عين العرب تعري ازدواجية واشنطن في تعاملها مع الأزمة السورية القيادي في الائتلاف السوري منذر آقبيق يؤكد أنه ما من داع لإدخال مقاتلين من خارج البلاد للدفاع عن المدن والبلدات السورية لمقاتلة داعش. العرب
[نُشر في 22/10/2014، العدد: 9715، ص(4)]
كرديات سوريا يرفعن علامة النصر في وجه تنظيم داعش
دمشق- تشهد المعارضة السورية حالة تململ إزاء طريقة تعامل التحالف الدولي وفي مقدمته الولايات المتحدة الأميركية مع الأزمة السورية، منتقدة مسارعة واشنطن إلى تقديم مختلف أنواع الدعم للأكراد في عين العرب في المقابل تتجاهل التزاماتها حيال مقاتليها رغم الوعود الكثيرة. تثير ازدواجية الولايات المتحدة الأميركية في التعامل مع الصراع الدائر في سوريا، غضب المعارضة السورية، التي انتقدت، إقدام الأميركيين على دعم أكراد سوريا بالسلاح مقابل تخلفها عن دعم مقاتلي المعارضة الذين يخوضون حربا شرسة على جبهتي النظام وتنظيم الدولة الإسلامية.
وقال قيادي كبير في الجيش السوري الحر، أمس الثلاثاء، إن تزويد الأميركيين للمقاتلين الأكراد في مدينة عين العرب (كوباني) بأطنان من الأسلحة بعد شهر من المعارك مع تنظيم داعش، وتخلفها عن ذلك بالنسبة لمقاتلي المعارضة منذ أكثر من 3 أعوام ونصف العام، أمر مثير للاشمئزاز″.
وأوضح العقيد مالك الكردي النائب السابق لقائد الجيش الحر، أن “النظام السوري ارتكب أبشع جرائم القتل والتدمير في مختلف المدن والمناطق السورية، الأمر الذي قابلته الإدارة الأميركية بالوعود المستمرة بتقديم الدعم العسكري لمقاتلي المعارضة وكانت تتخلف في كل مرة عن الوفاء بالتزاماتها”.
واتهم الكردي الإدارة الأميركية بالمساهمة في “قتل المعارضة السورية وتفتيتها والإجهاز عليها”، مستدركا بالقول “إن واشنطن تقوم كل يوم بالادعاء بتسليح المعارضة دون أن نرى أي شيء، بالمقابل انبرت لتسليح مقاتلي الأحزاب الكردية الموالية للنظام وهذا دليل جديد على أن الأميركيين يكيلون بمكيالين وهو أمر ليس بجديد عليهم”.
وشدد القائد بالجيش الحر على أن الأكراد جزء أساسي من نسيج الشعب السوري وأهالي عين العرب ساهموا في الثورة ضد الأسد إلا أن بعض الأحزاب الكردية مثل حزب الاتحاد الديمقراطي لهم مواقف موالية للنظام السوري، ودعمها يعني دعم النظام بشكل أو بآخر”.
منذر آقبيق: تسليح الجيش السوري الحر وتأمين غطاء جوي له من قبل التحالف كفيل برد داعش
وكانت رئاسة إقليم شمال العراق أعلنت، الإثنين، أن حكومة الإقليم أرسلت شحنة من الأسلحة والذخيرة والمعدات العسكرية إلى مدينة كوباني السورية الحدودية مع تركيا عن طريق الطائرات الأميركية.
وكشف تسجيل مصور بثه تنظيم “داعش”، على الإنترنت لما قال إنه “اغتنام” أسلحة، وذخائر ألقتها الطائرات الأميركية للمقاتلين الأكراد في مدينة عين العرب وسقطت في مناطق سيطرته عن طريق الخطأ.
