أصارع اليأس عن قلبي فيصرعني ******** حينا وأصرعه ما هاج أحيانا
من بعثة النور عند الفجر أشرعتي ******** إذا جنى اليأس اجحافا وطغيانا
غدا سيسطع نجم عشت أرقبه ********* وتطلع الشمس من قلبي لتغشانا
فهل نعانق وجه الصبح يا قدري ********* وهل قريب-ومن أجراك- لقيانا
أم يهزم الروح موت أنت باعثه ********* من دون حلم عشقناه فأشقانا
من دون حلم عشقناه فأشقانا,
وما عذب الناس مثل الطموح, وما قصر العمر مثل الطلب,
وما قتلهم الا أنهم أرادوا ,
ايه أيا ..
حلمي الصغير,
حلمي الأثير ,
حلمي الذي ضاقت به دنيا الضغائن والقبور
إنه قدري أن يكون حلمي أطول من عمري
أن يكون طموحي أقوى من روحي
تلك الروح التي طمحت الى السماء ,
الى سماء الله العلي القدير, هاربة من دنيا التراب والدنس , الى هناك
الله ما أحبها كلمة (هناك), في الفضاء الرحب حيث الصفاء والوفاء ,
بعيدا عن دنيا الناس
دنيا العذاب والألم والجراح والحقد والضغائن , أرض الكذب, والنفاق
ولما ضاق روحي بهذا العالم البغيض
أخذ يصرخ في ألم ويأس والدموع تملأ عينيه
لا شيء فيما هاهنا إلا ويسخر من جراحي
نفس معذبة وقلب لا يجيد سوى النواحِ
فلما البقاء وخلف أطلال الدجى نور الصباحِ؟
صوت ينادي مذ ولدتُ من الغداة الى الرواح
الموت مقبرة الجراح الموت مقبرة الجراح
ولما عز الفضاء وما استطاع الروح أن يحلق من ثقل الجسد وتنطع العقل
التمست نفسي السلوى في البعد عن الناس , عن كل ما يجرح قلبي الضعيف- الذي ما عادت دقاته
تقوى على مطالب جسدي الطامح الى الحياة -
وأحب أن أبقى وحيدا **** لا أنيس ولا جليسْ
غير الهدوء الرحب بين جداول الغاب النفيس
لا ظلم لا ظلمات لا تلقى شريف ولا خسيس
فهنا يميل الدوح يرقص للزهور لكي تميس
لا تبصر الأحزان فيه لا ولا الدمع الحبيس
أقف هناك أشعر بألفة غريبة بين الغابات, ما عدت غريبا ,هناك من هو مثلي
ها هو صوته يأتيني من خلف أصداء المدى صوت طاهر بريء
صوت فضي يتهادى في سكون الغاب
إنه العصفور
في فؤاد الغاب حرا مفردا
أسكب الأحزان في واد الصدى
أستشف الصفو من روح الندى
فإذا لحن الى الروح عدا
سحري الصوت علوي الصدى
قد تفضض فوق أصداء المدى
إنه العصفور أشجاه غناه **** من حفيف السحر في دنيا الغصون
مرسلا للنفس أسرار الحياه ****هاهنا دنيا الحقائق والفنون
هاهنا لا الروح أبكاه أساه***** لا ولا الأرواح تصرخ في جنون
فاقتربت منه فإذاه يهرب مني
أيها العصفور ما أنآك عني
أتخاف الآن يا عصفور مني
فاسأل الأشجار عن أصداء لحني
إنني مثل العصافير أغني
فإذا به يقترب مني بعض الشيء وينظر في عيني ثم يمضي ثانية قائلا
أرى بقية أرض في عينيك
أرى هناك لم يذل بك دنس ولم تتطهر بعد منه, فبكيت..
. فأحس بي لأول مرة يحس بي أحد
أحس بروحي يهتف به مستعطفا إن هذا الغاب هو الأمل الأخير
فرفرف بجناحيه الطاهرين أمام وجهي فأصابني الهواء فنمت ورأيت كأن كل شيء قد دبت فيه الحياة وإذا الدوح الشاهق يتغنى في جلال
دنيا الأنام تراب في بواطنها****والغاب نبض طهور ما به قذر
فإن أرادت فليس الغاب مطلبها**** إن الارادة يصلى نارها العمر
ثم استيقظت فإذا العصفور ينظر الي مبتسما قائلا هل وعيت الدرس
إذا أردت السعادة فتخلص من الإرادة والطمع فيما في الدنيا وتخفف من الطمع فيما فيها
ثم طار بعيدا
وكان الفجر قد مد جناحيه العملاقين يحتضن الغاب في لطف وأناة
وإذا الندى يساقط على وجهي الساكن ,والنسيم يقبل وجنتي الجديدتين.