محنة العراقيين ورقة إبتزاز بيد مينيسك.
بقلم سلام مسافر
محنة العراقيين ورقة إبتزاز بيد مينيسك.
إستخدم الرئيس البيلاروسي؛ منزوع الشرعية، الكسندر لوكاشينكو، محنة العراقيين، ورقة لابتزاز بلدان الإتحاد الأوربي،المجاورة لبلاده؛ ليتوانيا وبولندا، ثم تخلى عنها، بعد ان لاحت نذر تصعيد العقوبات ضد نظام؛ فاز منافسوه بنسبة تزيد على الثمانين بالمئة، جيرها لوكاشينكو بجرة قلم لصالحه ليتربع مجددا على رئاسة احد أصغر ًجمهوريات الإتحاد السوفيتي السابق، واكثرها قمعا للحريات الديمقراطية.
وكتبت صحيفة" كوميرسانت" الروسية المقربة من إدارة الكرملين::
" انقلب الوضع على الحدود البيلاروسية الليتوانية 180 درجة، بين عشية وضحاها. فبعد أن بدأ حرس الحدود الليتوانيون في إرجاع المهاجرين بالقوة إلى بيلاروس، وألغى العراق الرحلات الجوية إلى مينسك، أمر رئيس بيلاروس ألكسندر لوكاشينكو قوات الأمن "بإغلاق كل متر من الحدود".
واشتركت المافيات العراقية، وأغلبها يعمل من مدن كردستان العراق، في ابتزاز الباحثين عن ملاذ آمن في دول اللجوء؛ واستثمرت شركتان عراقيتان للخطوط الجوية في العراق، انفتاح مينيسك على استقبال
" السياح" العراقيين، بدون تاشيرات، فنظمت تسع رحلات في الاسبوع، نقلت الاف العراقيين، بينهم 2797 باحثا عن اللجؤ عالقون الان بين ليتوانيا وبيلاروس، بعد ان امر لوكاشينكو، بغلق كل متر بوجه من استخدمهم لفترة قريبة ورقة ابتزاز يساوم بها بلدان الإتحاد الأوربي،للاعتراف بشرعية نظامه.
ووفقا للمعلومات، فان لاجئا عراقيا، شابا، قتل على الحدود مع ليتوانيا، داخل الأراضي البيلاروسية، وسط غموض يحيط بالحادث الذي تتولى لجنة من السفارة العراقية في موسكو، التحقيق في ملابساته.
وانعكست أزمة طالبي اللجوء من العراق، عبر بيلاروس، على مخاوف السلطات الروسية من تدفق اللاجئين العراقيين عبر الاراضي الروسية، فمنعت دخول العراقيين الى روسيا الاتحادية، الا في الحالات الاستثنائية القصوى.
وكانت السفارة الروسية في بغداد، أوقفت منح التأشيرات، بعد الإغلاق بسبب تفشي كورونا في روسيا وفِي العراق، وتاتي الإجراءات الأخيرة، لتضع عوائق جديدة أمام دخول العراقيين الى روسيا، بما في ذلك عقود الدراسة في الجامعات والمعاهد الروسية، التي حولتها عصابات المافيا، الى مادة للاتجار بالبشر، والتنسيق مع الأجهزة الفاسدة في بيلاروس، ورغبة رئيسها، في ابتزاز الغرب، بتحويل العراقيين الى الغام يزرعها على الحدود مع لتوانيا وبولندا.
ويخشى الباحثون عن ملاذ في دول اللجؤ، العودة الى العراق، لأسباب أغلبها، سياسية.
فبين اللاجئين،ناشطون، تلقوا تهديدات بالقتل والتصفية، بفعل مشاركتهم في فعاليات انتفاضة تشرين.
ويبحث أخرون عن مستقبل لابنائهم في الغربة، بعد ان حوّل تحالف الفساد والاستبداد؛ العراق، الى بلد يصنف بانه يحتل المرتبة الاولى بين الدول غير القابلة للعيش.