حتى لا تتمادى طهران!
صحف عبرية
January 30, 2014
إن الاتفاق الاولي بين ايران والقوى الكبرى الذي دخل حيز التنفيذ في 20 كانون الثاني هو اجراء ذو شأن ومقلق. فالايرانيون يستطيعون الاستمرار على برنامج ذري مقلص في نصف السنة القريب الى تموز 2014. ويسقط الغرب مقابل ذلك بصورة تدريجية عددا من العقوبات المفروضة عليهم. وفي هذه المدة تستمر الاتصالات بين القوى العظمى وايران للتوصل الى اتفاق نهائي وتسقط عوض ذلك العقوبات الاقتصادية كليا.
إن الاتفاق الذي وقع مع ايران يبقيها مع قدرات تخصيب اليورانيوم وإن كان يطلب اليها أن تقللها. فقد يتقلص البرنامج الذري لكن ايران تستطيع أن تخدع المراقبين بأن تصل بسهولة نسبية الى وضع دولة على الحافة بل بعد ذلك. والى ذلك يطلب الايرانيون التوصل الى درجات تخصيب اعلى لحاجات مختلفة كغواصات ذرية (كما يقولون). ومن المؤكد أن يطرح هذا الموضوع في المحادثات في التسوية الدائمة وليس من الممتنع أن يوافق عليه.
إن التهديد الايراني كان يصاحب اسرائيل منذ سنوات كثيرة. فقد تم البحث فيه على مر السنين في الغرف المغلقة واستعملت اسرائيل سياسة الدبلوماسية السرية، والتنسيق الوثيق مع الولايات المتحدة ونشاطا عملياتيا صامتا. وفي السنوات الخمس الاخيرة غيرت اسرائيل تحت قيادة بنيامين نتنياهو رئيسا للحكومة، غيرت سياستها وخرجت في معركة دبلوماسية ظاهرة على ايران ومناكفة للولايات المتحدة برئاسة اوباما مع تهديد صريح بعمل عسكري. هناك من يزعمون أن سياسة اسرائيل أفضت الى تشديد العقوبات وقد يكون في هذا شيئا من الحقيقة، لكن النتيجة النهائية هي اتفاق أخذ يصاغ بين ايران والغرب قد يفضي بايران الى امتلاك سلاح ذري وكل ذلك وبين يديه علاقات اشكالية جدا بين الولايات المتحدة واسرائيل يتم التعبير عنها بعدم الثقة بين ادارة اوباما وحكومة نتنياهو، وهي لا تُمكن اسرائيل من التأثير في الاتفاقات التي أخذت تصاغ بين ايران والقوى العظمى. إن المسار السياسي مع الفلسطينيين هو الآن الجسر الوحيد الذي يُمكن من الحوار بين اسرائيل والغرب وبينها وبين الولايات المتحدة على الخصوص.
ليس هذا هو الوقت لنفحص ونحقق أي سياسة كانت أصح. ومن الواضح أن اسرائيل دفعت الى وضع مركب قد تصبح فيه معزولة عديمة التأثير وبلا قدرة على التنسيق مع أكبر صديقة لها. فيجب على اسرائيل أن تلزم سريعا مسارا استراتيجيا يفضي الى تحسين العلاقات بالولايات المتحدة والدول الغربية، كي تستطيع التأثير في الاتصالات وفي الاتفاق الذي يصاغ مع الايرانيين وأن تحسن مكانتها الدولية. ويمكن فعل ذلك باجراء سياسي مفاجيء مع الفلسطينيين يحسن مكانة اسرائيل في العالم ويسلب الايرانيين المبادرة ويقوي التنسيق الاستراتيجي والعلاقات الحميمة بالولايات المتحدة.
ما زالت اسرائيل دولة قوية ورداعة وعليها أن تعمل للحفاظ على هذا الوضع.وهذا هو الوقت للمبادرة والمخاطرة. فاذا انتظرنا الى ما بعد التوقيع على الاتفاق مع ايران فسيكون ذلك متأخرا جدا وستبقى اسرائيل معزولة وضعيفة.
ايلي (تشيني) مروم
يديعوت 30/1/2014