ثُعْبَانُ الضَّلاَلِ
بِفَوَرانِ بُرْكَانٍ ثَائِرٍ
أُرَوِّضُ أَصَابِعِي لِقَطْفِ
الْكَرَزِ الْأَحْمَرِ
تَحْتَضِنُ سَعَفَاتُ النُّورِ
يَتُوهُ النِّسْيَانُ
فِي ذَاكِرَةِ الإِدْمَانِ
عَلَى الصَّمْتِ والْهَدَيَانِ
أُعَوِّدُ اللِّسَانُ
لِاسْتِرْجَاعِ حَاسَّةِ الْكَلاَمِ
أَفُكُّ عُقْدَةَ الْخَرَسِ وَ الْكِتْمَانِ
كَيْفَ للِصَّيَّادِ؟
أَنْ تَخُونَهُ الْقَصَبَةَ عَنْ
صَيْدِ الْأَسْمَاكِ؟
كَيْفَ لِغَوَّاصِ الْبَحْرِ؟
أَنْ يَتِيهَ عَنْ حَدَائِقِ
اللُّؤْلُئِ وَ الْمُرْجَانِ؟
كَيْفَ لِحَدَقَاتِ النُّورِ ؟
أَنْ تُحْجَبَ عَنْهَا حَقَائِقُ
اللَّفِّ وَ الدَّوَرَانِ؟
اَللَّحَظَاتُ الشَّارِدَةَ
تَعْلَمُ أَنِّي أَرَاهَا مِنْ
وَرَاءِ الْجُدْرَانِ
تَدْرِي أَنَّ الْمَوْتَ الْمَارِدَ
مُتَرَنِّحٌ دَاخِلَ الْأَجْسَامِ
كَسِّرِ! السَّلاَسِلَ وَ الْأَغْلاَلَ!
غَادِرِ! الْقُضْبَانَ!
اِنْتَظِرْنِي أَيُّهَا الظِّلُّ الْمُخْتَبِئُ
وَرَاءَ الْأَجْسَادُ!
سَأَهْرُبُ مِنَ الْإِنْزِوَاءِ
لِأَفْتَحَ النَّوَافِذَ الْمُطِلَّةَ
عَلَى انْعِتَاقِ الْأَرْوَاحِ
أيَا رُوحِي !
أَعِرِينِي الْأَيَادِي لِأُصَافِحَ
الضَّوْءَ السَّاطِعَ فِي الْآفَاقِ
يُنِيرُ ضَبَابَ الْغَمَامِ
الْجَاتِمِ عَلَى الْأَنْفَاسِ
يُدَثِّرُ الظَّلاَمَ
ثُعْبَانٌ مُلْتَفٌّ حَوْلَ
ذَيْلِهِ
يَنْفُثُ سُمَّهُ الْقّاتِلُ
عَلَى نَفْسِهِ
آخِرُ أَضْوَائه
تَنْقَرِضُ خَلْفَ أَتْرِبَةِ
الضَّلاَلِ
رحيمة بلقاس