منتديات الشاعر لطفي الياسيني
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة يرجي التكرم بتسجبل الدخول اذا كنت عضو معنا
او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة المنتدي
سنتشرف بتسجيلك
شكرا
ادارة المنتدي
منتديات الشاعر لطفي الياسيني
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة يرجي التكرم بتسجبل الدخول اذا كنت عضو معنا
او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة المنتدي
سنتشرف بتسجيلك
شكرا
ادارة المنتدي
منتديات الشاعر لطفي الياسيني
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتديات الشاعر لطفي الياسيني

لطفي الياسني ،منتدى لطفي الياسيني شاعر المقاومة الفلسطينية
 
الرئيسيةبحـثدخولالتسجيل

أختر لغة المنتدى من هنا


 

 قصة ستي بقلم: صالح صلاح شبانة

اذهب الى الأسفل 
3 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
لطفي الياسيني
لطفي الياسيني


أمير المقاومين

أمير المقاومين
معلومات إضافية
الأوسمة : شاعر متميز
فلسطين
قصة ستي بقلم: صالح صلاح شبانة Pi-ca-10
ذكر
المشاركات المشاركات : 78552
نقاط نقاط : 700464
التقييم التقييم : 313
العمر : 118

قصة ستي بقلم: صالح صلاح شبانة Empty
https://yassini.yoo7.com
مُساهمةموضوع: قصة ستي بقلم: صالح صلاح شبانة   قصة ستي بقلم: صالح صلاح شبانة I_icon_minitimeالإثنين 19 أبريل 2010 - 22:17

قصة ستي بقلم: صالح صلاح شبانة
----------------
قصة ستي
ملحمة تراثية شعبية استوحاها من ذاكرة الجدة
الداعي بالخير :صالح صلاح شبانة
قصة ستي مستوحاة من القرية الفلسطينية والبطولة جماعية رمزنا لها بجدتي وهي (ستي) ، وقد حاولت استعمال كل ما أسعفتني به الذاكرة من عبارات ومصطلحات شعبية كان الناس يستعملونها فيما مضى ، حرصت الأجيال القادمة على التخلص منها واستبدالها بأخرى ، وكأن ماضي القرية مخجل ، والخلاص منه هو الخلاص...!!!
إحساسا مني بالقيمة الحضارية لتلك الحلقات من حياة السلف ، جمعتها بهذه السيرة الخالدة لستي مثلي الأعلى بتراثي الخالد ، والتاريخ الفلسطيني الخالد....
نصيحة لمن يريد الاستمتاع بهذه السيرة الخالدة أن يقرأها كاملة أو يتركها كاملة...وشكرا ،
(1)
لمَّت ستي تاريخها الشفاهي في شطفة عُرسها اللي انعقد في سنة السفربرلك
وعقدت الشطفه وأودعتها أمانه جوّه عِلبتها مع الثوب والشداد والمنديل واليشمك
وقررت تبطل الحكي ، وتلتزم الصمت ، حتى لو الصمت حَرَق كلوتها وللقلِب حَرَّق
وما تفيِّع لسانها مثل عش الدبابير يهيش علينا كل ما ثارت ثورتها وتهيص با لمِطرَق
صُمّ صُمّ ، ينحبس أبوه جوّه الخم اللي بده يحكي !! ولاَّ إللي بدّه بكلمه يَنّطَق
منها وعليها ، رغم انه الحكي حكمتها ، وكلنا تلاميذ في مدرستها للعلم بنتحَرَّق
قررت ستي تخنق جوّه الصدر اللي مثل البير تِنحَض منه كلمتها با لدلو اللي عَ الباب معلّق
وقررت تسكِرمحجر العين ، اللي بسَيِّح عَ الوجه لِمغضَّن دمعتها وخدودها فيه تِغرَق
وتصَب على وجهها شَمِع ، وتِجْمَدْ البسمه الطيبه عَ شفتها ، وتبطِل تتأمل وتِقلق
راح تاريخ ستي لِمْطرَّز في قلبي العاشق بالرنجس والحنّون ، بالحرير لِزّرَق
لِمّعَمِّر مثل الزيتون ، الشامخ مثل الحور والزيزفون ، وهذي قسمتها والله وَفق
(2)
بقت ستي مِن ما وعِي عقلي معنى الكلمه عايش في هواها سوّاح
وبقت ذاكرتي اتجّمِع خواطرها الهايمه مع فَراش الحصيده وهو غادي رَوّاح
وأغاني الزيز اللي بتناغي شمس النهار ، ونجمة الليل وأهازيج الفلاح
بقت ستي تاريخ مكتوب عَ تلوم الأرض وجوّه رحمها كل ما المطر للأرض باح
بسر الهوى الخالد بين الغيمه وحفنة التراب تسمع طقات بوساتها بترد الأرواح
و بتتنطط مع السخول في صيرة الغنم .... وتطرب عََ شبابة الراعي في ِلمْراح
تاريخ يضب ها لأرض على وسعها في إيد ستي مثل شطفة الحرير لِمعَطَر الفوّاح
بتغمض ايدها عليه ، وبتشم عبقه اللي معبي الهوا يتغلغل في الخلايا ويداوي لِجّراح
ووقت ما نلتقي سوا ، تتفتح راحتها وتنشر شطفتها ، وساعتها تنشر الدنيا بالأفراح
وتغني الصبايا في عرس الزين ، لعريس الزين ، كان خالد إسمه ولاّ صلاح
الحان تقطر بالزيت لِفغيش ...يغمسها الفلاح بالخبز السخن ، إتحَلّي جَمّعِة لِملاح
وتزهى قريتنا بالحلم الناعم ...الراكض في الحواكير والحرايق والموارس ..الجاري ..الرّمَاح
السابح مثل قطر الندى فوق الموارس ، بالفرح مثل قطر الندى عَ السَبَل سوّاح
بقت ستي تصَحَي الشوق كِلْ ما نعّوَس وكبّا ، تيقوم يشِد الفرس ويطارد في لِبطاح
إتحِثّه يقوم ..يصحى من الحلم ، ايبوس شعاع الشمس اللي بالدفا فاح
بقت ستي ماضي مجيد ، شروشه مسَلَعه جوّه الأرض تتنفس زهور ، حَنّون وإقاح
(3)
كل ما نام الحِلِم وجنزر مثل نحاس الدسِت ودَلّة القهوه وانهَزّ فيه الحذِل والسرير
تِحمله ستي للمبيض ، يجليه لِمبيض بالنشادر والتوتيا ويطرزه بتاريخ القريه والحرير
وكل سرحه من سرحات خيالها مرشومه بالقلب لِمطرزه عَ القبه والبنيكه والأساطير
بقت قريتنا منبع للفرسان اللي بشدوا عَ الفدان ويخاووا بين لِحمار والثور بالنير
بقت قريتنا منبع للحضارة تتعانق فيها روما والإسلام ، وفيها دَحّا الفنيق واليوم العصافير
و لمّا اتدُّق السكه في الأرض ، بنتصروا الفرسان عَ الأرض البور ، وبكَسّروا الكَدَر تكسير
بزرعوا القمح ، عنوان الربح ، ضمانه من الجوع ، إيملي الكِمِرْ ، ويسند ظهر الفقير
إللي بلِم الصليبه وبِذَرّي ، وبعدها بملي الكيس عمله ، من قروش وشلون وبرايز ودنانير
فرسان يحلى للصبايا الغيد تسطير أمجادهم عَ الأرض بمهاهاه ، وزغاريد تهدُر هدير
وشوباش يُضربه ندهة فخِر جهوري الصوت ، يعلن الفرح في عرس الأرض الكبير
وكل موسم بقى ايخص ستي عرس ، مثل نشيد الوطن اينسِّم علينا وفوحه ايطير
إنّزِّف الغِمِر والراجوده والصرابه والطرحه والصليبه والخابيه والبايكه وذيال البيادر ومَيّة البير
بقت ستي تِحْفَظ اسم الله العظيم جوّه قلبها وحُب الأرض طريق قلبها ، والهدف والمصير
وتفاصيل يهمسها الشحَف للصرار ، والكَدَر للعَجّه ولِغّبار ، ومن الدحو زقزقات العصافير
بقت ستي تِعّرِف البغل الشاموص من الهادي المطيع ، والجحش الخِدِر اللي لطبعه أسير
وتحَذِّر من القيقوب يقرِّب من البقر ، تيوّفي الحرّاث ، وتِعْرِف إنه التلِم لِعّوَج من الثور الكبير
بقت ستي تاريخ يمشي عَ الأرض ، متباهي بشروشه وفروعه ... ويزهى بالورق والأزاهير
تِحفظه في قلبها الريان ، وتسقي كل ظامي عطشان ، ناشف الريق ، قد العطش من النبع والبير
يشرب لمّا يرتوي من غير كبكبه وهَدِر ، ومن غير ما انقطِّر بالقطاره بُخُل وتقتير
(4)
لمَّت ستي تاريخها وربطته في شطفة الحرير اللي خبَّتها في علبة عرسها مع القذله والتقطيبه ولِوقاه
وغامت نفسها العاليه قرف من التقلط على التقدم والتطوير ، اللي حقه نبيع الأرض ونفرِّط بالحياه
وسَبَّت التقلط على التقدم ، على اللي بتقلطوا وبتقدّموا ...وبكبروا عَ ترباية النعجه والشاه
وبِرهنوا رغيف الخبز ، لمّا قتلوا مارس القمح وباعوا أصلهم وفرعهم لَجْل المفاخره والمباهاه
وحِزنِت عَ القريه اللي صبّوا على وجهها شمع امسَيّخ وتناولوها بشقعه عَ مقفاها واهواه
ودَبّوا نار الحقد في ذيالها ، ونفخوا عَ النار تيفرقع شرارها وشالوا بصمة القريه عن الوطاه
وذابت نفسها حزن وأسى عَ اللي باعوا الأرض وفدّان البقر ونسوا روبة اللبن والمَسَاه
وقتلوا بصمات ميّات وآلاف السنين حضاره صنعتها البقره الخوّاره من الجهد والمعاناه
عَ اللي باعوا مارس القمح ، اللي أهلهم وفميلتهم أفنوا العمر يخدموا تراباته والحياه
بين رجوم ها لأرض ورسومها ، وظلوا شوامخ بواسق ...مثل الجبال والشجر عُلاه
ظلوا بين رسوم ها لأرض ورجومها، يبنوا مناطير ويسنسلوا وما نخّوا هذولاك الفرسان العُتاه
اللي لمّا اترجلوا بعد ما سطروا النصر عَ المحِل والقحِط والجراد الغازي اللي هجر الرمل وصحراه
وهاص عَ الموارس والحرايق ايصَحِرّها، بعد ما ارتقت جنه خضرا فوق المناخير والجباه
هذولاك الناس إللي الأيمان من راسهم لساسهم ، كل ما اتأخر الغيث استنجدوا بالدعاء والصلاه
يرسل عليهم رب الكائنات بعزته وجلاله غيوم ملقحه بقطر المطر تعصر عليهم المياه
تِسقِي الشجر وتحمم الحجر ، كل ما الشجر أينع وأثمر ، تنبت ثمر يقطر بالسكر وكله حلاه
ذابت نفسها حزن وأسى عَ اللي باعوا مارس القمح للعمارات والفِلل ودشرّوا الصفاه
عَ اللي باعوا الأرض وأكلوا بحقها ومستحقها فلافل وكراعين ، وغضوا البصر وصاروا عُماه
وركبوا الأتومبيل اللي نفّر بزامور الطوط طيط الغنم والحمام ، وهو ما بسوى شحفة صرار..!!
(6)
بقت ستي تموت كل يوم وهي تشوف أرض أبوها وسيدها كابر عن كابر المجبوله بالعرق تبور
وبقت تأسف لماّ تشوف محل القمح والسمسم تعلا فيها عمارات الطبزه والمسمسم والفلل والقصور
وما بقى في نظر ستي هذاك المنظر الحضاري لماّ يتعانق في البصر الأتومبيل والثور
وقفة القصر حد طابون الزبل ،مثل وقفة غرفة الطوب بحد بيت العقد ،مثل وقفة السنسله بحد السور
ما بقت ستي ضد البنا والعمار ،ابنوا وعمروا في راس الوعر والطور والأرض الصيلخه فوق الصفي والصخور
تتظل الأرض حلم ينام مثل الكحله في الجفن ..وما تذوبه وتسيّح مجاله غير الدمعه يتجلى بالنور
بقت ستي من جيل نبت لحمه وربي واشتد عظمه ..لحم أكتافه من خير ها لأرض المصيور
لِمزينه بالنبت والشجر ،دوالي مبطحه عَ الأرض ،ودوالي مشعبطه عَ لِمعرشات بحب وسرور
وبقت الأرض امطبَّعه ببصماتها وبصمات سيدي .. بصمات تشع بالأصاله والفرح بالنور
بأصبعها وقاع البلغه ومشاية البلاسكو الطبيخ وبحذوة البسطار ..والعمر المنذور
وإن نامت تحلم في لِحراث ،الكراب والثنايه ..وتتشكل بالثوب وتعبي حجرها وتنعف بذور
في التعشيب وقص الفريكه والحصيده والرجد والبيادر ..ولوح البغل والبقره
عَ الطرحه يدور
ما بقت تطرب غير للجنادب والزرازير وتحضن حلمها اللي هَدَل للحمامه وزقزق للعصفور
وتنام ليلها مع عوي الكلاب ،تتبادل الغزل والحب في هزيع الليل بلا أحلام دفشه تحط في النفس كسور
(7)
بعد ما ستي اتجوزت سيدي ، وحطته كحله جَرّها مِرِوِد الغِوى والغرام عَ الجفِن أحلى كِحله
وستي بقت حلوه ، قمر في ليلة دُجى بدر ، وبقت كل ما شَبّت وكبرت في العمر تِحلى
وصار همها حلم العيله ، وتشوف حصيرتها تنغل بالزريعه والذرّيه... بارك الله وما شاء الله
زريعه مباركه يندهولها يمه..وتقِر عينها بالفرحه اللي ما بعِدها فرحه ، وتسعد المقله
وكل جيل يخالف اللي قبله ، وان انسجم معاه راضي ولاَّ راضخ ... ولاَّ مش مفرقه حيا الله
بس الجيل اللي بعده جيل فاسق زنديق مخالف وموارب ، تلاقيه بلا قافه رابض عَ القلب عِله
قد ما يحاولوا يتقاربوا يتباعدوا ، بينهم سنين ، والسنين محّايه بتمسح وجوه بقى إلها طلّه
وبترسم بصمات جديده،بكره بتصير قديمه،فيها الحلو وفيها الحامض ، وفيها نكهه وطعم لكل أكله
جيل ما بشم ريحة العرق في الأرض ، فايحه من الرِّبّه لِمخَزَّنه ، ينشر خصب وعطا من الغلّه
ولا بعشق السبل المحني بتواضع وإيمان وخشوع للمعطي الرحمن، تشوفه في كل مارس وخلّه
جيل ما ببوس رغيف الخبز ، ولا بقول الحمد لله مخرج الحي من الميت ، يا رب تنتلي الخابيه والقبعه والسله
يا رب تحفظ ها لنعمه وكل نعمه أنعمتها علينا وتبارك النا فيها ، وتحميها وتحمينا من الزوال والزله
جيل بأنف إيشِم ريحة الغنم وبكْرِه جرس المرياع ، وما بحب يسمع مقاقاة الجاج ولا الزقزقه ولا الهَدّله
مُسْتِعر من القريه وحياة أهلها عَ السبحانيه ، وبأنف من خدمة الأرض وركوب لِحماره والبغله
جيل بنكر فضل الصابون ودقة الطيون ، ورقاقة العجين على الكسر والجرح والملِع وكل بلوه وعِلّه
بنكسر البيض وبنبشر الصابون ، وبنشد العضو ، وبنداوي الكسر وبنطهر الجسد وما في في الطب مثله
(Cool
تاريخ ستي تاريخ ممدود طوله شعاع الشمس اللي بصب من عالي السما فضل من الله عَ الناس والبشر
ضوّ ودفا ، عَ الأرض المنذوره بالحب والوفا ، وبنعكِس ضوّ الشمس نور اينّوره علينا القمر
تاريخ ستي محفوظ في الذاكره الشعبيه خرّافيه تنقال قدّام لِوجاق ليالي السقعه والمطر
تاريخ ستي محفوظ صوَّر وأمثال، وأساطير وألغاز ...وحزازير تِحلى عَ المناطير ليالي السمر
خراريف مثل عيشه جراده ، وبنت حكمون اليهودي والشاطر حسن وجبينه مسَطَرّه بالحكمه والعِبَر
تاريخ ستي مبصوم عَ طابو الأرض حق مبين مثل عين الشمس ، عَ الجبين مخطوط مصير وقدَر
ما قدرت تمسح بصمتها عنه كل قِوى الظلم اللي الشعِب رزح تحتها ، وذاقها ظلم ومنها انقهَر
تاريخ ستي سيره شعبيه ، قدّيش غنّاها الشاعر عَ الربابه بصوت شجي حُزًن عانق الوتر
وترَنَّم بأفعالها الكبيره ، لِمنَسّمَه عَ الأرض ريحة عطر يفوح من الحقِل مشَبَّع بعبق نِوّار الشجر
مثل عنتر عبس وحمزه البهلوان وسيف بن ذي يزن ، سِيَرّ خيره تبخ مثل رش المطر
وتغريبة بني هلال ، ولِمهَلهَل الزير سالم ، وبين ربوع نمر بن عَدوان ، والف ليله وليله شد السفر
تاريخ ستي تاريخ مسطور عَ الجبين مكتوب بين لِعيون بمية الذهب جوّه حنان القلب انعمر
تنبض آهاته جوه القلب ، استقت قوتها من الصدق اللي بسكة الحرّاث انكتب عَ التلوم وانسطر
بقت ستي تحفن من أمجاد القريه وتلتهم ملا غرفاتها عِلِم ، جوّه نفوسنا، بعدها انتشر
ودماغها البسيط بقى سراج زيت يبدد العتمه وينبه الأمه كل ما غفلت وصابها الخدر
ايحَفِز طاقاتها الكامنه جوَاها الخامله مثل عصارة الشجر تِسري بفروعها تالي الخريف اللي احتضر
وأول الشتا لتاليه ، مع سعد السعود تدور اللي كامنه جوّاه متحفزه لطقه مثل الشرر جوّه الحجر
تقدحه مع زناد فكرها ، تولع همم خاويه إتدِّب فيها الحياه مثل ما دبت بالشجر
تِطلعها مثل العنقا اللي نعفت الرماد وطلعت مثل طير الفنيق اللي فج من قاع البحر
تاريخ ستي ذخيره مليانه أمجاد ، تقحفها مثل الطحين من الخابيه لأكلة مخمر ولاَّ قراقيش الخاطر إلها انجبر
مثل القطين والزبيب اللي نام عَ المساطيح قبل ما انخزن في الخوابي لِمطينه ، مثل الفرح كل ما جوّه النفس انعكر
تاريخ ستي مثل جناح يرفرف وبعلي في عالي السما ، وساحات المجد مثل راية النصر على مد البصر
تاريخ ستي مثل غيوم السما لِملقحه بالغيم لِمبارك .. مثل الدِيَم المعصرات اللي رح ينزل علينا منها مطر
(9)
بقت ستي طبيبه بالفطره ، عمرها ما مسكت قلم ولا دفتر ولا فكت حرف ولا سحر ولا رصد
ورغم انها ما بقت تعرف الأليف با ، بس بقت بالخبره والحياه عالمه بكل خفايا النفس والجسد
بقى طبها عضوي ونفسي ، توخذ بالأسباب وتدعو رب الأرباب اللي مالك النواصي الواحد الأحد
وترفع ايدها للسما وتخفض بصرها حياء من الله وخفر وتبتهل بذله واستكانه وتناجي الفرد الصمد
بقى دواها آيه كريمه من القرآن العظيم حفظتها أب عن جد عن اللي قبلها من الزمن اللي ابتعد
وورَثتها للي بعدها تعطي مفعولها بالصدق والمحبه للأهل والجيره ، للولاد وللحفاد وعموم أهل البلد
بقت اتداوي بالصدقات ، وتطعم الجيعان واتحِنْ عَ المحروم وتكسي العريان اللي بدنه من البرد ارتعد
بقى قلبها كبير كثير ، لو حطت الدنيا جوّاه يوسعها ويكبكب عَ الذيال ويفيض عَ لسانها شكر
وحمد
ما بتسمع غير الحمد لله تجري عليه ، وقلب عامر بفيض الإيمان ، قلب مفطور عَ الحُب مسلح بالصبر والجَلَد
بقت ستي حلم ريّان ، لو نام مثل عصارة الشجر ، بُرُد في الخمسينيه يدور ويهتف مَدَد يا ربي مَدَد

