منتسبات الأمن والشرطة بالعراق..تهميش وتحرش.. والموظفون الذكور يرفضون أداء التحية لهنّ
هاف بوست عراقي ـ تواجه المرأة صعوبات وتحديات كبيرة بمجرد دخولها القطاع الامني في العراق.
وتقول الضابطة ن. ع: في بداية عملي كنت متحمسة جدا ولكن سرعان ما فقدت تلك الرغبة وتنازلت عن طموح كان الأسمى بالنسبة لي، فكثرة المضايقات والضغوط والتهميش وعدم التقدير جعلتي أفكر بأني في المكان غير المناسب، ولأن خيار الانسحاب من العمل ليس سهلا فقد أصبحت في ورطة فعلية.
واضافت: الزملاء لا يعرفون ماذا تعني التحية العسكرية بالنسبة لي، ولو خيّروني بينها وبين البدل المالي سأختار الرتبة مهما بلغت قيمة البدل المالي، فالتحية (واجبة) للمرسوم الجمهوري بغض النظر عن حامله..
وتستمر الضابطة “ن. ع” في حديثها: ربما لا تساوي معاناة بعض الضابطات شيئا أمام ما تعانيه بعض المنتسبات خاصة في محافظات الوسط والجنوب حيث التمييز الطبقي بين الضابطات وبقية المنتسبات، وعدم الإنصاف في منح الإجازات وكتب الشكر والتقدير والإيفادات والمناصب.
وتعاني منتسبات في السلك الامني ودوائر الدولة من التحرش أيضا.
وفي المقابل تؤكد الملازم أول طيبة علي الساعدي أن زملاءها في العمل وكل من عملت معهم يبادلونها هي وزميلاتها الاحترام والالتزام والتقدير.
وعن حقيقة إسناد بعض المهام للرجال دون النساء، بررت قائلة إن “القدرة البدنية والتكوينية” للرجل تختلف عن المرأة، وهذا يفرض التمييز في المهام أحيانا .
واصبحت التحية العسكرية للنساء بعد عام 2003 أمرا واجبا بقوة القانون ويراعى فيها القدم العسكري في الرتبة، ولكن أحيانا لا يتم التقيد بأدائها بسبب تداخل العمل والاحتكاك بين الضابط والمنتسب، لذلك لا يوجد إصرار على أداء التحية، أما في حال التعمد وعدم أدائها من قبل المنتسب فإنه سيتعرض للمحاسبة القانونية.
وعمل النساء في قطاع الأمن ليس وليد اليوم، إذ افتتحت السلطات العراقية عام 1968 دورات تأهيل النساء للانخراط في هذا المجال، لكن التجربة لم تكن ناجحة بسبب عوامل عدة. وفي ظل حكومة حزب البعث حتى عام 2003، زجت النساء في قطاع شرطة المرور فقط، ثم استأنف إدماجهن في هذا القطاع بعد ذلك العام وتوسع شيئا فشيئا إلى أن أصبحت النساء يشكلن جزءا كبيرا من المؤسسة الأمنية في الوقت الحالي.
صورة نمطية
تقول الباحثة في قضايا المجتمع فريال الكعبي إن نسبة كبيرة من أفراد المجتمع ما زالت ترفض وجود المرأة في القطاع الأمني، حتى إن بعض الضباط الرجال رفضوا ذلك لأنهم يعتقدون أنها لا تستطيع القيام بالمهام الأمنية ولا يمكنها التحكم في عواطفها وأنها خلقت للقيام بالأعمال المنزلية فقط.
ويترفع بعض الرجال من العناصر الأمنية عن أداء التحية للضابطات ولو كنَّ أعلى رتبة منهم حتى لو كلفهم الأمر الخضوع للتحقيق والمحاسبة على اعتبار أن عدم أداء التحية يدخل ضمن جرائم عدم الاحترام والطاعة وفقا لقانون عقوبات قوى الأمن الداخلي رقم 14 لسنة 2008.