[size=34]في ذكرى ديرياسين.. لنكن أكثر ذكاءً في طرح روايتنا التاريخية[/size]
تأتي علينا ذكرى المذبحة الصهيونية بحق شعبنا من أهالي قرية دير ياسين قضاء القدس المحتلة، وفي كل سنة نرى نفس المشاهد، تكثر الكلمات والصور والعبارات التي تمجّد شهداء المجزرة وتذكّر بالجريمة الصهيونية وبشاعتها.
لكننا نحن الفلسطينيون ويقع معنا في هذا الخطأ أيضا مناصرون لقضيتنا ومن دون قصد وسأفترض حسن النية هنا، نستخدم صورأ لمجزرة مثل صبرا وشاتيلا وتل الزعتر ونلونها بالابيض والأسود، أو حتى نستخدم صوراَ من الحرب العالمية الثانية حتى نؤكد على بشاعة فعل العصابات الصهيونية.
بالتأكيد نحن لسنا بحاجة إلى كل هذا التهويل في الصورة حتى نثبت أننا تعرضنا للتطهير العرقي من خلال تضخيم حجم شهداء المجازر، مع التأكيد على أهمية التوثيق للرواية التاريخية الفلسطينية، فحتى لو استشهد فلسطيني واحد عام 48، فالحركة الصهيونية هي من اعتدت علينا واحتلت بلادنا ولا يجب أن ننسى هذا الفلسطيني الواحد، ونحن أصحاب الأرض والحق الذي لم ولن يسقط بالتقادم وفي الوقت ذاته لن يأتي هذا الحق بالتضخيم والتهويل في حجم التضحيات.
ارتباطاً بذات الظاهرة برز على وسائل الاعلام الاجتماعي بالتحديد، اقتباس كلام الصهيوني “دافيد بن غوريون” والذي قال معلقاً على المجزرة “لم يكن من الممكن أن توجد دولة اسرائيل بدون النصر في دير ياسين”. وكأنه أراد القول إننا لم نقتل إلا في دير ياسين وغير ذلك فقد هرب الفلسطينيون خوفاً وبالتالي ضرب كل الرواية التاريخية الفلسطينية.
ونحن الفلسطينيون ومستخدمو وسائل الاعلام الاجتماعي بالتحديد نساهم وأصر على حسن النية بضرب روايتنا التاريخية، فنرفع عن الأنظمة العربية عار التخاذل وبيع فلسطين، ونخلي مسؤولية العصابات الصهيونة من المجازر والقتل والتشريد ونسف البيوت وقتل الانسان الفلسطيني والذي انتهى بتشريد شعب بكامله واحتلال الجزء الأكبر من أرضه.
اليوم وبعد مرور 68 عاماً على نكبتنا وجب علينا أن نكون أكثر يقظة وأن لا يكون لدينا أي نوع من حسن النية في هذه الأمور ولا في طريقة تعاملنا مع روايتنا التاريخية في مقابل الكذبة الصهيوينة، مطلوب منا السير ضمن استراتيجية وطنية ذكية واثقة من حقها التاريخي، وعدم الانجرار وراء جريمة التضخيم والتهويل.