يروي الدكتور طالب مخلص ( حفيد مولود باشا):ابدأ مشاركتي بقصه حقيقيه عن الشهيد المرحوم الباشا نوري السعيد ،القصه من لسان المرحوم مولود مخلص في جلسه عائليه في دار السيد نعمان الكبيسي .
حضرتها شخصيا ،يقول انه التقى بالسيد توفيق السويدي في بيروت وحكى له انه عندما كان وزيرا للخارجيه في حكومة نوري السعيد بعد الحرب العالميه الثانيه والاوضاع الاقتصاديه العالميه منهاره تماما .
وفي العراق كان التضخم المالي في اوجه اذ بلغ سعر كيلو السكر انذاك دينارين علما ان راتب خريج الكليه الموظف كان احد عشر دينارا فقط ..استدعى نوري السعيد وزير الخارجه توفيق السويدي وكانت روسيا قد افتتحت قنصليتها حديثا في بغداد وطلب منه الاتصال بالملحقيه السوفيتيه وسؤالهم عن امكانيه ارسال سكر الى العراق وكم السعر وكم من الوقت ليصل ،فاجابه توفيق السويدي
ولماذا لانطلب من السفاره البريطانيه ان تكلم الكويتيين ليرسلو فهم اقرب.
فاجابه نوري السعيد كلمتهم فاعتذر الطرفان لانه غير متوفر فائض لديهم .يقول السويدي فقلت ولماذا اكلم الروس بالهاتف ازورهم واهنأهم بافتتاح القنصليه اكيس ولكن الباشا اصر على موضوع الهاتف ...
وفعلا اتصل السويدي بالقنصل الروسي الذي فرح بالطلب وترجاه ان يمهله نصف ساعه ليتصل بروسيا ..وفعلا بعد اقل من نصف ساعه اتصل القنصل واخبر السويدي بانهم على استعداد لارسال سكر بسعر 300 فلس للكيلو وخلال اسبوع..
ففرح السويدي لهذه الاخبار وتوجه فورا ليخبر الباشا ولكنه لم يجده وقال ساراه في حفلة الملحقيه العسكريه البريطانيه مساء واخبره لانهما الاثنان مدعوان لها ..ومساء ذهب السويدي الى الحفله فاستقبله الملحق العسكري الانكليزي وعاتبه وقال له نحن زعلانين عليك فلم يفهم السويدي سبب زعلهم ..
واخذ يبحث عن الباشا نوري السعيد ليبلغه بالاخبار الجيده عن السكر الروسي ..ولكن الباشا كان يتحرك هنا وهناك ولم تسنح الفرصه له ليتحدث معه وغادر الباشا الى داره نهاية الحفله فلحقه السويدي ودخل معه الى داره وهو يقول له الا تريد ان تعرف جواب السوفييت عن السكر ..؟؟
فقال له الباشا اي سكر واي سوفييت ..انا تعمدت ان اطلب منك الاتصال بالسفاره الروسيه هاتفيا لاني اعلم ان الاستخبارات البريطانيه تتجسس على مكالماتنا ولذلك ما ان اتصل بك الروس وابلغوك عن السكر وسعره وبعد اقل من عشر دقائق اتصل بي القنصل البريطاني وابلغني ان السكر سيصل مجانا وهديه من الكويت غدا ...!!
--