادة الشعب اليهودي الى التاريخ والى عائلة الأمم. لكنها من جهتها تصر على ان تكون الابن الشاذ الاهوج. يعيدنا نتنياهو وليبرمان الى الغيتو المغلق المفصول ويحيطوننا بجدار وسور. لا توجد هنا شهادة على ثقة بالذات. بل العكس فان هذا يظهر ضعفا جلائيا وكأننا ما نزال عبيدا لفرعون. لقد اجتزنا فرعون وليس محققا ان نجتاز هذه الحكومة التي تُجلس انسانا جد ضئيل في مقعد جد رفيع، كم يثير هذا السخرية والخوف.
----------------------------------------------------
هآرتس - مقال – 13/1/2010
قبة الأوهام
بقلم: رؤوفين بدهتسور
(المضمون : نظام "القبة الحديدية" عاجز في الحقيقة عن الدفاع عن سكان غلاف غزة أو عن سكان شمالي اسرائيل للكلفة العالية لهذا النظام ولاسباب اخرى - المصدر).
لا شك في أن أناس رفائيل يستحقون كامل التقدير على نجاح تجربة "القبة الحديدية". فهذا في الحقيقة انجاز تقني مدهش. المشكلة هي أن هذا النجاح غير ذي صلة بحل تهديد صواريخ القسام لسدروت أو تهديد صواريخ الكاتيوشا قصيرة المدى التي يملكها حزب الله. لم تجدد تجربة "القبة الحديدية" الناجحة شيئا، ولم تحل المشكلات العميقة لنظم الدفاع التي تقوم على الصواريخ التي تحاول ان تحبط فعل قذائف صاروخية كهذه. لهذا لا تعبر صيحات الفرح والابتهاج على اثر نجاح التجربة عن اكثر الحقائق اعوجاجا.
إن معركة العلاقات العامة التي صحبت التجربة محملة بالتضليل، وتجاهل مفاسد النظام، وانصاف الحقائق وزرع الاوهام. وذلك لان "القبة الحديدية" لم تدافع عن بلدات غلاف غزة، ولا عن بلدات أبعد عن قطاع غزة ايضا. في سيناريوهات معقولة لاطلاق قذائف صاروخية على الجبهة الداخلية، قد ينفد احتياطي صواريخ "القبة الحديدية" قبل ان تنقضي رشقات القذائف الصاروخية بزمن طويل. وعلى أية حال فانه بسبب الثمن الباهظ للدفاع بواسطة "القبة الحديدية"، يستطيع الفلسطينيون في الجنوب وحزب الله في الشمال أن يهزمونا اقتصاديا من غير ان يطلقوا حتى قذيفة صاروخية واحدة.
لنبدأ بأن "القبة الحديدية" غير قادرة البتة على حماية بلدات غلاف غزة بسبب زمن الطيران القصير لصواريخ القسام. فصاروخ القسام يقطع المسافة من بيت حانون الى سدروت في نحو من 14 ثانية. وتحتاج "القبة الحديدية" الى نحو من 30 ثانية لاتمام جميع الاعمال التي تصحب محاولة احباط فعل الصاروخ. أي أن النظام غير قادر على حماية كل ما يوجد على مبعدة اصغر من اربعة كيلومترات عن قطاع غزة. لقد تبينت هذه الحقيقة المرة لوزراء الحكومة في بداية 2008، ولهذا استقر رأيهم على تحصين جميع البلدات التي يقل بعدها عن القطاع عن 4.5 كيلومتر. لم تعق هذه الحقيقة المعلومة مندوبي جهاز الأمن عن تضليل سكان غلاف غزة بأن نجاح التجربة يعني حمايتهم.
لكن المشكلة اكثر سوءا. ففي حين كانت صواريخ القسام التي أطلقت على سدروت من الجيل الاول وكانت سرعتها بطيئة نسبيا، اطلقت حماس في اثناء عملية "الرصاص المصبوب" قذائف صاروخية من طراز قسام 3 وغراد وغراد محسن. سرعة هذه الصواريخ اكبر من سرعة الطرز السابقة بثلاثة اضعاف او اربعة. يُبين الحساب البسيط انه إزاء هذا التهديد زاد الحد الادنى لمدى "القبة الحديدية" من 4 كيلومترات الى 12 بل ربما الى 16. لن تستطيع "القبة الحديدية" في حالة كهذه ان تحمي حتى عسقلان.
وكان هناك تضليل آخر نشرته وسائل الاعلام هو القول ان بلدات الجنوب لن تُحمى منذ الان من صواريخ القسام فقط بل من قذائف الرجم ايضا، وهذا زعم لا يصدر حتى عن مطوري النظام. برغم ذلك، عندما أثنى مراسلون ومحللون على قدرة "القبة الحديدية" على ابطال فعل قذائف الرجم لم يجهد أحد من جهاز الامن نفسه في تصحيحهم.