يتجدد من جديد ، مثل حبة القمح الحبه ترمي مِيه والخير ببركة الله يكثر زيادة عدد
لكل مناسبه فيها فرح ولاَّ حزن ولاَّ أمل ورجا ..لكل فرحه موسم لكل صبي يتطهر كل ما انولد
مولد ينقرا في الدار ، عَ رز ولاَّ برغل .. ولاَّ عَ جريشه .. ومن اللحم من ما انوجد
عَ خروف مربرب ليته تلولح وراه ، بقت ستي طول الربيع اتزقه العلف ، قديش شوالات منها جَبَد
ولاَّ عَ ديك عُتقي قد السخل الزغير يقظان طول الليل ، انخمدت كل أصوات الكائنات وصوته ما انخمد
عَ زبيب ولاَّ عَ قطين ، ايحَلّوا بطوراتهن ضروسهم واسنانهم الطيبه عَ الأكل اللهم لا حسد
وعلى ذكر الله سبحانه وتعالى وذكر نبيه عليه ألف صلاه وسلام وتحيه واكرام ..للأبد
يطلع الشر برّه وبعيد ، وبقت إتآمن بالخرز والودع اللي كل ما شم العيا ريحتهن ابتعد
وتعلق في صدر الدار رغيف رمضان وكف فاطمه الزهراء وبنصه العين الزرقا ترد عنها الحسد
وبالخرزه الزرقا وحذوة الفرس وشقفة الشَبَّهْ وبشوية تراب من عند قبر النبي جابهن كل من عنده قَصَد
وصورة الخضر لِخضَر وهو يحشي رمحه في حلق التنين ، تلاقي الشر بره وبعيد منهن ابتعد
سَلّع في الصخر وفتت الصوّان .. وطِلِع شامخ لفوق ، قدّيش قصه حكى عن ها لشعب وسَرَد-رغم القهر والحرمان ، رغم الوجع والآلام ، صابر صامد رغم الظلم ووجع القلب والكمد
وعلمتنا ستي إنه التاريخ بقول: شعبنا حي ما بموت ، صخره على صدر المعتدي للأبد
ما دمنا بنتوارث حُبُه وبنرضعه مع الحليب .. وقلوبنا مثل عيوننا عليه ..حامي ورصد
(10)
بقت ستي مليانه أحلام ورديه ، وعندها عِلِم لو انفرد على ها لأرض بغطيها محفوظ جوّه المُقَل
بقت اتعبر عنه ببساطه وتلقائيه بالمتوارث بين الناس حكمه شفويه .. وعلى رأي المثل
بقت ستي عدوه لليأس والإحباط ، وموتها والخذلان ، أملها بالله العظيم ما في أكبر منه أمل
وطول عمرها حامله مذروبها مثل السيف اتحارب العدو المتربص اللي كل ما لاحت له لوحه قتل
بقت ستي البطن الكنز اللي أنجب لها لأرض فرسان ، ورجال سطروا تاريخ من جيل لجيل انتقل
منهم حمل السيف وحمى ، ومنهم حمل الفاس ، زرع وعَمَّر ، ومنهم نذر نفسه للقياده وبالعباه اشتمل
امتهن الخير والإصلاح ، وقدّم رزقته للكرم والجود .. أفنى المال لكل مناسبه وحادث جلل
والفقر مش فقر المال ، ما فقير إلا فقير العقل ، ظل عالي الذكر محمود على كل ما قال وفعل
طيب الثنايا،أبيض الحنايا،كلمته سيف عَدِل عَ الظلم والجور،يفلق هامة اللي قسّموا الناس ملل
عَ اللي شرّخوا مجد ها لأمه ، وعاش أصحاب المال بمالهم ، وهو عاش بالذكر الحميد اللي ما خمل
بقت ستي تعاملنا مثل الشجر ، تزرعنا وتتعهدنا وتقَوِّم عوجنا وعودنا طري قبل ما نضجنا اكتمل
إن عطشنا تسقينا ، وان فَرّعنا تقنبنا ، وتضبنا على بعضنا ، بقت صلبه بالحق ، وما يهمها الرضى والزعل
بقت مليانه أمجاد ،ما بتعفرها العَجَّه ،ولا بتأجل قضيه لبعيد ولاّ قريب ..مهما يبقى هذاك الأجل
بقت سد منيع ،ما بتخاف السيل ،تحجزه من وراها ،حتى لو بلغ الزبى يسكن ذليل مهما وصل
بقت معروفه ،تعرفها لما تولع الكبّاره ويصير النتش يوز جوّه اللتون ..خصل خصل
يمرق من تحت شاعوب لِمخصِّل ،عَ النار اللي بتطقطق ،تحمّس الرجال وتحثهم عَ لِمثابره والعمل
بقت معروفه ،تعرفها وقت بناية البيت تهاهي وتلخ الزغروته ..لكل شغيل فارس بطل
توقد الشرار في عروقهم ،بنخوة المجد اللي بتحيي همم الرجال وبتطرد عنهم بقايا الخمل
بقى البيت حلم نايم جوه قلوب وتحت جفون الناس ،يحققه كل من نوى وشمر عن ذراعه واشتغل
بقت معروفه وقت فتل الشعيريه والمفتول ،عمل مرستك ومش كل من فتلهن فتل
تلاقيها جَمَله وقت حرق لِفريكه وسلق البرغل ،وقت حشي التبن في الخيش والقصل
بقت معروفه وقت الحليب والترويب ،وخض الرايب وطعم الشنينه عَ القلب نهل
وتجبن الحليب بالمساه ،وجمع الزبده وتقشيد الزبده ،ونيال كل من حضر أكل
بقت ستي تاج راس القريه ،ترشفها بالزهور مثل قطر الندى الصبيب كل ما هطل
وبقت أن شمرت عن ذرعانها ودقت راسها بالعمل تشهد لها الشمس بالفخر والبجل
ويشهد لها الدست مهما انطبخ فيه برغل وفريكه ..ورز والرز ما هو عيش ولا محتفل
وتشهد لها الكراعين اللي بقت اللي بقت تعوض الجسم كل ما نقض منه الزفر ،بالقفره والبصل
ستي عمرها من نَخَّت من تعب ولا جضت من شقا ..قد ما حملت من الزمن تقوم وتهبط جمل
(11)
بقت ستي آمال وأحلام ،الله حباها بالقوه والحكمه ،والحكمه ضالة المؤمن وغب الطلب
وأجرى على لسانها الطيب أروع حكي ،طلي ندى يقطر عسل من عيون الحكمه والأدب
بقى حكيها مثل تلقيط الذهب ،سلس وبسيط وممتع كل ما عتق بغلا مثل الذهب
سهل ممتنع ،بس شروشه الضاربه جوه الأرض بتعطيه قوه وعنفوان وبثور عَ الغاصب غضب
سلس وبسيط ،معبّر وغميق يشدك ويخليك تعيش دهشة الجمال وتفسّره حَسَب وحَسَبْ
برّن فيك مثل الجراس ،وبحرك فيك شهوة الجذل ..وما بتحس بحالك إلا وانت بترقص طرب
حياتها مواسم ،موسم رايح وموسم جاي ،مسرّبه ورا بعضها مثل برج درب التبانه عز ونسب
بتشيش بالفرحه ،تغذي الجسم لما ينمو العضل والروح عابقه بدهشه تفوح بأمجاد العرب
بقت ستي أسطوره مطرزه جوه القلب والروح ،سابحه بالفضا ترفض الخزين جوه العلب
وحتى لو الجسد رقد وطلعت الروح ،بتطلع من القبر زنبقه بيضا من تراب القبر والحصب
بقت ستي تنطق بإلهام من تجربة الماضي والأيام،حكيها عَ الفطره يصيب المخ ومركز العصب
يسيل الحكي الحلو عن شفافها مثل وشم السيال حلو ،يضاهي بحلاته حلاة الرُّطب
عملتنا علوم لوّ حملناها بأمانه ،كان عِشنا بقوه وهَنا ولا حدا سرق من حضارتنا ولا سلب
كان ما طمع حصيني بجاجاتنا ولا ذيب بغنماتنا ولا دبعي قدر يخطم خطوه جوه كروم العنب
لو الحقنا اللي استباح هيبتنا وزرق على خمنا وسرق الديك وطلع سالم غانم بما نهب
كان لا راحت الشاه ولا البقره ولا طمع الحرامي البُشت في سيرتنا اللي سابت وكل من فينا ضرب
علمتنا ستي أنه اللي برشنا في الميه نرشه بالدم ..ونرشه بحر النار وبلسان اللهب
واللي يدوس طرفنا ندوس راسه ،ونحرق ساسه ،وما نخلي شعره في شاربه اللي انتصب
علمتنا ستي كيف ننتصر عَ الضعف والخور ،وما نرمي حملنا غير على الله وما نوقف مثل فزاعات الخشب
بس لما ضيعنا وصايا ستي ورمينا علومها من ورا ظهرنا ..صرنا مطسه عَ الظهر مجمع العصب
واستباحنا كل كلب ذايح هامل ..وكل من شافنا لاحنا وسقطت هيبتنا وما حدامِنّا ارتعب
(12)
لمت ستي تاريخها وآثارها في شطفة الحرير وحطتها جوه علبة عرسها ، المطرح الوحيد المؤتمن
بعيد عن إيد السارق والمارق اللي ياما سطا في عتمة الليل على حضارة الأمه وتراث الزمن
اللي ياما وياما سرق مواثيق وورق، وحاول ايزَوِّرها ، ويكسر الربابه واليرغول ويقتل الشجن
لمت ستي مواثيقها وأشجان قلبها وألحان روحها ونعسات أحلامها، وكل إشي في حياتها حسن
بعيد عن زعيط ومعيط ونطاط الحيط ، بعيد عن سنكوح وشرتوح والعطايلي عدو لِمرِّوّه والمهن
واللي من جلد الوطن مسلوخ ، ولِقرَع ولِمصَدّي وابو رياله سايله ولِجّرَب اللي كاسيه العفن
لمَّت ستي آمالها وأحلامها وزبدة أيامها اللي أطلعتها من بعد ما تعبت وصابها الوهن
من خض التجارب في سقا الزمان مثل ما بتخض اللحليب الرايب اللي معبي الطوس تتطلِع اللبن
خطوات الحياه اسرع من خطوات ستي ، لو ظل فيها قوه وحيل تتصارع هي والزمن
كان الزمن ما أركنها ، وعدّى عنها وراح، وخلاّها تجتر الذكريات المُره من الحَزَن
بقت تمشي عَ ثنتين ، صارت تمشي عَ ثلاث ، واتروج واتموج ، ورخرخ منها البدن
ولمّا اتهاوى جسدها اللي بقى قوي وفتي ، وصار طريح العيا ولِفراش يجتر ذكريات الزمن
كل احبابها واصحابها راحوا قدّامها ، وظلت عَ الأرض تعلمنا كيف نتعب ونخلي أرضنا جنة عدن
صعب اتظل ورقه صفرا معلقه عَ الشجر وكل ورقها سقط ، وأخذته الريح في ربوع الوطن
كل بنات جيلها اللي بقن صبايا حلوات مثلها ، وتجوزن وخلّفِن وماتن ولبَسَتْهِن بأيديها الكفن
بقت تعيش من أجل حلم ، تشوف لِبلاد رجعت لهلها ، حلم عانق وسادتها ولشرب دمعته امتهن
تنتعش أرواحهم بريحة البياره..يااااه عَ ريحة البياره، ترجع فرحتهم وتزول عنهم المحن
بس أحلام ستي بقت تسقط كل يوم حلم ورا حلم ، أحلام مثل الجمال مقرونه بحمار ورسن
زعامات منفوخه بالورم ، تصف حكي مرستك ، بس عمر الحكي ما انخبز منه ولا انعجن
كل واحد قليل إحسان ، ملس اللسان ، ساحبه مثل الحبل ،صار صفه منه ، وفيه اقترن
واللي هَد حيل ستي وخلاّها تتمنى الموت ...انها صارت على هامش الحياه ، تعيش برّات الزمن
شو نفع الحياه بعد ما مات مارس القمح ، وماتت حاكورة الدار ، غير اشهار موتها للعلن ؟؟
