في ظلال آية وكونوا مع الصادقين / بقلم: الداعية نائلة هاشم صبري/القدس
---------------------------------------------------
قال تعالى: «يا ايها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين » التوبة ١١٩
ج ١١ يأمر الله سبحانه وتعالى عباده المؤمنين بان يتقوه ويراقبوه في جميع
اعمالهم واقوالهم في اداء الفرائض، واتباع الاوامر واجتناب النواهي، وان يكونوا
مع اهل الصدق الذين صدقوا في ايمانهم وفي اقوالهم وافعالهم وصدقوا عهدهم
مع الله باتباع كتابه وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم.
فالصدق فضيلة وهو يدعو للايمان .. به يرتاح الضمير وتطمئن النفس.
روي ان اعرابيا جاء الى رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال: «اني اريد ان
اؤمن بك الا اني احب الخمر والزنا والسرقة والكذب، والناس يقولون انك تحرم
هذه الاشياء كلها ولا طاقة لي بتركها بأسرها فان قنعت مني بترك واحدة منها
آمنت بك فقبل ذلك. وشرط له الصدق ثم اسلم.
فلما خرج من عند رسول الله صلى الله عليه وسلم عرضوا عليه الخمر
فقال: ان شربت وسألني رسول الله صلى الله عليه وسلم عن شربها وكذبت فقد
نقضت العهد وان صدقت اقام علي الحد فتركها، ثم عرض عليه الزنا فجاءه ذلك
الخاطر فتركه وكذا في السرقة. فعاد الى رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال:
ما احسن ما فعلت لما منعتني من الكذب انسدت ابواب المعاصي علي وتبت عن
الكل. النيسابوري ج ١١ ص ٣٥.
والصدق يهدي الى البر ويوصل الى التفاهم والتعاون والنجاة )عن ابن مسعود
انه صلى الله عليه وسلم قال: عليكم بالصدق فان الصدق يهدي الى الجنة ولا يزال
الرجل يصدق ويتحرى الصدق حتى يكتب عند الله صديقا. واياكم والكذب فان
الكذب يهدي الى الفجور والفجور يهدي الى النار. ولا يزال الرجل يكذب ويتحرى
الكذب حتى يكتب عند الله كذابا(. اخرجه مسلم وابو داود.
ولا يقتصر الصدق على الناس وانما على سائر المخلوقات حتى مع البهائم
)روى الامام البخاري رحمه الله تعالى انه خرج يطلب الحديث من رجل فرآه قد
هربت فرسه وهو يشير اليها برداء موهما اياها ان فيه شعيرا فجاءته فأخذها.
فقال البخاري: اكان معك شعير؟ فقال الرجل: - لا ولكن اوهمتها. فقال البخاري:
لا اخذ الحديث ممن يكذب على البهائم.
عن ابن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال: ان الكذب لا يصلح فيه
جد ولا هزل ولا يعد الرجل ان يعمل ثم لا ينجز له اقرؤوا ان شئتم .
)يا ايها الذين امنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين(. اخرجه الحاكم وبخاري
ومسلم.