[rtl] يستذكر العراقيون في 8/8 من كلّ عام، ما يسمّونه بـ(يوم النصر العظيم)، وهو اليوم الذي تم فيه الإعلان رسميا عن وقف اطلاق النار بين العراق وإيران في الثامن من آب عام 1988.[/rtl] [rtl]جاء ذلك بعد أسابيع من موافقة إيران في 17 تموز 1988 على قرار مجلس الأمن الدولي رقم 598 الصادر في 20/7/1987، الذي كان العراق قد وافق عليه بعد صدوره إلاّ أن إيران كانت ترفض ذلك، ولم تقبل به إلاّ بعد أن مُنيت قواتها العسكرية بهزائم متلاحقة على معظم الجبهات من الجنوب إلى الشمال.[/rtl] [rtl]من هنا جاءت التسمية بـ (يوم النصر العظيم)، خاصةً أنّ إيران كانت تؤكدّ، طيلة سنوات الحرب الثمانية، على شعارها الذي تدّعي فيه أنّ "تحرير القدس" يمرّ عبر السيطرة على كربلاء وبغداد ودمشق، وأنّ الكويت والبحرين هما أرضٌ فارسية ويجب اعادتها إلى إيران. ولذلك رفضت إيران خميني كلّ قرارات مجلس الأمن الدولي وكل الوساطات لوقف الحرب، في حين قبلها العراق، ووثق ذلك رسمياً لدى الأمم المتحدّة.[/rtl] [rtl]لقد كشفت فضيحة (إيران ـ كونترا)، حقيقة أن إسرائيل كانت تورد السلاح الأمريكي إلى إيران خلال الحرب، بطلب من مجلس الأمن القومي الأمريكي، وكانت الأموال المتأتية تذهب لدعم المتمردين ضدّ الحكومات اليسارية في أميركا اللاتينية، وخاصةً في نيكاراغوا والسلفادور.[/rtl] [rtl]يدعو قرار مجلس الأمن 598 كلّ من العراق وإيران إلى "التقيّد بوقف فوري لإطلاق النار، ووقف جميع الأعمال العسكرّية وسحب جميع القوات إلى الحدود المعترف بها دولياً". كما يطلب من الأمين العام للأمم المتحدة "إرسال فريق من مراقبي الأمم المتحدة للتحقّق والتأكيد والإشراف على وقف إطلاق النار وانسحاب القوات".[/rtl] [rtl]ويحثّ القرار على "إطلاق سراح أسرى الحرب وإعادتهم إلى أوطانهم دون تأخير بعد توقف الأعمال العدائية الفعلية"، وهو أمر طبّقه العراق في السنوات التالية في حين لم تفِ به إيران، حيث ما زالت تحتفظ بأسرى حرب عراقيين إلى الآن (آب 2021). هذا فضلاً عن أن إيران قد مارست أقسى أنواع التعذيب مع جميع الأسرى العراقيين، وأعدمت المئات منهم. ساهم بتلك الجرائم، من يعتبرون أنفسهم قادة في العراق اليوم، أمثال هادي العامري وعبد العزيز الحكيم وابنه عمّار الحكيم.[/rtl] [rtl]كما خرقت إيران هذا القرار بتعاونها مع الولايات المتحدة الأمريكية أثناء غزوها للعراق عام 2003 وتقديمها تسهيلات دعماً للغزو في مخالفة، أيضاً، لميثاق الأمم المتحدّة.[/rtl] [rtl]الحرب كلّفت البلدين مئات الآلاف من الضحايا ومليارات الدولارات من الخسائر، لكنها أبعدت شبح تصدير "الثورة الإيرانية" للمنطقة ومنعت التوسع الإيراني ضدّ دول الخليج العربي حتى تعاون الجميع على تدمير العراق فعادت إيران إلى أطماعها القديمة، وها هي اليوم تستخدم عملائها وميليشياتها لزعزعة الأمن في دولٍ عربية كثيرة، وتستبيح دماء أبناءها.[/rtl] [rtl]فمن يا تُرى سيزفُّ بشرى يومَ نصرٍ عظيمٍ آخر؟[/rtl] [rtl]المؤتمر الشعبي العربي[/rtl] |