فضل العرب على كأس العالم
بقلم / مساعد العصيمي
كتبنا في الأمس عن رأي فلسفي خص أحداث مؤثرة في كاس العالم .. لكن ماذا عن الأسئلة المؤثرة التي ترتبط بالحضور العربي .. هنا لن نسأل عن سؤال من نوعية : في الوقت الراهن كيف يرى الكروي العربي موقعه في كاس العالم؟ أو ما هو الدور الذي يلعبه سعيا لتحقيق ارتقاء كروي ينعكس عليه وعلى الأخرين؟ .. لأننا لوفتشنا فلن نجد تأثيرا نستخدمه كإجابة .. وعليه لنعترف أن العربي ما زال يتألم من ضعفه ووهنه في أمور شتى من بينها كأس العالم لكرة القدم .. لكن إذا ما أمعنا النظر فسنجد بعض مساهمات عربية لكرة العالم وحقيقة فأحمد الله أن مساهماته لم تشهد خداعا أو تزويرا وحتى إيذاء .. وإن كانت في إحداها قد عبرت عن تسرع واستعجال! ولعل العام 1982 قد شهد حادثتين كانتا سبيلا لتغيير معطيات مهمة في كرة القدم في أولها حينما أراد منتخب الكويت الانسحاب من المونديال أثناء اللقاء أمام فرنسا احتجاجا على هدف لم يكن ليغير من مسار المباراة الشيء الكثير .. ومسؤولوا ألفيفا تنبهوا مباشرةً بعد هذه الحادثة لسمعة البطولة ليرسخوا التعليمات والعقوبات من تلك التي تجعل من أراد أن يهم بالانسحاب أن يفكر ألف مرة قبل أن يقدم عليه !
الحادثة الأخرى وهي تنبي عن كمد وغيظ ألمّا بنا ، وإن كان ما أصدره ألفيفا قد عبّر عن منعطف تاريخي لكرة العالم .. رغم أن الضحية لم يُنصف ولم ينل حقوقه وهو المنتخب الجزائري الذي ذهبت أفضليته ضحية لمؤامرة نمساوية ألمانية .. ليقرر ألفيفا من بعدها أن تقام مباريات الجولة الأخيرة من كل مجموعة في وقت واحد خلال نهائيات كأس العالم .. واتخذ القرار ليستخدم حتى في البطولات القارية.. وغيرها .. حدث هذا بعد خراب مالطة للجزائريين .. لكنه يظل قرار تاريخي طرفه عربي.
المتغير الثالث هو ما كان سببه منتخب مصر حين مشاركته في بطولة كأس العالم 1990 .. وكيف أن طريقة اللعب التي انتهجها أبناء الجوهري قد أفضت إلى تغيير في قانون كرة القدم .. فقد تسببت الإعادات المتكررة للكرة من خط الظهر المصري للحارس شوبير، ناهيك عما قام به الأخير من مبالغة لإضاعة الوقت إلى جعل المباراة( مصر وإيرلندا) ضعيفة الفعالية ذات زمن لعب قليل والسبب رغبة المصريين بالمحافظة على نتيجة التعادل .. وهو ما دفع كثيرين إلى طلب النظر باللوائح والقانون وهو ما تحقق بوضع نظام صارم لإعادة الكرة للحارس وما تبعه بعد فترة من الزمن بتحديد الفترة الذي تقضيه الكرة بحوزة حارس المرمى.. بل وعدد مرات لمسه لها.
المتغير الرابع .. وهو باعتقادي قد انطلق من إيجابية .. وأفضى إلى تحسن في الشكل والوضع هو ما كان بطله أو عرابه سعودي ... لكن لضيق المساحة ستكون قراءته عبر مقال الغد!
alosaimi@asharqalawsat.com
مدير القسم الرياضي بجريدة الشرق الأوسط
"نقلا عن صحيفة الشرق الأوسط اللندنية"