حناني ميــــــا الإدارة العامة
معلومات إضافية
الأوسمة : المشاركات : 23992 نقاط : 218447 التقييم : 15 العمر : 82
| موضوع: فِي ذِكرَى استِشْهَاد القائِد الخَالِد صَدَّام حُسين العِراق وصَدَّام حُسَين (ظاهِرَة) تار الجمعة 14 ديسمبر 2018 - 22:10 | |
|
بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ فِي ذِكرَى استِشْهَاد القائِد الخَالِد صَدَّام حُسَين: العِراق وصَدَّام حُسَين (ظاهِرَة) تاريخِيَّة مَهِيبَة لا تَتَكرَّر شبكة البصرة الدكتور عباس العزاوي هيَ حَربٌ نفسيَّةٌ شَرِسة تتَّخذ من بعض الأبواق المدفوعة الأجر مَنَصَّات لاطلاق التُهَم الجُزاف وبَثّ الأكاذيب ونشر الشائعات ضد النظام الوطني والقومي في العراق خلال مرحلة النهوض التاريخية التي كان يقودها حزب البعث العربي الاشتراكي في بلاد الرافدين، وتستهدف أول ما تستهدف القائد الخالد صَدَّام حُسَين ونظامه الوطني وتجربة البعث العربي الاشتراكي في قيادة العراق لثلاث عقود من الزمن. وهذه الحملة الشعواء ليست وليدة اليوم بل كانت قد بدأت منذ الأيام الأولى لفجر ثورة 17-30 تموز المجيدة في عام 1968م، ولم تنتهِ هذه الحملة حتى بعد غزو العراق واحتلاله من قبل العدو الأمريكي الغاشم، هم بذلك يسعون الى تجريد هذه التجربة الثريَّة الراقية من ايجابياتها وانجازاتها الرائعة، فيما مضى وقبل الاحتلال الغاشم كانوا يحاولون ايجاد ثغرة في جدار القوة والعِزَّة والمَنَعة والصمود والتحدي الذي شيَّده عالياً وبناه نظام البعث الخالد في العراق بـ(حَجَر صًوَّان) الوعي وبـ(اسمِنْت) الانتِماء للعراق العظيم. والملاحظ أنَّ القائمين على هذه الحرب القذرة من مُمَوِّلين ورُعاة ومُنَفِّذين، ليس بينهم رِباط يجمعهم سوى الحقد الأسود على العراق وقيادته وفي مقدمتهم الرئيس صَدَّام وشعب العراق الماجد، لقد أصابتهم هيستيريا البذاءة، وانكشفت أقنعتهم التي بعضها يأخذ طابع أقنعة (الدين) والآخر أقنعة (الديمقراطية)، والغريب أنَّ هؤلاء يتوهمون أنفسهم بأنَّهم باقون وأنَّ لهم في الحياة أكثر مما مضى، ولا يعلمون أنَّه سيأتي يوم تُقَطَّع جذورهم من الأرض بالفؤوس وتُقلَع جذوعهم الخاوية! يتَمثَّل فيهم قول الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم: (اذا لم تستحِ فاصنع ما شِئت)، لم تتوقف حملات التشويه المدفوعة الثمن ضد الشهيد الخالد صدام، دول وأنظمة وأحزاب وشُتات من حثالات الناس يؤرقهم طيف صَدَّام ويَقُضُّ مضاجعهم، فقد أصابهم الرعب من مشروعه الحضاري العربي والانساني النبيل، رغم أنَّه اليوم بين يدي بارئه سبحانه وتعالى، ذلك المشروع الذي يهدف الى استقلال الأمة وامتلاك قرارها السياسي، لذلك هاجموه منذ الأيام الأولى لهذا المشروع الوليد، واليوم عندما تضيق بهم الدنيا ويواجهون خطراً داهماً من الفرس الصفويين، فإنَّهم يترحمون على صَدَّام ويبكونه بحرقة!، يقيناً انَّ كل المنصفين من عرب وغير عرب، يرونه قائداً ثورياً ورمزاً عربياً وتاريخياً لا يتكرر. ولا زالت السجالات مشتعلة حوله كما هي في حياته، وفي هذه الأيام التي نستذكر فيها حضوره وكأنَّه لا زال حيَّاً بيننا يسير بشموخ واباء على ضفاف دجلة، وفي مرَّات أُخرى نتخيله وهو في دار الخلود غاضباً من سلوكية بعض الحكام العرب التي أوصلت الأمة الى هذا الحال من الانكسار والضعف والوهن وكأنَّه البحر العاصف بلا شطآن، هو غضبان لأنَّه يشعر أنَّ كل ما صنعه في الأمة قد ضاع هباءاً وعادت الأمة الى نقطة الصفر.انَّنا نشعر بأنَّ التاريخ يحترق اليوم بغيابه، وأنَّ الجغرافية تتلوث باستمراء الفرس الصفويين لحدود العراق والمنطقة العربية وتغَوّلهم على الأمة. لم يعرف الحكام العرب أنَّ الرئيس صَدَّام كان جوهرة نفيسة، فلَّما أضاعوها أحسُّوا بالندم والحَسرة فبكوه من أعماقهم!، وبضياعها كان قرب هلاكهم فكان بكاؤهم منها أشَّد!، ذلك أنَّهم كانوا يظنون أنَّها حجراً وليست جوهرة! اليوم وقد غادرنا الشهيد الى جنة الخلد ليسكن جوار ربِّه، بعد أن دُمِّر العراق وتشرَّد شعبه، فلماذا كل هذه الحملة الخبيثة التي تستهدف الشهيد ونظامه الوطني؟ والحقيقة لا نجد تفسيراً مقبولاً الَّا لأنَّهم يخشون أن يسترد العراق عافيته وأن يستعيد مكانه الشامخ اللائق به منذ آلاف السنين، فهذا ما يفزعهم ويؤرقهم. امتلك صَدَّام قراره في الأزمات والمحن والظروف الصعبة، ولم يكن يوماً هذا القرار مفروضاً عليه أو تِبعاً لأحد، لقد جعل أرض العراق وثروته وخيراته ملكاً صُرفاً لأهله العراقيين الأماجد، أصبح العراق قلعة الأمة ومنارتها، دولة مُهابة، فدخل صَدَّام التاريخ من أوسع أبوابه. انَّ قصة ثورة 17-30 تموز المجيدة والقائد صَدَّام هي قصة كرامة وطن، فالتكوين الوجداني للشهيد كفيل باعطاءنا صورة واضحة المعالم لشخصية صَدَّام، هو مَن أعدَّ ووضع ساعة الصِفر للهجوم على الأميَّة والجهل والتخلف والتبعية والضعف، فأعلن الحرب على مَن استأثروا بالعراق وشعبه. هكذا كان صَدَّام واعياً فاعلاً في التاريخ، هو يعرف الامكانات المتاحة وحدودها، ومنها شقّ طريقه تجاه المصلحة الوطنية والقومية، فقد شيَّد على أنقاض المعادلة القديمة التي تُحاكي الغرب وأوروبا، معادلة جديدة هي معادلة (العراق والأمة)، وهيَّأ الظروف والفرص لاستئناف رسالة الأمة العربية الخالدة، للمساهمة بالحضارة الانسانية، متجاوزاً الاستعلاء المعرفي للغرب على الشعب العربي وشعوب العالم الثالث عامة. انَّ نظرية العمل البعثية التي صاغها الشهيد من جديد لتتلاءم مع ظروف العراق، تعتبر بحق قانون العراق السياسي والاقتصادي والاجتماعي والحضاري، لقد امتزجت عبقرية صَدَّام وفكره الثاقب ورجاحة عقله ونزاهة ذاته مع قيمة العراق ومكانته التاريخية وقدراته، فتصدَّى بكل حزم لانجاز الملاحم البطولية، وكانت خططه تتضمن إحداث تحولات جذرية في بُنيَة المجتمع العراقي وبناء وهيكلة شخصية الدولة العراقية السياسية والاقتصادية والحضارية، حيث أُفسِح المجال لكل العراقيين كل حسب موقعه لانجاز مهمة النهضة الواعدة والتنمية الاقتصادية الشاملة، وهكذا تسارعت وتيرة التغيير والبناء والنمو على أرض الرافدين. لقد دشَّن الرئيس صَدَّام اجراءات ثورية جديدة في اسلوب الحكم والقيادة، هي بحق سابقة ليس لها مثيل في عالم السياسة، ولم تُفلح العقبات التي وضعها أعداء العراق والأمة والمؤامرات الداخلية والخارجية في عرقلة مسيرة النهوض الكبرى التي قادها الرئيس صَدَّام. واليوم يحاول الكارهون الذين في قلوبهم مرض تجريف عقول العراقيين لمسح ذاكرتهم التي تُخَلِّد الشهيد صَدَّام، في محاولة رخيصة لمحو والغاء الثوابت الوطنية لدى العراقيين. هؤلاء يحترفون كراهية (العقول) الكبيرة الراقية، كالعقلية التي كان القائد صَدَّام يمتلكها، لقد سحَر صَدَّام العقول والقلوب، فكان يصغي وينصت ويستمع بإمعان لمن يطرح أمامه فكرة أو رأياً. وصَدَّام أول قائد عربي يكتشف جوهر الشخصية العراقية ويتعامل معها على أساس هذا الاكتشاف، وضع يده على الصيغة المثلى لسياسة العراق الداخلية والخارجية وعلى برنامج القيادة الوطني. أدرك الشهيد قضية التلازم الخبيث بين الجهل والتخلف وبين التبعية للأجنبي، كما أدرك ذلك التلازم الحميد بين الوحدة الوطنية والمعرفة والوعي والنهضة وبين الاستقلالية. كان طموح الشهيد يهدف الى تحقيق قوة ذاتية للعراق تكون بمثابة جدار صدّ وفيلق متقدم للدفاع عن مصالح الأمة والأرض العربية، واذْ تتجلى أمام أعيننا عظمة الإرث الكبير والواسع لصَدَّام حسين من خلال أفكاره ومواقفه وانجازاته في العراق وفي مساحة الأرض العربية من محيطها الى خليجها، وهذا ما جعله زعيماً عربياً وعالمياً يُشار له بالبنان، كان الرئيس صَدَّام يسخط من مواقف بعض حكام العرب وبخاصة الخليج العربي وتبعيتهم للغرب، ودورهم في معاداة العراق قيادة وشعباً، فكانت من مآثره الخالدة أنَّه رفض الاذعان والانبطاح لأكبر قوة غاشمة في العالم، وقال كلمته الجسور :لا، انَّ ما قام به الشهيد قلب الموازين في المنطقة كلها وخاصة مع العَدوَّين الستراتِيجِيَّين الصهاينة والفرس الصفويين، فانقلبت هذه الموازين لصالح العرب، وعندما ننظر اليوم حال العرب من تدخل واحتلال فارسي وروسي وأمريكي لبلدانهم وما وصلوا اليه من الارهاب والقتل والنهب والطائفية المقيتة، لتأكد لنا كم كان الشهيد على حقّ وهو يحذِّر العرب من الاختلاف والفرقة ومن الاصطفاف مع اعداء الأمة ضد أشقائهم العرب. كان للشهيد الفضل الكبير في سدّ الثغور التي يمكن أن ينفذ منها أعداء العروبة. قام الرئيس صَدَّام بكبح تغوّل الفرس على العراق والأمة، فانتصر عليهم في معركة الشرف والكرامة معركة (قادسية صَدَّام المجيدة)، لكل هذا ناصب بعض حكام العرب الخونة العداء لصَدَّام حسين، فشَّنوا حربهم القذرة على عراق الرافدين وقيادته الوطنية