علي حسن المجيد.. قبل ان تزيف الحقائق
د. صباح محمد سعيد الراوي
29/01/2010
من باب حرية الصحافة، ومن باب نشر ما يرد إلينا، ومن باب ما ننسخه من وكالات الأنباء... ومن باب كذا ومن باب كذا... ومن أي باب تريدون وتحت أي باب صنفوا.. فالمهم هي كلمة لابد أن نقولها قبل أن ننفجر من الغيظ والقهر... وقبل أن تكون كلمة آه هي الكلمة الأخيرة لنا من شدة ما نعانيه من وسائل الإعلام العربية التي إلى الآن تعادينا وتمكر بنا وتعتم على أخبارنا وأخبار رجالنا الابطال في ساحات الوغى، وإلى الآن تسيء إلى شهيدنا ورجالاتنا ورموزنا ومقاومتنا البطولية.
والله... ثم والله... وبعد التحرير إن شاء الله، وبعد تطهير العراق من دنس الاحتلال الصهيو فارسي صليبي، وفيما لو أجرت الحكومة العراقية الوطنية استفتاء للمواطنين العراقيين - في الداخل أو الخارج - حول سؤال يقول: هل تؤيد بقاء العراق ضمن منظومة ما يسمى جامعة الدول العربية فلسوف أصوت بغير ندم وأسف على كلمة لا... ولسوف أطلب من كل شخص أعرفه أن يصوت أيضا بكلمة لا.
لماذا؟
فليجبني أحد ما الذي استفدناه من هذه الجامعة جديد؟ ومتى وقفتا معنا وقفة جادة، وما الذي قدمتاه للعراق وهوتحت الاحتلال؟ وبالأصل لم يقدموا شيئا لنا عبر تاريخهما... بل على الدوام، تلك الجامعة كانت ضدنا... استفادت الجامعة العربية منا ومـــــن أموالنا ولم نســـــتفد منها بشيء... في الوقت الذي كان فيه السكرتير العام لما يسمى الجامعة العربية يتقاضى راتبا من أموال العراق.
إذن والحال هذا عبر سنوات وسنوات... لا حل إلا بالإنسحاب من هذه المنظمات الهزيلة، والالتفات بالعراق والعراقيين إلى اوروبا واليابان وكوريا وماليزيا والصين، ولتذهب الجامعة والمنظمة إلى الجحيم...
نشرت صحيفة 'القدس العربي' تقريرا يعتقد أنه مترجم، عن القائد الشهيد البطل أبوحسن المجيد... عنوان المقال استفزازي بحد ذاته... إذ يقول: علي حسن المجيد احد ابرز رموز القمع اثناء حكم صدام.... مسؤول قمع الاحتجاجات في عهد صدام... من حكم الكويت الى اربع احكام باعدامه....
أول رد على هذا العنوان وبلسان كل عراقي... إذا كان الشهيد أبوحسن مسؤول قمع المتمردين... فهذا شرف وتاج على رأسه ورأس كل عراقي... وإذا كان قد تلقى أربع أحكام بالاعدام، فليتلق مليون حكم، فيكفيه نطقه بكلمة الحمد لله... كلمة أغاظ بها كل عدو من أعداء العراق كائنا من كان.... فما الضير في هذه الأحكام كلها وهي صادرة عن أعدائنا وليس من عراقيين؟
ثانيا: ثم يقول التقرير: وقد صدرت بحق المجيد اربعة احكام بالاعدام في قضايا 'حملات الانفال' بين العامين 1987 و1988، والانتفاضة الشيعية العام 1991، و'احداث صلاة الجمعة' التي اعقبت اغتيال المرجع الشيعي محمد صادق الصدر، والد مقتدى الصدر، وقصف حلبجة بالاسلحة الكيميائية العام 1988.... والحكم الوحيد المخفف الذي ناله كان السجن 15 عاما في قضية اعدام 42 تاجرا ابان فترة الحظر الدولي العام 1992... وقد اوقف المجيد في 21 آب/اغسطس 2003 بعد سقوط نظام صدام حسين اثر الغزو الامريكي للعراق.... ويلقب المجيد، الذي كان مكلفا القضاء على حركات الاحتجاج والعصيان، بـ'علي الكيماوي' اثر قصف مدينة حلبجة الكردية بأسلحة كيميائية في 16 اذار/مارس 1988 قبل ان يشارك في اجتياح الكويت العام 1990، وقمع الانتفاضة الشيعية بعدها العام 1991... وتتراوح التقديرات الكردية لاعداد القتلى في قصف حلبجة بين اربعة وسبعة الاف بينهم نساء واطفال....