بقت ستي تقعد وتتذكر ، وتعصر الذكريات وتلاقي دمعها السخن اللي في المحجر يا ما انسجن
يسيل من عينيها شرّار ، يملي غضون وجهها وتجاعيده ، أشكره خبر على عيون العلن
ما عادت هذيك الختياره الجبّاره ، صارت تنتحر بالدوا والعلاج ، ترّعَم حبوب ملات الحفن
بقت تقعد وتتذكر ، وكل ما اتوقدت ذاكرتها وتوهجت ، إلِم قلبها وفاض منه الدمع والحَزَن
بقت بقد ما حبَّت الحياه تتمنى الموت ، تتعود من غربتها اللي طالت ... وتقاذفها الزمن
كل احبابها واولاد جيلها طواهم الموت واستراحوا ، بس يا ترى ؟ الموت بريح البدن؟؟
(13)
ها لنفس مثل موج البحر ، بتموج فيها قوه وكبرياء من ضربة الفاس ، ذرعان عضلها انفتل
ومرّات ناعمه وملسه بتداعب الرمل عَ الشط وتناغي بحنان الرمل وتحمم الحصى بحب وجذل
بقت ستي عروس الأرض،وإلها مع الأرض تاريخ مليان عَ الآخر جهد محمود ،بالشغل والعمل
بتصَدّر ها لتاريخ فارس قلبها ..سيدي ، ما غيره اللي عَ الفرس البيضا دغاليس الصبح وصل
لقيها بتستنى فيه من سنين طويله،وجهها مشرق ريان مثل شفق الصبح مشحون يفيض بالأمل
سألها:يا ترى هالصبيه اللي واقفه عَ طريق الفرسان موافقه تنعشق وتنحب وتتجوز على عجل
ما حكت ، سدلت جفونها،واحمَرِّن خدودها،وعرف جوابها،أردفها وراه بعد ما في هواها انتقتل
وبعد ما اتأهلوا عَ سنة الله ورسوله فتحت اوراقها واعترفت بعد الحلال من غير حيا ولا خجل
ولا خفر العذارى اللي بضرّج لِخدود الحلوه وبرفع اللي جوه قلوبهن اللي بترويه العيون للمقل
اعترفت ستي لسيدي إنها حبته من قبل ما أبوها تجوز أمها ونقلت فيها ،حب قديم متأصل من الأزل
حملها وراه عَ الفرس البيضا وطاف فيها في كل موارس القمح ومقاثي الدنيا بلا تعب ولا ملل
لمّا سيدي تجوز ستي ، بقى حدث حكت عنه كل الأجيال بطرب من جيل عن جيل روى ونقل
اتجوزت الغيمه لِملقحه بالغيث والمطر من الأرض اللي ثراها ناشف عاشق الميه والبلل
وقبل ما غسلت حنة العرس اللي بقى على إيديها ورجليها مرَطِّب وجسمها يمص حمرته بالهبل
بقت سارحه عَ المارس تقص فريكه ،تحصد قمح ،ترجد عَ البيادر ، وقبل الدّراس تقشش سبل
بقت تحس الكروم والحواكير والطيور والطوابين ، تبارك لها بالعرس وتناغيها بحكي الغزل
بقت ستي قد الحمل وقدود ، مشبعه بالحلم مثل ما الرِّبّه مفشيه تخزن جوّاها الميه والبلل
مشبّعه بخزين المطر اللي منه بطلع القمح والشجر ، وبتغوِّل المقاثي وبتدّوَر البصل
بقت ستي مثل الأرض العذرا المشتهيه ، تموج بالورد والزهور ، تلقطها وتبقلها بُقل
بسراج الغوله وقرن الغزال وعين الديك والطوطو عيني ، خليه بتصنع جوّاها العسل
بقت ستي ندهة الحب ونشغة القلب ، ودمعة العين وضفاير الشعر اللي نزلت من البُكَل
والمسَرّه اللي عَ الأرض تحيا بصوت الآذان ودغاليس النهار تطلع من الدغشه لابسه الُحُلل
بقت ستي سر الخلود،أنعشت فينا الآمال والأحلام ، وحفزّتنا وكِرهِت فينا الخمول ونركن للكسل
وخلتنا نعشق الأرض ونبوس التراب ونقدِّس الشغل اللي شحنّا بالعزم ونفخ في ذرعاننا العضل
(14)
بقت ستي تصنع الأمل في الحياه مثل ما بتصنع الراويه أحداثها من قلة النوم ، ومن الأرق
مثل ما بصنع الخايف المهلوع وسائل أمنه وأمانه من الحِيطه والحذر،من الترقب الدائم والقلق
بقت تصنعها مثل ما بتصنع أثاث الدار من القش والفخار،وتطرز حياتها بالعمل وعملها بالعرق
بقت طيبة الثنايا ، صيتها ملاّ لِبلاد وحكوا فيه لِعباد ومحاسنه وثناياه تسطرت بالحبر عَ الورق
قبل ما دخلت صومعة الصمت وصَمَّتت عن الحكي وسكن لسانها وما عاد للحياه هذاك الألق
حزنها عَ الزمن والناس والدنيا اللي تغيرت أكبر من احتمالها ، وثمها ما عاد حكى ولا نطق
وبقت حارسه على تراث أهلها ، ولجدودها في قلبها وعيونها كتاب مفتوح ما انغلق
تقرا علينا فصوله ، قصة شعب يا ما شقي وتِعِب ، ياما انظلم يا ما انقهر،ويا ما عاش بالضنك
بس ظل عالي مثل نجوم السما ، واذا البصر قدر يقطف نجم كل ما قصف الرعد والبرق بَرَق
النجم عصي عَ الكف،وما بنحط بالجيب ، بظله في السما يعلن التحدي،يعانق الفجر والشفق
بقت حارسه عَ تراث أمه تغرّبَت وشلحت الأصاله ودشرت كل إشي للي اشترى وللي سَرَق
بس كيف يوصلوا لقرارة قلبها ويقحفوا من جوّاه خزين الأيام والسنين اللي بعد فيه العَبَق
ظلت مثل الفلاح الوفي اللي رفض يبيع الشجر لمواقد الحطب ويشوف عَرَقه جوّه النار احترق
ظلت مثل الفلاح النشمي اللي بنكش على عروق الشجر بأيد والسيف بأيد للحرامي إذا مَرَق
بقت ستي منذوره للأرض ،ولما ماتت الأرض ظلت منذوره لسرد التاريخ اللي انحب وانعشق
تقعد عَ المنطارتجول ببصرها يمين ويسار،عينها مثل عين الصقر ترقب اللي خرّب واللي سرق
بقت ستي مثل الأسد في عرينها ، مثل الأمير في مجلس الأماره ، هيبه ومهابه وألق
مثل العالم الجليل ، يجوه المتعلمين والمستنورين ينهلوا من علمه ...اللي يا سبحان من خلق
اسمها بقى نار على علم ، يشوفوه كل التايهيين عن الحقيقه ، يفحفح مثل الهيل كل ما عبق
واللي تغرَّبوا جوّه جلودهم ، وأنكروا تاريخ جدودهم ، يصفعهم بسيف الحق عليهم امتشق
بقت ستي مدرسه،يتعلموا منها الأجيال كيف يعيشوا المحبه،وكيف ينبذوا الكُرُه ويدشروا الملق
ويلتقوا عَ الصدق والمحبه والحق،بقت ستي تاريخ شفاهي عظيم،خساره ، ما انسطر عَ الورق
بقت تاريخ ضاع في زحام الحضاره واللهثه ورا العولمه،وهو يدحر الماضي مثل كلب السَلق
نسيوه اولادها وما تلقوه من حدا من احفادها ، وتوسدت ستي قبرها قريرة العين كل من سمعه بالدهشه شهق
رجعوا من المقبره متصربعين عَ الورثه ، عَ البيت والبقره والأكم من جاجه والطنجره والطبق
عَ بابور الكاز والزناده والصوفان والقدّاحه وسراج الزيت والمنديل والشداد والخَلَق
وكوم الحطب واكياس الجفت وسلحلك سيدي اللي يا ما عَمَّر الباروده وندف عَ الحرامي طلق
عَ الباطيه المحفوره من خشب البلوط اللي يا ما انعجن فيها طرحات خبز ويا ما انّفَّت واتسَّقى فيها مرق
عَ الوطاه اللي صارت تنباع بالشبر والفتر ، بالسانتي والميلي ، والطابو اللي بقى في القلب والوجدان وصار عَ الورق
عَ الأرض اللي مات شجرها وغوّل فيها النتش والعُليق والقٌنديل ، نهارها أفل وشفقها صار غسَق
بعد ما غربت وأفلت شمس حياتها وإنجازاتها ، وحافها البين ولعانة الوالدين والبوم عَ أطلالها نعَق
بعد ما بقت نار صارت رماد ، أخذته الريح ونثرته وين ما كان .. جايز ينبت إذا السما رشقت رَشَق
(15)
قصة ستي قصة عُمُر مكتوبه حروفهابعصارة الشجر وورق وثمر يشربها بمتعه الإنسان
قصة عمر فيها الحاضر والماضي،فيها الحلو اللي بنعش النفس،والحامض اللي برجف البدن واللثان
قصة ستي قصه طويله ، مثل الدائره مقفوله، بلا بدايه وبلا نهايه ، زياده بلا نقصان
كل ما حاولنا ننهيها نرجع نبتديها من جديد ، مليانه أحداث ، تموج وتروج بالأفراح والأحزان
قصة ستي ميلاد وحياه ، وعظمة الحياه انها بتدور ، ان وقفنا ما بتوقف تيتثاوب النعسان
بتدور على مدار الشمس والقمر ، فيها محطات ومفاصل .. فيها الخوف والأمن ، فيها الأمل الريان
بقى قلبها ينبوع يفيض بالمحبه ، بوسع الدنيا وما فيها ، مرتع خصب للخواطر تعانق والفكر والوجدان
لمّا ماتت ستي وتوسدت الأرض اللي بتحبها وضمها القبر..آخر منازل الدنيا..إما ربح أو خسران
بجني الآدمي نتيجة أفعاله ، وجايز ها لقبر بمشيئة الله يبقى حفره من حُفر النار ولاّ روضه من الجنان
قلت التاريخ انتهى !! ونامت مع ستي في القبر حقبه طويله من الدهر ..شاء الله وطواها الزمان
وسقط نيزك من نيازك السما ، بقى عَ الأرض ايوّج يشعشع ضوً ونور وينشر عَ جروح الخوف آمان
لقيت في ثنايا سيرتها لِمعَطره َها لممدوده عَ تسعين سنه عاشتهن عَ الأرض شوق وأشجان
محطات أكثر من سنين عمرها التسعين وكل ما اشتد الحر أشرب من منابعها اللي بتطفي غلة العطشان
موت ناس يبقى نهايتهم وينطوي ذكرهم طي السجل ، يروحوا في غياهب التيه والنسيان
وموت ناس ببقى بدايتهم ، تبتدي حياتهم ويرجع عزهم يتربع مثل الشمس بالمجد معطر مليان
ويعود اعتبارهم ويرجع حقهم اللي انسلب منهم يتطرز على سِيَر حياتهم ، ويرجع مجدهم عالي الشان
لمّا ماتت ستي وفرَدِت سيرتها لقيتها موسوعه ، مجموعة قواميس مكتوبه بحس ونبض الإنسان
فيها القريه زغيرها وكبيرها ، كلماتها وحروفها ، وسطورها مكتوبه بهمسها ونبض القلب والوجدان
من ستي تعلمنا كيف نحب الأرض ، وقديش حذرتنا من التمدن وطيّ تاريخ القريه بالنسيان
بس رمينا ها لحب ودشرنا الأرض ، وفلاحنا اللي بقى يسري مع الفجر عَ الأرض يصنع أمل ريان