ومشكلة اخرى هي ثمن احباط فعل الصواريخ. فصاروخ "القبة الحديدية" يكلف نحوا من 100 ألف دولار. وثمن صاروخ القسام عشرات الدولارات. ان محاولة الاستعداد لاطلاق آلاف القذائف الصاروخية (كما في حرب لبنان الثانية) تصحبها كلفة غير ممكنة لا في الجنوب ولا في الشمال، حيث يشتمل التهديد على نحو من 40 ألف قذيفة صاروخية يملكها حزب الله.
أشد من ذلك خطة اقامة النظام الآخر الذي تطوره رفائيل وهو "الصولجان السحري" في مواجهة هذه القذائف. فثمن صاروخ واحد من هذا النظام يبلغ نحوا من مليون دولار.
يجب ان يعرف سكان غلاف غزة وكريات شمونة وكيبوتسات الجليل الاعلى الحقيقة. ولا يحل ان تضللهم ابواق المهرجان الاعلامي التي صحبت التجربة الناجحة لـ "القبة الحديدية". فهذه القبة لن تدافع عنهم.
-----------------------------------------------------
معاريف - مقال – 13/1/201
مقعد منخفض؟ ديبوماسية منخفضة
بقلم: مناحيم بن
(المضمون: توجد أهمية بالغة لوقوف حازم في مواجهة التشهير التركي، لكن يفضل ان تستعمل اسرائيل الكلمات الشديدة لا انواعا مختلفة من الاذلال - المصدر).
في الحقيقة تصرف داني ايلون بحماقة ما مع السفير التركي. لماذا يجري الأخذ بجميع انواع الاذلالات المادية المسفة، في حين نستطيع ان نستعمل كلمات شديدة جدا وأشد فاعلية؟ لماذا لا نُجلس السفير التركي باحترام تام وبهشاشة دبلوماسية في مقعد مريح مع علم تركيا يرفرف بفخر في اعلى، وان نقول له انه لا شيء عندنا عليه شخصيا، لكنه يوجد عندنا بيقين ما نقول في سلوك حكومته ورئيس حكومته المعادي للسامية اردوغان؟ كان يمكن ان نقول: "ما تزال تركيا لم تعترف بمسؤوليتها عن الكارثة الارمنية، وتركيا مسؤولة عن ذبح الاكراد وعن اضطهادهم القومي الشديد، وتركيا مسؤولة عن احتلال جزء من قبرص – أفتجرؤ مع هذا السجل على اتهام اسرائيل التي تدافع عن نفسها آلاف الهجمات الارهابية والصواريخ من غزة؟". هكذا كان يجب الحديث الى السفير التركي. وكان الصوت سيسمع في العالم وتتحول تركيا من متهمة الى متهَمة.
صحيح اذا ان جميع خبراء طأطأة الرأس وتلقي البصقات، وفيهم اصحاب مصالح اجنبية، مثل الدكتور الون ليئال، المدير العام السابق لوزارة الخارجية (وهو اليوم صاحب شركة تعمل في العلاقات التجارية المباشرة بتركيا)، يوصوننا بالصمت. لكنه لا يوجد اسوأ من هذا لان معنى ذلك ان اسرائيل مستعدة لقبول التهم المجنونة (من قتل الاولاد الى قصد القاء قنبلة ذرية على غزة لا تشتمل على غلاف غزة).
لهذا تجب اعادة تركيا الى خزانة عيوبها والعالم كله ينظر كي تثار من جديد في جدول العمل العالمي جميع جرائم تركيا في الانسانية. ليشغلوا انفسهم بجرائم تركيا لا بجرائم اسرائيل. فهذه هي تركيا نفسها المسؤولة على حسب رأي اكثر خبراء التاريخ عن كارثة الأرمن. وهي فضلا عن انها لم توافق قط على تحمل المسؤولية عن هذا الشأن الفظيع، فرضت قطيعة وعقوبات على كل من تجرأ على تذكيرها بإثمها الثقيل.
وماذا في شأن قبرص مثلا؟ لقد غزت تركيا قبرص، واحتلت الجزء التركي منها، وهي اقامت فيه دولة رعاية تركية لا تعترف بها أي دولة في العالم. فهل تجرؤ تركيا اذا على معابة "الاحتلال الاسرائيلي"؟ وماذا في شأن جرائم تركيا في الاكراد؟ ليس الحديث عن جرائم حرب وقتل مدنيين وسجن في ظروف تعذيب وما أشبه فقط، بل عن جرائم اضطهاد قومي من اكثرها شدة تشتمل على حظر مجنون لدراسة اللغة الكردية.
