السيف المسلول والسيف المسروق واليد التي امتشقته
ججو متي موميكا كندا
قال المتنبي في قصيدته المشهوره :
السيف اصدق انباءا من الكتب ......في حدّه الحد بين الجدّ واللعب
هكذا اجمع الناس والشعراء والقاده قديما وحديثا بان السيف اصدق انباءا من كتب الدجالين وشعوذات الشياطين وفتاحي الفال ومزوّري التاريخ بعد ان سوّدوا صفحاته قديما وحديثا دون هواده ورحمة بالاجيال السالفه والقادمه بظلم لا يغفره التاريخ وحكاية السيف سواء كان بتّارا او رمزا او زينة قد ملأ صفحات التاريخ والقصص والاساطيروحضر في كل مناسبه ...ولنر حكايته اليوم !!!
اخوتي القراء:
(( انتصار الغزاة الامريكان على العراق لم يكن ناجزا فكان ينقصه سيف صدام ولقد القو القبض عليه ))
ان كنت لم تستح فافعل ما شئت
حكاية السيف العراقي الذهبي المسروق والمسمى (( سيف صدام حسين الذهبي )) الجديده والتي اثيرت مؤخرا ونشرت في القنوات الفضائيه ووكالات الانباء العالميه ومنها سي ان ان و اسوشيتدبريس ورويتر وغيرها فحواها ان امريكا ( اخيرا ) قد عثرت عليه و سلمته الى حكومة الاحتلال الجديده وقبل ان نتحاور سادتي القراء ننقل اليكم نص التقرير الصادر من الحكومه الامريكيه دون زياده او نقصان :
((تسلم العراق رسميا من الجانب الامريكي الثلاثاء سيفا من الذهب الخالص كان قد سرق من مكتب النظام السابق في العراق اعقاب الغزو الامريكي للعراق عام 2003 وان وزارة الامن الداخلي الامريكي اعادت السيف الذي يبلغ طوله 43 بوصه بشفره مزخرفه وغمده من الذهب مرصّع بالكتابه العربيه الى السفير العراقي , واضاف التقرير الذي نشرته الاسوشتدبريس ان الحكومه الامريكيه تحفظت على السيف في كانون الثاني بعد ان عثر عليه معروضا في مزاد بمدينة مانشستر بانكلترا واضاف ان شركة المزاد التي اشترت السيف بقيمة خمسة عشر الفا دولار جلبته الى امريكا من قبل مؤرخ امريكي مع القوات وهو ليس سلاحا يستخدم بالمعارك. )) انتهى الاقتباس
عزيزي القاريء:
يا حلاوتك من خبر دسم لكنه ضحل ومفضوح ومثير للسخريه تتناوله القنوات بشكل فضّ (( U.S.A. ))كم انت عظيمة في قوة تصريحاتك البهلوانيه يا اقوى دوله في العالم تنزل الى مستوى خسيس بعد ان افلست من كل قيم بسبب خطأها الفادح في اجتياح العراق وغزوه واعادته الى القرون ماقبل الوسطى ووصوله الى مرحلة الانهيار بسبب التداعي الشديد لمشاكله في جميع مرافق الحياة .
والتساؤلات التي تطرح نفسها عديده ومتشعبه نتناولها باسهاب :
اولا : السيف الذهبي هذا كان تقليدا من قيادة الحزب والدوله تقديرا للموقف البطولي والشجاعه النادره من لدن الرئيس الراحل الشهيد صدام حسين رحمه الله تيمنا بشجاعته وقيادته الحكيمه لبلده وانتصاره في معارك التحرير والسياده على ارضه ودحر العدوان فتوّج بهذا السيف رمزا وعربونا ونبراسا لبطولاته لان السيف رمز للتراث العربي و الاسلامي و ارفع هديه تقدم لشخصيات فذّه وهذا تقليد يتكرر كثيرا بين زعماء البلدان اثناء تبادل الزيارات فما العيب في ذلك ايها المحتجون والمتراقصون على خبر تافه ؟ هذا اولا
ثانيا : حامل السيف يجب ان يكون جديرا بحمله لما فيه من معاني الفروسيه والبطوله والتضحيه والشجاعة فما اقرب السيف من يد صدام حسين وهو اهل لحمله ذلك الفارس الذي دوّخ اعداءه واربك حساباتهم بما فيهم امريكا وايران ... اما النصب والرمز المنتصب في ساحة الاحتفالات ببغداد حيث الطاق بالسيفين المتعانقين في بوابتها والذي حمل اسم (سيف القادسيه )خير دليل و شاهد على رجولة حامله واستحقاقه لنيل هذا الشرف .