تمدّن و بطل يحرث الموارس ويزرع القمح ، وبنى فوق البيادر ، وصار يشتري الخبز من الأفران
مزروع بَرّه ، ومطحون بَرّه ومشَوَّل بَرّه حملته بوابير البحر أيام وشهور من آخر مكان
أبصر من أي دنيا ، عجنته عجَانه ، وما عادن يقنين الخوابي ويعجنن في البواطي النسوان
راحت القريه وانمحت بصماتها ، وهَدّينا الطوابين وخَزّقنا الكوانين واتمدَنّا واللي كان كان
راحت من القريه سروة الصبح ، والرعيان قاطين شلايا الغنم ، وسارحين في الفيافي والوديان
الوسايا والحراثين ، ولاَّ الرجادين والدّراسين ، ولاّ الحطابات والعشابات .....زلام.... ونسوان
قبل ما يتنفس الصبح بتبقى خليه نحل وفاعت،والحركه بركه،وما راحت إلا عَ الخيخه والكسلان
والخبّازات كل مِن عَ راسها باطيتها،اتقَرِّص العجين وترمي طرحه ورا طرحه تنعش أمل الإنسان
كل ما تنسم الصبح ريحة الخبز السخن ، يغط الرغيف بجرّة زيت ورشة الدَقه للأكل عنوان
(16)
لمّا راحت ستي اترَجّل آخر حارس للتراث في القريه وانهد آخر صرح للماضي وما ظل صروح
بيوت العقِد اللي انهجرت بطلت تتطيّن ، وتسللت غرف الطوب بين بيوت العقد وفوق السطوح
وما عدنا نعرف شتوة الرعنا اللي بقت انذار للشتا والعمل وينته بتيجي ووينته بتروح
والنتش اللي بقى ينحرق في الكباره إتغَوَّل ، وصار ايهيش عَ النبت والشجر ويشرمح الناس بالجروح
وصارت الأرض من الهجر صِلدَه،وما عادت تقدر تقحمها سكة الفدان،وبطل ترابها بالعرق يفوح
والعنب اللي بقى مزين الكروم مبطوح عَ الأرض،تلاقي قطوفه رُجُم من الصبح الندى عنه يسوح
يِتّدَيَر وقت لِحراث ، والبحيش ينكش على عروقه مجاري الهنا للميه لمّا المطر يسيل عن السفوح
تتلقاه الدوالي ، وتمز على قطراته،تيدب عصاره في عروقها وموسم خصب يرد للملهوف الروح
يبس ها لعنب ولهمته المواقد وطوابين النار اللي ظل بعضها بعد ما انهدّت الهمه والعين تنوح
لمّا ماتت ستي وفرَدِت سيرتها،لقيت حياتها المليانه أمجاد انحرقت وريحة العولمه منها بتفوح
وانمسحت بصمات أصابعها وصارت وجه مثل لِوجوه،بلا إسم ولا رسم ولا معنى،مثل القرش الممسوح
لقيت ستي صاحبة الوجه لِمليح ، واللسان الفصيح والتاريخ الماجد اللي على الأمجاد مفتوح
بلا اسم وبلا معنى ، بلا شرش بلا ورق ،بلا ساق تمتد فوقه لِفروع المورق والعاري المشلوح
لقيت وجهها ضايع ، وصارت جوكر ..محت عنه العولمه بسمة المسرّه والدمعه الحَرّه والبوح
(17)
دَوّرت على كتاب تاريخها اللي بقى عَ الميه والهوا والتراب ، وجوّه تلوم الأرض المحروثه عَ السكه والفدّان
اللي بقى عَ البرغل والجريشه ولِمجَدّره والعدس واللوف والمفتول والبحبوثه و منَزّلَة البيتنجان
لقيت كتاب تاريخها انباع بالكيلو وقََطّّاعي لبياع الهريسه والنَمّورَه وحلاوة المغيط والكعكبان
وصفحاته زعاميط لبياع الترمس والبليله والفول النابت ولِقضامه والفزدق .. والحامله ملياان
لقيت افراحها وأحلامها اللي بقينا نترجمها واحنا زغار أغاني فرح تعَبِّر عن حلم الصبيان
أحلام زغيره ،قد أحلام العصافير نظهرها للناس ونخربشها آمال وأحلام عَ الحيطان بحجارة الحثان
إنمحَت وراحت وصارت خطوط باهته مثل كحله على جفن اتوَشَح بالسواد من الأرق والأحزان
إشي بهت وانمحى ،ضريبة الزمن الماضي مثل السيف عَ الرقاب ، مقتحم حياتنا مثل الطوفان واشي من عجزنا وقلة حيلتنا لمّا بطلنا نحك جلدنا بظفرنا ونشحد خبزنا من الأمريكان
راحت مواسم ستي وأمثالها اللي بقت تضوي شموع تبدد عتمة ليلنا الأسود من القطران
راحت المستقرضات وأيام العجوز اللي بقن يسقين الأرض ويعبين لِبيار وصارن صيف وحر ونيران
راح خميس لِموات وأخذ معه البيض ولِمخَمَر وصورتنا واحنا شحادين ، نشحد من الأهل والجيران
راح الموسم وبطلنا نعصر القمح المنقوع تنطبخ بنشياته بحته وهيطليه غرة سنام حلويات أيام زمان
وتراويد الطباخه تغني للعبده حليس مليس ، وبوركن يا هيطليات .. واحلوِّن تحت السنان
وراحت ليالي رمضان وتقاليده ولياليه الحلوه وما ظل من هذاك الرمضان إلا اسم رمضان
ليالي بلا مسحِر ، حتى لو مَرَق لِمسَحِر ،لا لمناداته لون ولا طعم ، ولا بتطرب إلها ذان
صار رمضان مجردا سم بلا بصمه يلا هويه ولا طابع ولا فوانيس تضوي لياليه وفيها يزدان
بقى لمّا ييجي في موسم البطيخ نقحف البطيخه ونخزِّقها ونضوي فيها شمعه من أحسن ما كان
صار رمضان يمرق بلا حِس ولا حلمسه ،اللهم الحكي عن طبخات امجقمَه الها دعايه واعلان
صارت القريه غير القريه اللي حبتها ستي ، وتقصفت سنين عمرها في هواها ماضي ونسيان
وقرروا كل ورثتها ،ما عداي بالطبع ، يرموا الشطفه في بير غاير ،بالميه الآسنه مليان
وبعد ما حلبوا الشاه وقحفوا دحو الزغاليل وذبحوا الجاجات وشربوا الزيتات واستولوا عَ القوشان
قسّموا الأرض ،واخذ كل فرد حصته ،مسكوا تاريخ ستي وصبوا عليه شمع مسيَخ بالمحقان
وانتهى عصر ستي بكل ما فيه من خير وتعب وشقا ومقاحطه في السهول ...والوديان
ماتت ستي وماتت معها النسمه العليله والذكرى الجليله وراسها عالي ما طاطا ولا هان
وما ظل من تاريخها الا شوية نتاتيف في أطلال القريه ،مفرقه خربانه تنعق عليها الغربان
ماتت ستي ،وقبلها سيدي ،وماتت الأحلام والآمال ...وفكينا زمانهم عن زماننا والزمان
رمينا الحلقه اللي بيننا وبينهم وانفصمنا، صارت دنيتهم غير دنيتنا ،ما ينشغ عليها ولهان
واتحَجَرّت الدموع ،وصارت أكبر دمعه لمعه صامته تِقرا هموم الوطن وجروحه اللي بتصنع مأساة الإنسان
(18)
خلاصة الحكي وها لقصه الطويله اللي فردنا سيرتها عَ الورق واستحضرناها من زمان عن الأرض والديره
قصة الأرض الخصبه المشتهيه،الجاهزه للنبت الطيب ..بس النبت بده مَيّه،ومنابع الميه نزيره
انه زمان ستي غير زماننا،زمانها بقى طيب فيه الفقر والطفر والجوع،يقرص البطن أحيان كثيره
فيه الحُب والإخلاص،فيه الوعر والبور والخصب اللي بفيض بالنور،والعرق اللي لعجينة الأرض خميره
فيه السواعد وشرف الأرض اللي بصنع كرامة المَلاّك اللي بجوع وبنام عَ الطوى وما بفرّط بصراره زغيره
بقت ستي تحط في شطفة عرسها تاريخ كبير قد الأحلام اللي حِلمِتها مع سيدي وشربتها مع الحليب في الصيره
بقت تحب البقر والجاج ، وترَبّي الغنم والنعاج وتحب الجَمعَه والناس ،وتلبس الخَلَق والثوب والتقصيره
بقت تفتح قلبها وتأمرنا ندخل جوّاه ، ونحَلِّق عَ جناحاته بدهشه جميله عَ بساط الريح ولاَّ عَ الحصيره
بقينا نرحل معها في كل ربوع الدنيا،وبقت القريه كل دنيتها،إذا طِلعِت تاهت وانعَشَت عندها البصيره
بقت يوم بحاله من مشرقه لمغربه ،من دغاليس الصبح لدغشة الليل مليان بالعمل والشغل والحياه المثيره
بقت عطاء مثل الشجر ،كل ما تقنّب زاد قوه وعطاء واحلّو ثمره وفاح عطره وزهره ملاّ الخياشيم بعبيره
بقت حلم يبدا مع أول غمضة العين ويظله متواصل ينقلك على ربوع الدنيا وانت مسترخي بنعيم الليل وحريره
بقت وهج ملَوّن بكل الوان الطيف يخطف البصر ويحير العقل ويفتح معالم فرح تندفع جوّاك على أعلى وتيره-
خلاصة الحكي وها لحكي أنه الزمان ما وقف لما احتجت ستي ولمّت ذاكرتها المتوجهه وحجبت أمطارها الغزيره
أدركت أنه صوتها مخنوق،وانهم اللي بسمعوا وما عادت ترجع أيام اللمه عَ لِوجاق في الليالي المطيره
والحلقوم والحامض حلو والمعمول صاروا أرخص من القطين وأختفت المساطيح وما عاد حدا يقدر يلم العشيره
والكبير اللي بقى يقعد في صدر البيت ،لمجلسه وقار واحترام ..صاروا يسرحوه بالجحاش ويعطوه الفتافيت الزغيره
وحزمت أمرها،ولمت ذكريات عمرها ، وعقدتها بشطفة عرسها ، وحطتها في علبتها تتنام قريره
وعاشت تالي عمرها،تصحى الصبح بدري،تصلي وهي قاعده،ومرات وهي نايمه بفرشة الصوف الوثيره
وتطلب من الله في قلبها وتتضرع في عيونها،يوخذها عند الحبايب ويلاقيها سيدي يبثها بطولاته وأساطيره
ولما ماتت حست القريه باليتم ،هاليوم ما بتنسى،انطوت صفحة المؤرخ،ويا ما بدنا نوقع بالحيره
ها ليوم لو انتسى كل الزمان ما بنتسى،وطلعوا في جنازتها القريه عن آخرها تحس بالحسره المريره
ماتت سني،وطويت حكايتي،رغم أنها حكايه طويله،رح تتجدد مع كل عصر وموسم بأحداث جديده مثيره
ما فيها الحياه البدائيه والإنتظار،بلهفه للغيمه وقطرة الميه،حسب الظروف،وبتطلع الخرافيه من جوه السريره
وآخر الحكي والكلام ..بقول يا ساده يا كرام ..طار الطير وتظلوا بخير وتظلوا قويين البصر والبصيره
وخذوا قصة ستي ، المليانه أحداث .. فيها درس وعبره ، باركها رب القدره ، وخلاها ع القلوب أثيره
تقرأ بلهجة أهل سنجل
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ليفربول
ليفربول


