جائزة الكرة الذهبية بين الرتابة و النفس الجديد
منذ 8 ساعات
2
حجم الخط
تونس -«القدس العربي»: بعد دوري أبطال أوروبا و إسدال الستار على يورو 2020 و كوبا أميركا ، اكتمل عقد أبرز البطولات التي ستشكل المعيار الأساسي الذي سيبني عليه الصحفيون الدوليون لمجلة فرانس فوتبول الشهيرة اختيارهم للفائز بالكرة الذهبية الذي سيحتفى به في الخامس من شهر ديسمبر القادم ،،
منذ عام 56 و حتى الآن ، أربعة و اربعون لاعبا نالوا شرف الحصول على الجائزة الأشهر و الأكثر قيمة من غيرها ،،
و بعد تأجيلها العام الفائت من قبل إدارة المجلة لعدم توافر ظروف متوازنة و طبيعية بسبب جائحة الكوفيد 19 ، بدأ الحديث مبكرا عن الجائزة ،،
واحتدم النقاش في الصحافة الرياضية و وسائل التواصل الإجتماعي، وهذه الأخيرة أصبحت مقياساً لتوجهات الرأي العام ومكاناً خصباً لبالونات الاختبار لسبر الرأي العام عبر تسريب أخبار أو قرارات معينة ورصد ردود الفعل عليها، كما حدث مع التعديلات التي يدرسها الفيفا على قوانين كرة القدم و التي لاقت موجة من الرفض والاستهجان و التهكم لهذه التعديلات على وسائل التواصل الاجتماعي،،
نعم ،، مبكراً بدأت تُطرح الأسماء المرشحة لنيل الكرة الذهبية وهذا يربطه البعض بأن هذا الصيف ” الكوروني ” شهد أهم بطولتين قاريتين، أمم أوروبا وكوبا أميركا، فكان اللقب الدولي الأول لليونيل ميسي مع منتخب الأرجنتين مدخلاً لترشيح الأرجنتيني رغم موسمه الرمادي مع برشلونة، فينبري مناصرو البرتغالي كريستيانو رونالدو ليضعوا أرقامه القياسية التي حققها هذا العام ولقب هداف اليورو في ميزان الترشيحات ،،؟
ويذهب آخرون ليرشحوا قائد المنتخب الانكليزي هاري كين المتألق في يورو 2020 للقب يتوج مسيرته الكروية كما فعل البولندي روبرت ليفاندوفسكي العام الفائت الذي يعود مجدداً لدائرة الترشيحات بعد موسمه المميز مع بايرن ميونيخ ،،
ولأن تشيلسي فاز بلقب دوري الأبطال ، البطولة الأقوى و الأهم في العالم على صعيد الأندية، فإن نجم وسطه الفرنسي نغولو كانتي الذي كانت له اليد الطولى في تحقيق اللقب تجعله مرشحاً أيضاً ، وإلى جانبه زميله المتوج معه في تشيلسي ، الايطالي جورجينيو الذي برز بدوره المحوري في فوز منتخب ايطاليا بيورو 2020 فارتفعت الأصوات المطالبة بمنحه الكرة الذهبية بعد تتويجين قاريين مع ناديه و منتخب بلاده ،،
هذا الصخب الإعلامي هو استباق للاعلان الرسمي عن المرشحين الثلاثة للتنافس على الكرة الذهبية، وربما يجده البعض ضرورياً لاستعادة نضارة الكرة الذهبية بعد أن باتت رتيبة مملة محسومة النتيجة منحصرة المنافسة عبر سنوات خلت ما بين الثنائي ميسي ( 6 مرات ) و رونالدو ( 5 مرات ) و من هنا كأن بعضاً من البريق تسترده الجائزة الهامة ، فالكرة الذهبية بحاجة لفائز جديد يثبت أن عجلة كرة القدم الجميلة لن تتوقف عن الدوران عند اعتزال ميسي ورونالدو ، و أن لاعبي خط الوسط الذين باتوا بيضة القبان في كرة القدم الحديثة يستحقون ان يكون لهم مكان على منصات تتويج الألقاب الفردية، ولابد ان نعترف أن كرة القدم التي استأثر ببريقها ميسي ورونالدو خلال أكثر من عقد من الزمن تشهد تحولاً منطقياً نحو نجوم جدد وأضواء جديدة، وأن مقومات النجومية ستختلف رويداً رويداً بعد ان حكمتها الأهداف والألقاب والإنجازات الفردية والأرقام القياسية لسنوات مضت .