المظاهرات ضد الفساد تمتد إلى جنوب العراق ووسطه
المرجع الصرخي يطالب بشمولها الاحتجاج على أوضاع النازحين
August 4, 2015
بغداد ـ «القدس العربي» وكالات: توسعت أمس المظاهرات الشعبية في العراق من حيث حجمها ومطالبها، وحصلت على تأييد متزايد من أحزاب وشخصيات مؤثرة، بينها المرجع الشيعي البارز محمود الحسني الصرخي الذي حذر من استغلال بعض السياسيين لها.
وأصبحت المظاهرات تشمل أغلب محافظات الجنوب والوسط، وبعد أن كانت المطالب تقتصر على إقالة وزير الكهرباء وإصلاح منظومتها، ارتفع السقف ليشمل حل أزمة البطالة ومعالجة سوء الخدمات بشكل عام في البلاد.
وتظاهر مئات الموظفين العراقيين التابعين لوزارة الصناعة والمعادن وسط بغداد مطالبين بدفع رواتبهم المتأخرة لأشهر، فيما هددوا باللجوء إلى تنظيم اعتصام مفتوح، وإغلاق طريق رئيسة في بغداد إن لم تدفع رواتبهم.
واحتشد الموظفون أمام مبنى وزارة المالية وسط بغداد، واغلقوا لساعات الطريق السريع الذي يربط شرق العاصمة بجنوبها، مطالبين وزارة المالية بصرف رواتبهم المتأخرة.
وقال محمد ياسر، أحد المحتجين إن «اغلب موظفي شركات الصناعة والمعادن، ممن يعملون بنظام التمويل الذاتي، لم يتسلموا رواتبهم منذ نحو ثلاثة اشهر، وعندما نستفسر من الوزارة، تبلغنا بأن وزارة المالية ترفض صرف الرواتب».
وأضاف ياسر «اليوم نحن هنا للاحتجاج ومطالبة وزارة المالية بإطلاق رواتبنا، أو أننا سنلجأ إلى استخدام وسائل أخرى، من شأنها أن تعطل الحركة في العاصمة بغداد، فنحن لدينا عوائل وبحاجة إلى رواتب لإعانة عوائلنا».
وكانت بغداد شهدت قبل يومين تظاهرة حاشدة في ساحة التحرير القريبة من المنطقة الخضراء طالبت بمحاسبة وزير الكهرباء قاسم الفهداوي و»الفاسدين» في وزارته. ورفع المتظاهرون شعارات من بينها «لا سنية لا شيعية تسقط شلة الحرامية»، و»يا منطقة خضراء نسقطكم بالكهرباء».
وكان رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، قد حذر الأحد الماضي في بيان له، من أن موجة الاحتجاجات الشعبية التي تشهدها مختلف المحافظات، بسبب تراجع الخدمات هي «رسالة إنذار» للدولة، ووجه المسؤولين في حكومته الى العمل بسرعة لتوفير متطلبات المواطنين.
وعبر أمس الثلاثاء المرجع الديني العراقي الحسني الصرخي عن تأييده للتظاهرات داعيا ان تشمل الاعتراض على أوضاع النازحين المأساوية .
وذكر بيان لمكتب المرجع أنه يؤيد مطالب المتظاهرين بعد اتساع المظاهرات المنددة بتردي الخدمات في العراق، واعتبر أن الواجب الشرعي والأخلاقي يُلزمه الوقوف معهم والاهتمام بهم والتفاعل معهم والشعور والتألّم لمعاناتهم ومآسيهم .
وأكد الصرخي في بيانه الذي حمل عنوان (الكهرباء أو الأطفال والنساء والدماء ؟) أنه مع الأهل في وجوب توفير الكهرباء وبأقصى طاقتها وفي كل الأوقات وعلى مدار الأيام، وأن هذا هو واجب السلطة ولا عذرَ لها في التقصير به أبداً.
ولكن الصرخي دعا إلى عدم التمسك بالقشور وأن تتضمن التظاهرات مطالب أهم قائلا «إنَّ خروجكم وتظاهركم من أجل الكهرباء يعني أنَّكم لم تخرجوا من أجل الأكْلِ والشُّرْبِ والجوع والعطش أي أنّها متوفرة ولا تُعانونَ منها!» مضيفا «فلا تجعلوا الشعوب تضحك علينا والتاريخ يسخر ويستهزئ بنا بسببِ تمسّكِنا بقشورٍ وفتاتٍ وتَرْكِنا للأهمِّ واللبِّ والأساس من الدين والأخلاق والأنْفُسِ والدماء والأعراض والأموال».
وقال موجها خطابه للمتظاهرين «إن كل الشرفاء معكم في مطالبِكم، وهو أبسط حقوقِكم وقد سَرَقَهُ السرّاق الفاسدون كما سرقوا كلَّ شيءٍ منكم ومن بلادِكم» مستدركا «لكن هل تظاهراتُكم ستنتهي فقط عندما يوفِّر لكم المسؤول ساعةً إضافيةً أو أكثر من الكهرباء، وتساءل «ماذا ستفعلون وما هي ردود أفعالكم فيما لو علِمتم وتيقَّنتُم أنَّ بعضَ مَنْ تصدّى لتحريك المظاهرات لم يكن من أجلِكم بل لكي تضغط على الجهات المنافسة في الحكومة والسلطة فتسقطها فتكون هي البديلة عنها فيحصل هذا الحزب أو هذه الميليشيا أو هذه الدولة على مرادِها في السلطة فتتسلط بدل السلطة الحالية، وأنتم ترجعونَ بخُفّي حُنَينْ، فلا تحصلون على شيء».
وشدد المرجع على أن الأولى الخروج من أجلِ الإخوة والأهل والأطفال والنساء والشيوخ والأعراض من النازحين المهجَّرين الذين سكنوا العراء.