والقومية. رحل عنَّا الرئيس صَدَّام وترك الكثير الكثير مما له، والقليل ثم القليل مما عليه، ذلك فلأنَّه بشر وليس من الملائكة، لكنَّه يبقى قصة وحكاية غير منتهية في وجدان العراقيين والعرب، وكانت قيادته للعراق والأمة تجربة عظيمة من تجارب الانسانية التي سجَّلها التاريخ بأحرف من نور، ومع ذلك فهذه التجربة الرائدة ليست فوق النقد والتحليل والاستنتاج فلا قداسة ولا عصمة في عمل البشر. صَدَّام هو القائد الصادق بل هو الرئيس والقائد الأصدق بين كل الرؤوساء والقادة العرب حتى يومنا هذا، اليوم أكثر من ذي قبل يكون صَدَّام مطلوباً بروحه وفكره وشجاعته وكل صفاته العروبية الأصيلة، لإنقاذ ما يمكن انقاذه من بلاد العرب، بعد أن تكالب عليهم أعداؤهم الأزليين من صهاينة وفرس مجوس. أراد الرئيس صَدَّام بالعرب الرِفعة والرُقيّ والكرامة، أرادهم فاعلين مؤثرين مبادرين وليس مُتَلَّقين ومُستهلكين كأنَّهم كمَّاً جامداً هامداً، أراد بهم الخير والتقدم حتى يسهموا في الحضارة الانسانية أسوة بشعوب العالم المتحضر الأخرى، أراد لهم الكرامة والعِزَّة والاستقلال القومي وتحرير أنفسهم من قبضة التبعية والتخلف، مهما تقَوَّل هؤلاء الزاعقون الناعقون على الشهيد صَدَّام فهم يعيشون في غمرة طغيانهم الجارف لمشاعر الكراهية والغِلّ الأسود الذي يعشعش في نفوسهم المريضة. صَدَّام والعراق (ظاهرة) تاريخية تمثِّل رمزيَّة هذين المتلازمَين، فكلاهما يُمثِّل علامة فارقة في تاريخ الأمة والانسانية أجمع، هي (ظاهرة) تُمثِّل ارتباطاً تاريخياً بين رمزَين من رموز الأمة، فالعراق الوطن والدولة والشعب رمز عربي وانساني في النشأة والوجود والتاريخ الممتد لآلاف السنين وفي الأثر والفعل في مستقبل الأمة، وصَدَّام يُمَثِّل (الظاهرة) التاريخية الخالدة بما له من دور فاعل في وجدان الأمة وفي تجسيده لفكرة النظال العربي والانساني من أجل تحقيق الحرية والكرامة والحق للأمة، هي تلك العلاقة المَهيبة الأزليَّة بين صَدَّام الظاهرة و(الأُسطورة) وبين العراق العظيم، والعلاقة الصميمة بين صَدَّام والأمَّة. تلك العلاقة الوثيقة التي تجسَّدت في النضال الشرس من أجل العروبة وقيَم الحقّ والعدل، فكانت بحقّ ملحمة في القدرة على الاحتمال والتَّحمُل والتصدي والمواجهة، فصَدَّام هو ظاهرة تاريخية لن تتكرر، والعراق أيضاً ظاهرة تاريخية في الوجود والتأثير الفاعل في الأمة والانسانية جمعاء. عظيمة هي منظومة القيم التي جسَّدها صَدَّام حسين في الفكر والواقع الملموس، فامتزجت هذه القيَم بالروح الانسانية الوثَّابة التي تعيش في شخص القائد صَدَّام، معجونة بالإيمان بالله الواحد الأحد والثقة بالنفس والقوة والاقتدار التي يمتلكها القائد رحمه الله، لقد مهَّد الرئيس صَدَّام الطريق الوعر بالحفر في الحجر والصخر ليشُّق درب الحريَّة والاستقلال والكرامة والعِزَّة، ومن هذا الطريق انبَجَست روافد ومسالك كثيرة باتِّجاه تحقيق الكرامة للعراقيين وفي حقِّهم في الحياة والوجود، مؤكدين على هويَّتهم الوطنية وانتمائهم للعراق العظيم والأمة العربية المجيدة، وحقِّهم في استحصال العلم والمعرفة وفي التعبير عن معتقداتهم الدينية والفكرية والثقافية، كل هذه المعاني اكتسبت قيمتها ووجودها المادي والمعنوي وفاعليتها بوجود القائد صَدَّام. تطَّلع صَدَّام لإنهاء معاناة العراقيين من الظلم والجور والتهميش، وعندما تحقق له ذلك في تحقيق مستوى رائع من العدل الاجتماعي والفكري والثقافي للعراقيين، اتَّجه لتحقيق هذا الهدف النبيل على مستوى الأمة كلها، فالأمة تعيش الظلم والجور والتهميش من عالم الغرب والشرق، كل هذه القيَم وغيرها كثير جَسَّدها صَدَّام حسين على أرض الواقع وليس أقوال حسب، فهو يؤمن بأنَّ الرجال مواقف وأفعال وليس مجرد خطب وأقوال. بالقرب من صَدَّام حسين يعرف المرء قيمته الانسانيَّة ويتعلم قيَم التواضع ووضوح الرؤية والهدف، يعرف قيمة الكرامة التي وضعها القائد نصب عينيه في كل وقت وأينما كان، فإيمانه بحق العراقيين والعرب في التقدم والتحضر والوجود الفاعل، راسخ لا يتزحزح. هو صاحب منطق يتسم بالقوة والوضوح، دافع باستماتة عن شعبه وأمته، وعندما تقترب منه أكثر تتلمس ذلك الدور الرائع الذي كان يقوم به لإعلاء شأن العراقيين وقيمتهم بين شعوب الأرض، فهو الذي تمسَّك بكل قوة بهويته وانتمائه العروبي الأصيل وبتاريخ الأمة المجيد وكان يُفاخر