أَضْنَانَا الصَّمْتُ
سَأُلَمْلِمُ أَحْرُفِي مِنْ بُحَيْرَةِ الْعَنْبَر
مِنْ تَارِيخِ الْأَمْجَادِ تِبْرَا
سَأَعُودُ لِيَوْمٍ كَانَتْ الْأَقْلاَمُ تَنْثُر
كُرُوماً وَ زَعْتَر
عَلَى الدَّفَاتِرِ حِبْرَا
تَزْرَعُ الْحُقُولَ سِهَاماً وَ خِنْجَرا
فِي قَلْبِ الْأَعْدَاءِ مِدْفَعاً
فِي نَحْرِهِمْ تَنْخُر
يَوْمَ حَمَلَ الْأَجْدَادُ رَايَةَ الْخَوْخِ الأَحْمَر
وَسَيْفاً مِنْ أَجْنِحَةِ النَّخِيلِ الْأَخْضَر
غَرَزُوهُ فِي قَلْبِ الْعَدُوِّ الْأَشْقَر
بِلاَ أَمَلٍ وَ لاَ غَايَةٍ وَ لاَ أَمْرٍ يُصْدَر
زَرَعُوا أَشْجَارَ الْأُلْغَامِ بِالْبَيْدَر
وَرَاءَ الْقُضْبَانِ رَفَعُوا الشِّعَار
بِالْوَفَاءِ لِعَرْشٍ مَاظَنُّوهُ يَغْدِر
نَشَرُوا الرُّعْبَ فِي الرِّيفِ جَمْرا
مِنْ وَسَطِ الْمُدُنِ تَعَالَى النَّايُ قَهْرا
حَرِيقاً أَشْعَلَ بِقَلْبِ الْمُحْتَلِّ نَارا
وَخَفَافِيشُ الظَّلاَمِ تَحِيكُ الْمَكِيدَةَ سِرّا
عَوْدَةُ الرَّمْزِ شَمْساً وَ نَصْرا
عَقَاريبُ السَّاعَاتِ ثُعْبَانٌ أَسْمَر
سَالَتْ وِدْيَانُ دَمٍ أَحْمَر
أَيُّهَا الْوَقْتُ الْمَفْجُوعُ مُرّا
ذِئَابُ بَعْدَ الشُّرُوقِ عَوَتْ مَكْرا
شَمْس أَشْرَقَتْ لَهِيباً
وَشَّحَتْ صَدْرا
كَانَ يَوْماً بِالْخِيَانَةِ يَحْكِي جَهْرا
كَيْفَ نُصَبِّرُ قَلْباً مَفْطُور؟
عَنْ ضَيَاعِ أُسُودٍ..وَهَجُهُمْ انْتَهَى
ظُلْما
كَانَ لَنَا بِهِمْ فَخْرا
لَبِسْنَا بَعْدَ فَقْدِهِمْ ذُلاًّ وَ عَارا
أَقْزَامٌ يَرْتَدُونَ مَلاَيِينَ الْأَقْنِعَةِ
وَراءَهَا قِطَطٌ مَذْعُورَةُ تَمُوءُ رُعْبا
نَسَجُوا خُيُوطَ الْعَنْكَبُوثِ
لَفُّونَا بِهَا وَ خَيَّمَ السُّكُوت
اَلشَّعْبُ أَفَاقَ غَادَرَ التَّابُوت
بَاتَ نَجْمَهُمْ فِي أُفُول
جَنَّدُوا كُلَّ الطَّاقَات
بَلْطَجِيّة سَلَّحُوهُمْ هَلْوَسَات
عَاصِفَاتٌ...عَوَاتِي
فِي لُهَاتِ الْآه مَاعَادَتْ
تَخْشَى الْمَتَاهَات
وَ لاَ دَمْعُهَا يَشْكِي لَظَى التَّهْتَهَات
صَوْتٌ تَدَحْرَجَ
صُرَاخاً يُرَدِّدُه الصَدَى
أَضْنَانَا طُولُ الصَّمْت
وَ رُقُودٌ فِي أَوْجِ الِإِنْكِسَارَات
رحيمة بلقاس