من الأوفر حظا لرئاسة العراق؟ ولماذا يرفض حزب البارزاني ترشيح برهم صالح لولاية ثانية؟
[url=https://twitter.com/share?text=%D9%82%D8%A7%D8%B6%D9%8A %D9%85%D8%AD%D8%A7%D9%83%D9%85%D8%A9 %D8%B5%D8%AF%D8%A7%D9%85 %D8%AD%D8%B3%D9%8A%D9%86 %D8%AF%D8%AE%D9%84 %D8%B9%D9%84%D9%89 %D8%AE%D8%B7 %D8%A7%D9%84%D8%AA%D9%86%D8%A7%D9%81%D8%B3.. %D9%85%D9%86 %D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%88%D9%81%D8%B1 %D8%AD%D8%B8%D8%A7 %D9%84%D8%B1%D8%A6%D8%A7%D8%B3%D8%A9 %d8%a7%d9%84%d8%b9%d8%b1%d8%a7%d9%82%d8%9f&source=sharethiscom&related=sharethis&via=AJArabic&url=https%3A%2F%2Faja.me%2F7extmt][/url]
بغداد- أعلن مجلس النواب العراقي أول أمس الاثنين فتح باب الترشح لمنصب رئيس الجمهورية، وسط جدل بين الحزبين الكرديين الرئيسين على المرشح لهذا المنصب المخصص للمكون الكردي، حسب العرف الدستوري في العراق.
وقالت رئاسة المجلس إن فترة الترشيح لمنصب رئيس الجمهورية تمتد 15 يوما وفي اليوم الأخير تجري جلسة التصويت لاختيار المرشحين، مؤكدة أن انتخابه سيكون بأغلبية ثلثي الأعضاء إذا كان مرشحا واحدا لتولي المنصب وأكثرية الأصوات عند وجود مرشح ثان وخلال موعد أقصاه نهاية يوم الثامن من فبراير/شباط القادم.
كما حددت شروط الترشيح للمنصب، ومن أهمها أن يكون عراقيا بالولادة ومن أبوين عراقيين، وكامل الأهلية، وأتمّ 40 سنة من عمره، ومن المشهود لهم بالنزاهة والاستقامة والعدالة والإخلاص للوطن، وأن لا يقل تحصيله الدراسي عن الشهادة الجامعية الأولية المعترف بها من قبل وزارة التعليم العالي والبحث العلمي في العراق.
ووفق العرف السياسي المتبع في العراق منذ أول انتخابات برلمانية عقدت في البلاد عام 2005، فإن منصب رئيس الجمهورية من حصة المكون الكردي، ورئاسة البرلمان من حصة السنّة، ورئاسة الحكومة من حصة الشيعة. وغالبا ما تكون رئاسة الجمهورية من حصة حزب الاتحاد الوطني الكردستاني، فقد ترأس الراحل جلال طالباني رئاسة الجمهورية على مدى دورتين، ثم فؤاد معصوم ثم الرئيس الحالي برهم صالح.
برهم صالح مرشح الاتحاد الوطني الكردستاني لولاية رئاسية ثانية (رويترز)
جدل كردي
وبعد انتخاب زعيم تحالف تقدم، محمد الحلبوسي (سنّي)، لرئاسة البرلمان وحاكم الزاملي من الكتلة الصدرية نائبا أول وشاخوان عبد الله من الحزب الديمقراطي الكردستاني نائبا ثانيا، بدأت المحادثات بين الكتل المتحالفة والفائزة في الانتخابات لاختيار رئيسي الجمهورية والوزراء.
وثمة جدل يدور الآن بين الحزبين الكرديين الرئيسيين بشأن اختيار الرئيس، وبينما يؤكد الاتحاد الوطني الكردستاني بزعامة بافل الطالباني اختيار برهم صالح مرشحا وحيدا لمنصب رئاسة الجمهورية لولاية ثانية، طالب الحزب الديمقراطي الكردستاني بزعامة مسعود البارزاني بتقديم مرشحين اثنين للمنصب لاختيار أحدهما.
وحسب وسائل إعلام عراقية، فإن الرئيس العراقي برهم صالح هو الأوفر حظا لتولي المنصب لولاية ثانية، وينافسه القاضي رزكار محمد أمين الذي أعلن أمس الثلاثاء أنه قرر ترشيح نفسه للمنصب كمرشح مستقل.
القاضي رزكار محمد أمين (يمين) أعلن أمس الثلاثاء ترشحه لرئاسة الجمهورية كمرشح مستقل (غيتي)
واشتهر أمين بمحاكمته للرئيس العراقي الراحل صدام حسين في المحكمة الجنائية العليا، إلا أنه تنحى من رئاسة المحاكمة بعد ترؤسه 7 جلسات علنية وواحدة سرية.
شيخ دلير: برهم صالح هو المرشح الوحيد للمكون الكردي (الجزيرة)
مرشح وحيد
وتقول العضوة النائبة عن الاتحاد الوطني الكردستاني ريزان شيخ دلير، في حديث للجزيرة نت، إن "صالح هو المرشح الوحيد للمكون الكردي، ولا يوجد اتفاق جديد مع الحزب الديمقراطي الكردستاني على الترشيح ما دام من حصة حزبنا، وندعو جميع الكتل السياسية الأخرى للتصويت له".
وذكّرت شيخ دلير بما حدث في عام 2018، حين كان صالح المرشح الوحيد للاتحاد الوطني، وكان لدى الديمقراطي مرشح آخر، لكن النتيجة كانت لمصلحة صالح بأعلى الأصوات داخل البرلمان العراقي.