بها الدنيا كلها. ظلَّ صَدَّام شامخاً في فكره ومواقفه ومسيرته، لقد اكتسبت سنوات قيادته للعراق نكهة خاصة وعلامات بارزة جعلتها تحظى باحترام وتقدير كل المنصفين من أرض العروبة والعالم. يستذكر العراقيون والعرب أحاديث القائد صَدَّام وكلماته التي تخترق العقول والقلوب وهي تعبر عن الايمان والحكمة والقوة والصدق، وكانت مواقف صَدَّام ترجمة أمينة لما كان يؤمن ويحتفظ به يقيناً في نفسه وروحه، كل ذلك يترجم لنا ما كان للقائد من فكر متوقد وخيال ثاقب، وأخلاق عربية أصيلة، كان صَدَّام وسيظل ملهماً لكل العراقيين والعرب، قدَّم النموذج الحيّ والمِثال الواقعي للرمز التاريخي العربي والعالمي...انَّه صَدَّام حسين. أمَّا هؤلاء الذين ينعقون كالغربان، ويتقوَّلون على رمز الأمة صَدَّام حسين فانَّ ما يفعلونه لا يعدو كونه هذيان فكري وسقوط أخلاقي وانحراف سلوكي، بأسلوب رخيص وسخيف. نقول لهؤلاء الزاعقين الناهقين، أنَّنا تعلَّمنا من صَدَّام أنَّ الانتماء للعراق والأمة هي روح الوطن وهي الدماء التي تجري في عروق الوطن، وهي قوة الدفع الى الأمام الى الرُقِيّ والتطور، لذلك كان الاحساس بالانتماء للوطن كبيراً متوقداً في نفوس العراقيين وفي قلوبهم وأرواحهم، غائراً في أعماقهم حاضراً في وجدانهم، ومن المحال أن يُمحى أو يُزال رغم ما يتعرض له اليوم من حملة شعواء ومحاولات التشويه والترويع التي يقوم بها حثالات الأحزاب الحاكمة المجرمة للاجهاز عليه ومحاولة محوه، ولكنه لن يموت حتى وإن أصابه الضعف أو الوهن في ظروف خاصة قسرية. لقدأشعل القائد وهج الإيمان بقيمة وجود العراقيين على أرض الرافدين مما أذكى في عقول العراقيين الاحساس بأهميَّة وجودهم وانتماءهم للأمة، ولم يعد العراقيون لينكفئوا على أنفسهم، أو يخفت جِدِّهم واجتهادهم، وهذا مما لايرضاه القائد لشعبه وأمته، لقد كان القائد يعي أنَّ نهوض العراق وتقدمه وازدهاره يرتبط ارتباطاً وثيقاً وعزوماً بقوة احساس العراقيين بانتمائهم وولائهم للعراق وفي العطاء المتواصل لهذا الوطن العزيز، وأنَّ ضمور هذا الاحساس الوجداني تمثِّل آفة الشعوب والأوطان وهو أيضاً السبب في خفوت الحماسة والاندفاع نحو الأمام والقبول بالضعف والخنوع وتقبل الأمر على أنَّه واقعاً يجب الركون اليه والاعتراف بوجوده، وبالتالي الانتقال الى مرحلة التكاسل والتواكل ومحاولة الاعتماد على القدرات الغيبية!، تعلَّم العراقيون من القائد أنَّ الولاء للعراق يعني الاحساس بهمومه وبقضايا والامتزاج (الالتحام) مع آماله بحيث تُصبِح هي آمال العراقيين. كان القائد مؤمناً ومتيَّقناً وعارفاً مُقِرَّاً في وجدانه الحيّ الفاعل أنَّه حين تقلَّد المسؤولية الأولى في الدولة والحزب، فإنَّ ذلك لا يعني لديه أكثر من أن يكون خادماً وراعياً أميناً لمصالح العراقيين والعرب، ولم يكن يوماً فوق كل هؤلاء، ولم يستقر في ذهنه أنَّ المنصب والمسؤولية التي تُناط به هي مجرد سلطة تتبلور الى اصدار أوامر وتعليمات أو صفة الرئيس والمرؤوس والتابع والمتبوع، بقدر ما استقرَّ في نفسه وعقله ووعيه أنَّه صاحب مشروع حضاري قومي وانساني، وأنَّه يهتدي ويستنير برسالة الأمة العربية الخالدة، وهكذا انشغل الشهيد بالوطن والأمة، وهو انشغال وجداني في عمق شخصيته الانسانية الرائعة، انشغل بترقية الوطن ورِفعته وبقضاياه المتعلق بالوجود والمصير. ظلَّ القائد العظيم صَدَّام حسين صامداً صلباً مرابطاً في موقع المواجهة والتصدي والدفاع عن العراق والأمة رغم ما دهمته من عراقيل وملمات ومطبات كثيرة واختناقات لا حصر لها، وضعها أعداء العراق والعروبة من صهاينة وفرس مجوس، متحالفين مع العملاء والخونة في الداخل والخارج. في عهد صَدَّام حسين كانت (الوطنيَّة) هي السمة والعنوان والمشاعر والفعل لكل العراقيين على اختلاف أعراقهم وأديانهم ومذاهبهم، ولم يكن يُدَرَّس في كل مراحل التعليم في زمنه (الحزبية) والتحزب كما يفعل السفليون اليوم، بل كانت تُدَرَّس (الوطنيَّة) على أصولها، لأنَّ صَدَّام كان يؤمن بقوة أنَّ العراق أكبر من مفهوم الأحزاب والتحزب، وإن كان الحزب هو الذي يحكم ويقود، بل اعتمد مبدءاً أساسياً يجعل الحزب في خدمة (الوطنيَّة) وليس العكس كما هو حال العراق اليوم. تَعَلَّمنا من صَدَّام أنَّ العراق ليس مُحيطاً جغرافياً أو حدوداً سياسية حسب، وانَّما هو محيطٌ بشريٌّ قبل كل شيء، فالانسان العراقي هو عِدَّتُه