طالبوا بالتعداد.. الصابئة المندائيون يحددون مقومات إنشاء مدينة لهم بإقليم كوردستان
رووداو ديجيتال:دعا رئيس كتلة الصابئة المندائيين النيابية نوفل الناشي، ابناء طائفته الى الاستقرار في إقليم كوردستان، بدلاً من التفكير في الهجرة من العراق، داعياً إقليم كوردستان الى التعاون مع الصابئة من أجل توفير مكان لاستقرارهم.
وقال الناشي لشبكة رووداو الإعلامية، اليوم الجمعة (6 آب 2021)، إنه "لا توجد احصائية رسمية لعدد الصابئة المندائيين في العراق، غير أن الاحصائيات التقريبية تشير إلى ان عددهم يتراوح بين 8 – 10 آلاف شخص".
وأوضح أن "أغلب العوائل من أبناء الطائفة المندائية تفكر بترك العراق والهجرة صوب الخارج"، مردفاً أن "البعض منهم، ممن يرتبط بالوظيفة، يفكر بالهجرة أيضاً بعد حسم أموره الوظيفية".
الروايات التاريخية تختلف بشأن أصل المندائيين، فبعض المخطوطات المندائية القديمة تشير إلى نزوح بعض المندائيين من فلسطين باتجاه وادي حران ثم إلى جبال ميديا في كوردستان، وهناك آراء أخرى تشير إلى أن جنوب العراق ولاسيما منطقة الأهوار والمناطق المحاذية لنهري دجلة والفرات، هو موطن المندائيين.
الناشي دعا أبناء الطائفة الصابئية الى الاستقرار في إقليم كوردستان، بدلاً من الهجرة خارج العراق، مشيراً إلى أن "أسباب الاستقرار في إقليم كوردستان متوفرة، من ناحية الأمن والخدمات وسيادة القانون، فضلاً عن أن اقليم كوردستان يحتضن الأقليات ويوفر لهم مستلزمات الاستقرار".
رئيس كتلة الصابئة المندائيين النيابية، دعا حكومة إقليم كوردستان، إلى "توفير مستلزمات إنشاء مجمع حديث للصابئة المندائية في إقليم كوردستان، مع تخصيص قطعة الأرض التي سيبنى عليها المجمع قرب النهر أو منابعه"، لافتاً إلى أن "من شأن إنشاء هذا المجمع أن يشكل عامل جذب لأبناء طائفة الصابئة المندائيين، وبالتالي الاستقرار في إقليم كوردستان بدلاً من الهجرة إلى خارج العراق".
وتشير المخطوطات المندائية القديمة إلى وجود أكثر من 400 معبد للطائفة، كانت موزعة على عموم العراق وغالبيتها في جنوب البلاد، قبل العهد الساساني في بلاد النهرين، تقلصت بعده إلى 170 معبداً بسبب سياسات مختلفة، وكان عددها في عهد الفتوحات الإسلامية وبالتحديد بعد لقاء زعيم الطائفة آنذاك بالقائد المسلم سعد بن أبي وقاص 60 معبداً مندائياً.
أما بشأن أعداد الصائبة المندائيين في المحافظات العراقية، ذكر الناشي أن عددهم، بشكل تقريبي، يقدر في محافظة البصرة يقدر بنحو 500 شخص، وفي ميسان نحو 1500، بينما يوجد في محافظة ذي قار نحو 500 شخص، وفي محافظة السليمانية نحو 100 شخص، وفي أربيل نحو 500 شخص، وبأعداد أقل في محافظات الديوانية ونينوى ودهوك.
"إقامة التعداد السكاني يسهم بمعرفة العدد الحقيقي لأبناء الصابئة المندائيين في العراق، والحصول على بياناتهم الصحيحة"، وفقاً لرئيس كتلة الصابئة المندائيين النيابية.
ويمارس المندائيون في العراق عدة مهن، أغلبها حرفية مثل النجارة أو صياغة الذهب، لعدة أسباب عزاها بعضهم إلى توارثها من أسلافهم القدماء المنحدرين من حضارات ومدن، وآخرون إلى مناطق تواجد المندائيين حيث المياه ومنها الأهوار، وحاجة الناس إلى أدوات حياتهم، كما يرى بعض ثالث أن اتجاه المندائيين إلى المهن الحرفية لأسباب اجتماعية وتداخل الأديان.
وبخصوص تمثيلهم في مؤسسات الدولة والحكومة، أكد الناشي أن تمثيلهم لا يوازي ارثهم وعمقهم التاريخي في العراق، "وكان من المقرر أن يكون أحدء السفراء من أبناء الصابئة المندائيين، لكن هذا الأمر لم يحدث أيضاً".
أركان الديانة المندائية وعباداتها خمسة، وهي تشبه إلى حد كبير أركان الإسلام، وهي التوحيد بالله وحده لا شريك له، والصلاة بخمسة أوقات، والصدقة، والصوم على جزأين: الصوم الكبير طوال أيام السنة عن النميمة والكره وفعل الكبائر والمعاصي، والصوم الصغير لمدة 36 يوما عن تناول اللحوم ومشتقاتها.ويرى الصابئة أنهم جذر التوحيد الأول، ويعتبرون أن آدم هو النبي الأول لهم، وبعده ابنه النبي شيت، كما أن للنبي سام فضلا كبيرا على الصابئة بتثبيته كافة الشرائع المندائية الحديثة، ليستطيع من بعده النبي يحيى بن زكريا، وهو آخر أنبياء الصابئة، أن يرسل كافة التعاليم التعميدية.ويختلف التقويم المندائي عن التقويم الميلادي من حيث ترتيب الأشهر ويتفق مع عددها، وتبدأ السنة المندائية في شهر طابيت ويوافق شهر تموز في التقويم الميلادي، ويقع البرونايا في الشهر التاسع المندائي.