ثالثا: فقط نريد ان نعيد الى ذاكرة العراقيين مراسيم التكريم في (( 4-12-2000 )) اثناء تقليد الشهيد صدام حسين سيفا من قبل رئاسة المجلس الوطني أنذاك حيث منحه اياه المرحوم سعدون حمادي رئيس المجلس الوطني في تلك الدوره باسم الشعب نظرا للمواقف البطوليه الميدانيه في معارك الشرف وسماه (( سيف الجهاد لتحرير فلسطين )) قلد الشهيد هذا الاستحقاق وسط تصفيق حار من الحضور وقبله بشرف .
اذا أين العيب في احتواء مكتب الرئيس سيفا من الذهب الخالص اهداه له بعض القاده والشخصيات ولم يتواجد في بيته او في خزانته الشخصيه كما فعل زين العابدين بن علي او القذافي والاسد دمى رؤوساء الحكومات العميله والذين فاحت رائحة الفساد من قصورهم ومكاتبهم من السحت الحرام
السيف المذكور كان معروضا في متحف يشاهده كل الناس والزائرين ولم يقتنيه من اموال الدوله كما يفعل ازلام الحكم اليوم وكان سيادته يعلن مرارا للعراقيين ان القصور الرئاسيه كلها كانت ملكا للشعب فهل قرأتم او سمعتم خبرا بان لصدام حسين قصرا او عقارا بأسمه ؟ وان كل مقتنياته الشخصيه هي ملك للشعب وقد وضعها في متاحف العراق يشاهدها ويطلع عليها كل الناس دون اخفاء او حيازة اموال خاصة به كما يفعل الرؤوساء الفاسدون بعد ان فضح الربيع العربي اسرارهم وممتلكاتهم .
...صدام حسين لم يبع النفط ويسرق ثمنه او يشتري عقارات كما يفعل حكام العراق اليوم ...صدام حسين لم يظهر في حساباته المصرفيه اي رقم بنكنوتي او مبالغ استحوذ عليها اذا :
اين عقاراته ؟ واين فيلاته ؟ واين املاكه ؟ والاعداء يتخذون من حادثة السيف جعجعة .. ألم يكن جبلا في رأسه نار .الا يستحق كل النياشين واوسمة البطوله وشهامة الرجال بعد ان احبه شعبه ووثق به ؟ الا يستحق وبجداره من رفع علم بلاده فوق قمم كرده مند وبنجوين وجبل قنديل وفي سهوب وهضاب شمالنا الحبيب وكل مرابعه
الا يستحق من حرر الفاو من دنس الفرس هذا النوط وهو من حمى حدود الوطن العربي الشرقيه ؟ ومن حمى حرائر العراق وشعبه من التفريس ؟ هكذا عاش الشهيد بين شعبه وفي قلوب ابنائه وحب العراقيين له كان يغيض العدا .