ويظهر في التسجيل عنصرا ملثما من داعش، وهو يقف أمام مظلة كبيرة سوداء اللون ملقاة على الأرض، ومربوطة بها كمية من الأسلحة، والذخائر التي قال: “إنها بعض المساعدات الأميركية التي تحوي ذخائر، ومعدات عسكرية، ومواد إغاثية ألقيت “للملحدين” من وحدات حماية الشعب الذراع العسكري لحزب الاتحاد الديمقراطي السوري (PYD)، ووقعت غنائم بيد من وصفهم بـ”المجاهدين".
ويقوم العنصر في التسجيل المصور بفتح عدد من الصناديق لما يفترض أنها كانت ضمن المساعدات الأميركية، التي أعلنت واشنطن، وإقليم شمال العراق عن إلقائها قبل يومين على المدينة السورية الحدودية مع تركيا.
وتظهر في بعض هذه الصناديق قنابل يدوية، وقذائف آر بي جي، فيما تم عرض صور لصناديق أخرى لم يتبين محتواها.
وفي سياق متابعة مواقف المعارضة حيال دعم الأكراد السوريين، أثارت استجابة أنقرة لطلب الموفد الأممي الخاص إلى سوريا ستيفان دي ميستورا فتح الحدود أمام الشباب الكردي في العراق وتركيا للذهاب والمساعدة على دحر تنظيم الدولة الإسلامية في عين العب انقساما في صفوف قوى المعارضة.
منذر آقبيق، مسؤول الشؤون الرئاسية في الائتلاف السوري المعارض، انتقد فتح الحدود السوريةـ التركية لتدفق مقاتلين أجانب للدفاع عن عين العرب، محذرا من نتائجها السلبية.
منذر خدام: دخول مقاتلين غير سوريين لقتال تنظيم الدولة الإسلامية في عين العرب هو هدف نبيل
وتساءل آقبيق في تصريحات خاصة لـ “العرب”، عن المسلحين الذين يريدهم أن يدخلوا إلى سوريا، ومن هي قيادتهم، وهل لهم أجندات أخرى بخلاف محاربة تنظيم الدولة الإسلامية؟”
وشدد القيادي في الائتلاف على أنه ما من داع لإدخال مقاتلين من خارج البلاد للدفاع عن المدن والبلدات السورية لمقاتلة تنظيم الدولة الإسلامية وقوات النظام السوري على حد سواء.
واعتبر المعارض لنظام الأسد “إن تسليح وتمكين الجيش السوري الحر والعمل معه من قِبل التحالف الدولي وتأمين غطاء جوي له كفيل برد تنظيم الدولة الإسلامية وصولاً إلى هزيمته على المدى المتوسط”.
في المقابل رحبت المعارضة المحسوبة على الداخل بخطوة فتح الحدود أمام الأكراد لمقارعة داعش على الأراضي السورية.
ووصف منذر خدام، الناطق باسم هيئة تنسيق قوى التغيير الديمقراطي في تصريح لـ”العرب” “دخول مقاتلين غير سوريين لقتال تنظيم الدولة في عين العرب بالهدف النبيل.
وأعرب عن قناعته بأن تصريحات المبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا جاءت لحث تركيا على المشاركة في التحالف الدولي.
ولا يُعرف إن كانت أنقرة ستفتح حدودها فعلا أمام المقاتلين الأكراد للدخول ومساعدة وحدات الحماية الشعبية التي تعتبرهم امتدادا لحزب العمال الكردستاني عدوها اللدود، أم أن تعهدها يندرج في سياق مناوراتها المعهودة.
وكانت الحكومة التركية أعلنت، أمس الثلاثاء، أن المقاتلين من كردستان العراق لم يعبروا الحدود إلى سوريا انطلاقا من أراضيها حتى الآن.
وتضع تركيا للدخول والمشاركة في التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة الأميركية ضد تنظيم الدولة الإسلامية أربعة شروط وهي إعلان منطقة حظر جوي في شمال سوريا، وإقامة منطقة آمنة، وتدريب المعارضين السوريين وتزويدهم بالسلاح، بالإضافة إلى شن عملية ضد النظام السوري نفسه.