25 قتيلا بتفجير إرهابي استهدف كنيسة للأقباط في القاهرة
مواطنون غاضبون يهاجمون الرئيس ويطالبون بعزل وزير الداخلية
Dec 12, 2016
القاهرة ـ «القدس العربي»: شهد وسط القاهرة صباح أمس تفجيرا كبيرا استهدف كنيسة قبطية قرب الكاتدرائية المرقسية، مقر بابا الأقباط الأرثوذكس في حي العباسية.
وأسفر التفجير الأكثر دموية منذ سنوات عن مصرع 25 شخصا وإصابة العشرات، معظمهم من النساء.
وقال مسؤولون أمنيون إن الانفجار وقع داخل الكنيسة قرابة الساعة العاشرة (8:00 تغ).
وأكدوا أن التفجير ناجم عن قنبلة زنة 12 كلغ من مادة «تي ان تي».
وأكدت وزارة الصحة في بيان «وفاة 25 شخصا وإصابة 31 آخرين في الانفجار».
وقال صحافيون في المكان إن زجاج الكنيسة تهشم جراء التفجير وتناثرت أجزاؤه في الباحة المؤدية إلى قاعة الصلاة.
كما أفادوا أن التفجير وقع قرب أحد الأعمدة داخل الكنيسة ما أدى إلى تفحمه وأحدث حفرا في الأرضيات الرخام وفي الأرائك الخشبية التي يجلس عليها المصلون، وكذلك في لوحات القديسين على الجدران.
وقامت السلطات بأخذ كاميرات المراقبة الخاصة بالكنيسة لبدء التدقيق.
في الأثناء خرج مئات الأقباط قرب الكاتدرائية للتنديد بما وصفوه بتقصير النظام الأمني وعدم كفاءته، معتبرين أن غفلة الأمن كانت السبب الأساسي في نجاح منفذي التفجير.
وردد المحتجون هتافات ضد وزير الداخلية مجدي عبد الغفار، وطالبوا بإقالته. كما طالت الانتقادات الرئيس عبد الفتاح السيسي . وكان من بين الهتافات التي تم ترديدها «طول ما الدم المصري رخيص يسقط يسقط أي رئيس»، و»كنتي فين يا داخلية لما ضربوا المرقسية؟» و»ارحل ارحل يا وزير الداخلية.. عبد الغفار يا وزير التعذيب زيك زي حبيب.» وهتفت مجموعة تجمعت أمام الكنيسة المستهدفة «قول للشيخ، للقسيس دم المصري مش رخيص».
وحدثت مشادات بين قوات الأمن وبين المحتجين الذين حاولوا دفعها عند الاقتراب من موقع الانفجار. وخرجت هذه الاحتجاجات بعيد التفجير الذي وقع خلال قداس في قاعة صلاة في الكنيسة المرقسية قرب المقر الرئيسي لكاتدرائية الأقباط.
ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها بعد عن هذا الاعتداء، لكن الجهاديين في سيناء سبق أن استهدفوا المسيحيين، وكذلك المسلمين الذين يتهمونهم بالتعاون مع الأجهزة الأمنية.
وقد أعلنت رئاسة الجمهورية الحداد الوطني لمدة ثلاثة أيام، كما اتصل الرئيس السيسي ببابا الأقباط معزيا، وداعيا للوحدة الوطنية.
وتسود حالة من الغضب بين الأقباط منذ عدة أسابيع بسبب مقتل قبطي يدعى مجدي مكين في منتصف تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي داخل أحد اقسام الشرطة في القاهرة جراء التعذيب، بحسب قولهم.
وقد أكد الأنبا مكاريوس الأسقف العام للمنيا وأبو قرقاص (صعيد مصر) في بيان نشر على صفحته الرسمية على «فيسبوك» آنذاك أن مكين «تُوفي متأثرا بالآلام التي نتجت عن التعذيب البشع الذي تعرض له».
ويواجه الأقباط الذين يشكلون 10٪ من عدد سكان مصر البالغ 90 مليون نسمة، تمييزا تزايدت وتيرته اثناء السنوات الثلاثين لحكم الرئيس الأسبق حسني مبارك الذي أطاحته ثورة كانون الثاني/ يناير 2011.
وقتل عشرات خلال السنوات الأخيرة في مواجهات طائفية في مناطق مختلفة في البلاد.
وكان الاعتداء الأعنف ضد الأقباط خلال السنوات الأخيرة وقع في 31 كانون الثاني/ديسمبر 2010 عندما قتل 21 مسيحيا جراء تفجير قنبلة في إحدى كنائس الاسكندرية ليلة رأس السنة الميلادية.
كما قام أنصار الرئيس الإسلامي السابق محمد مرسي بمهاجمة وإحراق عشرات الكنائس والممتلكات القبطية في آب/أغسطس 2013 عقب قتل الشرطة مئات من المتظاهرين الإسلاميين خلال اشتباكات في القاهرة.
واتهم أنصار مرسي الأقلية القبطية بتأييد إطاحته من قبل الجيش بعد نزول ملايين المتظاهرين إلى الشوارع للمطالبة برحيله.
ودعت الكنيسة القبطية الارثوذكسية الى «الوحدة الوطنية» عقب الاعتداء.
وقالت في بيان نشر على صفحتها الرسمية على فيسبوك إنها تأسف لـ «الحادث الخسيس والجبان» الذي تعرضت له كنيسة العباسية و لـ»العنف والإرهاب الذي يعتدي على مصلين آمنين».
وتابع البيان أن «الكنيسة المصرية تؤكد حفظ الوحدة الوطنية التي تجمع كل المصريين على أرض مصر المباركة ونصلي أيضا لأجل المعتدين لكي يرجعوا إلى ضمائرهم».
من جهته، دان شيخ الأزهر أحمد الطيب التفجير واصفا إياه بأنه «عمل إرهابي جبان».
وأضاف أن الاعتداء يثبت أن «الإرهاب اللعين يستهدف من ورائها زعزعة أمن واستقرار مصرنا العزيزة ووحدة الشعب المصري».
وتابع أن «هذا العمل الإرهابي الجبان لا تقوم به إلا فئة باغية استحلت الأنفس التي حرمها الله وتجردت من مشاعر الرحمة والإنسانية معرضةً عن التعاليم السمحة التي نادت بها جميع الأديان، بل وعن القيم والمبادئ الأخلاقية».