اخوتي القراء:
هناك صورتان متناقضتان في حادثة السيف يجب ان نميّز بينهما
شتان بين الثرى والثريا وبين التبر والتراب فما قام به العميل ابراهيم الجعفري في غزوة الاشرار واحتلالهم العراق الصامد الابي اثناء منحه سيف (( ذو الفقار )) لوزير الدفاع الامريكي السابق دونالدرامسفيلد الفعل العار والمذلّه والخنوع وبين وتقليد الشهيد صدام حسين (( سيف القادسيه )) من قبل السيد نائب رئيس مجلس قيادة الثوره فنعم التكريم والتقليد هذا ...وبئس تكريم الجعفري لقاتل اطفال العراق :
الى اي درك انحدر خونة العراق عندما يهدون سيف (( ذو الفقار )) الى وزير الدفاع الامريكي ؟ كلنا شاهدنا مراسيم تقليد رئيس وزراء حكومة الاحتلال ابراهيم الشقيري الجعفري و كيف امتشق سيف ذو الفقار من غمده ليقدمه الى رامسفيلد وزير الدفاع الامريكي اثناء العدوان الثلاثيني ... ردا لجميله في احتلال العراق كيف يتسنى لكم تقليد من تلطخت يداه بدماء اطفال العراق وهل يستحق هذا المهزوم والمستقيل لفشله قيادة العدوان الثلاثيني هو الذي ضرب اسواق الفلوجه والبياع ومدينة الصدر واحياء بغداد والموصل والبصره والمدن الاخرى بطائرات الشبح وتي 52 بالقنابل الفسفوريه والنابالم الحارقه وتفحمت جثثهم في الشوارع ؟
هل نسي الجعفري بانه ليس مؤهلا ان يحمل بيده مثل هذا السيف لانه شريك لرامسفيلد في قتل العراقيين ؟
ومن الذي خوله بحمل سيف علي بن ابي طالب (رض) ؟
فاين غيرة العراقيين والسيف مقدس لدى المسلمين وغير المسلمين وهيهات ان تلوثه ايادي ملطخه بدماء العراقيين...اين يكمن العيب يا سراق العراق ؟ بعد ان حولتم البلد الى ضيعة امريكيه ايرانيه بامتياز حيث استحوذتم على كل مقدراته ... قتلتم الناس وهدمتم البنيه التحتيه وسلبتم ثرواته وسرقتم متاحفه واملاكه وهجرتم ملايينه وهاهي جريمتكم الاخيره بسرقة مقتنيات المتاحف دون خجل ورياء وانتم تبيعونها في اسواق الخرده ...
الم يشاهدوا شعبهم قد نفذ صبره ولم يعد يتحمل الظلم والقهر والاقصاء اضافة الى القتل والتفجير والاغتيال وتهجير الناس وتصفية الحسابات بقوة السلاح ؟
ايها المتسلطون على رقاب العراقيين ببطشكم (( مافائدة الانسان لو ربح العالم كله وخسر نفسه ))هلاّ سألتم انفسكم اين قارون وامواله وخزائنه التي خسفت به الارض ولم تنفعه لا في حياته ولا في مماته ؟
اين مملكة قيصر الروم واين حاشيته وحراسه وجيوشه الجراره وماذا نفعته وكيف انتهت في تحطيم مملكته ؟
اين هتلر الزعيم النازي واين وجبروته وجيوشه بعد طغيانه وعنجهيته واستيلائه على معظم ارجاء المعموره في حرب قذره عصفت به ثلوج سيبريا واعاصيرها وانهت اسطورته ؟ وكذا نهايات دكتاتوريات تشاوشيسكو وفرديناند ماركوس واموال زين العابدين بن علي والاسد والقذافي ومبارك واين وصلت بهم الامور بعد ان فقدوا كل شيء ؟ اين بوش وبلير وغيرهم من اباطرة الظلم ، لقد لعنهم التاريخ بكرة واصيلالانهم دخلوا التاريخ من اوسخ ابوابه فلعنتهم البشريه بكرة واصيلا .
واخيرا سادتي الكرام :
وقبل ان نختم مقالنا هذا بخصوص فضيحة المسؤولين نريد ان نعرف مهمات و واجبات ذلك المؤرخ الامريكي الذي اصطحبه جيش الغزاة في غزو العراق حيث اشار التقرير الى مرافقته لهم في حادثة السيف لكن غايات امريكا لايدركها الا الضالعون معهم في التأمر على الشعوب وكما فعل بالامس نابليون بونابارت عند احتلاله مصر حيث اصطحب معه علماء ومفكرين من اجل السيطره على كل شيء في البلد واستعماره مدنيا وعسكريا والعياذ بالله لكن تبقى كرامة العراقيين ووحدتهم وحبهم لارضهم هو المحصله النهائيه والنصر دائما للشعوب المظلومه .