الجيش الليبي بقيادة حفتر يحاصر طرابلس استعدادا لتحريرها
مفارز من قوات الصواعق والقعقاع تصل إلى منطقة العزيزية والساعدية وورشفانة جنوب طرابلس وغربها، وتشتبك مع قوات 'فجر ليبيا'.
ميدل ايست أونلاين
رعب حقيقي في صفوف الانقلابيين
بنغازي (ليبيا) ـ قالت الحكومة الليبية المعترف بها دوليا إن قواتها بقيادة اللواء الركن خليفة حفتر، تخوض مواجهات في هذه المنطقة في اطار عملية تهدف الى "تحرير مدينة طرابلس".
واعترف قادة ميدانيون لما يسمى بقوات 'فجر ليبيا' المقربة من جماعة الإخوان المسلمين الليبية والتي تسيطر على العاصمة الليبية منذ الانقلاب على نتائج الانتخابات التشريعية التي جرت في الصيف الماضي، بأن قوات حفتر الذي ادى اليمين الاسبوع الماضي "قائدا عاما" للجيش الليبي وتمت ترقيته الى فريق اول، أحكمت سيطرتها على محيط طرابلس استعدادا على ما يبدو لاقتحام العاصمة الليبية وتحريرها من قبضة الانقلابيين.
واعلنت الحكومة المعترف بها دوليا والتي تتخذ من مدينة طبرق في الشرق مقرا لها ان القوات الموالية لها تخوض مواجهات في هذه المنطقة في اطار عملية تهدف الى "تحرير مدينة طرابلس".
وقالت في بيان نشرته على صفحتها الرسمية على موقع فيسبوك "تبارك الحكومة الليبية المؤقتة عمليات وحدات الجيش الليبي في المحور الجنوبي (...) والتي تمثل انطلاقة تحرير مدينة طرابلس وضواحيها".
ويشن قائد الجيش الليبي خليفة حفتر حربا على القوات ذات الميول الاسلامية في اطار الفوضى المتنامية في الدولة المنتجة للنفط.
ومن يوم إلى آخر تتسع سيطرة قواته على مواقع جديدة عبر كامل التراب الليبي شرقا وغربا مع تزايد عدد حلفائه الرافضين للإرهاب الذي ينمو في البلاد بتدبير واضح من جماعة الإخوان المسلمين.
وأكد قيادي في قوات "فجر ليبيا" أن المفارز التابعة لخليفة حفتر، تشن هجوما في محاولة للتسلسل إلى العاصمة طرابلس في ضواحيها الجنوبية والغربية.
وقال مفتاح بوليفة أحد القادة الميدانيين لقوات "فجر ليبيا" التابعة لهيئة الأركان المنبثقة عن الحكومة الانقلابية التي يقودها عمر الحاسي في طرابلس، إن عددا من الوحدات العسكرية التابعة لجيش القبائل الموالي لحفتر وصلت مدينة العزيزية الواقعة على بعد 50 كلم جنوب غرب العاصمة طرابلس.
وقال حسين بودية آمر غرفة عمليات المنطقة الغربية التابعة لقوات فجر ليبيا إن مفارز من قوات الصواعق والقعقاع الموالية لحفتر إلى منطقة العزيزية والساعدية جنوب طرابلس وورشفانة غرب طرابلس واشتبكت منذ مساء الخميس مع قوات فجر ليبيا.
وأضاف بودية أن نفيرا عاما أعلنته رئاسة الأركان (التابعة للمؤتمر الوطني) عقب اجتماع موسع ظهر الجمعة بين مكونات "فجر ليبيا".
وعن أخر التطورات الميدانية قال "لا تزال قواتنا تتعامل مع هذه المفارز ولا نعتقد أنها تشكل خطر كبير".
وأضاف بودية "ما تنقله وسائل إعلام عن تقدم القوات المعادية محض افتراء، فكامل تمركزاتنا لا زلنا نحافظ عليها في طرابلس وكل المناطق الغربية".
وزعم بوليفة إلى أن قوات فجر ليبيا ألقت القبض على عدد منهم وتتعامل عسكريا معهم وهي الآن تلاحقهم في أطراف الغزيزية.
ومحاولا طمأنة انصاره قال إن المهاجمين (قوات حفتر) انسحبوا وأنه "لا صحة عن وصول موالين لجيش القبائل إلى مطار طرابلس".
وحول الاوضاع داخل طرابلس قال مدير الأمن المركزي عمر الخضراوي لوسائل إعلام محلية إن "القوات الوحيدة المتواجدة الآن في مدينة طرابلس هي قوات فجر ليبيا وأنه لا خشية من أي فوضى أمنية داخل المدينة، وأن الأمن سيتعامل بقوة مع كل محاولات الإخلال بالأمن".
وحول الوضع الأمني في الغرب الليبي قال خالد الشريف الوكيل السابق لوزارة الدفاع "هناك من يعتقد أن قتال قوات فجر ليبيا في سرت (شمال) ضد تنظيم (داعش) قد يسبب ضعف أمني في العاصمة أو في الغرب الليبي وبالتالي هم يحاولون استغلال هذا الوضع ولكن قوات فجر ليبيا تسيطر بالكامل على الوضع والامن مستتب في العاصمة طرابلس".
وتشهد ليبيا منذ اشهر صراعا على السلطة، تسبب بنزاع مسلح وبانقسام البلاد بين حكومتين، حكومة يعترف بها المجتمع الدولي في طبرق، وحكومة مناوئة لها تدير العاصمة بمساندة مجموعات مسلحة متحالفة تعمل تحت اسم جامع هو "فجر ليبيا".
وتتبادل قوات الحكومة في طبرق بقيادة الفريق اول خليفة بلقاسم حفتر وقوات "فجر ليبيا" التي تضم مجموعات اسلامية، الغارات على المناطق الموالية لكل من الحكومتين وتخوضان مواجهات يومية في مناطق عدة. ووقعت مواجهات اليوم في وقت استانف ممثلون لطرفي الازمة حوارا في الصخيرات قرب الرباط في المغرب برعاية الامم المتحدة، التي سبق ان حذرت من خوض مواجهات جديدة قد تعرقل هذا الحوار الهادف الى تشكيل حكومة وحدة وطنية. وقال رئيس البعثة الاممية في ليبيا برناردينو ليون في مؤتمر صحافي في مقر انعقاد جلسات الحوار صباح اليوم ان جولة الحوار الحالية ستمتد لثلاثة ايام، وستناقش "ملفي الترتيبات الامنية وحكومة الوحدة الوطنية".