نتنياهو: إسرائيل ستتعامل بانتقائية مع وثيقة كيري ولسنا ملزمون بقبول كل ما يطرحه الأمريكيون في وثيقة الإطار
زهير أندراوس
January 29, 2014
الناصرة ـ ‘القدس العربي’ يُواصل رئيس الوزراء الإسرائيليّ تحدّي الإدارة الأمريكيّة، دون أنْ يأبه لردود الفعل من واشنطن، ويستبق الأحداث، وتحديدًا وثيقة الإطار التي سيعرضها وزير الخارجيّة الأمريكيّ جون كيري، فقد أفادت صحيفة ‘معاريف’ العبريّة، أمس الأربعاء، أنّ نتنياهو ألمح إلى أن الدولة العبريّة ستتعامل بانتقائية مع الوثيقة التي يعتزم وزير الخارجية الأمريكيّ جون كيري طرحها خلال أسابيع، وقال إنّ إسرائيل غير ملزمة بقبول كل ما يطرحه الأمريكيون في وثيقة الإطار، على حدّ تعبيره.
وفي ردّه على تصريحات وزير الإقتصاد في حكومته ورئيس البيت اليهودي نفتالي بينيت الرافضة لفكرة إقامة دولة فلسطينية، قال نتنياهو، في كلمة ألقاها في مؤتمر معهد دراسات الأمن القومي بتل أبيب، إنّ الجمهور الإسرائيلي يرفض دولة ثنائية القومية. علاوة على ذلك، ذكرت الصحيفة أنّ نتنياهو تطرّق إلى مستقبل المفاوضات، وقال: قريبًا سنعرف إذا ما كان هناك مجال لدفع المفاوضات مع الفلسطينيين، والحل يجب أن يكون دولتين قوميتين واعترافاً متبادلاً بينهما، في إشارة إلى المطلب الإسرائيلي للإعتراف بيهودية إسرائيل، وهو الأمر الذي ترفضه قيادة السلطة الفلسطينيّة في رام الله. وتابع رئيس الوزراء الإسرائيليّ قائلاً إنّه في إطار الحل الدائم على الدولة الفلسطينية أنْ تكون منزوعة السلاح، لهذا ستكون بعض رموز السيادة محدودة، وعليها أن تعترف بالدولة العبريّة بأنّها دولة يهوديّة، وأضاف، بحسب الصحيفة: نحن نصّر على الإعتراف بالدولة اليهودية كدولة قومية للشعب اليهودي، وهذا هو لب الصراع، الصراع ليس على الأراضي أو المستوطنات ولا حول الدولة الفلسطينية، على حدّ قوله. جدير بالذكر أنّ بينيت كان قد أعرب أمس الأوّل عن رفضه لفكرة الدولة الفلسطينية معتبرًا أنها ستُغرق إسرائيل باللاجئين، وقال: لو قدر للفلسطينيين أن يحكموا الإسرائيليين لقتلوهم. وهاجم فكرة نتنياهو بإبقاء مستوطنين تحت السيادة الفلسطينية، معتبرا أنّ جوهر الصهيونية هو السيادة وبغير السيادة لا وجود للصهيونية، على حدّ قوله.
على صلة بما سلف، قالت صحيفة ‘هآرتس′ العبريّة الأربعاء أنّ مسؤولين في ديوان رئيس الوزراء الإسرائيليّ، طالبوا وزير الإقتصاد ورئيس حزب البيت اليهودي، نفتالي بينيت، باعتذار علنيّ، عن هجومه على نتنياهو، محذرين من أن رفضه من شأنه أن يهدد سلامة الائتلاف الحكومي.
ونقلت الصحيفة عن مقربين من نتياهو أنهم نقلوا رسالة لبينيت طالبوه فيها بالإعتذار العلني والصريح عن هجومه على نتنياهو، وإلا فإنّ تشكيلة الحكومة ستكون في خطر. وأكدوا على أنّهم أوضحوا له أنّ عدم الإعتذار سيترتب عليه ثمن، على حدّ تعبيرهم. وقالت الصحيفة أيضًا إنّ مسؤولين في ديوان نتنياهو وصفوا بينيت بأنّه وقح، ولفتوا إلى أنّ أسلوبه الذي يفتقر للمسؤولية لن يمر دون رد.
وأضافوا: إذا لم يعتذر فإنّه يهدد سلامة الائتلاف الحكومي، لدينا بدائل كافية، وحكومة بدون بينيت يمكنها أن تهتم أيضًا لأمن الدولة كالحكومة السابقة، على حدّ قولهم. وكان ديوان رئيس الوزراء الإسرائيليّ قد أوضح الإثنين من هذا الأسبوع للصحافيين الأجانب، بأنّ نتنياهو لا يعترض على بقاء أقلية من المستوطنين تحت السيادة الفلسطينية في إطار الحل الدائم.
وجاءت هذه التصريحات بعد انتقادات وجهت لكلمة نتنياهو في مؤتمر دافوس التي أكد فيها بأنه لن يقوم بإخلاء أي مستوطن. وهاجم بينيت هذه التصريحات ووصفها بأنه تعكس فقدان القيم.