لا يقل عن ذلك خطرا كف الامكان غير المحتمل لان تعود تركيا الى مقام "الوسيطة النزيهة" بيننا وبين السوريين، كما يقترح براك وبن اليعيزر بجدية تامة. لكنه من الواضح كيف ستعمل تركيا اذا اصبحت وسيطة: فهي ستقوم بكل شيء تستطيعه لنقل قطعة الجبن المسماة هضبة الجولان لتعيدها الى الفم السوري. من هنا ينبع في الحقيقة القضية كلها. فتركيا تدرك انها أبعدت نفسها عن امكانية الوساطة، ولهذا فهي غاضبة وخائبة الأمل وتحاول تهديد اسرائيل. من المهم جدا اذا أن نبين لها الباب. لها وللسفير التركي اذا وجدت حاجة لذلك.
كذلك يجب ان نقول لاردوغان وللشعب التركي: اذا كنتم تحسدون ايران واحمدي نجاد، واذا كانت تركيا تريد ان تخون تراث اتاتورك العلماني العظيم وان تنضم الى الاسلام المعادي لاسرائيل الاشد ظلامية، فستحول نفسها الى جزء من محور الشر العالمي. وهي ليست بعيدة عنه. وقد يرد الكونغرس الامريكي والاتحاد الاوروبي (وربما الجيش التركي المسؤول بحسب الدستور التركي عن الحفاظ على تراث اتاتورك العلماني) بحسب ذلك. يحسن ان يسمع الشعب التركي ايضا.
----------------------------------------------------
يديعوت - مقال – 13/1/2010
الجيتو العبري الاول
بقلم: افيعاد كلاينبرغ
(المضمون: ان اقامة سور عال بين اسرائيل وجاراتها هو اعلان يقول ان ثقافتكم ايها الجيران ومشكلاتكم وحياتكم لا تهمنا فانتم من العالم الثالث ونحن من العالم الاول - المصدر).
"اخر الامر"، اعلن بنيامين نتنياهو في احاديث مغلقة (مغلقة بحسب اسلوب اسرائيلي اي مفتوحة)، "لن يوجد مناص سوى ان نحيط دولة اسرائيل بجدار من جميع نواحيها. سيجب على الدولة ان تضرب حولها الجدران من كل الجوانب تماما".
"من كل الجوانب"، "تماما". جزيرة حصينة، مسلحة من أخمص القدم الى أعلى الرأس، محاطة بحقول ألغام وجدران وأسوار عالية من الاسمنت والشك.
هذا الامر ضروري بالتأكيد من أجل الاحتياجات الامنية، ستقولون. الأمن الذي يتملك أمورنا والذي نأوي الى ظله يتطلب ضحايا وليس عندنا مناص سوى التضحية بها. رئيس الحكومة لا يعلل للاسوار وللاسلاك الشائكة وللالغام بالخوف من المخربين والمتسللين بل بخوف آخر. فهو يقول ان "اسرائيل هي الدولة الوحيدة في العالم الاول التي يمكن السير اليها على الاقدام من دول العالم الثالث ومن افريقيا. اذا لم نضرب جدرانا حول أنفسنا فان اسرائيل سيغرقها مئات آلاف العمال الاجانب والماكثين غير القانونيين".
دعوا لحظة وجهة النظر الجغرافية (ان نظرة سريعة في خريطة العالم تشهد بأن اسرائيل أقل تميزا مما يزعم رئيس الحكومة؛ والتفكير للحظة يثير تساؤلات كبيرة عن استعمال تعبيري العالم الاول" و "الثالث" التي أكل الدهر عليها وشرب). دعوا حتى التضليل في وصف المشكلة (فأكثر مهاجري العمل الى اسرائيل يأتون الى البلاد باذن من الدولة، يمكن ارباب العمل من استغلال القادمين بأذن من الدولة). فكروا في التصور الذي يعبر عنه.
ليس خوف نتنياهو من السلام اقل من خوفه من الحرب. فالسلام – المدن والحدود المفتوحة – حلم في الحقيقة لكنه يبدو كابوسا بالنسبة اليه. فنتنياهو غير قادر من ناحية ذهنية على التفكير في جيراننا بمفاهيم ايجابية. فهم لا يملكون من وجهة نظره ما يقترحونه علينا. انهم يأتون ليأخذوا ما عندنا – لتوسيخ "الدارة في الغابة" ولسرقة الخزف.
ليس هذا مفاجئا. عندما يكون السكن في قيساريا او في ابراج اكيروف، فان الجيران الفقهاء هم بلا اسم، وهم مشكلة لوجستية. أغلقوا الابواب جيدا واقفلوها بالاقفال، وابنوا جدرانا واقيموا كلب حراسة. الفقراء قادمون. فهم غير مهذبين، ولا مثقفين، ولا يعلمون التفريق بين سيجار "كوهيبا" وسيجار "روميو وجوليت". ان العاملات من الفلبين يحسن التنظيف لكن هذا لا يعني انهن يستحققن رخصة عمل أو اسما.