الحقيقية وهو القوة التي تُعطي للحَدّ الجغرافي قدرته المؤثرة وحيويَّته وقوَّته، هذا الانسان كما يراه القائد الخالد هو ذلك الكيان الفاعل صاحب المبادرة في تشكيل وتهيئة القيَم التي تربط المواطن بالعراق العظيم، وتلك التي تربط بين المواطن وأخيه المواطن الآخر على كل تراب العراق الطاهر، بما يُعطي معنى التفاعل الخلَّاق مع الوطن، وأنَّ هذا العراقي متى ما سَخَّرَ امكاناته المعنوية والمادية وقدَّم نفسه عطيَّة بلا مقابل من جزاء وثواب للعراق عند ذاك يكون الوطن قوياً معافاً فيطمئن قلب القائد صَدَّام ولا يخاف على العراق، مهما كانت أساليب أعداء العراق والأمة الشيطانية تتسم بالمكر والخبث. هكذا شيَّد صَدَّام القاعدة الرصينة لانتماء العراقيين وولاؤهم للعراق، وكان من نتيجة هذا الانتماء القويّ هو هذه الانجازات العظيمة والملاحم الخالدة في كل مجالات الحياة، في التعليم والصحة والثقافة والصناعة والزراعة والبحث العلمي وفي بناء قوة عسكرية محترفة عالية الكفاءة والتسليح والتدريب، كانت بحق ذراع العرب القويّ الضارب، مضافاً الى كل ذلك مهمة تجميل حياة العراقيين من خلال تمتعهم بالأمن والأمان والرفاهية. لم نجد في زمن صَدَّام حسين عراقيَّاً واحداً يُغَرِّد خارج السرب، ولم نجد أحداً يزرع الشوك في طريق المعمل والمصنع والمدرسة والجامعة أو حتى يرمي قشرة موزٍ ليعثر بها عراقي وهو في طريق عمله في الصباح الباكر، ولم يكن هناك مِن صامتون من الشعب، بل كان الكل يستمع ويُسمِع، والكلّ يَسمَع ويتكلَّم، أمَّا ما نراه اليوم فهو تنامي ظاهرة الأغلبية(الصامتة)، بعد أن اقتنع الناس أنَّ هذه المرحلة الكارثية التي تمر على العراق يكون فيها (السكوت من ذهب)! فانكفأ كثير من شعبنا العراقي على نفسه، وأخذ الشعور بضعف الانتماء يستشري بين العراقيين ويُحرِّك الأرض من تحتهم، كما يشعر الناس بالارتدادات التي تهزُّهم بعد كل زلزال، وان ابتعد مركزه. لم يكن العراقيون من(القاعدين) والمتواكلين في عهد صَدَّام العرب، بل كانوا في جدٍّ واجتهادٍ دائم وفي عزم حقيقي يدفع بعضهم البعض الى العمل والمثابرة في بناء العراق والارتقاء به الى مصاف الدول المتقدمة. يشعر كل عراقي أصيل بالفخر لانتمائه لهذه الأرض التي أنجبت صَدَّاماً الانسان والمناضل والقائد والشهيد الخالد. فقد كان العراق في عهد البطولة والملاحم (الصَدَّاميَّة) البعثيَّة على مدى عقود ثلاث قلعةً للصمود والتصدي وساحة للنضال السياسي وأرضيَّة للانجازات الحضارية العظيمة. ونحن نستذكر القائد الشهيد ونقلِّب صفحات كتاب ذلك العهد الجميل الذي نَشُّمُ فيه عبق تلك الأيام الخوالد من تاريخ العراق، تتزاحم أمام أعيننا صور الرجال المجاهدين من رفاق صَدَّام حسين الذين شاركوه في تبَني مشروعه الحضاري النبيل والذين نهضوا بالعراق وسطَّروا أروع الملاحم، حفَّزتهم آمال وأهداف عظيمة كادت أن تنقل العراق الى مكانة الدول العظمى في العالم، لولا مؤامرة الصهاينة والفرس المجوس ومَن تحالف معهم من حكام العرب الخونة. كان القائد صَدَّام مبدعاً عظيماً، يحتار المرء في تحديد مَن هو صَدَّام، وفيما اذا كان سياسياً أم حكيماً، أم عالماً في الاجتماع، أم تراه أديباً أم فيلسوفاً وشاعراً أم هو قائداً عسكرياً محنَّكاً لم يخسر معركة مع أعدائه؟، والحقيقة نحن نراه كل هؤلاء معاً، لكنَّه كان قائداً لأمة قبل كل شيء. في حياته الشخصية والرسمية كان ينبوعاً متدفقاً من الحُبِّ والعاطفة الانسانية التي أحاط بها كل مَن كان يعمل قريباً منه، فقد كان انساناً عظيماً في كل شيء. عادت بغداد الرشيد في عهده حيث كانت حينما اتَّجه العرب والمسلمون اليها من كل أرجاء الدنيا، عندما كانت حاضرة الدنيا، فيها خزائن العلوم والثقافة والفلسفة والحكمة والأدب، ومخزن الطاقة البشرية الخلَّاقة والفعَّالة في العالم. كان صَدَّام يريد بالعراقيين أن يصعدوا السحاب، ويركبوا موجات الأثير ليصلوا بأقصى سرعة الى المجد والعِزَّة والحضارة. تَعَلَّمنا من صَدَّام حسين أن نسأل أنفسنا: ماذا نحن فاعلون، وكيف نعمل ونتصرف وما الذي ننجزه؟ ولم يُعَلِّمنا أن نسأل أنفسنا: مَن نحنُ؟ وكيف جئنا؟، ولماذا؟ لأنَّه يعلم جيِّداً أنَّ العراقيين يعرفون حقّ المعرفة مَن هُم، وحقيقة وجودهم، ويقرأون تاريخهم بشكله الصحيح وليس بالشكل المقلوب، وأنَّ العراقيين ليسوا بحاجة الى تأويلات وشروح وتفسيرات لتاريخهم التليد، وهُم ليسوا بحاجة لـ(تدليك) عقولهم كيف يعرفوا مَن هُم العراقيون؟ وهنا نتساءل، هل يوجد زعيم أو قائد أو حاكم عربي في العصر الحديث يفهم شعبه ويقرأ تاريخهم في الماضي البعيد والقريب كما هو القائد الخالد صَدَّام حسين؟ نقول، انَّ التاريخ المحترم المعتَّد به لا يستحقَّه الَّا أولئك الرجال الذين يحدِّدون أولوياتهم بحيث لا تلتبس فيه خياراتهم أو تَنقُص بما هو أقَلّ من حماية بلدانهم وشعوبهم والدفاع عنها بالدم والأنفس، فيرخصون للوطن أنفسهم، كما استرخص الشهيد صَدَّام نفسه وبذل روحه للعراق والعروبة. تَعَلَّمنا من الشهيد الخالد صَدَّام، أنَّ العراق قد يُصاب بعِلَّةٍ (وعكةٍ) ويَمْرَض، وقد يسري الداء في جسده، لكنَّه لا ولن يموت، بل ينهض كطائر العنقاء (الأُسطوري)، ويهزم اليأس، وان طال الزمن الذي يغَطِّيه الرماد، فجمر العراق سيشتعل ويتوهَّج من جديد بعد أن تأتي رياح الثورة الشعبية العارمة فتذروا الرماد الذي يُغطِّي شعلته الوهَّاجة، لينجلي ظلام الليل وينبلج الصبح في اشراقة شمسه الساطعة، هذا ما تعلَّمناه من صَدَّام حسين الرئيس والقائد والرفيق والمواطن والانسان. كان حلم صَدَّام حسين كبيراً رافقه منذ طفولته وحتى لحظة استشهاده المهيبة، حِلمٌ يجمع شُتات العرب في أمَّة واحدة تحمل للدنيا والانسانيَّة كلَّها رسالتها الخالدة، وقبل ذلك كان طموحه كبيراً في بناء العراق القويّ المقتدر، المتمثِّل بدولة عصرية ناهضة تكون النواة والمركز الحضاري الذي ينطلق شعاعه ساطعاً من أرض الرافدين، بعد أن تتحقق كل المفاصل في المشروع الحضاري الانساني على أرض العراق، وبعد أن تُلّبي طموح العراقيين المشروع نحو الذرى والمجد، وليس فقط لتلبية احتياجاتهم الضرورية حسب، وكان صَدَّام يعلم جيِّداً أنَّ مسؤوليَّته كبيرة تجاه شعبه العراقي والعربي، وأنَّ الطريق لتحقيق هذا الحلم هو طريق شاقّ وصعب وطويل، ولم يُخفِ هذه الحقيقة عن رفاقه في القيادة والتنظيم الحزبي والشعب عموماً، كيما يدركوا أنَّ المهمة صعبة جداً وأنَّها تستدعي منه ورفاقه وأبناء الشعب تضحيات جسام، وأن يدفعوا (فاتورة) مُكلِفة للوصول الى الهدف النبيل الذي يحلم به كل عراقي أصيل وعربي غيور. يكرر القائد صَدَّام دائماً مقولته : أنَّ كل شيء يهون من أجل الكرامة والعِزَّة والشموخ والمجد، من أجل بلوغ الهدف المشروع في العيش الكريم في وطنٍ مستقرٍ آمنٍ، وطن قادر على احتضان كل أبنائه متآلفين متعاضدين. ودائماً ما كان يحِّث ويُشَجِّع رفاقه وأبناء شعبه على مواصلة السير في هذا الطريق الصعب الذي اختاره الشعب بنفسه، ولا نظن أنَّ عراقياً أصيلاً لا يشعر اليوم وغداً بالزهوّ والفخر لتجربة البعث العربي الاشتراكي في عراق الرافدين، تلك التجربة الرائدة العظيمة التي جعلت هامات العراقيين عالية شامخة. تقدَّم القائد الخالد صَدَّام حسين فقطع شوطاً طويلاً وكبيراً على طريق صنع الملاحم والانجازات الرائعة وقهر المستحيل، بدأت بشائرها تَهِّل على العراقيين والعرب، وتحوَّلت الأحلام والأماني الى واقع وحقائق تُصدِم الكارهين والحاسدين والمتربصين والمتشائمين من بعض الحكَّام العرب ومن أعداء العراق والأمة، صهاينة وفرس مجوس، حتَّى فقدوا السيطرة على أعصابهم ونواياهم الشريرة وأهدافهم المخفيَّة الخبيثة، لتخرج الى العلن نار حقدهم الأسود، فاجتمعوا وتحالفوا على وأد تجربة البعث العظيم، وتآمروا على العراق وقيادته وشعبه، فكان الحصار الظالم والجائر، ثم أتبعوه بالغزو الغاشم وأحتلال العراق واغتيال قيادته الوطنية والقومية المخلصة وعلى رأسها شهيد الحجّ الأكبر القائد الخالد صَدَّام حسين. يأبى نفر من الناعقين الزاعقين الَّا أن يتناول اسم الشهيد صَدَّام بشكل لا ينسجم مع سِجِّله المشرِّف وتاريخه الوطني والقومي المشهود. وهي أقوال وكتابات تفتقد الى الموضوعية والقراءة المُنصِفة للتاريخ، وهذه الأقاويل والكتابات تتناول سيرة القائد العظيم صَدَّام حسين، والتي يُفتَرض بها أن تضع الانجازات والمواقف العظيمة والنتائج المبهرة التي قدَّمها صَدَّام حسين للعراق والأمة في ميزان الاعتدال والحيادية، قبل أن يصدروا الأحكام جُزافاً، اذْ كان عليهم بداية أن يقرأوا تلك الانجازات والنتائج الراقية بتجرد تام وحيادية، بعيداً عن الهوى الشخصي والمزاج العام المريض والبواعث والضغائن التي تعتمل في نفوسهم الموبوءة. الأحاديث