هل فقد أوجلان السيطرة على قيادة «الكردستاني»؟
شاهو القره داغي
Apr 26, 2017
إسطنبول ـ «القدس العربي»: تتحدث المصادر المقربة من حزب «العمال الكردستاني» عن عمليات إبعاد وإقصاء لجميع القيادات المقربة فكرياً أو حركياً من فكر زعيم الحزب، عبد الله أوجلان. وآخر هذه القيادات هو مراد قره يلان، حيث تم وضعه تحت المراقبة من قبل الحزب. ويعتبر يلان آخر ذراع لأوجلان داخل قيادة الحزب، والشخص القادر على إبرام اتفاق مع اقليم كردستان العراق ومع تركيا.
وحسب المصادر، أن قيادات «العمال الكردستاني» المسيطرة شعروا بوجود محاولة تقرب بين أوجلان والرئيس التركي، رجب طيب أردوغان في سبيل إيجاد حل للمشكلة وإيقاف النزاع الحالي، ومنعاً لنجاح هكذا محاولات تم إنهاء تأثير أوجلان على الحزب من قبل القيادات الحالية المسيطرة وهي جميل بايك، ودوران كالكان، ومصطفى قرسو حتى لا يبقى أي تأثير فعلي لأوجلان على الكردستاني.
وكان أوجلان، طالب الحكومة التركية مراراً بتقديم تنازلات وتحقيق عملية السلام مع العمال الكردستاني قبل أن يخرج الحزب من تحت السيطرة، ويكون تحت سيطرة الجهات الخارجية والإقليمية.
ووفق المختص بشؤون حزب «العمال الكردستاني»، سيروان رشيد، «قيادة حزب العمال الحالية في قنديل عملت على إنهاء تأثير أوجلان بشكل تدريجي». وأضاف: « جميعنا يعلم أن أوجلان طلب من قيادة الحزب عقد مؤتمر استثنائي في 28 فبراير/ شباط 2015 لاتخاذ قرار تاريخي بنزع السلاح وإنهاء الصراع وحل المشكلة بطريقة ديمقراطية».
وتابع: «الحزب لم يستمع لهذه الدعوة بل استمر على جمع السلاح ونقل معاركه من القرى إلى المدن وتجاهل دعوة أوجلان وهذه كانت إشارة واضحة عن فقدان سيطرة أوجلان على قرار الحزب».
وأعتبر رشيد أن «حزب العمال الكردستاني أصبح اليوم أقرب إلى إيران من أوجلان، والدليل أن سياساته المتبعة لا تصب في مصلحة حل القضية الكردية في تركيا، وخاصة دخول الحزب إلى سنجار ومحاولة إضعاف نفوذ حكومة إقليم كردستان، وبالتالي من الصعوبة إعادة السيطرة على هذه القوة التي أصبحت تتحرك وفق أجندة خارجية أبعد ما تكون عن مصالح القضية الكردية في تركيا، ونحن لا ننسى أن أوجلان طلب من الحكومات التركية المتعاقبة الإسراع في عملية السلام حتى لا تخرج قيادة حزب العمال عن سيطرته».
في المقابل، يرى المحلل الكردي سامان جاوشين، أن «من الصعب تصور تمرد على قرارات أوجلان داخل قيادة حزب العمال الكردستاني في قنديل، فأوجلان مازال الأب الروحي للقوميين الأكراد في تركيا، وما زالوا يرفعون صورته ويعتبرونه الرمز القومي لقضيتهم، وبالتالي تهميش تأثير أوجلان داخل الحزب يعني انتحار الحزب جماهيريا عند الجمهور الكردي». وأضاف: «من المستبعد لحزب العمال أن تخطو هذه الخطوة وهي في مرحلة تصعيد ضد الحكومة التركية».
وبين جاوشين أن «الكردستاني يحمل قضية ومشروع ولا يتأثر بفقدان القائد، ومهما تغيرت القيادة فإن الحزب يستمر في السير على النهج والبرنامج نفسه، وبالتالي تعتقد قيادة الحزب الحالية أن هناك تغييرا فكريا عند أوجلان لا يتماشى مع الواقع الحالي، وبالتالي يمكن تجاهل تعليمات أوجلان في هذه المرحلة والاعتماد على تخطيط القادة الميدانيين لاختيار الوسيلة المناسبة لاستمرار النضال».