رؤيا الرسول في سفن كسر الحصار
بقلم: ياسر أبوهلالة
هكذا هي دولة العدوان، ولو تحول ماء البحر المتوسط حبر معاهدات سلام. بالمعنى البسيط، فإنّ الإرهاب هو "استهداف غير المحاربين". الإرهابيون يغيرون على سفن كسر الحصار ويقتلون زهاء العشرين، قد يكون من بينهم شيخ الأقصى رائد صلاح الذي لم يرهبه السجن والاعتقال والتهديد والوعيد.
نقول هذا، كلاما، ونحن ننعم في أعمالنا وبيوتنا. الأبطال في سفن كسر الحصار قالوا ذلك بدمائهم "ولو أن السيوف جواب". كل من على متن السفينة كان مشروع شهيد، فالعدوان شامل لا يميز، وهم ركبوا البحر وهم يعرفون الثمن الغالي الذي سيدفعون. ولا شك أن فلسطين تستحق أغلى المهور. وليس أسخى من أحفاد محمد الفاتح والسلطان عبدالحميد في دفع المهور.
لقد شاهدتهم في قافلة شريان الحياة، شبابا ممتلئين عزة وكرامة وعنفوانا، مستعدين للقتال بصدور عارية. وسيأتي يوم ليس ببعيد يقاتلون حقيقة بالسلاح لا بمجرد الموقف. فالدم لا ينتصر دائما على السيف بل لا يفل الحديد إلا الحديد.
تقول الحكومة الإسرائيلية إن المتضامنين هم متطرفون من أتباع الإخوان المسلمين، لأنهم هتفوا "خيبر خيبر يا يهود جيش محمد سوف يعود"، لكنها تعلم أن في المتضامنين من غير أتباع محمد عليه الصلاة والسلام، فالأب كبوشي رجل دين مسيحي، والقافلة تعبر عن تضامن إنساني يتجاوز الأديان والقوميات. تريد أن تنزع الصفة العالمية للقافلة. وحصرها ليس بقومية أو دين وإنما بـ"فصيل" الإخوان المسلمين. تتشرف الحركة الإسلامية أن يكون الشيخ سالم الفلاحات المراقب العام السابق، من بين المتضامنين، لكن ذلك لا يعطي لونا واحدا لهم.
خيرٌ للصهاينة ألا يتذاكوا، هم يدركون أن المعركة معهم معركة جيل لا معركة فصيل، جيل تحرر من الخوف ورأى في غزة الشهيدة صورة حقيقية أن الحرية أثمن من الحياة، فغزة لا تحتاج خبزا ودواء تحتاج حرية. والذي يحرمها من الحرية ليس حكم حماس وإنما الاحتلال.
صحيح أن الإنسانية معنا، لكنها معركة الأمة، أمة العرب والإسلام. وهو ما يرعب إسرائيل، أكثر ما يرعبها أن ترى في اسطنبول، قلب العالم السني علم
حزب الله يرفرف إلى جانب علم حماس، وفي الخلفية الجهود التركية البرازيلية لإنقاذ إيران من العقوبات بسبب برنامجها النووي.
نعم إنه جيش محمد الذي بدأ يعود، وهي السفن التي في رؤيا النبي في الحديث المتفق عليه "نام رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم استيقظ وهو يضحك، قالت أم حرام: فقلت: ما يضحكك يا رسول الله؟ قال: ناس من أمتي عرضوا علي، غزاة في سبيل الله، يركبون ثبج هذا البحر، ملوكا على الأسرة".
ومن يركب البحر لا يخشى من البلل، ولو بالدماء. هنيئا للملوك على الأسرة، من كان في رفقة النبي، أو من ينتظر.
...