جريمة اسرائيلية أخرى !!
-----------------
استشهاد أربعة فلسطينيين امس، في قطاع غزة بنيران اسرائيلية سبقها
استشهاد الطفل حميد ابو دقة ) ١١عاما( الذي أقدمت اسرائيل على قتله بنيرانها
فيما كان يلعب أمام منزله في قرية خزاعة شرق خانيونس، لم يحمل صواريخ او
قاذفات ولم يطلق النار على القوات الاسرائيلية، وكل ذنبه انه فلسطيني رأت فيه
مروحيات الاحتلال الحربية وطائرات استطلاع دولة احتلال تعتبر نفسها الأقوى
في الشرق الأوسط، رأت فيه "خطرا" يهدد أمن اسرائيل ووجودها فاستهدفته
في جريمة جديدة تضاف الى سجل اسرائيل الحافل ضد الشعب الفلسطيني
لينضم حميد الى قافلة الشهداء الأطفال الذين استهدفتهم اسرائيل التي
تحاول في كل مرة تضليل الرأي العام العالمي بمبررات وذرائع واهية او بتعبير
عن الأسف لا مضمون له على ضوء تكرار مثل هذه الاعتداءات التي راح ضحيتها
أطفال أبرياء.
والغريب ان القوى الغربية في الولايات المتحدة واوروبا سمعت بما ارتكبته
اسرائيل وتدرك تماما ما ترتكبه ضد الشعب الفلسطيني، اطفاله وشيوخه ونساءه
دون ان تحر ساكنا ودون ان نسمع منها الادانات والاستنكار الذي اعتادت ان تطلقه
حتى في الحالات التي يجرح فيها مستوطن غير شرعي في الاراضي المحتلة.
ان ما يجب ان يقال هنا ان حماية الشعب الفلسطيني مسؤولية دولية وان
سكوت المجتمع الدولي وتحديدا القوى الغربية عما ترتكبه اسرائيل انما يشكل
وصمة عار لهذه القوى وتذكيرا بانها لازالت تتعامل بازدواجية مقيتة مع الشرعية
الدولية ومع حقوق الانسان، فكيف تطور اوروبا علاقاتها باسرائيل وتوقع معها
اتفاقيات توفر لاسرائيل امتيازات واسعة في مجالات التكنولوجيا والبحث العلمي
فيما ترتكب اسرائيل هذا الكم من الانتهاكات لحقوق الانسان علما انه يحظر
بموجب القوانين الاوروبية التعاون مع دولة تمارس مثل هذه الانتهاكات.
واذا كانت المحكمة العليا الاوروبية مخولة بطلب تفسير من اوروبا عن سبب مثل
هذا التعاون مع اسرائيل رغم حظره قانونيا فلماذا لا نطالب هذه الجهة القانونية
باتخاذ موقف سواء على ضوء استشهاد الطفل ابو دقة او غيره من الأطفال
الفلسطينيين او على ضوء الانتهاكات الجسيمة التي ترتكبها اسرائيل ؟
كما ان ما يجب ان يقال هنا لكل اولئك الذين يعارضون التوجه الفلسطيني
للأمم المتحدة لقبول فلسطين عضوا او الذين يتهمون الجانب الفلسطيني
بخطوات أحادية الجانب أن من يقوم بخطوات أحادية هو الاحتلال الاسرائيلي الذي
لا يستهدف فقط الأرض الفلسطينية ويبني المزيد من المستوطنات عليها ، بل
يستهدف الانسان الفلسطيني وحتى الأطفال الفلسطينيين والوجود الفلسطيني
برمته وقد حان الوقت لوقف هذا النفاق وهذه الازدواجية وهذا الانحياز الأعمى
لاسرائىل وممارساتها اللاشرعية.
وتدرك اسرائيل تماما ان اغتيال الطفولة الفلسطينية لن يردع الشعب
الفلسطيني عن مواصلة التمسك بحقوقه الثابتة والمشروعة، وان ما تدعيه من
تفوق أخلاقي ومن انتمائها للعالم الديمقراطي وتمسكها بقيم هذا العالم انما
هي ادعاءات سقطت منذ وقت طويل. فإن دولة تطلق نيرانها نحو اطفال فلسطين
وتواصل قتلهم لا يحق لها ان تتحدث حتى عن الأخلاق ولا ان تدعي انتماءها
الى قيم الحرية والعدالة.
وفي المحصلة، على اسرائيل ان تدرك ان دماء اطفال فلسطين لا تقل حمرة عن
دماء أي طفل في العالم وان لأطفال فلسطين أمهات وآباء وأخوة وأخوات وأصدقاء
وأن الشعب الفلسطيني لن تزيده مثل هذه الاعتداءات سوى إصرارا على التحرر من
نير الاحتلال غير الشرعي وأصرارا على مطالبة المجتمع الدولي بمحاكمة ومحاسبة
كل المسؤولين عن تلك الجرائم التي يصنفها القانون الدولي على أنها جرائم
حرب وعلى مطالبة المجتمع الدولي بإنهاء الاحتلال وتمكين الشعب الفلسطيني
من إقامة دولته المستقلة على كامل ترابه الوطني.