يعلون: سوريّة باتت مُقسّمة لثلاث دويلات وسلطة عباس لا يؤتمن عليها أمنياً والقادة العرب في الغرف المُغلقة لا يطرحون القضية الفلسطينيّة وإيران تُرعبهم

الناصرة ـ ‘القدس العربي’ قال وزير الأمن الإسرائيليّ، موشيه يعلون، أمس الثلاثاء إنّ ما يجري في سوريّة هو حالة عدم استقرار مزمنة، وتقسيم الدولة إلى ثلاثة دويلات، وأنّ الحرب تدور على أبواب العاصمة دمشق، وأضاف يعلون، كما أفاد موقع صحيفة ‘هآرتس′ على الإنترنت إنّ سياسة تل أبيب هي عدم التدّخل، ولكن على الجميع أنْ يعلموا أننّا نُحافظ على مصالحنا، والتي تتمثل في ثلاث نقاط جوهريّة: عدم تزويد حزب الله بأسلحة متطورّة، عدم نقل أسلحة متقدّمة، بما في ذلك الكيميائيّة إلى جهات وصفها بالمعادية، وعدم التعرّض لسيادة الدولة العبريّة في هضبة الجولان.
وأكّد الوزير أنّ بلاده تُقدّم المساعدات الطبيّة والإنسانيّة وتزويد الطعام وملابس الشتاء للقرى المحاصرة من الجهة الثانية من الجولان، زاعما أنّ ‘إسرائيل’ لم تتمكّن أنْ تبقى على الحياد، وعليه قمنا بفتح مستشفى خاص وقدّمنا لهم المساعدات. بالإضافة إلى ذلك، قال إنّه في سوريّا يتواجد اليوم أكثر من 30 ألف مقاتل، ينضوون تحت تنظيم ‘القاعدة’، ولكنّهم حتى الآن يبذلون جلّ جهودهم في محاربة نظام الأسد، أمّا بالنسبة للبنان فقال إنّ حزب الله يلتزم التهدئة بسبب اعتبارات إستراتيجيّة إيرانيّة وأيضا للتنظيم نفسه، وزاد أنّ حزب الله يملك اليوم أكثر من مئة ألف قذيفة وصواريخ، ولكن لم يُسجّل أيّ حادث أطلق فيه الحزب النار باتجاه إسرائيل.
علاوة على ذلك، قال الوزير، خلال محاضرة في مركز أبحاث الأمن القوميّ بتل أبيب، إنّه من الناحية الأمنيّة لا يُمكن اعتبار السلطة الفلسطينيّة كجارٍ يُمكن الاعتماد عليه، مشيرًا إلى أنّ أجهزة السلطة اعتقلت أكثر من ألف عنصر من حماس، ولكنّها لم تُحاكمهم، وأضاف: طالما يُواصلون تربية أولادهم على حمل العبوات الناسفة في الاحتفالات، وإسرائيل لا تظهر على خرائطهم، فلا يوجد أيّ أمل في تحقيق السلام، موضحًا أنّ الفلسطينيين يرفضون الاعتراف بإسرائيل كدولة يهوديّة، ويرفضون الاعتراف بانتهاء النزاع وانتهاء مطالبهم من الدولة العبريّة.
وفي رأي يعلون، كما قال موقع ‘هآرتس′ فإنّه لا توجد أيّ علاقة بين النزاع الفلسطينيّ الإسرائيليّ وبين الملّف النوويّ الإيرانيّ، وكشف النقاب عن أنّه في الغرف المغلقة، وفي لقاءات مع قادة عرب، لا يُطرح الموضوع الفلسطينيّ بالمرّة، مشدّدًا على أنّ النوويّ الإيرانيّ يُخيف العرب، بدون أيّ صلة للقضية الفلسطينيّة، وحذّر من أنّ حماس ستُسيطر عاجلاً أمْ آجلاً على الضفة الغربيّة، كما فعلت في القطاع.