الإدارة العامة
الإدارة العامة
معلومات إضافية
الأوسمة : وسام الإدارة
فلسطين
قصة ستي بقلم: صالح صلاح شبانة Bookwo11
ذكر
المشاركات المشاركات : 8417
نقاط نقاط : 142041
التقييم التقييم : 200
العمر : 33

قصة ستي بقلم: صالح صلاح شبانة Empty
https://yassini.yoo7.com
مُساهمةموضوع: رد: قصة ستي بقلم: صالح صلاح شبانة   قصة ستي بقلم: صالح صلاح شبانة I_icon_minitimeالجمعة 23 أبريل 2010 - 21:27

لطفي الياسيني كتب:
قصة ستي بقلم: صالح صلاح شبانة
----------------
قصة ستي
ملحمة تراثية شعبية استوحاها من ذاكرة الجدة
الداعي بالخير :صالح صلاح شبانة
قصة ستي مستوحاة من القرية الفلسطينية والبطولة جماعية رمزنا لها بجدتي وهي (ستي) ، وقد حاولت استعمال كل ما أسعفتني به الذاكرة من عبارات ومصطلحات شعبية كان الناس يستعملونها فيما مضى ، حرصت الأجيال القادمة على التخلص منها واستبدالها بأخرى ، وكأن ماضي القرية مخجل ، والخلاص منه هو الخلاص...!!!
إحساسا مني بالقيمة الحضارية لتلك الحلقات من حياة السلف ، جمعتها بهذه السيرة الخالدة لستي مثلي الأعلى بتراثي الخالد ، والتاريخ الفلسطيني الخالد....
نصيحة لمن يريد الاستمتاع بهذه السيرة الخالدة أن يقرأها كاملة أو يتركها كاملة...وشكرا ،
(1)
لمَّت ستي تاريخها الشفاهي في شطفة عُرسها اللي انعقد في سنة السفربرلك
وعقدت الشطفه وأودعتها أمانه جوّه عِلبتها مع الثوب والشداد والمنديل واليشمك
وقررت تبطل الحكي ، وتلتزم الصمت ، حتى لو الصمت حَرَق كلوتها وللقلِب حَرَّق
وما تفيِّع لسانها مثل عش الدبابير يهيش علينا كل ما ثارت ثورتها وتهيص با لمِطرَق
صُمّ صُمّ ، ينحبس أبوه جوّه الخم اللي بده يحكي !! ولاَّ إللي بدّه بكلمه يَنّطَق
منها وعليها ، رغم انه الحكي حكمتها ، وكلنا تلاميذ في مدرستها للعلم بنتحَرَّق
قررت ستي تخنق جوّه الصدر اللي مثل البير تِنحَض منه كلمتها با لدلو اللي عَ الباب معلّق
وقررت تسكِرمحجر العين ، اللي بسَيِّح عَ الوجه لِمغضَّن دمعتها وخدودها فيه تِغرَق
وتصَب على وجهها شَمِع ، وتِجْمَدْ البسمه الطيبه عَ شفتها ، وتبطِل تتأمل وتِقلق
راح تاريخ ستي لِمْطرَّز في قلبي العاشق بالرنجس والحنّون ، بالحرير لِزّرَق
لِمّعَمِّر مثل الزيتون ، الشامخ مثل الحور والزيزفون ، وهذي قسمتها والله وَفق
(2)
بقت ستي مِن ما وعِي عقلي معنى الكلمه عايش في هواها سوّاح
وبقت ذاكرتي اتجّمِع خواطرها الهايمه مع فَراش الحصيده وهو غادي رَوّاح
وأغاني الزيز اللي بتناغي شمس النهار ، ونجمة الليل وأهازيج الفلاح
بقت ستي تاريخ مكتوب عَ تلوم الأرض وجوّه رحمها كل ما المطر للأرض باح
بسر الهوى الخالد بين الغيمه وحفنة التراب تسمع طقات بوساتها بترد الأرواح
و بتتنطط مع السخول في صيرة الغنم .... وتطرب عََ شبابة الراعي في ِلمْراح
تاريخ يضب ها لأرض على وسعها في إيد ستي مثل شطفة الحرير لِمعَطَر الفوّاح
بتغمض ايدها عليه ، وبتشم عبقه اللي معبي الهوا يتغلغل في الخلايا ويداوي لِجّراح
ووقت ما نلتقي سوا ، تتفتح راحتها وتنشر شطفتها ، وساعتها تنشر الدنيا بالأفراح
وتغني الصبايا في عرس الزين ، لعريس الزين ، كان خالد إسمه ولاّ صلاح
الحان تقطر بالزيت لِفغيش ...يغمسها الفلاح بالخبز السخن ، إتحَلّي جَمّعِة لِملاح
وتزهى قريتنا بالحلم الناعم ...الراكض في الحواكير والحرايق والموارس ..الجاري ..الرّمَاح
السابح مثل قطر الندى فوق الموارس ، بالفرح مثل قطر الندى عَ السَبَل سوّاح
بقت ستي تصَحَي الشوق كِلْ ما نعّوَس وكبّا ، تيقوم يشِد الفرس ويطارد في لِبطاح
إتحِثّه يقوم ..يصحى من الحلم ، ايبوس شعاع الشمس اللي بالدفا فاح
بقت ستي ماضي مجيد ، شروشه مسَلَعه جوّه الأرض تتنفس زهور ، حَنّون وإقاح
(3)
كل ما نام الحِلِم وجنزر مثل نحاس الدسِت ودَلّة القهوه وانهَزّ فيه الحذِل والسرير
تِحمله ستي للمبيض ، يجليه لِمبيض بالنشادر والتوتيا ويطرزه بتاريخ القريه والحرير
وكل سرحه من سرحات خيالها مرشومه بالقلب لِمطرزه عَ القبه والبنيكه والأساطير
بقت قريتنا منبع للفرسان اللي بشدوا عَ الفدان ويخاووا بين لِحمار والثور بالنير
بقت قريتنا منبع للحضارة تتعانق فيها روما والإسلام ، وفيها دَحّا الفنيق واليوم العصافير
و لمّا اتدُّق السكه في الأرض ، بنتصروا الفرسان عَ الأرض البور ، وبكَسّروا الكَدَر تكسير
بزرعوا القمح ، عنوان الربح ، ضمانه من الجوع ، إيملي الكِمِرْ ، ويسند ظهر الفقير
إللي بلِم الصليبه وبِذَرّي ، وبعدها بملي الكيس عمله ، من قروش وشلون وبرايز ودنانير
فرسان يحلى للصبايا الغيد تسطير أمجادهم عَ الأرض بمهاهاه ، وزغاريد تهدُر هدير
وشوباش يُضربه ندهة فخِر جهوري الصوت ، يعلن الفرح في عرس الأرض الكبير
وكل موسم بقى ايخص ستي عرس ، مثل نشيد الوطن اينسِّم علينا وفوحه ايطير
إنّزِّف الغِمِر والراجوده والصرابه والطرحه والصليبه والخابيه والبايكه وذيال البيادر ومَيّة البير
بقت ستي تِحْفَظ اسم الله العظيم جوّه قلبها وحُب الأرض طريق قلبها ، والهدف والمصير
وتفاصيل يهمسها الشحَف للصرار ، والكَدَر للعَجّه ولِغّبار ، ومن الدحو زقزقات العصافير
بقت ستي تِعّرِف البغل الشاموص من الهادي المطيع ، والجحش الخِدِر اللي لطبعه أسير
وتحَذِّر من القيقوب يقرِّب من البقر ، تيوّفي الحرّاث ، وتِعْرِف إنه التلِم لِعّوَج من الثور الكبير
بقت ستي تاريخ يمشي عَ الأرض ، متباهي بشروشه وفروعه ... ويزهى بالورق والأزاهير
تِحفظه في قلبها الريان ، وتسقي كل ظامي عطشان ، ناشف الريق ، قد العطش من النبع والبير
يشرب لمّا يرتوي من غير كبكبه وهَدِر ، ومن غير ما انقطِّر بالقطاره بُخُل وتقتير
(4)
لمَّت ستي تاريخها وربطته في شطفة الحرير اللي خبَّتها في علبة عرسها مع القذله والتقطيبه ولِوقاه
وغامت نفسها العاليه قرف من التقلط على التقدم والتطوير ، اللي حقه نبيع الأرض ونفرِّط بالحياه
وسَبَّت التقلط على التقدم ، على اللي بتقلطوا وبتقدّموا ...وبكبروا عَ ترباية النعجه والشاه
وبِرهنوا رغيف الخبز ، لمّا قتلوا مارس القمح وباعوا أصلهم وفرعهم لَجْل المفاخره والمباهاه
وحِزنِت عَ القريه اللي صبّوا على وجهها شمع امسَيّخ وتناولوها بشقعه عَ مقفاها واهواه
ودَبّوا نار الحقد في ذيالها ، ونفخوا عَ النار تيفرقع شرارها وشالوا بصمة القريه عن الوطاه
وذابت نفسها حزن وأسى عَ اللي باعوا الأرض وفدّان البقر ونسوا روبة اللبن والمَسَاه
وقتلوا بصمات ميّات وآلاف السنين حضاره صنعتها البقره الخوّاره من الجهد والمعاناه
عَ اللي باعوا مارس القمح ، اللي أهلهم وفميلتهم أفنوا العمر يخدموا تراباته والحياه
بين رجوم ها لأرض ورسومها ، وظلوا شوامخ بواسق ...مثل الجبال والشجر عُلاه
ظلوا بين رسوم ها لأرض ورجومها، يبنوا مناطير ويسنسلوا وما نخّوا هذولاك الفرسان العُتاه
اللي لمّا اترجلوا بعد ما سطروا النصر عَ المحِل والقحِط والجراد الغازي اللي هجر الرمل وصحراه
وهاص عَ الموارس والحرايق ايصَحِرّها، بعد ما ارتقت جنه خضرا فوق المناخير والجباه
هذولاك الناس إللي الأيمان من راسهم لساسهم ، كل ما اتأخر الغيث استنجدوا بالدعاء والصلاه
يرسل عليهم رب الكائنات بعزته وجلاله غيوم ملقحه بقطر المطر تعصر عليهم المياه
تِسقِي الشجر وتحمم الحجر ، كل ما الشجر أينع وأثمر ، تنبت ثمر يقطر بالسكر وكله حلاه
ذابت نفسها حزن وأسى عَ اللي باعوا مارس القمح للعمارات والفِلل ودشرّوا الصفاه
عَ اللي باعوا الأرض وأكلوا بحقها ومستحقها فلافل وكراعين ، وغضوا البصر وصاروا عُماه
وركبوا الأتومبيل اللي نفّر بزامور الطوط طيط الغنم والحمام ، وهو ما بسوى شحفة صرار..!!
(6)
بقت ستي تموت كل يوم وهي تشوف أرض أبوها وسيدها كابر عن كابر المجبوله بالعرق تبور
وبقت تأسف لماّ تشوف محل القمح والسمسم تعلا فيها عمارات الطبزه والمسمسم والفلل والقصور
وما بقى في نظر ستي هذاك المنظر الحضاري لماّ يتعانق في البصر الأتومبيل والثور
وقفة القصر حد طابون الزبل ،مثل وقفة غرفة الطوب بحد بيت العقد ،مثل وقفة السنسله بحد السور
ما بقت ستي ضد البنا والعمار ،ابنوا وعمروا في راس الوعر والطور والأرض الصيلخه فوق الصفي والصخور
تتظل الأرض حلم ينام مثل الكحله في الجفن ..وما تذوبه وتسيّح مجاله غير الدمعه يتجلى بالنور
بقت ستي من جيل نبت لحمه وربي واشتد عظمه ..لحم أكتافه من خير ها لأرض المصيور
لِمزينه بالنبت والشجر ،دوالي مبطحه عَ الأرض ،ودوالي مشعبطه عَ لِمعرشات بحب وسرور
وبقت الأرض امطبَّعه ببصماتها وبصمات سيدي .. بصمات تشع بالأصاله والفرح بالنور
بأصبعها وقاع البلغه ومشاية البلاسكو الطبيخ وبحذوة البسطار ..والعمر المنذور
وإن نامت تحلم في لِحراث ،الكراب والثنايه ..وتتشكل بالثوب وتعبي حجرها وتنعف بذور
في التعشيب وقص الفريكه والحصيده والرجد والبيادر ..ولوح البغل والبقره
عَ الطرحه يدور
ما بقت تطرب غير للجنادب والزرازير وتحضن حلمها اللي هَدَل للحمامه وزقزق للعصفور
وتنام ليلها مع عوي الكلاب ،تتبادل الغزل والحب في هزيع الليل بلا أحلام دفشه تحط في النفس كسور
(7)
بعد ما ستي اتجوزت سيدي ، وحطته كحله جَرّها مِرِوِد الغِوى والغرام عَ الجفِن أحلى كِحله
وستي بقت حلوه ، قمر في ليلة دُجى بدر ، وبقت كل ما شَبّت وكبرت في العمر تِحلى
وصار همها حلم العيله ، وتشوف حصيرتها تنغل بالزريعه والذرّيه... بارك الله وما شاء الله
زريعه مباركه يندهولها يمه..وتقِر عينها بالفرحه اللي ما بعِدها فرحه ، وتسعد المقله
وكل جيل يخالف اللي قبله ، وان انسجم معاه راضي ولاَّ راضخ ... ولاَّ مش مفرقه حيا الله
بس الجيل اللي بعده جيل فاسق زنديق مخالف وموارب ، تلاقيه بلا قافه رابض عَ القلب عِله
قد ما يحاولوا يتقاربوا يتباعدوا ، بينهم سنين ، والسنين محّايه بتمسح وجوه بقى إلها طلّه
وبترسم بصمات جديده،بكره بتصير قديمه،فيها الحلو وفيها الحامض ، وفيها نكهه وطعم لكل أكله
جيل ما بشم ريحة العرق في الأرض ، فايحه من الرِّبّه لِمخَزَّنه ، ينشر خصب وعطا من الغلّه
ولا بعشق السبل المحني بتواضع وإيمان وخشوع للمعطي الرحمن، تشوفه في كل مارس وخلّه
جيل ما ببوس رغيف الخبز ، ولا بقول الحمد لله مخرج الحي من الميت ، يا رب تنتلي الخابيه والقبعه والسله
يا رب تحفظ ها لنعمه وكل نعمه أنعمتها علينا وتبارك النا فيها ، وتحميها وتحمينا من الزوال والزله
جيل بأنف إيشِم ريحة الغنم وبكْرِه جرس المرياع ، وما بحب يسمع مقاقاة الجاج ولا الزقزقه ولا الهَدّله
مُسْتِعر من القريه وحياة أهلها عَ السبحانيه ، وبأنف من خدمة الأرض وركوب لِحماره والبغله
جيل بنكر فضل الصابون ودقة الطيون ، ورقاقة العجين على الكسر والجرح والملِع وكل بلوه وعِلّه
بنكسر البيض وبنبشر الصابون ، وبنشد العضو ، وبنداوي الكسر وبنطهر الجسد وما في في الطب مثله
(Cool
تاريخ ستي تاريخ ممدود طوله شعاع الشمس اللي بصب من عالي السما فضل من الله عَ الناس والبشر
ضوّ ودفا ، عَ الأرض المنذوره بالحب والوفا ، وبنعكِس ضوّ الشمس نور اينّوره علينا القمر
تاريخ ستي محفوظ في الذاكره الشعبيه خرّافيه تنقال قدّام لِوجاق ليالي السقعه والمطر
تاريخ ستي محفوظ صوَّر وأمثال، وأساطير وألغاز ...وحزازير تِحلى عَ المناطير ليالي السمر
خراريف مثل عيشه جراده ، وبنت حكمون اليهودي والشاطر حسن وجبينه مسَطَرّه بالحكمه والعِبَر
تاريخ ستي مبصوم عَ طابو الأرض حق مبين مثل عين الشمس ، عَ الجبين مخطوط مصير وقدَر
ما قدرت تمسح بصمتها عنه كل قِوى الظلم اللي الشعِب رزح تحتها ، وذاقها ظلم ومنها انقهَر
تاريخ ستي سيره شعبيه ، قدّيش غنّاها الشاعر عَ الربابه بصوت شجي حُزًن عانق الوتر
وترَنَّم بأفعالها الكبيره ، لِمنَسّمَه عَ الأرض ريحة عطر يفوح من الحقِل مشَبَّع بعبق نِوّار الشجر
مثل عنتر عبس وحمزه البهلوان وسيف بن ذي يزن ، سِيَرّ خيره تبخ مثل رش المطر
وتغريبة بني هلال ، ولِمهَلهَل الزير سالم ، وبين ربوع نمر بن عَدوان ، والف ليله وليله شد السفر
تاريخ ستي تاريخ مسطور عَ الجبين مكتوب بين لِعيون بمية الذهب جوّه حنان القلب انعمر
تنبض آهاته جوه القلب ، استقت قوتها من الصدق اللي بسكة الحرّاث انكتب عَ التلوم وانسطر
بقت ستي تحفن من أمجاد القريه وتلتهم ملا غرفاتها عِلِم ، جوّه نفوسنا، بعدها انتشر
ودماغها البسيط بقى سراج زيت يبدد العتمه وينبه الأمه كل ما غفلت وصابها الخدر
ايحَفِز طاقاتها الكامنه جوَاها الخامله مثل عصارة الشجر تِسري بفروعها تالي الخريف اللي احتضر
وأول الشتا لتاليه ، مع سعد السعود تدور اللي كامنه جوّاه متحفزه لطقه مثل الشرر جوّه الحجر
تقدحه مع زناد فكرها ، تولع همم خاويه إتدِّب فيها الحياه مثل ما دبت بالشجر
تِطلعها مثل العنقا اللي نعفت الرماد وطلعت مثل طير الفنيق اللي فج من قاع البحر
تاريخ ستي ذخيره مليانه أمجاد ، تقحفها مثل الطحين من الخابيه لأكلة مخمر ولاَّ قراقيش الخاطر إلها انجبر
مثل القطين والزبيب اللي نام عَ المساطيح قبل ما انخزن في الخوابي لِمطينه ، مثل الفرح كل ما جوّه النفس انعكر
تاريخ ستي مثل جناح يرفرف وبعلي في عالي السما ، وساحات المجد مثل راية النصر على مد البصر
تاريخ ستي مثل غيوم السما لِملقحه بالغيم لِمبارك .. مثل الدِيَم المعصرات اللي رح ينزل علينا منها مطر
(9)
بقت ستي طبيبه بالفطره ، عمرها ما مسكت قلم ولا دفتر ولا فكت حرف ولا سحر ولا رصد
ورغم انها ما بقت تعرف الأليف با ، بس بقت بالخبره والحياه عالمه بكل خفايا النفس والجسد
بقى طبها عضوي ونفسي ، توخذ بالأسباب وتدعو رب الأرباب اللي مالك النواصي الواحد الأحد
وترفع ايدها للسما وتخفض بصرها حياء من الله وخفر وتبتهل بذله واستكانه وتناجي الفرد الصمد
بقى دواها آيه كريمه من القرآن العظيم حفظتها أب عن جد عن اللي قبلها من الزمن اللي ابتعد
وورَثتها للي بعدها تعطي مفعولها بالصدق والمحبه للأهل والجيره ، للولاد وللحفاد وعموم أهل البلد
بقت اتداوي بالصدقات ، وتطعم الجيعان واتحِنْ عَ المحروم وتكسي العريان اللي بدنه من البرد ارتعد
بقى قلبها كبير كثير ، لو حطت الدنيا جوّاه يوسعها ويكبكب عَ الذيال ويفيض عَ لسانها شكر
وحمد
ما بتسمع غير الحمد لله تجري عليه ، وقلب عامر بفيض الإيمان ، قلب مفطور عَ الحُب مسلح بالصبر والجَلَد
بقت ستي حلم ريّان ، لو نام مثل عصارة الشجر ، بُرُد في الخمسينيه يدور ويهتف مَدَد يا ربي مَدَد

