رحيل جلال طالباني يهدد وحدة الاتحاد الوطني الكردستاني
Oct 04, 2017
بغداد ـ «القدس العربي»: توفي رئيس الجمهورية العراقي السابق جلال طالباني، أمس الثلاثاء، في إحدى مستشفيات العاصمة الألمانية برلين عن عمر ناهز 84 عاماً، بعد صراع طويل مع المرض.
ولد جلال حسام الدين نور الله نوري طالباني، في 12 تشرين الثاني/نوفمبر 1933 في إحدى قرى قضاء كوسينجق التابع لمحافظة أربيل شمالي العراق.
وانضم «مام جلال» أو «العم جلال»، كما يعرف في صفوف الأكراد، إلى الحزب الديمقراطي الكردستاني بزعامة الملا مصطفى بارزاني سنة 1947، عندما كان عمره 14 عاماً، وبدأ مسيرته السياسية في بداية الخمسينيات كعضو مؤسس لاتحاد الطلبة في كردستان داخل الحزب الديمقراطي الكردستاني، وترقى في صفوف الحزب بسرعة حيث اختير عضوا في اللجنة المركزية للحزب في سنة 1951، أي بعد 4 سنوات فقط من انضمامه.
بدأت خلافات جوهرية تظهر بينه وبين زعيم الحزب الديمقراطي الكردستاني، مصطفى بارزاني فانضم في سنة 1964، إلى مجموعة انفصلت عن الحزب ليشكلوا المكتب السياسي للحزب الديمقراطي الكردستاني، والذي كان يتزعمه إبراهيم أحمد الذي أصبح لاحقاً حماه.
انحلت المجموعة في سنة 1970، بعد أن وقّع الحزب الديمقراطي الكردستاني والحكومة اتفاق سلام ضمن اتفاقية الحكم الذاتي للأكراد.
وبعد انهيار الحركة الكردية بقيادة مصطفى بارزاني على أعقاب اتفاقية الجزائر الذي نتج عن سحب دعم الشاه في إيران لحركة بارزاني، وبالتالي إلى توقف كامل إلى الصراع المسلح بين الأكراد والحكومة العراقية، الأمر الذي دفع طالباني مع عدد من رفاقه إلى تأسيس حزب الاتحاد الوطني الكردستاني، سنة 1975.
وفي عام 2005، تم اختيار طالباني كرئيس للحكومة العراقية الانتقالية، على أعقاب نتائج الانتخابات التي جرت في العام ذاته، حيث اختير لهذا المنصب من قبل الجمعية الوطنية الانتقالية العراقية.
ثم تولى منصب رئيس الجمهورية لمدة 4 سنوات في نيسان/ أبريل 2006. ويعدّ الراحل أول رئيس جمهورية للعراق من القومية الكردية بعد عام 2003.
في عام 2010، جرى التجديد لطالباني لولاية ثانية، وفقاً لمبدأ «التوافق السياسي»، أو ما بات يعرف بنظام «المحاصصة»، الذي يقضي بأن يكون منصب رئيس الجمهورية للمكون الكردي، في حين تذهب رئاسة الوزراء إلى المكون الشيعي، ويحظى المكون السني برئاسة البرلمان.
ويأتي رحيل «مام جلال» في وقت تشتد فيه الأزمة بين بغداد وأربيل على خلفية إجراء استفتاء إقليم كردستان في 25 أيلول/ سبتمبر الماضي، الأمر الذي قد يُنذر بـ«تعقيّد الأزمة».
كما أن غياب طالباني «يهدد» إلى حدّ كبير «وحدة» حزب الاتحاد الوطني الكردستاني، الذي يعاني «مصيرا مجهولا» منذ عام 2012؛ إثر إصابة سكرتير الحزب جلال طالباني بوعكة صحية نقل على أثرها إلى ألمانيا لتلقي العلاج.
منذ ذلك التاريخ، لم يتمكن طالباني من مزاولة نشاطه السياسي كما كان سابقاً، الأمر الذي فتح الباب أمام التكهنات السياسية بشأن من سيتولى مهمة قيادة الحزب خلفاً له.
وتتجه الأنظار إلى شخصيتين بارزتين في الحزب، إحداهما عقيلة الطالباني، هيرو إبراهيم أحمد، وهي أحد أعضاء المكتب السياسي في حزب الاتحاد الوطني الكردستاني، والتي تتمتع بمقبولية داخل الحزب والشارع الكردستاني. أما الشخصية الأخرى فهي برهم صالح، النائب الثاني لسكرتير الاتحاد الوطني الكردستاني، الذي يمتلك علاقات سياسية جيدة بين بقية الأحزاب السياسية سواء داخل الإقليم أو خارجه، إضافة إلى علاقات بالمجتمع الدولي.
لكن خطوة برهم صالح الأخيرة، في منتصف أيلول/ سبتمبر الماضي، بإعلانه تشكيل كتلة «التحالف الوطني للديمقراطية والعدالة»، منفصلة عن الحزب لخوض الانتخابات البرلمانية المقبلة في إقليم كردستان. قدّ تدفعه بعيداً عن «سكرتارية» الحزب.