في غياب والد ووالدة الأسيرة المتوفين، وبمزيج من الدموع والفرح احتضنت عائلة بكراوي والأهالي في عرابة البطوف في الجليل عام 48 الأسيرة المحررة وردة بكراوي، وذلك بعد أن كانت قد اعتقلت عام 2002 وأمضت ثماني سنوات من الأسر الفعلي بتهم "أمنية" مختلفة.
وكان في استقبال الأسيرة بكراوي أمام سجن ما يسمى"الشارون" في وسط فلسطين المحتلة عام 1948 ، العشرات من الأهالي والعائلة من الأشقاء والشقيقات الذين احتضنوا الأسيرة عند خروجها من بوابة "الشارون" ببالغ الأثر والفرح، وبغصة يعتصرها الألم، سيما وان بكراوي لم تر والديها المتوفين خلال مكوثها في الأسر، ولذا فإن موكب الاستقبال للأسيرة لم يشق طريقه إلى بلدتها عرابة، بل عرج في طريقه إلى مقبرة عكا عبر الساحل الغربي، حيث يرقد والداها لتقف فوق الأضرحة لقراءة الفاتحة على روح الوالدين اللذين لم يحظيا بهذه اللحظات من العناق.. علما أن لدفنهما في مدينة عكا وليس في عرابة حكاية إنسانية أخرى لها مقامات أخرى...
كما كان في استقبال الأسيرة بكراوي حشد كبير من الأهالي وعدد من الأسرى المحررين وذوي أسرى قابعين وبحضور منسق الرابطة العربية لأسرى الداخل منير منصور حيث شقوا شارع البلدة الرئيسي مرورا وسط البلدة باتجاه منزل عائلتهاحيث زفت الاسيرة المحررة وسط تعالي الهتافات وترديد الاناشيد الوطنية احتفاء بها.
الأسيرة المحررة بكراوي أكدت أنها تحمل رسائل محبة ومناشدة من الأسيرات إلى جماهير شعبنا وقيادته، بأن تبقى قضية الأسرى على جدول أعمال المؤسسات الحقوقية والإنسانية والوطنية وعلى جدول الضمير والفعل الشعبي. وقالت إن الحالة الإنسانية للأسرى والأسيرات تستصرخ ضمائر الإحياء من شعبنا وتحثهم على مواصلة نصرة الأسرى وقضيتهم العادلة بصفتهم اسري حرية.