2010- اخطر الاعوام على القدس والاقصى...!
نواف الزرو
العنوان اعلاه ليس اعلاميا او استهلاكيا او انشائيا، بل هو بمنتهى الجدية الموثقة، فمعطيات المشهد المقدسي تنذر الفلسطينيين والعرب والمسلمين بان العام الجديد/2010 قد يكون عام الانفجارات الدراماتيكية في مدينة القدس، بل ان أهالي القدس والأوقاف والعلماء وفعاليات المدينة يتحسبون –وفق تقرير فلسطيني- من أن هذا العام الجديد فعلا سيكون عاما صعبا لاسيما على المسجد الأقصى والقدس عموما حيث أن القوى الدينية الإسرائيلية المدعومة من قبل حكومة نتنياهو تعد لانتقال نوعي للاعتداء على المسجد الأقصى وقبة الصخرة وساحات وعمائر ومرافق الحرم القدسي الشريف".
وليس ذلك بمبالغة، فالحملات التهويدية للقدس جارية على قدم وساق، وعلى مختلف الجبهات، ان على الارض او في الاعلام او في المشاريع والمخططات، او على المستوى الدولي، بل ان عملية التهويد وصلت حتى الى الصين..!.
ف"تهويد القدس ولو في الصين"، عنوان زلزالي لتقرير نشرته الجزيرة نت، للذين يريدون رؤية حقيقة ما يجري على ارض المدينة المقدسة من انتهاكات وجرائم صهيونية لا تتوقف ابدا..!.
ف"معركة إسرائيل لتهويد مدينة القدس لم تقتصر على معاول الحفر والتهجير وهدم المنازل ومصادرة الأراضي، بل تعدت ذلك إلى السياحة التي باتت أداة أخرى لا تقل أهمية، وتشهد وسائل الإعلام الصينية حملة إسرائيلية واسعة ومنظمة وعالية التمويل تهدف إلى تزوير التاريخ وخلق وقائع جغرافية جديدة في ذهن المواطن الصيني، هناك صور ترويجية مدفوعة الأجر لمسجد قبة الصخرة تحتل مساحات واسعة على صفحات الصحف الصينية وعلى المواقع الإلكترونية لبعض وسائل الإعلام الرسمية بهدف تشجيع السياحة إلى إسرائيل/ اقتباس عن الجزيرة-30/12/ 2009- ".
فالواضح ان الدولة الصهيونية ليس فقط تقوم بحملات ماراثونية لا تتوقف على ارض القدس من اجل تهويدها ببناء وفرض حقائق الامر الواقع التي لا يمكن اجثاثها عبر اي مفاوضات، وانما تشن حملات اعلامية تزييفية على المستوى الدولي وصولا حتى الى الصين، بغية ترويج الرواية الصهيونية باساطيرها الثلاثة المتعلقة بالقدس العربية الاسلامية، بهدف قلب الحقائق رأسا على عقب، واقناع العالم بان هذه القدس انما هي قدس يهودية..!.
فهم يعملون من اجل اختلاق وصناعة قدس يهودية كما اختلقوا وصنعوا دولة "اسرائيل"، غير ان تلك الدولة من وجهة نظرهم لا تكتمل الا بتكريس"القدس يهودية عاصمة ابدية لهم".
وخلاصة القصة بالنسبة لهم هي"السيادة..على القدس" وتطويبها يهودية الى الابد".
هاهو جلعاد شارون نجل ملك اسرائيل المجلوط ارئيل شارون يكتب في يديعوت احرونوت قائلا:"البلدة القديمة كلها، ومساحتها اقل من كيلومتر واحد مربع واحد، وجبل البيت ومساحته اقل من 150 دونما، هذا هو قلب الموضوع، وخلاصة القصة، اليهود ما كانوا ليأتون الى البلاد والصهيونية ما كانت لتقوم دون صهيون، وكل ما حصل هنا ما كان ليحصل.. ".
وهاهو نتنياهو يعتبر القدس تجسيدا للابدية اليهودية فيقول:"الابدية تتجسد في القدس والآنية الحيوية تتجسد في تل ابيب... "، ويضيف سيلفان شالوم من ابرز الوجوه المتشددة في الليكود: "ان المعركة بدأت لفرض السيادة الاسرائيلية على القدس وبشكل خاص جبل الهيكل-المسجد الأقصى".
