العراق: المظاهرات تطالب بإصلاحات إضافية وتشكيل حكومة تكنوقراط ومحاسبة «الحرامية»
August 14, 2015
بغداد ـ واشنطن ـ أربيل ـ «القدس العربي»- وكالات: تظاهر آلاف العراقيين في بغداد الجمعة، دعما لحزمة الإصلاحات التي أعلنتها حكومة رئيس الوزراء حيدر العبادي، وأقرها البرلمان لمكافحة الفساد وتدني الخدمات، مطالبين بمزيد من الإجراءات.
في بغداد تجمع الآلاف في ساحة التحرير، كعادتهم في الأسابيع الماضية، حاملين الأعلام العراقية، ومرددين هتافات عدة منها «بغداد لن تسكت بعد الآن»، و»كلهم حرامية (لصوص)». كما رفع المتظاهرون صورا لعدد من السياسيين الذين يتهمونهم بالفساد، وعليها علامة «اكس» (X).
وفي اشارة إلى دعم العبادي، حمل متظاهرون صورا له كتب عليها «كل الشعب وياك (معك)»، ورددوا هتافات مؤيدة منها «يا حيدر سير سير (امض امض)، كلنا وياك في التحرير».
وقال محمد جبار المشارك في تنظيم التظاهرة «العبادي يستمد قوته من الشعب، وهو يحظى الآن بمقبولية واسعة من قبلنا وبدعم من المرجعية».
اضاف «ليس لديه عذر. يجب أن يقوم بالإصلاحات»، معتبرا أن «الإصلاحات الأولى مقبولة، لكننا نريد المزيد. نريد محاكمة الفاسدين واستعادة المال العراقي الذي نهب».
وطالب بإصلاح القضاء قائلا «كيف يضرب (العبادي) بيد من حديد والقضاء فاسد؟».
وقال الموظف الحكومي علي محمد (45 عاما) «نحن بحاجة الى قوانين (…) لإنهاء حالة الفساد التي تعيشها مؤسسات الدولة».
وأضاف «نحن نشد على يد العبادي بكافة الإصلاحات، لكنها تأخذ فترة طويلة بسبب المسؤولين الفاسدين الذين يواصلون سرقة الشعب»، مطالبا «بإقالة جميع الوزراء والفاسدين. لدينا كفاءات يمكنهم تغيير الوضع». وطالب عدد من المتظاهرين بتشكيل حكومة تكنوقراط.
كما شهدت مدن أخرى أبرزها النجف والناصرية في جنوب البلاد، تظاهرات مماثلة، تخللها ايضا احتجاج على تردي مستوى الخدمات العامة.
وكان مجلس النواب أقر في جلسة الثلاثاء باجماع 297 نائبا حاضرا من أصل 328، حزمة اقتراحات حكومية لمكافحة الفساد وتحسين مستوى الخدمات، إضافة الى حزمة إصلاحات برلمانية.
واتت هذه الخطوات بعد أسابيع من التظاهرات في بغداد وغيرها من مدن العراق، طالب خلالها المحتجون بتحسين الخدمات لا سيما المياه والكهرباء، ومكافحة الفساد ومحاسبة المقصرين.
من جهة أخرى أكدت الخارجية الأمريكية، أن إدارة الرئيس باراك أوباما، حريصة على وحدة العراق، برغم ما أعرب عنه الجنرال راي أوديرنو، يوم الأربعاء، من أن «الحل الوحيد لأزمة العراق هو التقسيم.»
وشدد المتحدث باسم الوزارة جون كيربي، في تصريحات أدلى بها، الخميس، على مخالفته لتصريح الجنرال الذي يوشك على التقاعد، بالقول «ذلك، بكل تأكيد، ليس موقفنا، ولا رؤيتنا للمستقبل الذي نريد للعراق أن يحصل عليه»، مشيرا إلى أن «آراء أوديرنو مسألة متعلقة به».
وكان الجنرال أوديرنو الذي يشغل منصب رئيس أركان الجيش الأمريكي، قد قال في تصريحاته إن تقسيم العراق ربما يكون « الحل الوحيد» له، لا سيما في ظل ما يعانيه من احتلال «داعش» لأراضيه ومظاهرات ضد فساد الحكومة ومشاكل عديدة غيرها، بحسب قوله.
متحدث الخارجية أكد أن حكومة بلاده تدعم «الحكومة العراقية في بغداد التي رئيس وزرائها (حيدر) العبادي، نريد مساعدته على التعامل مع التحديات الصعبة داخل بلاده، ونحن ندعم حكومة العراق ذات السيادة وهي الحكومة الوحيدة».
ورحب كيربي في الوقت نفسه «بالحيوية التي أظهرها (العبادي) في تشكيل حكومته والتغييرات التي أجراها ليجعل حكومة العراق متجاوبة بشكل أكبر مع التمثيل الشامل للشعب العراقي».
وعلى الصعيد العسكري قالت السلطات الكردية في العراق، الجمعة، إنها تعتقد أن متشددي تنظيم الدولة الإسلامية هاجموا قوات البشمركة بأسلحة كيمياوية ربما بغاز الكلور.
وقال مجلس أمن إقليم كردستان إنه يحقق في عدة هجمات شنها مقاتلو الدولة الإسلامية على مواقع للبشمركة ويشمل ذلك مدينة مخمور جنوب غربي أربيل عاصمة المنطقة الكردية شبه المستقلة في وقت سابق هذا الأسبوع. وهذا هو ثالث تقرير عن الاشتباه في استخدام أسلحة كيمياوية في القتال في العراق هذا العام. (تفاصيل ص2)