ان اقامة سور عال بيننا وبين جيراننا هي اعلان ثقافي: فثقافتكم ومشكلاتكم وحياتكم لا تهمنا. لسنا من هنا. نحن من العالم الاول اي من امريكا. ان وجودنا في الشرق الاوسط صدفة فقط. يدرك جيراننا الرسالة جيدا – فنحن لسنا من هنا. لكن اذا لم تكونوا من هنا، وهم يريدون ان يعرفوا، فما الذي تفعلونه هنا بالضبط؟
لا نحب سماع هذا. فأيدينا مبسوطة للسلام. من وراء الجدار. ولا تعتقدوا ان الحديث فقط عن وقف القادمين من الخارج. ففي مجتمع تفكر فيه النخبة السياسية فيمن لا يشبهنا بأنه يجب ابعاده بواسطة اسوار، ستنشأ جدران فصل ظاهرة وخفية في أماكن كثيرة.
تختلط التسويغات اكثر من مرة – لماذا لا يحل فتح الشارع 443 للفلسطينيين؟ لاسباب أمنية أم للراحة؟ ألمنع العمليات ام لزحام في الشارع 1؟ كل شيء يختلط. الثقافة والاقتصاد والأمن كلها تعمل في خدمة الفصل.
ولسنا نفصل بيننا وبينهم فقط. حاولوا المشي في أحياء ما في بيت شيمش؛ وحاولوا اجتياز الابواب في احياء ما في يافا، وحاولوا اجتياز امتحانات الدخول وسور اجرة الدراسة في مؤسسات دراسية ما، وحاولوا التسلق من العشرية العاشرة الى الاولى بالنجاح. ليست الطريق سهلة، ليست سهلة.
ان عقلية الفصل، وادارة الظهر المتنكرة لمن لا يشبهك (يهوديا او عربيا او علمانيا او متدينا او فقيرا او غنيا او ابيض او اسود) لا تقف عند الجدار الحدودي. انها تتجاوزه بسهولة. اهلا وسهلا في الجيتو العبري الاول.
----------------------------------------------------
اسرائيل اليوم – مقال – 13/1/2010
تطورات سياسية: الى أين يمكن التقدم؟
بقلم: زلمان شوفال
(المضمون: برغم تفاؤل المبعوث الامريكي جورج ميتشل بالنسبة لتجديد المسيرة السلمية يبدو ان الموضوعات الجوهرية العالقة بين اسرائيل والفلسطينيين يصعب الاتفاق عليها واقصى ما يمكن تحقيقه اتفاق على موضوعات اخرى كالماء والبيئة والأمن الداخلي وغير ذلك – المصدر).
يقول أحد التعريفات إن المتفائل هو من لا يعلم جميع الحقائق. هل مبعوث جورج ميتشل متفائل من هذا النوع؟ إن الحقائق الصادقة معلومة له. أي ان القيادة الفلسطينية لا اسرائيل هي التي تقيم عوائق امام تجديد المفاوضة السياسية.
لكن ميتشل مع ذلك كله كأنما يلمح الينا قائلا: لا تقلقوا، اذا تخليتم فقط عن الشروط السابقة ووافقتم على الجلوس الى مائدة التفاوض، فستكون الولايات المتحدة "وسيطة نزيهة" (هذه لغة نقية لا تقول بالضرورة انها ستقف الى جانب اسرائيل). وربما حتى نخرج تهديد تقليص الضمانات. جاءت هذه الفكرة من مدرسة جيمس بيكر، وزير الخارجية في ادارة بوش الأب، لكن من بادر الى ذلك الان نسي ان وضع اسرائيل المالي الحالي ومكانتها في السوق المالية العالمية لم يعودا يشبهان ما كان سائدا قبل عشرين سنة. على أية حال، مجرد اثارة هذه الامكانية سلبي. في هذه الاثناء النتيجة الوحيدة هي تشدد الموقف الفلسطيني.
كذلك تثير الصيغة التي تتحدث عنها وزيرة الخارجية كلينتون في هذه الايام تساؤلات ما. إن ما هو ايجابي بيقين فيها الاعتراف بطلب اسرائيل أن تجدد المفاوضة بلا شروط سابقة. لكن كيف يمكن من جهة ثانية مثلا، تسوية التناقض بين الاعتراف بحدود 1967 والحديث عن "حدود آمنة". لان مجرد طلب اسرائيل حدودا قابلة للدفاع عنها، واعتراف مجلس الأمن بذلك في القرار 242 (واكثر الرؤساء الامريكيين منذ ذلك الحين) ينبع من ان خط وقف اطلاق ال