والصحافة العبرية تتوقع هدم الأقصى ايضا، اذ ذكرت صحيفة هآرتس في تقرير لها "أن هناك نبوءة تعود لأحد حاخامات القرن ال18 والمعروف باسم "جاؤون فيلنا" حدد فيها موعد بداية بناء الهيكل الثالث بيوم 16 مارس من عام 2010"، موضحة "أن النبوءة تضمنت إشارات إلى أن اليهود سيشرعون في بناء الهيكل الثالث مع تدشين معبد "حوربا" الكائن بالحي اليهودي بالقدس".
وعبر هذا التاريخ الممتد من ذلك القرن وذلك الحاخام التدميري، تتعاظم في هذه الايام النوايا والمخططات التهديمية للاقصى..!.
الكانب المتشدد اسرائيل هرئيل- يكشف في هآرتس:"في آخر لحظة رجعت الحكومة عن نيتها هدم المساجد في جبل الهيكل، ولم تستغل الحج في عيد العرش لاقامة مراسم ارساء حجر الاساس للهيكل الثالث، وكذلك أجل الى موعد أكثر مناسبة خوف انتفاضة ثالثة ترحيل عرب القدس وأم الفحم".
ولجنة حاخامات المستعمرات في الضفة الغربية تدعو لإغلاق المسجد الأقصى بوجه العرب نهائيا
قائلة:" ان العرب يدنسون المكان الأكثر قداسة عند اليهود ويحولونه الى مركز للارهاب واعمال العنف ما يستوجب اغلاقه امامهم ومنعهم من الوصول اليه نهائيا".
- 'يهودا عتصيون' الذي تآمر لتفجير قبة الصخرة سابقا يؤكد :'ان تفجير قبة الصخرة لا بد سيأتي، إذا لم تتمكن الدولة من تفكيك المبنى ونقله الى مكة كبادرة طيبة تجاه محمد'.
يديعوت احرونوت تكشف النقاب عن:" أن عشرات الجمعيات – بينها "محبو الهيكل" برئاسة البروفيسور هيلل فايس، و"حي قيوم" ليهودا عصيون، و"جبل همور" برئاسة الحاخامين من يتسهار اسحق شبيرا ودودي دافيدكوفتش و "معهد الهيكل" برئاسة الحاخام يسرائيل هرئيل – تعمل حاليا لإعادة بناء ادوات الهيكل، وتحاول تنمية بقرة حمراء رمادها يطهر الكهنة من دنسهم، ويحيكون ملابس الكهنة، ويعقدون اجتماعات لدراسة فقه الهيكل، ويدربون خدمة الهيكل ويهيئون القلوب نحو اليوم الذي سيأتي في زمن قريب، اضافة الى مدارس دينية في القدس يثير حاخاموها مزاجا مسيحانيا، وجمعيات تشتري منازل واراضٍ كي تدس مستوطنين يهود في حلق العرب، احداها ايضا تمول حفريات اثرية في مدينة سلوان 'داود' والانفجار على الطريق".
لكل ذلك وغيره الكير مما لا تسمح المساحة بعرضه، فانه من المتوقع ان يكون عام/2010 الاصعب والاخطر على القدس والاقصى..!.
تترجم دولة الاحتلال بوزاراتها وبجيشها ومستعمريها ومنظماتها السرية والعلنية واداراتها المختلفة هذه النوايا والخطط الجهنمية على ارض القدس بسلسلة لا حصر من الحملات والهجمات التي تستهدف تهويد المدينة بالكامل وتطويبها تحت السيادة الاسرائيلية الى الابد...!
ليتبين لنا بالمعطيات والشهادات والوثائق، ان المدينة المقدسة تتعرض الى اوسع واخطر حملات المصادرات والتفريغ والتهويد كما يتعرض الحرم القدسي الشريف باقصاه وقبته الى اشد التهديدات الحقيقية التي تنذر بمحوه عن وجه الارض اذا لم يتحرك العرب والمسلمون والمجتمع الدولي لاحباط مخططات وحملات الاحتلال.
نواف الزرو