يتجدد من جديد ، مثل حبة القمح الحبه ترمي مِيه والخير ببركة الله يكثر زيادة عدد
لكل مناسبه فيها فرح ولاَّ حزن ولاَّ أمل ورجا ..لكل فرحه موسم لكل صبي يتطهر كل ما انولد
مولد ينقرا في الدار ، عَ رز ولاَّ برغل .. ولاَّ عَ جريشه .. ومن اللحم من ما انوجد
عَ خروف مربرب ليته تلولح وراه ، بقت ستي طول الربيع اتزقه العلف ، قديش شوالات منها جَبَد
ولاَّ عَ ديك عُتقي قد السخل الزغير يقظان طول الليل ، انخمدت كل أصوات الكائنات وصوته ما انخمد
عَ زبيب ولاَّ عَ قطين ، ايحَلّوا بطوراتهن ضروسهم واسنانهم الطيبه عَ الأكل اللهم لا حسد
وعلى ذكر الله سبحانه وتعالى وذكر نبيه عليه ألف صلاه وسلام وتحيه واكرام ..للأبد
يطلع الشر برّه وبعيد ، وبقت إتآمن بالخرز والودع اللي كل ما شم العيا ريحتهن ابتعد
وتعلق في صدر الدار رغيف رمضان وكف فاطمه الزهراء وبنصه العين الزرقا ترد عنها الحسد
وبالخرزه الزرقا وحذوة الفرس وشقفة الشَبَّهْ وبشوية تراب من عند قبر النبي جابهن كل من عنده قَصَد
وصورة الخضر لِخضَر وهو يحشي رمحه في حلق التنين ، تلاقي الشر بره وبعيد منهن ابتعد
سَلّع في الصخر وفتت الصوّان .. وطِلِع شامخ لفوق ، قدّيش قصه حكى عن ها لشعب وسَرَد-رغم القهر والحرمان ، رغم الوجع والآلام ، صابر صامد رغم الظلم ووجع القلب والكمد
وعلمتنا ستي إنه التاريخ بقول: شعبنا حي ما بموت ، صخره على صدر المعتدي للأبد
ما دمنا بنتوارث حُبُه وبنرضعه مع الحليب .. وقلوبنا مثل عيوننا عليه ..حامي ورصد
(10)
بقت ستي مليانه أحلام ورديه ، وعندها عِلِم لو انفرد على ها لأرض بغطيها محفوظ جوّه المُقَل
بقت اتعبر عنه ببساطه وتلقائيه بالمتوارث بين الناس حكمه شفويه .. وعلى رأي المثل
بقت ستي عدوه لليأس والإحباط ، وموتها والخذلان ، أملها بالله العظيم ما في أكبر منه أمل
وطول عمرها حامله مذروبها مثل السيف اتحارب العدو المتربص اللي كل ما لاحت له لوحه قتل
بقت ستي البطن الكنز اللي أنجب لها لأرض فرسان ، ورجال سطروا تاريخ من جيل لجيل انتقل
منهم حمل السيف وحمى ، ومنهم حمل الفاس ، زرع وعَمَّر ، ومنهم نذر نفسه للقياده وبالعباه اشتمل
امتهن الخير والإصلاح ، وقدّم رزقته للكرم والجود .. أفنى المال لكل مناسبه وحادث جلل
والفقر مش فقر المال ، ما فقير إلا فقير العقل ، ظل عالي الذكر محمود على كل ما قال وفعل
طيب الثنايا،أبيض الحنايا،كلمته سيف عَدِل عَ الظلم والجور،يفلق هامة اللي قسّموا الناس ملل
عَ اللي شرّخوا مجد ها لأمه ، وعاش أصحاب المال بمالهم ، وهو عاش بالذكر الحميد اللي ما خمل
بقت ستي تعاملنا مثل الشجر ، تزرعنا وتتعهدنا وتقَوِّم عوجنا وعودنا طري قبل ما نضجنا اكتمل
إن عطشنا تسقينا ، وان فَرّعنا تقنبنا ، وتضبنا على بعضنا ، بقت صلبه بالحق ، وما يهمها الرضى والزعل
بقت مليانه أمجاد ،ما بتعفرها العَجَّه ،ولا بتأجل قضيه لبعيد ولاّ قريب ..مهما يبقى هذاك الأجل
بقت سد منيع ،ما بتخاف السيل ،تحجزه من وراها ،حتى لو بلغ الزبى يسكن ذليل مهما وصل
بقت معروفه ،تعرفها لما تولع الكبّاره ويصير النتش يوز جوّه اللتون ..خصل خصل
يمرق من تحت شاعوب لِمخصِّل ،عَ النار اللي بتطقطق ،تحمّس الرجال وتحثهم عَ لِمثابره والعمل
بقت معروفه ،تعرفها وقت بناية البيت تهاهي وتلخ الزغروته ..لكل شغيل فارس بطل
توقد الشرار في عروقهم ،بنخوة المجد اللي بتحيي همم الرجال وبتطرد عنهم بقايا الخمل
بقى البيت حلم نايم جوه قلوب وتحت جفون الناس ،يحققه كل من نوى وشمر عن ذراعه واشتغل
بقت معروفه وقت فتل الشعيريه والمفتول ،عمل مرستك ومش كل من فتلهن فتل
تلاقيها جَمَله وقت حرق لِفريكه وسلق البرغل ،وقت حشي التبن في الخيش والقصل
بقت معروفه وقت الحليب والترويب ،وخض الرايب وطعم الشنينه عَ القلب نهل
وتجبن الحليب بالمساه ،وجمع الزبده وتقشيد الزبده ،ونيال كل من حضر أكل
بقت ستي تاج راس القريه ،ترشفها بالزهور مثل قطر الندى الصبيب كل ما هطل
وبقت أن شمرت عن ذرعانها ودقت راسها بالعمل تشهد لها الشمس بالفخر والبجل
ويشهد لها الدست مهما انطبخ فيه برغل وفريكه ..ورز والرز ما هو عيش ولا محتفل
وتشهد لها الكراعين اللي بقت اللي بقت تعوض الجسم كل ما نقض منه الزفر ،بالقفره والبصل
ستي عمرها من نَخَّت من تعب ولا جضت من شقا ..قد ما حملت من الزمن تقوم وتهبط جمل
(11)
بقت ستي آمال وأحلام ،الله حباها بالقوه والحكمه ،والحكمه ضالة المؤمن وغب الطلب
وأجرى على لسانها الطيب أروع حكي ،طلي ندى يقطر عسل من عيون الحكمه والأدب
بقى حكيها مثل تلقيط الذهب ،سلس وبسيط وممتع كل ما عتق بغلا مثل الذهب
سهل ممتنع ،بس شروشه الضاربه جوه الأرض بتعطيه قوه وعنفوان وبثور عَ الغاصب غضب
سلس وبسيط ،معبّر وغميق يشدك ويخليك تعيش دهشة الجمال وتفسّره حَسَب وحَسَبْ
برّن فيك مثل الجراس ،وبحرك فيك شهوة الجذل ..وما بتحس بحالك إلا وانت بترقص طرب
حياتها مواسم ،موسم رايح وموسم جاي ،مسرّبه ورا بعضها مثل برج درب التبانه عز ونسب
بتشيش بالفرحه ،تغذي الجسم لما ينمو العضل والروح عابقه بدهشه تفوح بأمجاد العرب
بقت ستي أسطوره مطرزه جوه القلب والروح ،سابحه بالفضا ترفض الخزين جوه العلب
وحتى لو الجسد رقد وطلعت الروح ،بتطلع من القبر زنبقه بيضا من تراب القبر والحصب
بقت ستي تنطق بإلهام من تجربة الماضي والأيام،حكيها عَ الفطره يصيب المخ ومركز العصب
يسيل الحكي الحلو عن شفافها مثل وشم السيال حلو ،يضاهي بحلاته حلاة الرُّطب
عملتنا علوم لوّ حملناها بأمانه ،كان عِشنا بقوه وهَنا ولا حدا سرق من حضارتنا ولا سلب
كان ما طمع حصيني بجاجاتنا ولا ذيب بغنماتنا ولا دبعي قدر يخطم خطوه جوه كروم العنب
لو الحقنا اللي استباح هيبتنا وزرق على خمنا وسرق الديك وطلع سالم غانم بما نهب
كان لا راحت الشاه ولا البقره ولا طمع الحرامي البُشت في سيرتنا اللي سابت وكل من فينا ضرب
علمتنا ستي أنه اللي برشنا في الميه نرشه بالدم ..ونرشه بحر النار وبلسان اللهب
واللي يدوس طرفنا ندوس راسه ،ونحرق ساسه ،وما نخلي شعره في شاربه اللي انتصب
علمتنا ستي كيف ننتصر عَ الضعف والخور ،وما نرمي حملنا غير على الله وما نوقف مثل فزاعات الخشب
بس لما ضيعنا وصايا ستي ورمينا علومها من ورا ظهرنا ..صرنا مطسه عَ الظهر مجمع العصب
واستباحنا كل كلب ذايح هامل ..وكل من شافنا لاحنا وسقطت هيبتنا وما حدامِنّا ارتعب
(12)
لمت ستي تاريخها وآثارها في شطفة الحرير وحطتها جوه علبة عرسها ، المطرح الوحيد المؤتمن
بعيد عن إيد السارق والمارق اللي ياما سطا في عتمة الليل على حضارة الأمه وتراث الزمن
اللي ياما وياما سرق مواثيق وورق، وحاول ايزَوِّرها ، ويكسر الربابه واليرغول ويقتل الشجن
لمت ستي مواثيقها وأشجان قلبها وألحان روحها ونعسات أحلامها، وكل إشي في حياتها حسن
بعيد عن زعيط ومعيط ونطاط الحيط ، بعيد عن سنكوح وشرتوح والعطايلي عدو لِمرِّوّه والمهن
واللي من جلد الوطن مسلوخ ، ولِقرَع ولِمصَدّي وابو رياله سايله ولِجّرَب اللي كاسيه العفن
لمَّت ستي آمالها وأحلامها وزبدة أيامها اللي أطلعتها من بعد ما تعبت وصابها الوهن
من خض التجارب في سقا الزمان مثل ما بتخض اللحليب الرايب اللي معبي الطوس تتطلِع اللبن
خطوات الحياه اسرع من خطوات ستي ، لو ظل فيها قوه وحيل تتصارع هي والزمن
كان الزمن ما أركنها ، وعدّى عنها وراح، وخلاّها تجتر الذكريات المُره من الحَزَن
بقت تمشي عَ ثنتين ، صارت تمشي عَ ثلاث ، واتروج واتموج ، ورخرخ منها البدن
ولمّا اتهاوى جسدها اللي بقى قوي وفتي ، وصار طريح العيا ولِفراش يجتر ذكريات الزمن
كل احبابها واصحابها راحوا قدّامها ، وظلت عَ الأرض تعلمنا كيف نتعب ونخلي أرضنا جنة عدن
صعب اتظل ورقه صفرا معلقه عَ الشجر وكل ورقها سقط ، وأخذته الريح في ربوع الوطن
كل بنات جيلها اللي بقن صبايا حلوات مثلها ، وتجوزن وخلّفِن وماتن ولبَسَتْهِن بأيديها الكفن
بقت تعيش من أجل حلم ، تشوف لِبلاد رجعت لهلها ، حلم عانق وسادتها ولشرب دمعته امتهن
تنتعش أرواحهم بريحة البياره..يااااه عَ ريحة البياره، ترجع فرحتهم وتزول عنهم المحن
بس أحلام ستي بقت تسقط كل يوم حلم ورا حلم ، أحلام مثل الجمال مقرونه بحمار ورسن
زعامات منفوخه بالورم ، تصف حكي مرستك ، بس عمر الحكي ما انخبز منه ولا انعجن
كل واحد قليل إحسان ، ملس اللسان ، ساحبه مثل الحبل ،صار صفه منه ، وفيه اقترن
واللي هَد حيل ستي وخلاّها تتمنى الموت ...انها صارت على هامش الحياه ، تعيش برّات الزمن
شو نفع الحياه بعد ما مات مارس القمح ، وماتت حاكورة الدار ، غير اشهار موتها للعلن ؟؟
بقت ستي تقعد وتتذكر ، وتعصر الذكريات وتلاقي دمعها السخن اللي في المحجر يا ما انسجن
يسيل من عينيها شرّار ، يملي غضون وجهها وتجاعيده ، أشكره خبر على عيون العلن
ما عادت هذيك الختياره الجبّاره ، صارت تنتحر بالدوا والعلاج ، ترّعَم حبوب ملات الحفن
بقت تقعد وتتذكر ، وكل ما اتوقدت ذاكرتها وتوهجت ، إلِم قلبها وفاض منه الدمع والحَزَن
بقت بقد ما حبَّت الحياه تتمنى الموت ، تتعود من غربتها اللي طالت ... وتقاذفها الزمن
كل احبابها واولاد جيلها طواهم الموت واستراحوا ، بس يا ترى ؟ الموت بريح البدن؟؟
(13)
ها لنفس مثل موج البحر ، بتموج فيها قوه وكبرياء من ضربة الفاس ، ذرعان عضلها انفتل
ومرّات ناعمه وملسه بتداعب الرمل عَ الشط وتناغي بحنان الرمل وتحمم الحصى بحب وجذل
بقت ستي عروس الأرض،وإلها مع الأرض تاريخ مليان عَ الآخر جهد محمود ،بالشغل والعمل
بتصَدّر ها لتاريخ فارس قلبها ..سيدي ، ما غيره اللي عَ الفرس البيضا دغاليس الصبح وصل
لقيها بتستنى فيه من سنين طويله،وجهها مشرق ريان مثل شفق الصبح مشحون يفيض بالأمل
سألها:يا ترى هالصبيه اللي واقفه عَ طريق الفرسان موافقه تنعشق وتنحب وتتجوز على عجل
ما حكت ، سدلت جفونها،واحمَرِّن خدودها،وعرف جوابها،أردفها وراه بعد ما في هواها انتقتل
وبعد ما اتأهلوا عَ سنة الله ورسوله فتحت اوراقها واعترفت بعد الحلال من غير حيا ولا خجل
ولا خفر العذارى اللي بضرّج لِخدود الحلوه وبرفع اللي جوه قلوبهن اللي بترويه العيون للمقل
اعترفت ستي لسيدي إنها حبته من قبل ما أبوها تجوز أمها ونقلت فيها ،حب قديم متأصل من الأزل
حملها وراه عَ الفرس البيضا وطاف فيها في كل موارس القمح ومقاثي الدنيا بلا تعب ولا ملل
لمّا سيدي تجوز ستي ، بقى حدث حكت عنه كل الأجيال بطرب من جيل عن جيل روى ونقل
اتجوزت الغيمه لِملقحه بالغيث والمطر من الأرض اللي ثراها ناشف عاشق الميه والبلل
وقبل ما غسلت حنة العرس اللي بقى على إيديها ورجليها مرَطِّب وجسمها يمص حمرته بالهبل
بقت سارحه عَ المارس تقص فريكه ،تحصد قمح ،ترجد عَ البيادر ، وقبل الدّراس تقشش سبل
بقت تحس الكروم والحواكير والطيور والطوابين ، تبارك لها بالعرس وتناغيها بحكي الغزل
بقت ستي قد الحمل وقدود ، مشبعه بالحلم مثل ما الرِّبّه مفشيه تخزن جوّاها الميه والبلل
مشبّعه بخزين المطر اللي منه بطلع القمح والشجر ، وبتغوِّل المقاثي وبتدّوَر البصل
بقت ستي مثل الأرض العذرا المشتهيه ، تموج بالورد والزهور ، تلقطها وتبقلها بُقل
بسراج الغوله وقرن الغزال وعين الديك والطوطو عيني ، خليه بتصنع جوّاها العسل
بقت ستي ندهة الحب ونشغة القلب ، ودمعة العين وضفاير الشعر اللي نزلت من البُكَل
والمسَرّه اللي عَ الأرض تحيا بصوت الآذان ودغاليس النهار تطلع من الدغشه لابسه الُحُلل
بقت ستي سر الخلود،أنعشت فينا الآمال والأحلام ، وحفزّتنا وكِرهِت فينا الخمول ونركن للكسل
وخلتنا نعشق الأرض ونبوس التراب ونقدِّس الشغل اللي شحنّا بالعزم ونفخ في ذرعاننا العضل
(14)
بقت ستي تصنع الأمل في الحياه مثل ما بتصنع الراويه أحداثها من قلة النوم ، ومن الأرق
مثل ما بصنع الخايف المهلوع وسائل أمنه وأمانه من الحِيطه والحذر،من الترقب الدائم والقلق
بقت تصنعها مثل ما بتصنع أثاث الدار من القش والفخار،وتطرز حياتها بالعمل وعملها بالعرق
بقت طيبة الثنايا ، صيتها ملاّ لِبلاد وحكوا فيه لِعباد ومحاسنه وثناياه تسطرت بالحبر عَ الورق
قبل ما دخلت صومعة الصمت وصَمَّتت عن الحكي وسكن لسانها وما عاد للحياه هذاك الألق
حزنها عَ الزمن والناس والدنيا اللي تغيرت أكبر من احتمالها ، وثمها ما عاد حكى ولا نطق
وبقت حارسه على تراث أهلها ، ولجدودها في قلبها وعيونها كتاب مفتوح ما انغلق
تقرا علينا فصوله ، قصة شعب يا ما شقي وتِعِب ، ياما انظلم يا ما انقهر،ويا ما عاش بالضنك
بس ظل عالي مثل نجوم السما ، واذا البصر قدر يقطف نجم كل ما قصف الرعد والبرق بَرَق
النجم عصي عَ الكف،وما بنحط بالجيب ، بظله في السما يعلن التحدي،يعانق الفجر والشفق
بقت حارسه عَ تراث أمه تغرّبَت وشلحت الأصاله ودشرت كل إشي للي اشترى وللي سَرَق