ويرى المحلل والكاتب السياسي سامان نوح أنه وفقا للمعطيات الحالية وحسب العرف المعمول به منذ 2005، يفترض أن يكون منصب رئيس الجمهورية من حصة الاتحاد الوطني خاصة، وأن الحزب الديمقراطي الكردستاني حصل كما في الدورات البرلمانية السابقة على موقع النائب الثاني لرئيس البرلمان، وسيحصل على الوزارة السيادية التي هي من حصة الكرد (الخارجية أو المالية).
نوح: حزب البارزاني يرى أن صالح لم يكن موفقا في أداء مهامه خلال ولايته الرئاسية المنتهية (الجزيرة)
وأشار نوح إلى أن الحزب الديمقراطي حتى الآن ووفق معطيات "حكومة الأغلبية" التي يريد أن يشكلها زعيم الكتلة الصدرية مقتدى الصدر بعيدا عن التوافق، لم يطالب بمنصب رئيس الجمهورية ولم يقل إن المنصب من حصته، لكنه يشترط على الاتحاد الوطني تقديم مرشح آخر غير برهم صالح.
ويقول نوح للجزيرة نت إن رفض الديمقراطي ترشيح صالح قديم، ويعود إلى الدورة البرلمانية السابقة حين رشح الحزب الديمقراطي فؤاد حسين للمنصب، لكن برهم صالح هو من فاز بالموقع بعد جلسة تصويت تنافسية.
وعادت الخلافات بين الحزبين -يتابع نوح- على المسألة ذاتها في الأسابيع الأخيرة، لأن قيادة الاتحاد الوطني ترى أن صالح هو الشخصية القيادية الأفضل لتولي المنصب خاصة، وأنه يحظى بدعم من واشنطن والدول الإقليمية، وعدم وجود اعتراض إيراني عليه، في حين أن الحزب الديمقراطي يرفض ذلك ويرى أن صالح لم يكن موفقا في أداء مهامه وأنه مال إلى طرف كردي على حساب آخر.
المشعل توقع حدوث بعض المعوقات في اختيار رئيس الجمهورية لا سيما من كتل لم تحصل على حصتها (الجزيرة)
معوقات وتغييرات مرتقبة
من جهته، يرى النائب منهل المشعل عضو تحالف عزم بزعامة خميس الخنجر، في حديث للجزيرة نت، أن الترشيح لرئاسة الجمهورية صار بعهدة التحالف الوطني الكردستاني بعد تنازل الحزب الديمقراطي، غير أن بعض المعوقات قد تحدث، والسبب أن هناك كتلا ترفض هذا التشكيل لعدم حصولها على ما كانت ترمي إليه، وقد تكون هناك كثير من المعوقات والتغييرات في المواقف حسب المعطيات.
ومن جهته، يقول علي الفتلاوي القيادي في تحالف الفتح بزعامة هادي العامري المنضوي مع ما يعرف بالإطار التنسيقي (الذي يضم القوى الشيعية البارزة باستثناء الكتلة الصدرية) إن من الواضح وجود تفاهمات سابقة بين الاتحاد الكردستاني وكتلة الصدر وكتلة تقدم بزعامة محمد الحلبوسي للدخول في هذه العملية السياسية التي يسمونها حديثة، مشيرا في حديثه للجزيرة نت إلى أن السيناريو المزمع، بعد انتخاب الحلبوسي لرئاسة البرلمان ونائبين له من التيار الصدري ومن الكرد، أن يكون رئيس الجمهورية من الاتحاد الوطني الكردستاني، في حين سيُرشح مصطفى الكاظمي لرئاسة الوزراء لولاية ثانية، وأن هذا السيناريو هو الأقرب إن لم يحدث أمر آخر قد يقلب الموازين.
الشمري أكد أن وضع العراق كاد أن يكون أكثر هشاشة لو ردّت واشنطن على الضربات الإيرانية حينئذ (الجزيرة نت)
ارتفاع حظوظ صالح
ويرى رئيس مركز التفكير السياسي الدكتور إحسان الشمري أن تأكيد الديمقراطي الكردستاني أنه تنازل للاتحاد الوطني الكردستاني عن منصب رئيس الجمهورية يعني أن الترشيح الآن بعهدة الاتحاد الوطني وارتفاع حظوظ الرئيس برهم صالح لدورة ثانية، وقد يكون هناك إعلان رسمي في اليومين المقبلين، و"لا أعتقد أن هناك معوقات خاصة سوف تكون بعد اختيار رئيس البرلمان ونائبيه، وإذا ما تم الإعلان عن ذلك فلن تكون هناك موانع حتى من الإطار التنسيقي".
ويقول الشمري للجزيرة نت إن هناك مخاوف من أن يتكرر سيناريو 2018، من خلال الترشيح الفردي وهنا قد تولد أزمة جديدة، وتذهب الأمور إلى الحسم من خلال التصويت الفردي وفق معايير ومؤهلات الشخصية المرشحة، أو تحسم وفق تحالف قد يكون مخفيا يدفع بشخص الرئيس.
من جهته، يؤكد عضو الحزب الديمقراطي الكردستاني عماد باجلان، في حديث للجزيرة نت، أن المباحثات جارية بين الحزبين بخصوص تنصيب رئيس الجمهورية، من خلال مقترحات عدة طرحت، منها أن المرشح لا بد من أن يحظى بموافقة الحزبين ومباركة البارزاني، مشيرا إلى عدم وجود أي عوائق بهذا الشأن ما دامت الأمور تسير وفق السياقات الدستورية في اختيار رئيسي الجمهورية والوزراء.