دولة 'الخلافة' على وشك الانهيار مع استسلام المئات من مقاتليها قوات سوريا الديمقراطية تعلن أسر مئات الجهاديين وهم يحاولون الفرار، فيما لايزال بعض المقاتلين مختبئين في صحراء نائية وسط تحذيرات من أن انهيار داعش لا يعني انتهاء خطره.
الأربعاء 2019/03/06
آلاف النازحين من الباغوز بينهم جهاديون وعوائلهم
سقوط الباغوز سيمثل نهاية حكم الدولة الإسلامية لمناطق مأهولة
سوريون وأجانب من جنسيات مختلفة بين المعتقلين
آلاف المدنيين خرجوا خلال الأسابيع الأخيرة من الباغوز
عدد المتبقين من الجهاديين في الباغوز غير واضح
استمرار تدفق الفارين من آخر جيب لداعش في شرق سوريا
الباغوز (سوريا) - قال قيادي كبير في قوات سوريا الديمقراطية التي تحاصر آخر معقل لتنظيم الدولة الإسلامية في شرق سوريا، إن مئات من مقاتلي التنظيم استسلموا اليوم الأربعاء وتم أسر مئات آخرين من هؤلاء المتشددين أثناء محاولتهم الفرار من الجيب الصغير.
ويستسلم مقاتلو تنظيم الدولة الإسلامية المتحصنين في جيب الباغوز القريب من الحدود مع العراق بأعداد كبيرة هذا الأسبوع بعد هجوم عنيف على جيبهم يومي السبت والأحد، لكن من غير الواضح عدد المتبقين بالداخل.
وأبطأت قوات سوريا الديمقراطية المدعومة من الولايات المتحدة وتيرة هجومها للسماح لآلاف المدنيين بمغادرة الباغوز، استمرارا لخروج جماعي بدأ عندما أعلنت الشهر الماضي أنها ستبدأ معركة أخيرة للسيطرة على الجيب.
وقالت قوات سوريا الديمقراطية إن هناك عددا أكبر بكثير من الناس في الباغوز مما كانت تتوقع، وإنها تريد أن يغادروا قبل أن تقتحم المنطقة أو تجبر تنظيم الدولة الإسلامية على الاستسلام هناك.
وسيمثل سقوط الباغوز نهاية دولة 'الخلافة' الزعومة التي أعلنتها الدولة الإسلامية على أراض مأهولة، بيد أن بعض المقاتلين لا يزالون مختبئين في صحراء نائية أو بدؤوا العمل سرا لشن هجمات على غرار حرب العصابات.
وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن هناك استعدادات في شرق سوريا لإعلان نهاية الدولة الإسلامية هناك.
لكن الكولونيل شون رايان المتحدث باسم التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ويدعم قوات سوريا الديمقراطية قال إن القوة الدولية "تعلمت ألا تضع أي جدول زمني للمعركة الأخيرة".
وتُذكر الضربات الجوية التي توجهها القوات الحكومية السورية للمقاتلين المتشددين أبعد باتجاه الغرب، في صحراء وسط البلاد، بتحذيرات مسؤولين عرب وغربيين من أن تنظيم الدولة الإسلامية سيواصل تشكيل تهديد أمني كبير.
وبعد تقدم مفاجئ عبر مساحات من سوريا والعراق، سيطر التنظيم في أوج قوته على نحو ثلث أراضي البلدين في عام 2014، لكن عمليات الذبح الجماعي أو الاستعباد الجنسي لأقليات وعمليات القتل العلنية المروعة أثارت غضبا دوليا.
ودفعتهم هجمات منفصلة نفذتها قوى مختلفة في البلدين للتراجع وألحقت بهم هزائم كبيرة في عام 2017 وأجبرتهم على التقهقر في نهاية المطاف إلى الباغوز التي تتألف من مجموعة صغيرة من القرى والمزارع على نهر الفرات عند الحدود العراقية.
وأعلن القيادي الكبير في قوات سوريا الديمقراطية أسر نحو 400 من مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية أثناء محاولتهم الفرار من الباغوز برفقة مهربين، مضيفا أن مئات آخرين من المتشددين استسلموا، لكن لم يتضح عددهم بعد.
