العراق: حلفاء المالكي يطالبون بمحاكمته بتهمة الفساداتفاق الرئاسات الثلاث على تشكيل «الحرس الوطني» وإلغاء «اجتثاث البعث»
December 5, 2014
بغداد «
القدس العربي» من مصطفى العبيدي: شنّ أعضاء في التحالف الوطني الشيعي أعنف هجوم على القيادي في التحالف نوري المالكي، مطالبين بإحالته الى المحاكم بتهم الفساد في فترة ترؤسه لمجلس الوزراء.
وقال رئيس ائتلاف دولة القانون علي الاديب «ان المالكي كان محاطا بعصابة من المراهقين والانتهازيين والبعثيين»، عازيا تداعيات الأوضاع التي راح ضحيتها آلاف الشهداء والجرحى إلى «مزاجيات الأطفال المدللين الذين قادوا الدولة في مرحلة المالكي».
وأضاف الأديب في اجتماع خاص ضم عددا من قادة ونواب الائتلاف وقادة وشورى حزب الدعوة «كانت لدينا بعض الملاحظات على رئاسة المالكي السابقة للحكومة التي نعتبرها أخطاء طبيعية لا تستوجب سحب ثقة عنه، لكن علينا الاعتراف بأننا لم نكن نعلم بما يجري في رئاسة وزراء الحكومة السابقة «.
وأكد الأديب الذي يقود والمالكي حزب الدعوة أننا « لم نكن نعرف بحقيقة تلك الأمور، ومن حق الجميع الاعتراض، وأقسم لو كنا نعلم بما يحدث من كوارث وفساد لذهبنا إلى أربيل مع الذين اجتمعوا لسحب الثقة».
وبيّن الأديب حسب موقع براثا المقرب من المجلس الأعلى الإسلامي « أن من غير الممكن أن نقبل تلويث سمعة ائتلاف دولة القانون او الكتل المنضوية فيه بفساد مجموعة أشخاص حولوا الدولة إلى ضيعة خاصة لمصالحهم».
وختم الأديب بقوله «لقد اتضحت لنا الحقائق جلية ولا مجال للتبرير، تلك حقبة سوداء كفانا الله شرها،
العراق أكبر من كل الاعتبارات، ولن نقبل أن تنتهك الحرمات وتهدر الثروات وتسيل الدماء باسم الائتلاف في المرحلة المقبلة «.
وبدوره، طالب النائب عن كتله المواطن، محمد اللكاش بـ»استجواب رئيس الوزراء السابق ونائب رئيس الجمهورية الحالي، نوري المالكي، بعد فضائح الفساد الكبيرة التي اعلن عنها مؤخرا والتي شابت حكومته السابقة».
وأضاف اللكاش الذي تنتمي كتلته الى التحالف الوطني ان «استجواب المالكي في البرلمان أصبح ضرورة ملحة لكشف ملفات الفساد والانهيارات الامنية في الحكومة السابقة»، مؤكدا على «ضرورة تكاتف جميع الكتل في طلب الاستجواب لبيان ملفات الفساد في عهده».
وضمن السياق نفسه، كشف قائد القوات البرية السابق في الجيش العراقي علي غيدان عن معرفة نوري المالكي بفضيحة ما يعرف «بالجنود الفضائيين».
وذكرت مصادر مقربة من مجلس الوزراء، أن علي غيدان العتبي الذي تم عزله من منصبه في اعقاب سقوط الموصل بيد تنظيم داعش، أكد خلال جلسة استجواب في مكتب رئيس الوزراء حيدر العبادي ان مكتب رئيس الوزراء السابق كل على علم بملف الجنود الفضائيين في وزارتي الداخلية والدفاع. وأضاف ان نسبة ثابتة تصل الى 40 ٪ من رواتب الفضائيين كانت تستقطع وترسل الى مكتب القائد العام للقوات المسلحة السابق السيد نوري المالكي.
من جهة اخرى قال رئيس مجلس النواب سليم الجبوري، « أننا وضعنا عدة بنود نستطيع في ضوئها ايجاد قدر أكبر من المصالحة الوطنية , ومنها اتفاق الرئاسات الثلاث في اجتماعها الاخير على تقديم مشروع قانون لحل هيئة المساءلة والعدالة واحالة الملف الى القضاء.
وقال الجبوري في بيان صدر عن مكتبه على هامش لقائه بالجالية العراقية في
قطر، ان «الاتفاق الذي تشكلت بموجبه الحكومة كان جزءا من علاج الأخطاء التي يمر بها العراق وجسّد رغبة في اصلاح حقيقي شامل وفق مبدأ إحداث تغيير حقيقي في السياسة الداخلية العراقية التي تجمع العراقيين ولا تفرقهم ونحن بانتظار اتمامه».
وأضاف الجبوري إن «بعض الدول طمعت بالعراق بسبب سوء الادارة، ورسالتنا التي نحملها للجميع هي عدم التدخل بشؤوننا مثلما لا نحب لانفسنا ان نتدخل في شؤونكم، فقد آن لهذا البلد ان يستقر ويصنع قراره بنفسه».
واشار الجبوري،ان «من حق أهلنا علينا ان نحيطهم علما برؤية الساسة للإنتقال الى مرحلة أفضل عما هي عليه», مشيرا الى ان «جهودا تبذل لأجل تجاوز كل الانسدادات التي حصلت خلال الفترة السابقة وإقناع المحيط العربي برغبة العراق الجادة بالتعاون في ضوء التحديات التي تواجهها المنطقة برمتها وعلى وجه الخصوص التحدي الأمني ونتائجه وتداعياته».
وختم بالقول :»وضعنا عدة بنود نستطيع في ضوئها ايجاد قدر أكبر من المصالحة الوطنية الجامعة أبرزها تشكيل الحرس الوطني وملف التوازن ومشاركة الجميع في اتخاذ القرار بالاضافة الى قضية المساءلة والعدالة وقانون العفو العام»، لافتا الى ان «الاجتماع الأخير الذي عقدته الرئاسات الثلاث تناول تقديم مشروع قانون ينتهي الى حل هيئة المساءلة والعدالة وإحالة الملف الى القضاء».