بس كيف يوصلوا لقرارة قلبها ويقحفوا من جوّاه خزين الأيام والسنين اللي بعد فيه العَبَق
ظلت مثل الفلاح الوفي اللي رفض يبيع الشجر لمواقد الحطب ويشوف عَرَقه جوّه النار احترق
ظلت مثل الفلاح النشمي اللي بنكش على عروق الشجر بأيد والسيف بأيد للحرامي إذا مَرَق
بقت ستي منذوره للأرض ،ولما ماتت الأرض ظلت منذوره لسرد التاريخ اللي انحب وانعشق
تقعد عَ المنطارتجول ببصرها يمين ويسار،عينها مثل عين الصقر ترقب اللي خرّب واللي سرق
بقت ستي مثل الأسد في عرينها ، مثل الأمير في مجلس الأماره ، هيبه ومهابه وألق
مثل العالم الجليل ، يجوه المتعلمين والمستنورين ينهلوا من علمه ...اللي يا سبحان من خلق
اسمها بقى نار على علم ، يشوفوه كل التايهيين عن الحقيقه ، يفحفح مثل الهيل كل ما عبق
واللي تغرَّبوا جوّه جلودهم ، وأنكروا تاريخ جدودهم ، يصفعهم بسيف الحق عليهم امتشق
بقت ستي مدرسه،يتعلموا منها الأجيال كيف يعيشوا المحبه،وكيف ينبذوا الكُرُه ويدشروا الملق
ويلتقوا عَ الصدق والمحبه والحق،بقت ستي تاريخ شفاهي عظيم،خساره ، ما انسطر عَ الورق
بقت تاريخ ضاع في زحام الحضاره واللهثه ورا العولمه،وهو يدحر الماضي مثل كلب السَلق
نسيوه اولادها وما تلقوه من حدا من احفادها ، وتوسدت ستي قبرها قريرة العين كل من سمعه بالدهشه شهق
رجعوا من المقبره متصربعين عَ الورثه ، عَ البيت والبقره والأكم من جاجه والطنجره والطبق
عَ بابور الكاز والزناده والصوفان والقدّاحه وسراج الزيت والمنديل والشداد والخَلَق
وكوم الحطب واكياس الجفت وسلحلك سيدي اللي يا ما عَمَّر الباروده وندف عَ الحرامي طلق
عَ الباطيه المحفوره من خشب البلوط اللي يا ما انعجن فيها طرحات خبز ويا ما انّفَّت واتسَّقى فيها مرق
عَ الوطاه اللي صارت تنباع بالشبر والفتر ، بالسانتي والميلي ، والطابو اللي بقى في القلب والوجدان وصار عَ الورق
عَ الأرض اللي مات شجرها وغوّل فيها النتش والعُليق والقٌنديل ، نهارها أفل وشفقها صار غسَق
بعد ما غربت وأفلت شمس حياتها وإنجازاتها ، وحافها البين ولعانة الوالدين والبوم عَ أطلالها نعَق
بعد ما بقت نار صارت رماد ، أخذته الريح ونثرته وين ما كان .. جايز ينبت إذا السما رشقت رَشَق
(15)
قصة ستي قصة عُمُر مكتوبه حروفهابعصارة الشجر وورق وثمر يشربها بمتعه الإنسان
قصة عمر فيها الحاضر والماضي،فيها الحلو اللي بنعش النفس،والحامض اللي برجف البدن واللثان
قصة ستي قصه طويله ، مثل الدائره مقفوله، بلا بدايه وبلا نهايه ، زياده بلا نقصان
كل ما حاولنا ننهيها نرجع نبتديها من جديد ، مليانه أحداث ، تموج وتروج بالأفراح والأحزان
قصة ستي ميلاد وحياه ، وعظمة الحياه انها بتدور ، ان وقفنا ما بتوقف تيتثاوب النعسان
بتدور على مدار الشمس والقمر ، فيها محطات ومفاصل .. فيها الخوف والأمن ، فيها الأمل الريان
بقى قلبها ينبوع يفيض بالمحبه ، بوسع الدنيا وما فيها ، مرتع خصب للخواطر تعانق والفكر والوجدان
لمّا ماتت ستي وتوسدت الأرض اللي بتحبها وضمها القبر..آخر منازل الدنيا..إما ربح أو خسران
بجني الآدمي نتيجة أفعاله ، وجايز ها لقبر بمشيئة الله يبقى حفره من حُفر النار ولاّ روضه من الجنان
قلت التاريخ انتهى !! ونامت مع ستي في القبر حقبه طويله من الدهر ..شاء الله وطواها الزمان
وسقط نيزك من نيازك السما ، بقى عَ الأرض ايوّج يشعشع ضوً ونور وينشر عَ جروح الخوف آمان
لقيت في ثنايا سيرتها لِمعَطره َها لممدوده عَ تسعين سنه عاشتهن عَ الأرض شوق وأشجان
محطات أكثر من سنين عمرها التسعين وكل ما اشتد الحر أشرب من منابعها اللي بتطفي غلة العطشان
موت ناس يبقى نهايتهم وينطوي ذكرهم طي السجل ، يروحوا في غياهب التيه والنسيان
وموت ناس ببقى بدايتهم ، تبتدي حياتهم ويرجع عزهم يتربع مثل الشمس بالمجد معطر مليان
ويعود اعتبارهم ويرجع حقهم اللي انسلب منهم يتطرز على سِيَر حياتهم ، ويرجع مجدهم عالي الشان
لمّا ماتت ستي وفرَدِت سيرتها لقيتها موسوعه ، مجموعة قواميس مكتوبه بحس ونبض الإنسان
فيها القريه زغيرها وكبيرها ، كلماتها وحروفها ، وسطورها مكتوبه بهمسها ونبض القلب والوجدان
من ستي تعلمنا كيف نحب الأرض ، وقديش حذرتنا من التمدن وطيّ تاريخ القريه بالنسيان
بس رمينا ها لحب ودشرنا الأرض ، وفلاحنا اللي بقى يسري مع الفجر عَ الأرض يصنع أمل ريان
تمدّن و بطل يحرث الموارس ويزرع القمح ، وبنى فوق البيادر ، وصار يشتري الخبز من الأفران
مزروع بَرّه ، ومطحون بَرّه ومشَوَّل بَرّه حملته بوابير البحر أيام وشهور من آخر مكان
أبصر من أي دنيا ، عجنته عجَانه ، وما عادن يقنين الخوابي ويعجنن في البواطي النسوان
راحت القريه وانمحت بصماتها ، وهَدّينا الطوابين وخَزّقنا الكوانين واتمدَنّا واللي كان كان
راحت من القريه سروة الصبح ، والرعيان قاطين شلايا الغنم ، وسارحين في الفيافي والوديان
الوسايا والحراثين ، ولاَّ الرجادين والدّراسين ، ولاّ الحطابات والعشابات .....زلام.... ونسوان
قبل ما يتنفس الصبح بتبقى خليه نحل وفاعت،والحركه بركه،وما راحت إلا عَ الخيخه والكسلان
والخبّازات كل مِن عَ راسها باطيتها،اتقَرِّص العجين وترمي طرحه ورا طرحه تنعش أمل الإنسان
كل ما تنسم الصبح ريحة الخبز السخن ، يغط الرغيف بجرّة زيت ورشة الدَقه للأكل عنوان
(16)
لمّا راحت ستي اترَجّل آخر حارس للتراث في القريه وانهد آخر صرح للماضي وما ظل صروح
بيوت العقِد اللي انهجرت بطلت تتطيّن ، وتسللت غرف الطوب بين بيوت العقد وفوق السطوح
وما عدنا نعرف شتوة الرعنا اللي بقت انذار للشتا والعمل وينته بتيجي ووينته بتروح
والنتش اللي بقى ينحرق في الكباره إتغَوَّل ، وصار ايهيش عَ النبت والشجر ويشرمح الناس بالجروح
وصارت الأرض من الهجر صِلدَه،وما عادت تقدر تقحمها سكة الفدان،وبطل ترابها بالعرق يفوح
والعنب اللي بقى مزين الكروم مبطوح عَ الأرض،تلاقي قطوفه رُجُم من الصبح الندى عنه يسوح
يِتّدَيَر وقت لِحراث ، والبحيش ينكش على عروقه مجاري الهنا للميه لمّا المطر يسيل عن السفوح
تتلقاه الدوالي ، وتمز على قطراته،تيدب عصاره في عروقها وموسم خصب يرد للملهوف الروح
يبس ها لعنب ولهمته المواقد وطوابين النار اللي ظل بعضها بعد ما انهدّت الهمه والعين تنوح
لمّا ماتت ستي وفرَدِت سيرتها،لقيت حياتها المليانه أمجاد انحرقت وريحة العولمه منها بتفوح
وانمسحت بصمات أصابعها وصارت وجه مثل لِوجوه،بلا إسم ولا رسم ولا معنى،مثل القرش الممسوح
لقيت ستي صاحبة الوجه لِمليح ، واللسان الفصيح والتاريخ الماجد اللي على الأمجاد مفتوح
بلا اسم وبلا معنى ، بلا شرش بلا ورق ،بلا ساق تمتد فوقه لِفروع المورق والعاري المشلوح
لقيت وجهها ضايع ، وصارت جوكر ..محت عنه العولمه بسمة المسرّه والدمعه الحَرّه والبوح
(17)
دَوّرت على كتاب تاريخها اللي بقى عَ الميه والهوا والتراب ، وجوّه تلوم الأرض المحروثه عَ السكه والفدّان
اللي بقى عَ البرغل والجريشه ولِمجَدّره والعدس واللوف والمفتول والبحبوثه و منَزّلَة البيتنجان
لقيت كتاب تاريخها انباع بالكيلو وقََطّّاعي لبياع الهريسه والنَمّورَه وحلاوة المغيط والكعكبان
وصفحاته زعاميط لبياع الترمس والبليله والفول النابت ولِقضامه والفزدق .. والحامله ملياان
لقيت افراحها وأحلامها اللي بقينا نترجمها واحنا زغار أغاني فرح تعَبِّر عن حلم الصبيان
أحلام زغيره ،قد أحلام العصافير نظهرها للناس ونخربشها آمال وأحلام عَ الحيطان بحجارة الحثان
إنمحَت وراحت وصارت خطوط باهته مثل كحله على جفن اتوَشَح بالسواد من الأرق والأحزان
إشي بهت وانمحى ،ضريبة الزمن الماضي مثل السيف عَ الرقاب ، مقتحم حياتنا مثل الطوفان واشي من عجزنا وقلة حيلتنا لمّا بطلنا نحك جلدنا بظفرنا ونشحد خبزنا من الأمريكان
راحت مواسم ستي وأمثالها اللي بقت تضوي شموع تبدد عتمة ليلنا الأسود من القطران
راحت المستقرضات وأيام العجوز اللي بقن يسقين الأرض ويعبين لِبيار وصارن صيف وحر ونيران
راح خميس لِموات وأخذ معه البيض ولِمخَمَر وصورتنا واحنا شحادين ، نشحد من الأهل والجيران
راح الموسم وبطلنا نعصر القمح المنقوع تنطبخ بنشياته بحته وهيطليه غرة سنام حلويات أيام زمان
وتراويد الطباخه تغني للعبده حليس مليس ، وبوركن يا هيطليات .. واحلوِّن تحت السنان
وراحت ليالي رمضان وتقاليده ولياليه الحلوه وما ظل من هذاك الرمضان إلا اسم رمضان
ليالي بلا مسحِر ، حتى لو مَرَق لِمسَحِر ،لا لمناداته لون ولا طعم ، ولا بتطرب إلها ذان
صار رمضان مجردا سم بلا بصمه يلا هويه ولا طابع ولا فوانيس تضوي لياليه وفيها يزدان
بقى لمّا ييجي في موسم البطيخ نقحف البطيخه ونخزِّقها ونضوي فيها شمعه من أحسن ما كان
صار رمضان يمرق بلا حِس ولا حلمسه ،اللهم الحكي عن طبخات امجقمَه الها دعايه واعلان
صارت القريه غير القريه اللي حبتها ستي ، وتقصفت سنين عمرها في هواها ماضي ونسيان
وقرروا كل ورثتها ،ما عداي بالطبع ، يرموا الشطفه في بير غاير ،بالميه الآسنه مليان
وبعد ما حلبوا الشاه وقحفوا دحو الزغاليل وذبحوا الجاجات وشربوا الزيتات واستولوا عَ القوشان
قسّموا الأرض ،واخذ كل فرد حصته ،مسكوا تاريخ ستي وصبوا عليه شمع مسيَخ بالمحقان
وانتهى عصر ستي بكل ما فيه من خير وتعب وشقا ومقاحطه في السهول ...والوديان
ماتت ستي وماتت معها النسمه العليله والذكرى الجليله وراسها عالي ما طاطا ولا هان
وما ظل من تاريخها الا شوية نتاتيف في أطلال القريه ،مفرقه خربانه تنعق عليها الغربان
ماتت ستي ،وقبلها سيدي ،وماتت الأحلام والآمال ...وفكينا زمانهم عن زماننا والزمان
رمينا الحلقه اللي بيننا وبينهم وانفصمنا، صارت دنيتهم غير دنيتنا ،ما ينشغ عليها ولهان
واتحَجَرّت الدموع ،وصارت أكبر دمعه لمعه صامته تِقرا هموم الوطن وجروحه اللي بتصنع مأساة الإنسان
(18)
خلاصة الحكي وها لقصه الطويله اللي فردنا سيرتها عَ الورق واستحضرناها من زمان عن الأرض والديره
قصة الأرض الخصبه المشتهيه،الجاهزه للنبت الطيب ..بس النبت بده مَيّه،ومنابع الميه نزيره
انه زمان ستي غير زماننا،زمانها بقى طيب فيه الفقر والطفر والجوع،يقرص البطن أحيان كثيره
فيه الحُب والإخلاص،فيه الوعر والبور والخصب اللي بفيض بالنور،والعرق اللي لعجينة الأرض خميره
فيه السواعد وشرف الأرض اللي بصنع كرامة المَلاّك اللي بجوع وبنام عَ الطوى وما بفرّط بصراره زغيره
بقت ستي تحط في شطفة عرسها تاريخ كبير قد الأحلام اللي حِلمِتها مع سيدي وشربتها مع الحليب في الصيره
بقت تحب البقر والجاج ، وترَبّي الغنم والنعاج وتحب الجَمعَه والناس ،وتلبس الخَلَق والثوب والتقصيره
بقت تفتح قلبها وتأمرنا ندخل جوّاه ، ونحَلِّق عَ جناحاته بدهشه جميله عَ بساط الريح ولاَّ عَ الحصيره
بقينا نرحل معها في كل ربوع الدنيا،وبقت القريه كل دنيتها،إذا طِلعِت تاهت وانعَشَت عندها البصيره
بقت يوم بحاله من مشرقه لمغربه ،من دغاليس الصبح لدغشة الليل مليان بالعمل والشغل والحياه المثيره
بقت عطاء مثل الشجر ،كل ما تقنّب زاد قوه وعطاء واحلّو ثمره وفاح عطره وزهره ملاّ الخياشيم بعبيره
بقت حلم يبدا مع أول غمضة العين ويظله متواصل ينقلك على ربوع الدنيا وانت مسترخي بنعيم الليل وحريره
بقت وهج ملَوّن بكل الوان الطيف يخطف البصر ويحير العقل ويفتح معالم فرح تندفع جوّاك على أعلى وتيره-
خلاصة الحكي وها لحكي أنه الزمان ما وقف لما احتجت ستي ولمّت ذاكرتها المتوجهه وحجبت أمطارها الغزيره
أدركت أنه صوتها مخنوق،وانهم اللي بسمعوا وما عادت ترجع أيام اللمه عَ لِوجاق في الليالي المطيره
والحلقوم والحامض حلو والمعمول صاروا أرخص من القطين وأختفت المساطيح وما عاد حدا يقدر يلم العشيره
والكبير اللي بقى يقعد في صدر البيت ،لمجلسه وقار واحترام ..صاروا يسرحوه بالجحاش ويعطوه الفتافيت الزغيره
وحزمت أمرها،ولمت ذكريات عمرها ، وعقدتها بشطفة عرسها ، وحطتها في علبتها تتنام قريره
وعاشت تالي عمرها،تصحى الصبح بدري،تصلي وهي قاعده،ومرات وهي نايمه بفرشة الصوف الوثيره
وتطلب من الله في قلبها وتتضرع في عيونها،يوخذها عند الحبايب ويلاقيها سيدي يبثها بطولاته وأساطيره
ولما ماتت حست القريه باليتم ،هاليوم ما بتنسى،انطوت صفحة المؤرخ،ويا ما بدنا نوقع بالحيره
ها ليوم لو انتسى كل الزمان ما بنتسى،وطلعوا في جنازتها القريه عن آخرها تحس بالحسره المريره
ماتت سني،وطويت حكايتي،رغم أنها حكايه طويله،رح تتجدد مع كل عصر وموسم بأحداث جديده مثيره
ما فيها الحياه البدائيه والإنتظار،بلهفه للغيمه وقطرة الميه،حسب الظروف،وبتطلع الخرافيه من جوه السريره
وآخر الحكي والكلام ..بقول يا ساده يا كرام ..طار الطير وتظلوا بخير وتظلوا قويين البصر والبصيره
وخذوا قصة ستي ، المليانه أحداث .. فيها درس وعبره ، باركها رب القدره ، وخلاها ع القلوب أثيره
تقرأ بلهجة أهل سنجل