وهؤلاء الذين استسلموا جزء من أكثر من ألفي شخص غادروا الباغوز اليوم الأربعاء في أحدث عمليات الإجلاء، ونقلتهم شاحنات إلى منطقة صحراوية يتم فيها استجوابهم وتفتيشهم وإعطاؤهم الطعام والماء.
وقال المصدر "حاول 400 مقاتل من داعش مساء الثلاثاء، التسلل والفرار من الباغوز عبر أحد المحاور، بعدما كانت شبكة تحاول إخراجهم ونقلهم إلى مناطق بعيدة"، من دون أن يحدد هوية عناصر الشبكة والمنطقة التي كانت تنوي نقلهم إليها.
وأوضح أن بين من تمّ توقيفهم "سوريون وأجانب من جنسيات مختلفة، كانوا يحاولون الهرب سيرا على الأقدام وتم توقيفهم بناء على معلومات استخباراتية" من دون ذكر أي تفاصيل إضافية.
وتحاصر قوات سوريا الديمقراطية من تبقى من مقاتلي التنظيم وأفراد من عائلاتهم منذ أسابيع في بقعة محدودة داخل بلدة الباغوز الواقعة على الضفاف الشرقية لنهر الفرات في شرق سوريا.
وتطوق هذه القوات البلدة من جهتي الشمال والغرب، فيما تتواجد قوات النظام السوري جنوبا على الضفة الغربية للفرات والقوات العراقية وفصائل الحشد الشعبي شرقا على الجهة المقابلة من الحدود.
وخرج خلال الأسابيع الأخيرة آلاف الأشخاص من الباغوز، بينهم رجال يُشتبه بانتمائهم إلى صفوف التنظيم المتطرف، قبل أن تبدأ قوات سوريا الديمقراطية الجمعة هجومها الأخير. وبعد يومين، أعلنت إبطاء وتيرة هجومها إفساحا في المجال أمام خروج المزيد من المدنيين المحاصرين، متهمة التنظيم المتطرف باستخدامهم كدروع بشرية.
وعلى وقع التقدم العسكري لقوات سوريا الديمقراطية منذ بدء هجومها في شرق سوريا، خرج نحو 58 ألف شخص من مناطق سيطرة التنظيم، بينهم عدد كبير من الأجانب، أوقفت قوات سوريا الديمقراطية 6000 مقاتل جهادي منهم، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وتترقب هذه القوات انتهاء عملية الإجلاء تمهيدا لاستكمال هجومها والسيطرة على الباغوز بالكامل، تمهيدا لإعلان انتهاء وجود دولة الخلافة المزعومة.
ومُني التنظيم الذي أعلن في 2014 إقامة "خلافة إسلامية" على مساحات واسعة سيطر عليها في سوريا والعراق المجاور كانت تقدر بمساحة بريطانيا، بخسائر ميدانية كبيرة خلال العامين الأخيرين بعد سنوات أثار فيها الرعب بقواعده المتشددة واعتداءاته الدموية حول العالم.
وصاحت مجموعة من النساء المنقبات ضمن من تم إجلاؤهم من الباغوز اليوم الأربعاء بالتكبير وهن يجتمعن قرب نقطة تفتيش تابعة لقوات سوريا الديمقراطية، وأصابت إحداهن صحفيا بعلبة من سمك التونة.
وأفادت قوات سوريا الديمقراطية بأن أكثر من 6500 شخص غادروا المنطقة خلال اليومين الماضيين، بينهم مئات الرجال.
ومن بين الذين خرجوا اليوم 11 طفلا من الأسرى اليزيديين. وأخضعت الدولة الإسلامية الطائفة اليزيدية للقتل الجماعي والاستعباد، فيما وصفته الأمم المتحدة بأنه إبادة جماعية، بعدما اجتاحت معقل الطائفة في سنجار بالعراق عام 2014.
وقال مصطفى بالي المتحدث باسم قوات سوريا الديمقراطية إن أربعة أطفال شيعة، اختطفوا من مدينة تلعفر العراقية قبل أربع سنوات، تم تحريرهم أيضا وإن قوات سوريا الديمقراطية ستحاول لم شملهم بذويهم.
وفي لقطات تلفزيونية حية بثتها قناة الحدث، ظهرت منطقة صحراوية تجمع فيها الأشخاص الذين تم إجلاؤهم من الباغوز، بينما كان عشرات الأطفال والنساء المنقبات يجلسون أرضا أو يجرون الأمتعة وهم يسيرون بتثاقل.