نداء إلى الحاج لطفي الياسيني بقلم:فاطمة الخليل
رسالة إلى أبي
إليك يا أبي أينما كنت , من المنبر الذي صار محط أنظار الوطن كله من المحيط إلى الخليج .. إليك مهما أترع الجرح فينا .. إليك حيث أترعت العواصف وثملت بأشواقنا بجراحنا .
في وريقات ليست لنا , ليس لنا أن نقول شيئاً , في محطات لا نملك فيها إلا أن نكون زواراً أو عابري سبيل , ليس لدينا سوى الكلمة نحارب بها ومعها , نملكها وتملكنا , تأسرنا دروبها .. تأسرنا آلامها وأشجانها .
أبي الحاج لطفي الياسيني لم أجد طريقاً إليك فوضعت رسالتي هنا , في المنبر الذي كنت وافدة جديدة عليه , والذي كان وطناً لك .
لقد تشابهات الدور علي أبي , المنازل والبيوت التي ترفرف فوقها رايات الإباء والشموخ , لهذا فقد تأخرت في الزيارة قليلاً .
فأسمح لابنتك أن تكون ضيفة عليك الليلة , وأنا واثقة أنك ستعود بعدها , فليس للطير ألا أن يفرد شوقه حنيناً ودموع , وليس لنا إلا أن نضم حميم التراب الذي علمنا كيف يولد شعب الجبارين عملاقاً رغم كل الأسوار حوله والدمار ؟؟!!
لا الموت لن يستطيع أن يحصد أروحنا المقاومة , هو قد يجرحنا ويتركنا دون ما نصبو أو نريد , لكنه لا يسقط راية الشموخ فينا .
ولازال في الدار بعد حصاد جديد يقول : أننا باقون هنا , فلا تسقط اليراع لأننا معه نخوض معركة أخرى مع الظلم والحياة .
لا أخفي أنني حين عدت ولم أجدك أبي , شعرت بأن منبري خسر جذور الانتماء الشامخة التي تنادي الأرض كل حين , تنادي إباء وطن كان ولا زال ملأ المقل والقلوب , أنه وطني الذي أعشق والذي أحب , فبالله عليكم كيف لا أبكي عليه .. كيف لا أبكي عليه .. بالله عليكم كيف لا أسال الله عز وجل أن يحفظه من التتار الجدد والمغول
والصليب ؟؟؟؟!!!!
وهل علي أن أعترف أمام أبي اليوم أنه لولا بقايا الكبرياء في أعماقي , لبكت أقماري بل لراحت ترثي تلك المنازل والقرى التي دمرت وتزيد ؟ هي التي ستظل في الخيال ذكريات غالية , لأخوة أعزاء كتب عليهم الظلم التشرد مرات ومرات .
أفنبايع البغاة على دمنا .. أنبايع البغي على
قبلتنا ؟؟؟!!!
والله أنني لأسمعك تجيب : لا وألف لا .
انتظر منك أن تشاركنا مسيرة الكفاح وأن تفرد جناحي الشعر ثانية , فليس لطائر الفينيق أن يودعنا دون بعث جديد .
ابنتك فاطمة