قرر سلاح الجو التركي أمس الاثنين إلغاء صفقة بحجم 180 مليون دولار عقدها مع الصناعات الجوية الصهيونية وشركة إيلبيت لتصنيع طائرات بدون طيار ، وذلك في رد فعل على الاعتداء الصهيوني الدموي على سفين "مرمرة" التي كانت ضمن "أسطول الحرية" لكسر حصار غزة.
وقالت الإذاعة العبرية إن الصفقة المذكورة بلغت مراحل نهائية إذ تسلمت تركيا بموجبها 6 طائرات بدون طيار فيما يتوقع أن يتم تزويدها بـ 4 طائرات من هذا النوع قريبا.
وقد دفعت أنقرة الجزء الأكبر من المبلغ المستحق عليها بموجب الصفقة, فيما قالت مصادر في الصناعات الجوية وفي شركة إيلبيت انه لم يصدر أي بيان رسمي عن إلغاء الصفقة
وكانت تركيا أعلنت رفضها التام لقرار حكومة الاحتلال الصهيوني التصديق على تشكيل لجنة داخلية لتقصي الحقائق حول المجزرة الدموية بحق "أسطول الحرية"، والذي خلَّف تسعة شهداء جميعهم أتراك.
وقال وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو: إنّنا "لا نثق إطلاقًا" بأنّ "(دولة الكيان) الدولة التي نفذت مثل ذلك الهجوم على قافلة مدنية في المياه الدولية؛ ستجري تحقيقًا محايدًا".
وأضاف: "أي تحقيق أحادي تجريه (الكيان) لن يكون ذا قيمة لنا". مؤكدًا مطلب بلاده تشكيل لجنة "تحت إشراف مباشر للأمم المتحدة"، وبمشاركة تركيا ودولة الاحتلال.
وأكّد داود أوغلو للصحفيين في أنقرة، الاثنين، أنّه ما من قانون يُجيز أن يقوم المُدَّعَى عليه (دولة الكيان) بدور المدعِي العام والقاضي في آن واحد.
كما حذَّر ـ مجددًا ـ بأنّه إذا لم تشكل لجنة دولية وإذا واصلت دولة الاحتلال تجاهل مطالب بلاده "العادلة" فإنّ "من حق تركيا أن تراجع من جانب واحد علاقاتها بـ(الكيان الصهيوني) وأنّ تُطبق عقوبات" عليها.
وقال أيضًا إنّ أنقرة "تنتظر بصبر أنّ يتصرف المجتمع الدولي بطريقة موضوعية، وإلا فستكون هناك إجراءات قد نتخذها".
وعبر الوزير عن اعتقاده بأنّ الولايات المتحدة "ستعمل في نهاية المطاف للدفاع عن حق مواطنيها في الحياة"، في إشارة إلى أنّ أصغر ضحايا الهجوم الصهيوني على أسطول الحرية كان شابًا يحمل الجنسية الأمريكية.
وكانت حكومة الاحتلال الصهيوني قد صدّقت على تركيبة اللجنة الداخلية الّتي ستتقصى الحقائق بشأن الهجوم على أسطول الحرية نهاية الشهر الماضي.
وسيرأس اللجنة ـ حسب صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية ـ قاضي المحكمة العليا السابق يعقوب تيركل (75 عامًا) وستضم خبير القانون الدولي شبتاي روزين (93 عامًا)، واللواء بالاحتياط عاموس حورب (86 عامًا) الرئيس السابق لمعهد الهندسة التطبيقية (التخنيون).
كما سيشارك في مشاورات ستجريها اللجنة مراقبان أجنبيان هما رئيس وزراء أيرلندا الشمالية السابق الحائز على نوبل للسلام وليام ديفد تريمبل، وخبير القانون الدولي والنائب العسكري العام الكندي السابق الجنرال كين ووتكين.