افتراء السلام
لا لَــمْ يَكُـــن سـلامــا إنًّـــهُ جَـــدُّ افتِـــــــــــراء
إذ تَفتــري سلامـــا عقيمًــا يـأتيـــك منــه ازدراء
ولَّــى الأمل فالسلم بات وبـاء أتى بـه التعســاء
السلـــم فــــرحٌ وارتيــاحٌ واكتمــــالٌ ورخـــــاء
السلـــمُ احسـاسٌ بــأمـن وفــي الارض سُعــداء
السلــم آمـالٌ عظام مـن أجلـه يمــوت الشـرفـاء
السلــم بسمــة فـي نفـــوس الحيــارى وعطـــاء
السلـــم يَجمــعُ لا يُفَــرّقُ لا يُبـاعِــدُ لا استيـــاء
السلــم يُعْطـي للحيـــاةِ ملَـــذةً يُعمّــهــا الهنــــاء
السلم إنْ حاولتُ وصفه هو للحياة هــواء ومــاء
لن أوفي وصفَ مشاعري بمــا جادت به السمـاء
لكــن سلمكـــم لـــم تكـــن فيــه حيــاة بـل فنـــاء
السلــم عِندكـم لا فرحـةٌ فيـه بل تعـاســة واعيــاء
تأخــذون السلــمَ جِسْــرًا وتـدّعــون انكـــم أتقيــاء
هـل تظنــون أنّ الشعــب قــــد أصــابــه الغبــاء؟
لقـــد سئِــم الســـلام وملّــه فهـــو مـذلّـــة وعنــاء
ألمْ تَـرَوا تِلك المشاعـر على الوجوه أيها العملاء؟
هــل أعــدتــم لاجئـا مــن اللجـوء أيهــا السفهــاء ؟
هـل اكتـويتـم بنار الشوق للارض كم انتم بلهـاء؟
لا ليــس أحــد مثلكــم فـالبــلادةُ يقـابلهــا الـريـاء
فلقــد وجــدتُ أنّ الحيــاة يحصـــدها الاقــويـــــاء
ولقـد رأيتُ أنّ الحيـاة تعاسـةٌ يحظى بها الضعفـاء
عِشْـتُ الحيـاةَ حالمـا بموطن يسوده حــبّ واخــاء
أعطتني الحيـاةُ تشـاؤمـا بعـد أنْ أصـابهـا الشقــاء
حتى شعـرتُ بأنني قــد خانني الزمـان والـزعمـاء
انّ الخيــانةَ ضعـف وغـدر لايتّصـف بها الاالجبنـاء
يامـوطني فيك السلام بات لعبـة يلهـو بها الغربـاء
ولقـد صبـرت على ظلمهم ما كان منهـم الا الاذاء
لا عـذر لهـم موطني إن لــم يُسمَــع لـك نِــــــداء
لـم يستطيعوا جلـب السـلام أويعُـمّ القلــوبَ شفــاء
لاهُــون فـي الحانـات يعصــف بهـم طـرب وغنـاء
مـوطني خسئــوا اذا ظنّــوا أنهـم بـالسـلام جــاؤا
ستظــلّ محــرومـــا منــه مــادام فيـــك الاعـــداء
وأظلُّ أحيَـا في الحيـاةِ على أمل قد يقُـرب اللقـاء
عُـذرًا مـوطنـي لا سـلام بعــد اليــوم انـه الفــداء