ووجّه يعلون انتقادات لاذعة جدًا للاتفاق المرحليّ الذي وقعته دول (خمسة+واحد) مع إيران، قائلاً إنّهم بذلك أهدروا فرصة تاريخيّة، وقال: النظام الإيراني جاء على أربعة وتحدّث مع الشيطان الأكبر، أمريكا، ولكنّ طهران اليوم تحررت من العزلة السياسيّة، لافتًا إلى أنّ الجمهوريّة الإسلاميّة هي لاعبًا مركزيًا في حلّ الأزمة السوريّة، فهي تدعم نظام الرئيس الأسد، وبالأعمال التي يرتكبها، وتدعم حزب الله أيضًا.
وتابع قائلاً إنّ الاتفاق المرحليّ مع إيران منحها الفرصة لتخصيب اليورانيوم بنسبة 3.5 بالمئة، وهذا الأمر يُعتبر حفاظاً على جوهر التطور نحو القنبلة النوويّة، على حدّ قوله. كما قال أنّ أحدًا لم يُوقف مواصلة تطوير إيران للصواريخ بعيدة المدى، التي يصل مداها إلى عشرة آلاف كيلومتر، كما أنّها تُُواصل دعم الإرهاب في أفغانستان وسوريّة ولبنان وفي المناطق الفلسطينيّة، ذلك لأنّها تحررت من القيود الدوليّة والضغوط الاقتصاديّة.
وبحسبه، فإنّ التقديرات الإسرائيليّة تُشير إلى أنّ إيران ستصبح دولة شبه نووية خلال 3 أعوام، لافتاً إلى أنّ طموح الإيرانيين الإستراتيجيّ لم يتغيّر: تصدير الثورة الإسلاميّة والسيطرة على المنطقة، والتي تعتمد على سياسة مخطط لها، تشمل الإرهاب، وفي المستقبل أيضًا مظلّة نوويّة، لافتاً إلى أنّ الإيرانيين يستهزئون بالمجتمع الدوليّ، بهدف مواصلة برنامجهم. ووصف يعلون النظام الإيرانيّ بأنّه مسيحانيّ وقياميّ، أيْ انه نظام الهلاك القادم، وهو يُشكّل التهديد الرئيسيّ على استقرار المنطقة وعلى العالم برّمته، وبالتالي، يجب بطريقة أوْ بأخرى وقفه عند حدّه، قال يعلون.
وعبّر يعلون عن تشاؤمه بالنسبة للمستقبل قائلاً إنّه من المتوقّع أنْ تتحوّل المنطقة إلى منطقة عدم استقرار مُزمن، و’نحن نخشى من الخطأ الغربيّ الجديد: الديمقراطيّة عن طريق صناديق الاقتراع′. وقال إنّ العالم العربيّ ارتاح جدًا بعد سقوط الإخوان في مصر، مشيراً إلى أنّ حكمهم لمصر كان فشلاً مدوياً.
أمّا عمّا يجري في الوطن العربيّ فقال إنّه نشأ واقع جيوسياسي جديد، هو المحور الشيعيّ، الذي تقوده إيران، والذي يتلقّى الدعم من روسيا، وهذا محور قويّ جداً وقبالته، المحور السنيّ، الذي يرى في الإخوان المسلمين تهديداً، ويشمل مصر، الأردن، السعودية، والبحرين، ولكنّه لا يشمل قطر وتركيّا، اللتان تُشكلان محوراً ثالثًا ولكنّه صغير، والذي يدعم الإخوان وحماس.
وزاد أنّ للمحور السنيّ هناك أعداء مشتركين: إيران، الإخوان، ‘القاعدة’، ويرتبط بعلاقة مع أمريكا، وفي هذا السياق، أضاف، نحن نتساوق معهم في هذه المصالح، على حدّ قوله.
وقال أيضًا إنّ أمريكا لا تريد بعد اليوم أنْ تلعب دور الشرطيّ في المنطقة، ولكنّها ما زالت القوة العظمى الوحيدة، ولكنّها قررت الابتعاد عن المنطقة، انسحبت من العراق، التي وقعت تحت السيطرة الإيرانيّة،ولفت إلى أنّ عدم تدّخل أمريكا في سوريّة فسح المجال أمام روسيا للتدّخل وبقوةٍ في بلاد الشام، على حدّ تعبيره.