أقول، ما حدث عام 1991 ليس انتفاضة شيعية، وإنما تمرد فارسي، حاول تدنيس العراق بعد العدوان الثلاثيني المجرم، حيث استغلت الدولة الفارسية إدخال ما يسمى بـ 'المساعدات' التي أرسلتها إلى العراق في ذلك الوقت، ولتقوم بكل خسة غير مسبوقة بدس الأسلحة والقنابل والرشاشات وغيرها بداخلها...مستغلة عدم قيام العراق بتفتيش الشاحنات المحملة بتلك المواد.... على أن العراق في ذلك الوقت، وبخطأ، وعن حسن نية، لم يقم بتفتيش الشاحنات المحملة بمواد المساعدة.... ظنا منه عن خطأ مرة ثانية وحسن نية أنها قادمة من دولة اسلامية شقيقة. لكنها كانت بالواقع قادمة من دولة معادية لنا... فرأتها فرصة لتحريك مناصريها في الجنوب، وحدث ما حدث من محاولة لزعزعة استقرار الدولة... حين قام هؤلاء بقتل شرفاء ونخبة المجتمع العراقي من أطباء ومهندسين وتربويين وشعراء وضباط ومحازبين... وراحوا يحرقون السجلات الرسمية ودوائر الدولة والمخازن العامة... ويجعلون من المراقد ساحات للمحاكم ولقتل أبناء الشعب العراقي بالسكاكين والخناجر والسيوف بفتاوى المعممين.
فماذا تفعل الدولة إزاء هذا ؟ هل برأيكم تقف مكتوفة الأيدي وتوزع الحلويات والاوسمة عليهم وتشكرهم على ما يقومون به أم ماذا؟
فليجبني أحد عن هذه الاسئلة ..
ماذا فعلت سوريا حافظ الأسد حين تمرد عليها الإخوان المسلمين في حماة ؟
كيف تعاملت جمهورية اليمن الجنوبي عام 1984 مع تمرد حدث وقتها؟
ما الذي تفعله حاليا جمهورية اليمن مع المتمردين الحوثيين؟
ماذا تفعل حكومة السعودية مع نفس المتمردين وقد استشهد إلى الآن عشرات الجنود السعوديين على جبهات القتال.. وصحيفة القدس العربي بالمناسبة تتابع التمرد في كلا البلدين؟
ماذا فعلت أمريكا بدولتين مسلمتين لمجرد الاشتباه في ضلوعهما بتفجير برجي التجارة في نيويورك؟ وكم أفغانيا وعراقيا استشهد إلى الان على أيدي القوات الأمريكية بحجة محاربة الارهاب والارهابيين؟.
ماذا تفعل حكومة مصر مع ما يسمى 'خلية حزب الله اللبناني ' التي قالوا إنها كانت تريد القيام بأعمال منافية للقانون المصري؟.
أما بالنسبة لقضية حلبجة... فقد صدر تقرير عن الإدارة الأمريكية يقول إن الذي قصف حلبجة بالكيماوي هو الجيش الفارسي وليـــس الجيــــش العراقي... ونشرت هذا الخبر أكثر من وسيلة إعلامية عالمية وعربـــــية، ســــواء تلفزيون أو صحف أو انترنت... فلماذا لا تذكرون هذا الخبر متبوعا لذاك الــــخبر؟ يعــــني لماذا لا تتبعون خبر قصف حلبجة بالاسلحة الكيماوية بسطر آخر يقول، ولكن صدر تقرير عن الادارة الامــــريكية يقــــول إن قصـــف حلبجة تم من قبل الجيش الايراني وليس العراقي.... هل من الصعب جدا مثلا إيراد هذا السطر أم ماذا؟.
ثم إن المحامي الاستاذ خليل الدليمي كان قد فجر مفاجأة من 'العيار الثقيل'، بكشفه النقاب عن أن السلطات الإيرانية التقت المحامي حاتم شاهين، وبعض أعضاء هيئة الدفاع عن الشهيد صدام حسين، وعرضت عليهم مبلغ 100 مليون دولار، مقابل عدم التحدث عن قضية حلبجة.... والمحامي خليل يمتلك وثائق، وأدلة قاطعة، تثبت أن الذي ضرب حلبجة هو الجيش الإيراني بغاز 'السيانيد'، الموجود لدى الفرس فقط... والذي لا تملكه أية دولة بالشرق الأوسط، والتي قتل فيها أكثر من 5 آلاف كردي عراقي.... وهذه الوثائق ملك هيئة الدفاع....
أما المخابرات الأمريكية، فكانت قد أرسلت فريقا بقيادة أحد الجنرالات الذي كان مسؤولاً في الشرق الأوسط، وإيران، وقام بأخذ عينات من التربة والزرع والمصابين، وقام بتحليلها، وتبين له أن غاز 'السيانيد' هو المستعمل، وكما هو معروف في حينه، أن العراق لم يكن يملك هذا الغاز...
