يا تحفة حفّت هواك مخاطر وثراك تبر خالص وجواهر وسكنت ما بين الضلوع بمهجتي ورتعت فيه حديقة وجآذر فإليك أولى القبلتين مزارنا ولك الرحال تشد حين نسافر يا ثالث الحرمين يا مسرى الذي هتف له في الخافقين حناجر وطئ الرسول ثراك في إسرائه فتبارك الترب الندي الأسر عبق المسيح وحبه وسلامه طافت وفاح أريجها المتناثر ولمريم العذراء ينطق طهرها مهما المناوئ في ضلال سادر ومشى خليل الله ينشر حلمه مابين أكناف القداسة سائر يا قدس طيفك لا يفارق مقلتي ولك الفؤاد الصب شوقا زائر وتزورك الأرواح كل دقيقة لا ليس يثنيها حصار جائر يا زهرة المدن التي تاهت على أترابها والحسن فيها ساحر يا رمزنا يا عزنا ما هزنا ما حاكه خلف الستارة ماكر للقدس كم سهرت عيوني ليلها لتبث شوقا بالحنين يسافر ليحط فوق المسجد الأقصى الذي حطت عليه مرارة ومخاطر فإذا دعاني صوتها لبيته وفديتها بالنفس مهما حاصروا يا قدس إن أقصوك عن أنظارنا فالمسجد الأقصى بقلبي حاضر القدس محراب الدعاء وبيته فضل على فضل ونور عامر عهد السلام ونبعه وشعاره في القدس مسكنها الأثير الطاهر وترنمت أحياؤها بمحبة قدسية عربية تتفاخر بعروقها تسري العروبة حرة ذكر اليبوسيين فيها سائر لترد بهتان اليهود وزورهم ويزول إنكار العدو الغادر القدس ترفض ظلمهم وظلامهم والضيم لا يحميه رب قادر وسيلفظ الترب الطهور رفاتهم وعلى البغاة غدا تدور دوائر ما عمّر الجبار في أرجائها وقضت عليه حوافر وبواتر تاريخهم ملح أجاج صامت يعلوه ذل في المجاهل غائر تاريخها عذب فرات ناطق بشجاعة الفاروق حين يغامر أعطى الوفاء بعهدة عمرية وأمانة وأولو الخيانة غادروا وعلى روابي القدس عز صامد يحكي بطولته صلاح الناصر من فكّ عن قدس الهدى أغلالها لتعم في ارض الرباط بشائر من حلمه من علمه من عدله غمرت ربوع المسلمين مآثر هذي فلسطين الجهاد محارة والقدس لؤلؤة ومجد حادر وعلى جلال الوصف جل جمالها والحسن فيها كل شبر ظاهر عانى بنو القدس الكريمة غربة والبيت يهدمه الذليل الصاغر ملأت خفافيش النهار أزقة ما زال في ذكرى هواها السامر نشروا بأرجاء المدينة رعبهم بئس الذي نشروا وبئس الناشر وتشنّ حرب كي يهجر أهلها والأرض ميراث الجدود تصادر أيجول أعداء السلام بقدسنا وهل الخؤون المستبيح يجاور لا لن يداس ترابها من مجرم عادى الرسول وبالفسوق يجاهر لن تحني القدس الأبية هامة عصفت بها طول الزمان مجازر القدس عاصمة القلوب وسرها ولها سفارات العيون تسافر كم صدّت القدس الأبية عاديا وبها فلسطين الجهاد تفاخر أنفاقهم ونفاقهم هي لعنة حلت بأرضينا فمنها حاذروا واستلهموا التاريخ في رد الأذى وبقوة القدس الأبية حاوروا بالله هل يرضى ضياعك مسلم ولنا جيوش تفتدي وعساكر أو هل ينام الليل شهم مخلص وتهان في مسرى الرسول حرائر وتسومه الأيدي الأثيمة ويلها وينالها حقد اليهود السافر القدس في أرواحكم وقلوبكم فلردها لبني العروبة بادر بحروفكم بعلومكم بجهودكم بسلاحكم بوفاقكم تتضافر وتكبر الأفراح فوق جبالها ويزول منها ليل هودا الجائر وسيرفع الشبل المجاهد راية سيظل يخفق مجدها المتواتر وتمده عزما وحزما زهرة ويعينه الشعب الأبي الثائر لتقرّ عين الظامئين لفجرها ويزفّها نور الصباح الزاهر |