والدي الشاعر لطفي الياسيني جزاك الله خير الجزاء



الف شكرا جزيلا لك


أطيب المنى
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
لطفي الياسيني
لطفي الياسيني


أمير المقاومين

أمير المقاومين
معلومات إضافية
الأوسمة : شاعر متميز
فلسطين
قصة ستي بقلم: صالح صلاح شبانة Pi-ca-10
ذكر
المشاركات المشاركات : 78552
نقاط نقاط : 700464
التقييم التقييم : 313
العمر : 118

قصة ستي بقلم: صالح صلاح شبانة Empty
https://yassini.yoo7.com
مُساهمةموضوع: رد: قصة ستي بقلم: صالح صلاح شبانة   قصة ستي بقلم: صالح صلاح شبانة I_icon_minitimeالجمعة 23 أبريل 2010 - 21:38

تحية الاسلام
جزاك الله خيرا وبارك الله لك وعليك
أزكى التحيات وأجملها..وأنداها
وأطيبها..أرسلهااليك
بكل ود وحب وإخلاص..
تعجز الحروف أن تكتب ما يحمل قلبي
من تقدير واحترام..
وأن تصف ما اختلج بملء فؤادي
من ثناء واعجاب..فما أجمل
أن يكون الإنسان شمعة
تُنير دروب الحائرين..
دمت بخير
رحم الله والدي ووالديك

ابو مازن


قصة ستي بقلم: صالح صلاح شبانة 416708
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
سفير الغرام
avatar


مشرف إداري
مشرف إداري
معلومات إضافية
الأوسمة : عضو
اليمن
قصة ستي بقلم: صالح صلاح شبانة Pi-ca-10
ذكر
المشاركات المشاركات : 6630
نقاط نقاط : 108405
التقييم التقييم : 11
العمر : 33

قصة ستي بقلم: صالح صلاح شبانة Empty
https://yassini.yoo7.com/
مُساهمةموضوع: رد: قصة ستي بقلم: صالح صلاح شبانة   قصة ستي بقلم: صالح صلاح شبانة I_icon_minitimeالإثنين 12 يوليو 2010 - 17:20

شكرا على الموضوع الرائع
تقبل مروري
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
لطفي الياسيني
لطفي الياسيني


أمير المقاومين

أمير المقاومين
معلومات إضافية
الأوسمة : شاعر متميز
فلسطين
قصة ستي بقلم: صالح صلاح شبانة Pi-ca-10
ذكر
المشاركات المشاركات : 78552
نقاط نقاط : 700464
التقييم التقييم : 313
العمر : 118

قصة ستي بقلم: صالح صلاح شبانة Empty
https://yassini.yoo7.com
مُساهمةموضوع: رد: قصة ستي بقلم: صالح صلاح شبانة   قصة ستي بقلم: صالح صلاح شبانة I_icon_minitimeالأربعاء 18 أغسطس 2010 - 5:11

تحية الاسلام
جزاك الله خيرا وبارك الله لك وعليك
أزكى التحيات وأجملها..وأنداها
وأطيبها..أرسلهااليك
بكل ود وحب وإخلاص..
تعجز الحروف أن تكتب ما يحمل قلبي
من تقدير واحترام..
وأن تصف ما اختلج بملء فؤادي
من ثناء واعجاب..فما أجمل
أن يكون الإنسان شمعة
تُنير دروب الحائرين..
دمت بخير
رحم الله والدي ووالديك
كل عام وانت الى الله اقرب
رمضان كريم
الحاج لطفي الياسيني
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
قصة ستي بقلم: صالح صلاح شبانة
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
«أستعرض الموضوع السابق | أستعرض الموضوع التالي»
 مواضيع مماثلة
-
» غصب عن الزنزانه / كُتبت عند أسر الشهيد صدام حسين ، ومهداة لروحه الطاهرة / بقلم : الداعي بالخير :صالح صلاح شبانة
» فهمي شبانة لماذا الآن؟ بقلم صلاح حميدة
» رحبوا معي اجمل ترحيب بالاستاذ الفاضل الشاعر الفلسطيني السامق صالح صلاح شبانة
» اكمالا لما جاء في مقالة الأخ سماك العبوشي"مصداقيتك يا شبانة قد باتت على المحك"بقلم:د. صلاح عودة الله
» الحاج صالح شبانة في ذمة الله

خدمات الموضوع
 KonuEtiketleri كلمات دليليه
 Konu Linki رابط الموضوع
 Konu BBCode BBCode
 Konu HTML Kodu HTML code
إذا وجدت وصلات لاتعمل في الموضوع او أن الموضوع [ قصة ستي بقلم: صالح صلاح شبانة ] مخالف ,,من فضلك راسل الإدارة من هنا
صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات الشاعر لطفي الياسيني :: القسم الأدبي :: منتدى القصص والروايات-
انتقل الى: