الإعلام الجزائري يشيد بصمود المحتجين ضد الولاية الخامسة
الصحف الحكومية تضطر للحديث عن المظاهرات المناهضة لترشح بوتفليقة دون التطرق لدعوات رحيل رئيس الدولة عن السلطة.
السبت 2019/03/09
لا صوت يعلو فوق صوت الشعب
السلطات الجزائرية لم تسمح للقنوات التلفزيونية الخاصة بتغطية الاحتجاجات
صحيفة وهران تطالب بتغيير الطريقة التي تدار بها البلاد
صحيفة ليبرتيه وصفت مظاهرات الجزائريين بانها جزء من 'الربيع العربي'
الاعلام الخاص بث شعارات المحتجين المطالبة برحيل النظام
الجزائر - خصصت الصحف الجزائرية السبت صفحات كثيرة لتظاهرات الجمعة "التاريخية" ضد ترشح الرئيس عبد العزيز بوتفليقة لولاية خامسة، مشيرة إلى أنها تحد بشكل كبير من هامش المناورة لديه.
وكتبت صحيفة "الوطن" بعنوان عريض "شعب رائع" وخصصت 12 صفحة للجمعة الثالثة على التوالي من الاحتجاجات التي تميزت بحشود ضخمة في جميع أنحاء البلاد.
وأضافت الصحيفة الصادرة بالفرنسية "إذا كان أنصار النظام يعتمدون على تراجع الحراك فقد تلقوا ردا واضحا وبدون هفوات".
وعنونت صحيفة ليبرتيه الصادرة بالفرنسية على صفحتها الأولى "الربيع العربي" وخصصت للحدث عشر صفحات مشيرة الى الجمعة بوصفه "يوم الاستقلال".
وبوتفليقة في مستشفى في سويسرا منذ أكثر من 12 يوما، لفحوصات طبية.
وتابعت الصحيفة أن بوتفليقة "يرفض أو يتظاهر بعدم سماع الناس الذين هبوا كرجل واحد طالبين منه أن يرحل".
من جهتها، اعتبرت صحيفة الخبر الصادرة بالعربية على صفحتها الأولى أن "الملايين قالوا بصوت واحد مكانش الخامسة يا بوتفليقة".
الملايين قالوا بصوت واحد مكانش الخامسة يا بوتفليقة
كما كتبت الخبر التي خصصت ثماني صفحات للأحداث أن "لا صوت يعلو فوق صوت الشعب".
وأشارت إلى أن السلطات لم تسمح للقنوات التلفزيونية الخاصة بتغطية الحدث.
بدورها، لفتت صحيفة وهران، ثاني أكبر مدن البلاد، الى "المعارضة الشعبية ضد الولاية الخامسة".
واعتبرت أن التظاهرات تؤدي الى "تغيير في الطريقة التي تدار بها البلاد بشفافية أكبر".
وأشادت "بجميع مكونات الديموقراطية الحقيقية: الحكم الرشيد والتناوب في السلطة".
أما صحيفة المجاهد الحكومية فقد ذكرت التظاهرات في الصفحة التاسعة بدون التطرق الى المطالبة برحيل رئيس الدولة.
وكانت اغلب وسائل الإعلام الجزائرية تجاهلت الاحتجاجات التي اندلعت منذ اكثر من اسبوعين ضد الولاية الخامسة.ما اثار حالة من الغضب والسخط بين الجزائريين.
لكن التلفزيون الجزائري الرسمي،بث قبل اسبوع، تقريرا غير مسبوق حول الحراك الذي تشهده البلاد ضد ترشح الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة لولاية خامسة؛ حيث تضمن شعارات لمواطنين يطالبون "برحيل النظام" وما وصفوه بـ"الزمرة الفاسدة".
وفي تقرير لافت عاد التلفزيون الجزائري الاثنين إلى مظاهرات حاشدة شهدتها البلاد الجمعة الماضية احتجاجا على ترشح الرئيس بوتفليقة لولاية خامسة في انتخابات 18 أبريل المقبل.
ولاقت استقالة مذيعة الأخبار الجزائرية، نادية مداسي، من قناة "كنال ألجيري" الحكومية على إثر قراءتها رسالة بوتفليقة للجزائريين، ترحيبا من الشارع.
وأوضحت مداسي أنها قدمت استقالتها مباشرة بعد تقديمها لنشرة أخبار السابعة، الاحد الماضي، بعد تلاوة الرسالة التي قالت إنها قدمت لها في آخر لحظة، من أجل قراءتها على الهواء.
وتعهد بوتفليقة في الرسالة بإجراء انتخابات رئاسية مبكرة دون الترشح فيها حال فوزه بسباق الرئاسة المقرر في 18 أبريل المقبل.
والرئيس الجزائري الموجود في مستشفى سويسري منذ قرابة أسبوعين فوض مدير حملته عبدالغني زعلان، بتقديم ملف ترشحه أمام المجلس (المحكمة) الدستوري، فيما انسحبت أبرز الشخصيات المعارضة من السباق وطالبت بتأجيل الإنتخابات
وفوجئت وسائل الإعلام الجزائرية وحتى الدولية في البداية من حجم الاحتجاجات خاصة أنها اتسمت بالسلمية وخرجت دون تأطير حزبي، لكن الإعلام الجزائري الرسمي لم يبادر بالأخذ بزمام الأمور وعجز عن نقل ما يحدث في الشوارع.
ورغم أن الحكومة الجزائرية تمتلك أجهزة متطورة لتتبع أي حركة غير قانونية على الفضاءات الإلكترونية، إلا إنها عجزت هذه المرة في معرفة مصدر الدعوات إلى التظاهر في يوم محدد وعبر مختلف المحافظات.
وأمام تخاذلها وفقدانها للمصداقية باعتبارها المصدر الرسمي للخبر في البلاد، ترك الجزائريون وسائل الإعلام الحكومية ووجهوا بوصلتهم نحو وسائل التواصل الاجتماعي وخاصة فيسبوك الذي يعد الأكثر استخداما في الجزائر.
وعمل موقع فيسبوك على سرعة التواصل بين المحتجين وتبليغ المعلومة، في وقت عجزت فيه مختلف الوسائل الإعلامية السمعية والبصرية والورقية الخاضعة للسلطة حتى عن نقل الاحتجاجات بعد وقوعها.
وأمام هذا التحدي والاهتمام المكثف لوكالات الأنباء العالمية للتظاهرات بدأت بعض وسائل الإعلام الحكومية في تغطية الاحتجاجات ، بعد أن اشتكي الصحفيون العاملون بها علانية من منعهم من ذلك.
الشرطة اعتقلت صحفيين تظاهروا ضد منعهم من تغطية الاحتجاجات
ونظم عمال التلفزيون الحكومي وقفة احتجاجية للدعوة إلى حرية التعبير والكف من سياسة "تكميم الأفواه"، التي يمارسها المسؤولون والسلطة.
ثم اعتقلت الشرطة عدد من الصحفيين شاركوا في مظاهرات في العاصمة ، للمطالبة بحق تغطية الاحتجاجات النادرة المناهضة للحكومة.
ويواصل الجزائريون مظاهراتهم ضد ترشح الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة لولاية خامسة رغم تحذيرات قائد هيئة أركان الجيش الجزائري ونائب وزير الدفاع الفريق أحمد قايد صالح الذي استحضر نظرية المؤامرة على أمن واستقرار البلاد، مشيرا إلى أن هناك جهات لا تريد أن تنعم الجزائر بالأمن الذي تحقق في عهد الرئيس بوتفليقة.