الأسرى العراقيون في إيران... ملف غير مغلق
العربي الجديد/بغداد-زيد سالم:أعاد تسجيل مصور تداولته وسائل إعلام عراقية أخيراً، الحديث عن ملف الأسرى العراقيين خلال الحرب العراقية - الإيرانية (1980-1988)، بعدما ظهر فيه رجل عراقي في العقد السادس من عمره، لم يذكر اسمه، قال إنه عاد إلى العراق في ديسمبر/كانون الأول الماضي، بعدما قضى نحو 40 عاماً في معسكرات الأسر الإيرانية، مؤكداً أن عدداً من الأسرى العراقيين لا يزالون موجودين في معسكرات (إيرانية) متفرقة.
هذا الحدث تمَّ تداوله على نحو واسع، وسلّطت وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي العراقية الضوء عليه خلال الأسبوعين الماضيين، إلا أنه لم يحظ بأي ردّ فعل من الجانب الحكومي أو السياسي. وتحدث الرجل خلال التسجيل لدقائق عدّة عن نفسه، ووضعه خلال سنوات أسره، في ما قال إنها معتقلات تقع في مناطق ثلجية على الحدود الشرقية لإيران، ويتواجد فيها أسرى عراقيون. وأوضح أنه "تعرض لصدمة حين وصل إلى العراق، وعرف أن نظام صدام حسين قد انهار في العام 2003، لأن الإيرانيين لا يخبرون الأسرى بأي تطورات".
النائب العراقي فائق الشيخ علي، علّق على الموضوع في حديث مقتضب مع "العربي الجديد"، جازماً أن "إيران لا تزال تحتفظ بأسرى عراقيين، وهي معلومة مؤكدة"، وأن "هناك بعض المسؤولين العراقيين يعرفون بهذا الأمر". لكن الشيخ علي اعتذر عن إعطاء أي معلومات إضافية حول هذا الملف، لأسباب تبدو مرتبطةً بحساسية الموضوع الذي قد يؤدي إلى مشاكل بين العراق وإيران، لا سيما أن بغداد كانت قد أغلقت بالاتفاق مع طهران في العام 2011، ملف الأسرى بين البلدين، بعدما أكدت إيران للجنة الصليب الأحمر التي كانت تُشرف على الملف، خلوها من أي أسير عراقي، وأن آخر وجبة تبادل أسرى بين البلدين كانت تحت إشراف الصليب الأحمر وتمّت في 2003.
وفي إيران، نفى العميد سيّد محمد باقر زاده، رئيس ملف الأسرى والمفقودين في هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية، في حديث مع "العربي الجديد"، وجود أي أسير عراقي في إيران، مضيفاً أن "وزارة الدفاع العراقية ولجنة الصليب الأحمر سبق لهما أن أصدرتا نفياً لهذه المزاعم". وبحسب باقر زادة، فقد "توصل الطرفان العراقي والإيراني إلى نتيجة قطعية بعدم وجود أي أسير لأي من البلدين لدى الآخر"، معتبراً أن "مثل هذه الشائعات تتكرر بشكل مستمر وفق سيناريو للبعثيين بهدف ضرب العلاقات الطيبة الإيرانية - العراقية وإثارة الخلاف بين الشعبين".
وتواصلت "العربي الجديد"، مع مسؤولة الإعلام في اللجنة الدولية للصليب الأحمر في العراق، مسعدة سيف، وعرضت عليها المقطع المصور لـ"الأسير" العراقي الذي قال إنه كان في إيران، لكنها لم تؤكد صحة الأمر، كما أنها رفضت نفيه، مبينة أن "مكتب الصليب الأحمر في العراق، شاهد الفيديو، وأن عراقيين أيضاً طلبوا منّا أن نؤكد صحة الفيديو أو ننفيه، لكننا لا نستطيع تأكيد أو نفي المعلومات التي ترد في الفيديوهات". وأضافت: "ما هو رسمي أن آخر وجبة تبادل للأسرى العراقيين والإيرانيين، تمّت عام 2003 بإشراف الصليب الأحمر، وفي العام 2011 تمّ إغلاق ملف أسرى الحرب الإيرانيين، ونعمل حالياً على متابعة ملف رفات ضحايا الحروب، وتحديداً في مناطق الحرب بين العراق وإيران، إضافة إلى العراق والكويت".
وبحسب مدير منظمة حقوقية معنية بأحوال السجون العراقية وملفات الانتهاكات التي يتعرض لها الأسرى العراقيون في إيران، فإن "أكثر من ألف أسير عراقي لا يزالون في معسكرات إيرانية، وتحتفظ بهم طهران كونهم معاقبين وفق القضاء الإيراني، ولم يُكملوا إلى حدّ الآن فترات عقوباتهم التي وصلت بالنسبة إلى بعض الأسرى لمددٍ طويلة، مثل عقوبة السجن لمائة عام، وهناك من هو محكوم بالسجن لـ80 عاماً".