متى سوف نفرح بانفسنا؟
الاسير باسم الخندقجي
هي السماء واحدة لصلاة ام الشهيد التي لم تعد تزغرد من شدة بؤس الارض الممزقة الى الف ارض..
مسربلة امي بالدمع تنحني لها النجمات على جانبي درب الدعاء..وفي آخر الليل تصبح هي على جرح جديد و بكاء..و مشاريع جديدة محمومة لاخوة يطلقون رصاصتهم الاولى و اخرون الاخيرة في حفل قتل الملائكة و الشهداء المزدحم بالضباب و الغيم الكاذب و دخان الزمن المحروق عبثا منذ سنتين عاماً.
هو ذا الجرح يا أخوتي عندما نصيح "نحن" و "هم" آخرون في وطن مسلوب و موجوع.
"نحن" و "هم" الوهم الاكبر حين صدقنا ما يشبه الحلم وما يشبه الأمل و ما يشبه الوطن و وحدته..
فيا أيها الفلسطيني العاطفي المجنون الشجاع الأناني الحنون الثائر المغفل المغامر الطفل المقاتل المحكوم القاتل..يا من أجرْتَ قمرك الحزين لغيرك و حفرت شرف وطنك و دْنست دمك ونسيت من انت ومن أمك و أبيك في مواجهة عدوك وتاريخه الأنيق..
أخي أيها الفلسطيني ما الذي يدعوك إالى إنتهاك أسمى ما تملك و نسيان مواكب النساء النادبات حظهن وحظك..وإلى تقدمةِ ألف قربان حرقاً على مذبح إختلالك..كي تتدفأ أنت ويموت من البرد شعبك؟
أخي..هي فلسطين كما تعلم رغماً عني وعنك لا تقبل حلول الوسط المبايعات المبهرجة ولا تقبل الحب من طرف واحد..وأن تكون إمرأة للطعام و الولادة..هي فلسطين مملكة السماء على الأرض خُلقتْ لتُعبد لا لتَعبدُنا أنا وأنت !!!
هي فلسطين الثورة و آلاف الأسرى منهم من قضى عمره و منهم من ينظر حريته دون إستجداء منك عندما تصحو لا تتذكره وأمه وأبيه حين الدمعة والبُحة واللمسة و حواجز القهر و الإذلال في الغربة الحديدية لا تفقهها أنت..فمن أنت يا أخي النائم الكسول الذي يقتلني دوماً بالجنون والتيه والنسيان والسكوت؟؟
آهٍ يا نحن الأخوة القتلة الحمقى الذين لا نعترف بأنفسنا شهداء أنقياء إلا تصفيتنا لشرف وكرامة بعضنا البعض..وننسى دفعة واحدة ما اقترفته أيدينا من جلد و دمار بحق أنفسنا ..
إذن..ثمة متسع للعناق من طفلٍ لطفل في حضرة أم رفيقنا الشهيد التي لم تزل تدعو لنا بالهداية والمصالحة..
ثمة متسع للفرح فعلى مرأى ومسمع الشهداء و اللاجئين و الأسرى و الجرحى تعالوا نبكي
أنفسنا و نتطهر من عجلتنا الطفولية ونلعن جد جد شيطاننا.. ونغفر ونسامح ونقسم بالدم الفلسطيني المقدس أن تكون هذه هي المرة الأخيرة التي نقتل فيها أنفسنا.
فإلى العناق عناق العقول و القلوب يا أخوتي