من أحداثِ حَياتي / للاستاذ الشاعر الفلسطيني توفيق محاميد ابن مدينة ام الفحم
------------------------------------------------
من أحداثِ حَياتي
زنزانَتي عَرين
ما كنتُ ولدًا عصيّا
اْرضعتني أُمّي حُبَّ بلادي
وزرَعَ أبي حُبَّها في فؤادي
وما زلتُ احلمَ بالحرِّيَّة
......... والقَضِيَّة
غيورٌ احترقُ اْلماً
سجنتُ وتعذَّبتُ
ولا أعرفُ ندمًا
وروحي لبِلادي
........ فديه
في زنزانتي الصَّفران
اسمها
نمتُ وما حزنتُ
لا رَجَوتُ ولا بكيتُ
واْكلتُ الطعامَ
....... بشهيَّة
زنزانَتي عَرين
وتحت الارضِ
كنت سَجين
ما راعني خَجَل
وما عرفتُ المَلَل
لأنَّ الموتَ بايديهِم
....... لي هديَّة
كيسُ براسي
وجليسُ كرسي
ومن صبحي
الى أمسي
سيطرتُ على بُؤسي
وما أعطيتُهُم شيئًا من همسي
وما أرضيتُهم
رَضيه
إغراؤهم كَبير
وعطاؤهم وَفير
وعذابُهم مَرير
ولكنّي لستُ بالجَرير
وكانت روحي
...عَصِيَّة
على تختي القَصير
عليهِ قطعةُ حَصير
وباب من الفلاذِ
كبير
ولحافي
...... بطَّانِيَّة
ثلاثونَ يَومًا
وزِد عليهم ثَمانِية
غابَ عنّي نهارِيَة
وما هنَّ الّا ليالي
في ارضٍ نائِيَة
أتحدّاهُم لو قلتُ
كلمةً للهاوِيَة
وما أدراكَ
ما الهاويِة
من زنزانَتي
الى مكاتبِ
الرّفاهيّة
أبَيْتُ وتماديْتُ
حتى في اللّيلِ أُخرِجت
وفي البردِ رُميت
وبيداي قيدتُ
وبأرجُلي ربُطتُ
وبماء بارد
اسكُبُ على رأسي
واتبعوه ماء
....حاميه
تعبت وأرهقت
ولوعيي فقدت
حتى وقعت
وبزنزانتي فِقْت
وعلى أرجلي وقَفت
تيممت وصليت
ورفعت راسي
لله داعيَ
في الليل تذكرت
ولاْوائل سورة
ياسين قراْتُ
وقلت ربي
ما الذي اقترفت
لا تخفَ عنك ربي
......خافيه
وفي الصّباح
دقّت أجراسُ المَفاتيح
واْنا لا أشكو
ولا أصيح
اتذمّرُ رائِحة
قميصي القبيح
ورُحلتُ
لمحكمتِهم الخاشمة
.......القاسِيَة
ورغم انفهم
للبيت عدتُ متباهيا
ولعذابهِم كنتُ رافضًا
ونافيا
الى حضنِ أُمّي
......الباكيه
أغلقوا الأبوابَ أمامي
وانا لله أحسب حسابي
هو ربي يرزق
رزقاً كافياً
ومن رَبّي تُعطى
.....العافيَة
قلمي بندقيتّي
وورقي درعٌ واقي
وكلماتي وأحرفي
خرطوشَتي ورِصاصي
وما ابغي الّا
بلادي والحرّيَّة
من أجلِك..من أجلِك
من أجلِك
يا فلسطينُ الأبيَّة
ورأسي بالسّماءِ
وهامتي عاليَة