التي نسمعها والكتابات التي نقرأها هنا وهناك، لا تكتفي بالتناول المغلوط والمقلوب للحقائق والوقائع، وانَّما تمارس ما هو أقسى وأمرّ من النقد أو(التقييم)، من خلال التجريح الشخصي وتجاوز حدود اللياقة الأدبية بل والأخلاقية، واستخدام عبارات أقلّ ما يمكن وصفها أنَّها خارج حدود دائرة النقد الموضوعي، وهي تُعبِّر عن مواقف لا علاقة لها بقراءة التاريخ أو استخلاص تجاربه، وتعكس في حقيقتها سلوكاً مُشيناً، منحرفاً أعرجاً، من بعض غُزاة التاريخ الذين ما انفكُّوا يزورون الحقائق لصالح عقدهم وأحقادهم السوداء، فيرتكبون الحماقات والابتذال في ممارسة الكتابة أو التقول في الفضائيَّات المنحرفة، يتسوَّلون عطاءات أصحابها من ذوي الميول والاتجاهات الخبيثة، متناسين أنَّ هذا القائد العظيم ابن العراق البَّار، قد استوطنت أفكاره ومواقفه وانجازاته عقول وقلوب العراقيين والعرب، فتاريخه المشرِّف عراقياً وعربياً لا يمكن تزويره أو محوه، وكيف يمكن أن يُمحى تاريخ صُنَّاع الحضارة والمجد والرِفعة للعراق والأمة العربية؟ نقول، لا يحتاج اسم صَدَّام حسين الى شهادات تحمل قدراً من المجاملة أو المديح والاطراء لشخصه أو لزعامته للأمة، فهو أكبر من كل الشهود والشهادات، فتاريخه الثَّر في قيادة العراق نحو النهضة والبناء الشامخ، أمر مفروغ منه، وقد قال التاريخ كلمته وسَجَّلها في سِجِّل الخالدين، ونحن نتمنى على الذين يتقوَّلون على صَدَّام حسين أو يكتبون بأقلام مأجورة مدفوعة الثمن، أن يرتفعوا الى مكانة صَدَّام حسين العالية في عنان السماء وهيبته ورِفعته وأن يكونوا بمستوى الكِبار كما هو صَدَّام حسين، ورغم وضوح شخصية صَدَّام حُسَين التي لا تحوي ضبابية أو عتمة، وحالهم المضحك المبكي كحال الـ(صغير) الذي يُبحِر في زورق نهري (صغير) مثله، في بحرٍ متلاطمٍ ومحيط واسع ليُظهِر للناس استطاعته أن يُبحِر في المحيطات وأنَّه قادرٌ على أن يعبر الشاطيء!! للقائد الشهيد نمطٌ (كاريزما) وهيبةٌ قد لا تتكرر، ومع ذلك يتجرأ البعض من التوافه في التقول عليه دونما معرفة حقيقية بـ(ظاهرة) صَدَّام حسين، صَدَّام حسين هو مَن نسج علاقات العراق القوية والمتينة مع دول العالم شرقه وغربه، في فترة وجيزة، لصدق وثبات سياسة العراق خلال قيادة الرئيس صَدَّام للحزب والدولة. وصَدَّام هو مَن فَعَّل عمل عدد كبير من المنظمات العربية والدولية كجامعة الدول العربية ومنظمة(أوابك) ومنظمة عدم الانحياز ومنظمة (أوبك)، هذا في الشأن الخارجي، أمِّا في انجازاته الوطنيَّة فلا أحد يشكُّ في كونه هو مهندس قرار تأميم النفط العراقي العظيم، ومُنجِز عملية الحكم الذاتي لشعبنا الكردي، الذي كان يصُّب في وحدة العراق الوطنية، وهو مَن تصدَّى للعدوان الفارسي الصفوي الخميني الخبيث والشرير، وأوقف المدّ والتوسع المجوسي باتجاه أرض العرب، في ملحمة قادسيَّة صَدَّام المجيدة. في عهده شُيِّدَت وبُنِيَت آلاف المصانع والمعامل والمدارس ومراكز العلم والبحوث، وللقائد صَدَّام مواقف مشهودة في التاريخ كقائد عربي مقتدر وفي مرحلة تاريخية وجيزة أنجز الكثير للعراق والأمة، لكن بعض المتهافتين يحاول أن ينفذ الى اسمه وسمعته اللامعة كشهاب متألق في سماء الأمة، ولا ندري هل الكلام أصبح ثمنه رخيصاً الى هذا الحَدّ؟، غاب عن هؤلاء المُتَقوِّلين أنَّ صَدَّاماً لم يكن يبحث عن السلطة والحكم أو أنَّه من الساعين اليها، وانَّما هي أي السلطة مَن كان يبحث عنه ويسعى اليه، فالسلطة والقيادة تبحث دائماً عن قائد قويّ مقتدر. كان العراقيون يعشقون بلدهم العراق في عصره الذهبي، ويتمنون أن يكون العراق أهم دولة في العالم وهم يتفاخرون بانتماءهم للعراق الذي ولِد فيه صَدَّام ونشأ وتربى. انَّ ذكرى اغتيال القائد الرمز صَدَّام حسين واستشهاده حدث فاصل في تاريخ العراق والأمة والانسانية، وهو حدٌّ فارق بين مرحلتين لا تستويان بينهما برزخ، فالمرحلة التي سطع فيها نجم القائد في سماء الأمة كلها، كانت الأمة في خير ولها صيت وصوت بين شعوب الأرض أما وقد هوى هذا النجم اللامع من سماء العروبة، فلننظر كيف أصبح حال الأمة اليوم، وكيف تكالبت عليها الأمم من صهاينة وفرس مجوس كما تتكالب الآكلة على قصعتها. ذكرى استشهاد القائد الخالد صَدَّام حسين تستحق الوقوف عندها والتأمُّل طويلاً، وأن نوليها كل الاهتمام لما تستحقه من قيمة تاريخية ودينية وأخلاقية وأدبية وانسانية، ولا