والشيخ جوهر الهركي، وهو أمين عام حزب الحرية والعدالة الكردي يؤكد في حديثه للمنظمة العراقية للمتابعة والرصد وللاخ شاكر الجوهري تحديدا، أن ايران هي من قصف حلبجة بالكيماوي... ويقول موجها حديثه للطلباني والبرزاني: 'إذا كان صدام حسين ضرب حلبجة فَلِمَ فاوضتموه لأربعة أشهر سنة 1991 وكنتم تبوسون يده'؟! ويؤكد الشيخ جوهر أن الجيش الإيراني هو الذى ضرب حلبجة بالسلاح الكيماوي لا الجيش العراقي.... مستشهدا بتقارير مجلس الأمن الدولي في حينه، التي أكدت عدم امتلاك العراق للسلاح الذي استخدم في حلبجة....
السؤال... لماذا لاتنشرون هذه التقارير في صحيفتكم مثلما نشرتم الاخبار والتقارير المزورة والملفقة عن الشهيد صدام وعن رجالات العراق؟
ثالثا: يقول تقرير القدس العربي أيضا ..........
وبعد شهرين من توليه هذا المنصب، قام الجيش العراقي بعملية اخلاء واسعة لمناطق عدة في كردستان، اذ اقتيد سكان وماشيتهم بالقوة الى مناطق صحراوية متاخمة للحدود الاردنية السعودية، اي بعيدا عن مناطق وجود الاكراد... وشكل ذلك بداية لسياسة 'الارض المحروقة' التي اعتمدت في كردستان وتعززت بعدما دعم الاكراد حملة ' نصر 4' التي شنتها ايران على العراق في حزيران/يونيو 1987.... وتؤكد منظمة 'هيومن رايتس ووتش' ان اعداد الذين قضوا في حملات القمع التي قادها المجيد تتراوح بين خمسين الفا ومئة الف شخص.... وكان المجيد اكد اثناء محاكمته في قضية الانفال ' لقد اعطيت الاوامر للجيش لكي يدمر القرى وينقل السكان الى مكان اخر.... لن ادافع عن نفسي ولا اعتذر لانني لم ارتكب اي خطأ'...
هذا التقرير المغلوط مأخوذ من مواقع خونة الشعب الكردي، الجيش العراقي في ذلك الوقت أخلى تلك القرى نعم... لكنه إخلاء حماية للأهالي وليس قمعا أو ما شابه ذلك؟ ألم تقم السعودية قبل بضعة أسابيع بإخلاء بعض القرى المتاخمة لمواقع جبهات القتال؟؟ فماذا تسمي هذا؟ قمع أم تهجير؟.
دولة تتعرض لعدوان فارسي، لايفرق بين حجر وشجر ولايعرف حرام من حلال.. يستخدم كل ما أوتي من أسلحة... ألا يتوجب على الدولة والحال هذه إخلاء السكان ولو بالقوة حماية لهم ؟ فهل صارت الحماية قمع وتهجير؟.
اما بالنسبة لعدد الذين قضوا من الاكراد، فوالله احترنا على أي رقم سيرسي المزاد... مرة يقولون مائة وثمانين ألف، ومرة ثانية يوصلون الرقم إلى مائتين وخمسين ألف، ثم في تقارير أخرى يتحدثون عن نصف مليون كردي! وأخشى أن يأتي اليوم الذي يقال فيه أنه لم يبق ولا كردي في العراق... والاكراد الحاليين هم مستوردون من جزر تقع في عرض المحيط الهادي، ومن جزيرة تقع على ضفاف نهر الأمازون.
يا أخي احترموا عقولنا وعقول غيرنا اكراما لله... اكراما لله توقفوا عن نشر اي تقارير تتعلق بقادتنا وبلادنا إذا كانت تقارير كاذبة وغير ممحصة... لماذا تنشرون أخبارا بقمة الدقة عن الممثلين والممثلات والمغنين وغيرهم وحين يأتي الامر إلى العراق تنشرون من كل حدب وصوب بدون تدقيق وبدون معرفة ما إذا كان كاذبا أم مليئا بالمغالطات التاريخية؟؟
رابعا: أما آخر ما قاله التقرير الملفق والمليء بالمغالطات...
وفي آب/اغسطس 1990، عين حاكما للكويت تحت الاحتلال العراقي حيث عمد الى اخماد جميع جيوب المقاومة هناك.
أحلى شيء كلمة مقاومة إذا كان هناك من مقاومة في أرض الكويت فقد اختفت منذ أول يوم، حين انتشر الجيش العراقي في كل أرجاء البلد....
لاحول ولاقوة إلا بالله..
آه يا عراق... آه يا عراق كم تتعرض للظلم والعدوان من ذوي القربى....
' كاتب عراقي مقيم في اوكرانيا
نفلا عن حصيفة القدس العربي