الكنيسة الموازية
القس لوسيان جميل
[size=32]الكنيسة الموازية[/size]
الكنيسة الموازية تعني اولا اننا سنتكلم عن الكنيسة بكل ابعادها، اما الموازية فتعني اننا سنتكلم عن كنيستنا المشرقية وليس عن غيرها وقد يشمل كلامنا كنيسة اخوتنا الكاثوليك السريان. كما يعني كلامنا المسيحية نفسها التي نمارسها في كنائسنا. ثم ان كلامنا لن يكون عن الكنيسة نفسها بل عن اعضائها، البطريرك والمطارنة والقسس ومن يتبعهم. كما سنتكلم عن الشعب المسيحي واحواله، وحتى عن ممارسة هذا الشعب طريقة اداء الطقوس الدينية.
احوال هذه الكنيسة: حتى نقول اننا نحتاج الى كنيسة متوازية يعني هذا اننا قد وضعنا اصبعنا على ضعف هذه الكنيسة وعلى سلفية افرادها الذين ذكرناهم خاصة، ووجدنا انها كنيسة لا يرضى بها اي مؤمن حقيقي، ولذلك تتسرب من هذه الكنيسة باتجاهات مختلفة جماعات كثيرة شملت علمانية البعض وشيوعية البعض والحاد البعض ولا مبالاة البعض، حتى شمل هذا التسرب القسس انفسهم: حوالي 16 قسا وراهبا تركوا القسسية، واما تزوجوا واما بقوا منشقين عن الكنيسة تعبيرا عن عدم رضاهم عن كنيستهم وعن ديرهم، فضلا عن ان جماعات كثيرة بدأت تتذمر من احوال كنيستهم وتبين نقمتها عليها.( انا لا اتكلم عن جماعات الفيس بوك من الذين هم مباشرة اعداء الكنيسة كل لسببه الخاص- هؤلاء ليسوا منا ولا يدخلون في حساباتنا). اما النقمة، فتأتي من كثير من العلمانيين الذين يقولون عن القسس وخاصة في امريكا بأنهم مشغولون بجمع المال. احدهم عندما قرأ لأول مرة مقالاتي الأخيرة، كتب لي قائلا: اين انت وما تكتبه في عمر المستين في حين نرى قسسنا لا يكتبون شيئا ولا يوعظوننا بكلمة مفيدة وانما هم منهمكون بجمع المال من اداء طقوسهم الدينية.
هنا عندي تعليق على طريقة اعلامنا عن تسرب القسس والرهبان وعن الاجراء الذي اتخذه بحقهم، سيدنا البطريرك، كي يظهر انه انسان مسالم وليس دكتاتوريا. ولذلك اتخد بحق المتسربين مثل هذه الاجراءات البسيطة. ولكن يا سيدنا، ترى اية اجراءات صارمة كنت تستطيع ان تأخذها مع اناس قرروا ان يتركوا كنيستك وكنيسة اساقفتك. هل كنت مثلا تسلمهم بيد السلطة المدنية كما فعلت كنيسة الغرب السلفية العقائدية مع كوبرنيكوس الذي اعدمته لمجرد انه كان قد قال بأن الأرض هي التي تدور حول الشمس وليس العكس، فعدته المحكمة الكنسية مخالفة ثقيلة للكتاب المقدس. كما جرى الشيئ عينه مع غاليلوا الذي اجبر تحت التهديد ان ينكر دوران الأرض، فانكر فعلا، ويقال انه عند خروجه من باب المحكمة ضرب رجله بالأرض وصاح: ولكن مع ذلك فهي تدور. ولكن هل تعي يا سيدنا بأنك تعمل شيئا مماثلا ل/ اولئك الذين اعدموا كوبرنيكس؟ طبعا انت لا تقدر ان تقتل الناس، ولا البطريرك بيداويذ ابن عمك يستطيع ان يقتل الناس، لكنكم في الواقع تقتلونهم نفسيا وروحيا، وتجعلونهم يفقدون هويتهم عندما تسدون بوجههم سبل ادخال الحرية اللاهوتية وسبل تجاوز العقائد القاتلة وسبل التجديد العلمي التي تفرضه حضارتنا الحالية. واهم كل شيء انكم تسدون الباب الذي يوصل كنيستنا الى الواقعية الايمانية وليس الى القمع البطريركي للانسان المسيحي العراقي. الحرية واالواقعية بعدم جعل نظام ادارة الكنيسة من خلال نظام رئاسة اسقفية الذي ينصب على الأمور الايمانية وليس على الأمور القومية والطائفية التي لم تعد مقبولة في ايامنا، لأن تظام البطريركية ادخل على كنيستنا عنوة، بحسب نظام الأقوى يأكل الضعيف، يعني نظامكم البطريركي هو نظام بائد وغير مقبول في زمننا. افما تعون ان هذا المنهج المقرون بالتضليل المبني على الالتباس هو الذي جعل القسس ينشقون عليكم ويتركون لكم بيتكم ويمضون يقضون حياتهم كما يشاؤون.
