[rtl] بدأت المعلومات تتكشف عن أحداث يوم (الاربعاء الساخن)، وصادف السادس والعشرين من الشهر الماضي، عندما احتلت قوات الحشد الشعبي، المنطقة الخضراء، وحاصرت منزل رئيس الحكومة والقائد العام للقوات المسلحة، وطوقت مقره الرسمي (الأمانة العامة لمجلس الوزراء)، في أعقاب اعتقال القائد المليشياوي قاسم مصلح، قاتل الناشطين السلميين في كربلاء، وآخرهم إيهاب الوزني، في التاسع من أيار المنصرم،[/rtl] [rtl]ولعل أبرز تلك المعلومات، التي باتت متداولة، وتركت أصداءً وردود فعل متفاوتة، في الأوساط الشيعية، أن عبدالعزيز المحمداوي (أبو فدك) زعيم مليشيا كتائب حزب الله، والقائد الميداني لقوات الحشد الشعبي، رسم بالفعل، خطة انقلابية تتضمن صفحتها الأولى اعتقال مصطفى الكاظمي، ووزيري الدفاع جمعة عناد الجبوري، والداخلية عثمان الغانمي، وقائد جهاز مكافحة الارهاب الفريق عبدالوهاب الساعدي، ونائب رئيس قيادة العمليات المشتركة الفريق عبدالأمير الشمري، ومستشار الأمن الوطني قاسم الأعرجي، ورئيس جهاز الأمن الفريق عبدالغني الاسدي، لتحجيم الكاظمي، عسكرياً وأمنياً، في حين تضمنت الصفحة الثانية من الخطة الانقلابية، الاعلان عن حكومة طوارئ جديدة، برئاسة الفريق عبدالأمير يارالله، رئيس أركان الجيش، (المجمد) عن العمل حالياً.[/rtl] [rtl]وتوضح المعلومات أيضاً، أن (أبو فدك)، أبلغ عديداً من القيادات الشيعية بحركته الانقلابية، ودعاهم إلى اجتماع عاجل، في أحد مقراته السرية، بمحيط المنطقة الخضراء، ولكن من اتصل بهم، تهرّبوا من دعوته، وتسجيلات مكالماته الهاتفية الموثقة، في جهاز المخابرات، تشير إلى أن نوري المالكي، صُعق وبدا عليه، أنه فوجئ بما سمعه، وطالب بتأجيل (الشغلة)! في حين تحفظ، هادي العامري، وحذر من وقوع مذبحة (شيعية ـ شيعية)، لن يسلم منها أحد، على حد وصفه، ودعا إلى التهدئة، بينما بارك قادة فصائل الحشد، وأولهم، زعيم العصائب، قيس الخزعلي، خطة الانقلاب، وأوعز إلى شقيقه ليث، بملازمة (أبو فدك)، وعدم مفارقته، وللمعلومات أيضاً، فإن خبراء الاتصالات في جهاز المخابرات الحالي، تمكنوا، في وقت سابق، من فك شفرات هواتف قيادات الحشد واختراقها، وفيها تقنيات حديثة ومواصفات فنية متقدمة ومُعقدة، يعتقد أن جهات أمريكية، كشفتها وسربّت أسرارها، إلى مكتب الكاظمي.[/rtl] [rtl]وتُشير المعلومات ذاتها، الى ان توجيهات (أبو فدك)، إلى قوات الحشد التي احتلت المنطقة الخضراء، بسهولة من دون أية عقبات ومعوقات، أن تكتفي بحصار منزل الكاظمي، وفرض الإقامة الإجبارية عليه وتنتظر، في حين كانت الأوامر إليها واضحة، بشأن الفريق أحمد أبو رغيف، ونصّت على قتله، بحجة انه قاوم، في الوقت الذي انطلق أبو زينب اللامي، رئيس دائرة الامن في هيئة الحشد، إلى منزل الفريق عبدالامير يارالله، لنقله مباشرة إلى مقر المحمداوي، تمهيداً لتكليفه بتشكيل حكومة طوارئ جديدة، كما كان يخطط أبو فدك، ولكن الأحداث تسارعت وأخذت مسارات لم تكن في ذهن الأخير، الذي صُدم من موقفي المالكي والعامري (المتخاذلين)، كما نُقل عن أوساطه، يضاف الى ذلك، أن قوات جهاز مكافحة الارهاب، نجحت في وقت قياسي، من فرض سيطرتها على مطار بغداد الدولي، لما يحمله من رمزية للقوة، محلية وخارجية، في حين رابطت وحدات منها، في مداخل المنطقة الخضراء ومخارجها، بما يُشبه عملية (التطويق) غير المباشر، لقوات الحشد في المنطقة، الأمر الذي فاجأ المحمداوي وكبار مساعديه، وأدركوا فشل خطتهم، حتى يقال أن يارالله، عاد إلى منزله، من دون أن يجتمع مع (أبو فدك)، وهو ما أفاد به أمام اللجنة التحقيقية في مقر العمليات المشتركة، ويتردد أن وزير الدفاع جمعة عناد، يمارس، حالياً، مهماته وكالة، ريثما يُعيّن رئيس أركان جديد، يعتقد أنه سيكون نائب الكاظمي في العمليات المشتركة، الفريق عبدالامير الشمري.[/rtl] [rtl]والحاصل أن ما حدث، عقب تداعيات اعتقال قائد الحشد الشعبي في محافظتي الانبار وكربلاء، قاسم مصلح، يؤشر أن هذه أول جولة صدام، بين الكاظمي وأبو فدك، يخرج منها الاول منتصراً، ويُهزم الثاني، مع شعوره بالإحباط، من (ربعه)، الذين خافوا وتلكأوا، ولم يكونوا بمستوى المسؤولية وفقاً لما تم تداوله في مواقع إخبارية تابعة للحشد.[/rtl] [rtl]المعركة لم تنته بعد، بين الكاظمي الذي غادر جزعه من الحشد، لأول مرة، ويستعد الآن، لإبعاد (أبو فدك) وجماعته عن مواقعهم، واختيار أحد قادة فصائل العتبات، بدلاً منه، ولم يعد سراً أن رئيس الحكومة طلب، رسمياً، من ممثل المرجعية، عبدالمهدي كربلائي، ترشيح ميثم الزيدي، قائد فرقة العباس القتالية، لتسلم منصب فالح الفياض، في رئاسة هيئة الحشد الشعبي، وتعيين علي الحمداني، آمر لواء علي الأكبر، لتولى رئاسة أركان الحشد، بدلاً من (أبو فدك)، في الوقت الذي اكتملت اجراءات اختيار، حازم صخر، المتحدث باسم حشد العتبات منسقاً عاماً، بين القيادة العامة للقوات المسلحة، وبين هيئة الحشد الشعبي.[/rtl] [rtl]والسؤال الذي يطفح على السطح، هل يقبل أبو فدك بالهزيمة، ويستسلم لإرادة الكاظمي؟ الجواب تكشف عنه، الأيام المقبلة.[/rtl] [rtl]محزن أن تصل الأوضاع في العراق إلى هذه الدرجة من الفوضى، والانفلات الأمني، وتغول الحشد، وتلكؤ رئيس الحكومة، في فرض القانون، من دون استثناء وغير تمييز.[/rtl] [rtl]المؤتمر الشعبي العربي[/rtl] |