نظن أنَّ أي عراقي أصيل أو عربي غيور، لا يعيش اليوم بقلب موجوع وصدر مُثقَل بالحزن والأسى لفقدان زعيم الأمة وقائدها الشهيد صَدَّام حسين، وأنْ يُعَبِّر عن كامل الوفاء والحب والعرفان للشهيد صَدَّام، ويُبكيه في عقله وروحه وقلبه. عاش صَدَّام بطلاً شجاعاً هُماماً شريفاً نزيهاً مخلصاً للعراق والأمة واستُشْهِد مؤمنًاً قوياً ثابتاً كالطود الشامخ والجبل الأشَّم. عندما تروم لُقياه فانَّك تحلم كثيراً وتتمنى، ولكنَّك حين تلقاه تستفيق في عقلك وقلبك واحساسك وكأنَّك خُلِقت في التَوِّ والحال! وكأنَّك تتنسَّم هواء الله لأول مرة، وتشعر بالزهو والعلوِّ حتى تكاد تلمس النجوم في السماء بيديك!. اذا كنَّا لا نعتقد اليوم بوجود المعجزات، لأنَّ زمانها غادرنا منذ زمن بعيد، والمعجزات خُتِمَت مع سيدنا المصطفى خاتم الأنبياء والمرسلين صلى الله عليه وسلَّم، لكنَّنا لا ننكر وجود ما نُسَّميها بالـ(الخوارق)، أو الكرامات التي يمنحها الخالق سبحانه وتعالى لمَن يشاء من عباده المخلصين، وقد لا نبالغ أو نجافي الحقيقة اذا قلنا أنَّ صَدَّاماً كان من أولئك العباد المخلصين والذين هيَّأ الله سبحانه لهم من القدرات والامكانات والصفات التي وضعها فيهم لغاية في الخلق يريدها الله تعالى وفي قضية (ظاهرة) صَدَّام حسين، نلاحظ أنَّ هناك قوة عليا ليس لبشر مقدور عليها مكَّنت القائد الخالد صَدَّام حتى نذر نفسه للعراق والأمة. وصحيح أنَّ القانون السماوي (الالهي) الذي يُنَظِّم الكون، لا يمكن لبشر أن يتخطَّاه، وهذا القانون لا يُمَكِّن أحداً من تعطيله أو تجاوزه الَّا ما كان بأمر ربَّاني وحكمة لا يعلمها الَّا الله جلَّ في عُلاه، لأنَّه (ناموس) مسيطر على الكون كلِّه، غير أنَّ هناك أموراً تتجلَّى أمامنا، لانجد لها تفسيراً واضحاً في قوانين البشر، وهذه الأمور تعجز الحواس عن ادراكها ومعرفة كنهها، وهذا لا يُعطينا الحقّ في انكارها أو نفيَها، فانكارها أو عدم قناعتنا بوجودها، أو أنَّنا غير قادرين على ايجاد تفسير لها، كل هذا لا يعني عدم وجودها، وفق القاعدة التي تقول (عدم العلم بالشيء لا يعني عدم وجوده). ومن هنا نختصر التفسير الذي لا نعرفه فنُسَّمي تلك اللحظات والأمور الفارقة بالـ(الصُدفة)، وهذه الصدفة ماهي وكيف حصلت ولماذا؟ لا ندري ولكنَّها حصلت وانتهى الأمر!. وعلى ذلك نقول، أنَّ صَدَّاماً كان قائداً من النوع الـ(الخوارق)، أو هو القائد الـ(صُدفة) بمعناها الغيبي الكبير والواسع وليس بما اعتاد الناس على تسميتها بالصدفة من الأمور التي تأتي بشكل مفاجيء وسريع غير مُرَتَّب وتنتهي أيضاً بشكل سريع. هي اذن ارادة الله تعالى أنْ يتبوَّأ صَدَّام حسين هذه المكانة الراقية كقائد عراقي وعربي، ورجل تاريخي من رجال الأمة ورموزها، وكانسان من نوع خاص، لذلك أطلق العراقيون على الرئيس صَدَّام لقب (قائد الضرورة)، والضرورة هنا تأتي بمعنى يجمع بين الـ(الخوارق) من الأمور والـ(الصدفة) من اللحظات، وبين ارادة الحقّ سبحانه وتعالى وحكمته في اختيار خلقه لمهمة ما يرتأيها الخالق سبحانه وتعالى ويريدها ولا علم لنا نحن البشر بحقيقتها. وقياساً على ذلك نقول، انَّ البارئ سبحانه قد وهب صَدَّاماً الهَيبَة والجُرأةَ والجُودَ والشَّجاعةَ وعِزَّة النفس في حياته ومَنحَه السُؤدَد والخُلود في مَماته مع الشهداء والابرار، هكذا هو الشهيد صَدَّام يَهنَأ اليوم في جنة الخُلد كما هنَّأه الله في حياته بالهيبة والعَزّ والشموخ والإباء. وفي الختام ليس لنا الًّا أن ندعو للقائد الخالد الشهيد صَدَّام حسين بدعاء نبينا محمد الرسول الأمين صلى الله عليه وسلم لشهداء أُحِد: (السلام عليكم أهل الديار من المؤمنين والمسلمين، وانَّا ان شاء الله بكم لاحقون، نسأل الله لنا ولكم العافية)... والحمد لله الذي لا يُحمد على مكروه سواه. 13/12/2018م شبكة البصرة الخميس 5 ربيع الثاني 1440 / 13 كانون الاول 2018 يرجى الاشارة الى شبكة البصرة عند اعادة النشر او الاقتباس
فِي ذِكرَى استِشْهَاد القائِد الخَالِد صَدَّام حُسينالعِراق وصَدَّام حُسَين (ظاهِرَة) تار |
|
| |
|
لطفي الياسيني معلومات إضافية
الأوسمة : المشاركات : 80135 نقاط : 713946 التقييم : 313 العمر : 118 | موضوع: رد: فِي ذِكرَى استِشْهَاد القائِد الخَالِد صَدَّام حُسين العِراق وصَدَّام حُسَين (ظاهِرَة) تار الجمعة 14 ديسمبر 2018 - 22:25 | |
| | |
|