اما الاجراءات التي اتخذها البطريرك والتي ارادها هكذا بنية غوغائية، وبحسب عادته في التضليل فلم يقصد فقط تضليل الشعب المسيحي وتضليل المعارضين له، لكن اراد ان يبرئ نفسه امامنا من تهمة الاصطفاف ضد البابا فرنسيس. فلجأ الى تصريح مضلل بقوله او باهماله بشجب ما عمل هؤلاء القسس والرهبان، وكأنما هو كان يريد ان يقول لنا بأنه، يطيع توجيهات البابا فرنسيس الذي قال: انا لا اريد ان يكون الناس مثليين ولا ان يطلقوا ويتزوجوا ثانية، ولكن هم بشر مثلي وليسوا تحت وصايتي فبأي حق اعاقبهم، وما الفائدة من معاقبتهم، طالما هم لا يعتدون على احد ولا يبالون بالكنيسة ورؤسائها. ويقول ايضا: اذا حدث هذا الاعتداء يكون الأمر عائدا الى الحكومات التي هي ايضا يجب ان تتعامل مع البشر برحمة. ان ما حصل في داخل الفاتيكان نفسه يدل على ان الفاتيكان بيئة غير مسيحية وتحتاج الى اصلاح كبير، ولاسيما من حيث العقائد التي قسمت رؤساء الكنيسة الجامعة الكبار ورؤساء كنائسنا الصغار.
نعود الى البطريرك ساكو نقول: هو جعلنا من خلال تصرفه مع القسس والرهبان المتسرين ليس ارضاء للبابا فرتسيس وانما استخداما له في التضليل فقط، كي لا نقول له: كنت انت وعقائدك التي يرفضها البابا فرنسيس السبب الكبير في تسرب هؤلاء القسس والرهبان بشكل يكاد يكون جماعيا.لأن العقائد التي تتمسك بها بعناد وبحرس غير مفهوم الا في اطار واحد هو وجود من يسخرك لتتمسك بهذه العقائد، بشكل لا عقلاني ومخادع وغير معقول وغير مفهوم Absurd الأمر الذي جعلت القسس يشعرون مع سياستك المكابرة المعاندة المتمسكة بالهيمنة على العقائد التي تريد احيانا ان تُجملها عبثا، بأنه من العبث البقاء في هذه الكنيسة. علما ان القسس المتسرين كانت انفسهم ضعيفة اصلا ولم يستطيعوا مقاومة جميع الضغوط التي كانت تأتيهم من الخارج ومن داخل انفسهم الضعيفة. غير ان احد الأسباب الكبرى كانت قطع املهم من انتهاء النظام البطريركي القومي والسياسي، والعبور الى نظام رئاسة اسقفية. علما بأن مشاكل الكنيسة لم تأتي كلها من سيدنا ساكو لكنها اتت ايضا من ابن عمه في العرق وكنيسة قسطنطين الملك صاحبة عقائد القرن الرابع الميلادي. في حين ان كنيستنا المشرقية لا توجد فيها عقيدة وواحدة. العقائد التي دخلت علينا كانت من المجمع الثالث دخلت الى كنيستناعن طريق الرهبان في وقت احتضار كنيستنا المشرقية. فقد اتى، بكما يا سيدنا ساكو انت وابن عمك روفائيل بيداويذ، عندما اتى والديكما اتو جدكما المشترك، او اجدادكما من اجل ان تزرعوا العقيدة المكبلة لحرية الانسان والتي حاربها البابا فرنسيس. فهل نسيت عندما ارسلت لك نص توجيه البابا فرنسيس ووضعته في مدونتك وخبأت اكثر من نصفه لكي لا يستطيع احد ان يقرأه. اما انا فقد كنت قد عزمت ان لا ارسل توجيهات البابا فرنسيسس عن طريق الحاسوب بل بشكل يدوي عن طريق الهارد ديسك الخارجي.
في هذه الفقرة قد بان جليا صدق خلافي مع البطريرك غير المسيحي. لنسمع ما يقوله البابا فرنسيس بخصوص العقائد التي يريد البابا فرنسيس تحرير الكنيسة منها: ان الذين يميلون بشكل مبالغ فيه نحو الطمأنينة العقائدية والذين يريدون بعناد ان يجدوا الماضي المفقود، لهم رؤية جامدة ( ثابتة ) لا تتطور. وبهذا يتحول الايمان عندهم الى أيديولوجيا كغيرها من الأيديولوجيات.