في ظلال آية فالق الإصباح / الداعية نائلة هاشم صبري/ القدس
--------------------------------------------
قال تعالى: «فالق الإصباح وجعل الليل سكناً والشمس والقمر حسباناً ذلك
تقدير العزيز العليم » الانعام ٩٦ ج ٧.
ذلكم الله سبحانه وتعالى فالق وشاق ظلمة الليل بعمود الصبح فتنقطع
الظلمة عنه وتزول، وجعل الليل سكناً يستريح فيه الانسان من تعب النهار
ويسكن فيه فتهدأ نفسه وخواطره وافكاره، فالليل سكون لا تنتشر فيه الحركة،
ويلف الكون الهدوء والسكون، فانفلاق الاصباح من الظلام حركة تشبه انطلاق
الحبة والنواة.
ونظيره قوله تعالى: «ومن رحمته جعل لكم الليل والنهار لتسكنوا فيه ولتبتغوا
من فضله ولعلكم تشكرون » القصص ٧٣ ج ٢٠
وفي الموطأ عن يحيى بن سعيد انه بلغه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم كان
يدعو فيقول: «اللهم فالق الإصباح وجاعل الليل سكنا والشمس والقمر حسبانا
اقض عني الدين واغنني من الفقر وأمتعني بسمعي وبصري وقوتي في سبيلك »
القرطبي ٧٢ ص ٤٥ . والشمس والقمر يجريان بحساب وعدد لبلوغ امدهما
بحساب مقدر لا يتغير ولا يضطرب، ويدوران لمصالح الخلق فطلوعهما وغروبهما
في ادوار مختلفة تحسب لهما الاوقات اي عدد الايام والشهور والسنين. ونظيره
قوله تعالى: «الشمس والقمر بحسبان » الرحمن اية ٥ ج ٢٧ . وقوله تعالى: «هو
الذي جعل الشمس ضياء والقمر نورا وقدّره منازل لتعلموا عدد السنين والحساب »
يونس ٥ ج ١١
ذلك اشارة الى جعل الشمس والقمر حسباناً فالله سبحانه وتعالى هو الذي
سخرهما وهو العليم بتدبيرهما وتدويرهما