أوروبا تكثف جهودها لتقليل اعتمادها على الطاقة الروسية
March 21, 2014
بروكسل – رويترز: وافق القادة الأوروبيون على تسريع جهودهم لإيجاد إمدادات طاقة مضمونة بشكل أكبر خلال محادثات قمة جرت الجمعة في بروكسل، وقالوا إن ضم موسكو لمنطقة القرم جعلهم يصرون على تقليص الإعتماد على النفط والغاز الروسيين.
وأحرز الإتحاد الأوروبي تقدما في تحسين أمن طاقته بعد أزمتي الغاز في عامي 2006 و2009 حين تسببت الخلافات بين كييف وموسكو بشأن فواتير غير مدفوعة في تعطل صادرات الغاز إلى غرب أوروبا. ورغم ذلك لم يتمكن الإتحاد حتى الآن من تقليص الحصة الروسية من إمدادات الطاقة الأوروبية.
وتمد روسيا الاتحاد الأوروبي بنحو ثلث إحتياجاته من النفط والغاز، ويتم شحن حوالي 40 بالمئة من الغاز عبر أوكرانيا.
وقال هيرمان فان رومبوي، رئيس المجلس الأوروبي الذي يمثل حكومات الاتحاد الأوروبي في بروكسل “نحن جادون في تقليص إعتمادنا على الطاقة (الروسية) “.
وأبلغ رومبوي مؤتمرا صحافيا بعد محادثات القمة الأوروبية التي إستمرت يومين “في الإجتماع كان هناك شعور قوي بحاجتنا إلى طريقة جديدة لإجراء أنشطة في مجال الطاقة… والقادة مستعدون لتعزيز جهودهم المشتركة إلى أقصى حد”.
ودعا قادة الاتحاد الأوروبي المفوضية الأوروبية – الذراع التنفيذية للاتحاد – إلى إعداد اقتراحات مفصلة بحلول يونيو/حزيران بشأن سبل تنويع مصادر الطاقة بعيدا عن روسيا في الأمدين القريب والبعيد.
وقالت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل إن الاتحاد قد ينوع مصادر إمداداته من الغاز إذا وافق الرئيس الأمريكي باراك اُوباما – المقرر أن يتوجه إلى بروكسل الاُسبوع المقبل – على تخفيف القيود المفروضة على تصدير الغاز الأمريكي المتوافر حاليا بكميات كبيرة بفضل طفرة الغاز الصخري.
شددت ميركل على أهمية ترشيد إستهلاك الطاقة، وقالت “الأمر لن يستقيم بدون محروقات”، موضحة في المقابل أن الثقة في إمدادات الطاقة من روسيا تزعزعت.
وأضافت ان واردات الغاز الصخري الأمريكي قد تصبح في النهاية خيارا للدول الأوروبية التي تسعى لتنويع مصادرها للطاقة لكن يجب على الولايات المتحدة أولا إنشاء البنية التحتية اللازمة للتصدير.
وقالت ميركل للصحافيين بعد مناقشة قادة الإتحاد الأوروبي سبل تنويع مصادر الطاقة بعيدا عن الاعتماد على النفط والغاز الروسيين “يرى الكثيرون أن هذا قد يكون أحد العوامل إذا قررت الولايات المتحدة تصدير الغاز الصخري”.
من جانبه قال الرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند إنه سيتم طرح خطة خفض الإعتماد على إمدادات الطاقة من روسيا في حزيران/يونيو المقبل.
وحتى الآن فإن اعتماد الإتحاد الأوروبي على واردات النفط والغاز خصوصا القادمة من روسيا آخذ في الزيادة لا في التناقص.
وارتفع مؤشر مكتب الإحصاء الأوروبي (يوروستات) الذي يظهر مدى إعتماد الإتحاد على واردات الطاقة إلى 65.8 في المئة في عام 2012 من 63.4 في المئة في 2009.
وزادت حصة الغاز الروسي إلى نحو 30 في المئة من 22 في المئة في عام 2010، بينما شكلت واردات النفط الروسية نحو 35 في المئة من حجم استخدام الإتحاد الأوروبي.
وبينما تسعى أوروبا لزيادة الضغط على روسيا بسبب ضمها لمنطقة القرم فإن أكثر ما يهم القادة الأوروبيين هو أن تدفع موسكو ثمنا إقتصاديا.
وتجني شركة الغاز الروسية العملاقة غازبروم نحو خمسة مليارات يورو شهريا من شحنات الغاز التي تصدرها إلى أوروبا.