ذا نصُُُّ يتيم ونادر لشاعر يماني لم ينل شهرة أو صيتا في الوسط الثقافي، عاش في بداية القرن المنصرم بين اليمن والحجاز والبحرين اسمه " عبدالله العلوي الحداد " كتب مقطوعة قصيرة ورائعة لا تتجاوز عشرة أبيات، تناول فيها التوحيد والتمجيد والتسبيح لله تعالى ، ثم ذكر النبي صلى الله عليه وسلم ورسالته المجيدة0
لا أحد يستطيع ارجاع القصيدة إلى بحر معروف البعض ينسبها إلى المنسرح وبعضهم إلى أصل المنسرح لكن باعتقادي هو بحر جميل وهو السبب الذي جعل هذه القصيدة تبقى صامدة إلى ذات حين ، أو تذّكرها بين حين لآخر ، وأتاح لها البقاء في ذاكرة الوجدان العربي " والخليجي بالأخص " ، وتلقفها شاعر وموسيقي كويتي هو " عبدالله بن محمد الفرج " وقام بتلحينها وغنائها بلحن جميل موفق " اللحن الخيالي " أو" الصوت الخيالي " ثم بعد رحيل الفرج تناولها بالغناء عدد من المطربين الذين وجدوا في كلماتها وعباراتها من المعاني الرفيعة الشيء الكثير0
إن اللحن الجميل الذي يصاحب أي قصيدة والذي ينم عن ثقافة وعلم مدروس ، وموهبة عميقة يخرج النص بعد أن ظل قابع القرون كثيرة ، ولابد من وجود حس أدبي وثقافي عميق لدي من يقترب باختيار وتلحين نص عربي من التراث أو من الأدب الحديث فإن مثل هذا الحس هو الكفيل بأن يجعل من ذلك النص0 نصا مرئيا ومسموعا دائما0
باعتقادي أن القصيدة يمكن إرجاعها إلى بحر الخبب ( المتدارك ) حيث يتم تقسيم شطر البيت الواحد إلى شطرين وتكون التغعيلات موزعة مابين فعلن ,فا ...إلأخ
وهو مايمكن أن نقول عنه أن هذي القصيدة كانت بداية للشعر الحر أو شعر التفعلية
الحمد لمن قدر خيرا وقبالا= والشكر لمن صور حسنا وجمالا
فرد صمد عن صفة الخلق بريء= رب أزلي خلق الخلق كمالا
ذو المجد وذو الجود وبالجد تجلى= ما مال عن العدل ولا جاء ضلالا
ذو القول وذو الفضل وذو الطول مليك= مادوحت الأرض يمينا وشمالا
لا شبه لمن صورمثلا ونظيرا= من قال سوى ذاك فقد قال محالا
لا حد ولا ند ولا ضد لربي= سبحا ن إله الخلق جما وتعالى
لا شبه ولا مثل ولا كفو لمولى= لا ولد ولا والد لاعم ولا خالا
أرسلت إلينا نبيا عربيا=للخير هداه وإلى الشرك أزالا
إياك طلبنا ولنعماك سألنا= من كنت له ربا فما خاب سؤالا
يا رب أنلنا وأنلهم برضاكا= يا راحم ( ذا النون ) ويا عون التكالى