يا وزير الخارجية هل العراق دولة إرهابية؟
بيلسان قيصر
يا وزير الخارجية هل العراق دولة إرهابية؟
ما سأتكلم عنه يعرف بعض العراقيين في الخارج، ولكن لا يعرفه عراقيو الداخل، واعتقد لا تعرفه الحكومة العراقية وبالتحديد وزارة الخارجية، او انها تسكت عنه لسبب لا يعرفه إلا المتبحرون في بحر السياسة ودسائسها.
الحدث حصل قبل إنتشار فيروس الكورونا وتحديد السفر وفرض القيود، من قبل الولايات المتحدة ودول أخرى، اي حوالي أكثر من عامين، أتصل بنا أخي المقيم في الولايات المتحدة ـ حاصل على الجنسية الأمريكية ـ ليزف لنا خبر زواجه في الصيف القادم، مؤكدا ضرورة حضورنا انا وابي وأمي، كانت فرحتنا لا توصف، وقبل حلول الصيف بشهرين تقريبا قدمنا اوراقنا عبر عنوان السفارة الامريكية بطرفنا لغرض الحصول على سمة الدخول للولايات المتحدة، وكانت الإستمارة تتضمن عدة إستفسارات حول الإقامة والغرض من الزيارة وغيرها، فملأنا الإستمارات الثلاث، وكتبنا نوع ورقم وتأريخ صدور جوازاتنا الأوربية ـ لدينا جوازات اوربية وبرازيلية لكننا فضلنا أن نتقدم بالأوربية ـ.
بعد اسبوعين جاءنا جواب السفارة بالرفض، تفاجئنا بالرفض، ولعدم ذكر سبب الرفض، اتصلت بالسفارة الأمريكية بطرفنا، وتحدثت مع القسم القنصلي مستفسرة عن سبب الرفض وقد استوفينا جميع الشروط المطلوبة.
نزل الجواب علينا نزول الصاعقة، السبب لأنه في مكان الولادة في جوازاتنا الأوربية مكتوب فيها (بغداد، العراق)، وقال انه بموجب توصيات الرئيس السابق ترامب ـ صديق العرب ـ فالعراق يعتبر من الدول الراعية للإرهاب!!! ويمنع دخول من أصله عراقي أو ولادة العراق. قلت له: انها لعنة العراق، اينما نولي وجوهنا تلحقنا لعنته، تخلينا عن كل حقوقنا فيه، وما زالت لعنته تلاحقنا، هجرناه ولم يهجرنا، مجرد ولادتنا فيه صارت لعنة علينا.
سألته اليس من العجائب ان وفودكم وقواتكم والسياسين العراقيين المتجنسينين بجنسياتكم تزور العراق بلا سمات دخول، وانتم تعبرون العراق دولة إرهاب؟ الحقيقة العتب ليس عليكم، بل على الحكومة العراقية الفاسدة والضعيفة والتي لا تحترم لا شعبها ولا مكانتها ولا سيادتها.
ما رأي السيد زوير الخارجية في هذا الأمر؟ بالطبع لا ننتظر إجابة، فالسكوت والتجاهل ديدن الوزارة.
طلقة طائشة
في الأمسية الإسبوعية التي عادة نعقدها قبل العطلة الإسبوعية، حيث نتسامر مع أكواب القهوة العربية والمعجنات والبسكويت، تحدثنا هذه المرة عن الدستور في دولنا الشقية، وكيف تنتعله القوى النافذة.
ـ قالت صديقتنا السورية زينب، دستورنا مهزلة كبرى، تصوروا غيروه من أجل ان يتوافق عمر الرئيس بشار مع منصب رئيس الجمهورية حسب النص الدستوري، دستورنا هو ما يقرره الرئيس بشار، مثلا الدستور يؤكد على السيادة الوطنية، وعلى أراضينا قوات روسية وامريكية وتركية وميليشيات عراقية وافغانية وباكستانية ولبنانية، واكراد انفصاليين لا علاقة لهم بالحكومة.
ـ قالت ريما اللبنانية، في الحقيقة دستورنا حبر على ورق، تصوروا ان حزب الله يقول ان الرئيس ميشيل عون جاء الى السلطة عبر سلاح حزب الله، بمعنى ليس وفق المعايير الدستورية، يإختصار دستورنا هو ما ينص عليه حسن نصر الله، او بالأحرى هو يحقق مصالح ايران وليس لبنان.
ـ قلت لهم نحن في العراق دستورنا أروع بكثير مما في دساتيركم، فأول من ينتهك الدستور هي المحكمة الدستورية العليا، وحامي الدستور حسب نصوص الدستور هو رئيس الجمهورية برهم صالح، وقد هددته الميليشيات الولائية العائدة لإيران بأن لا يصافح الرئيس الأمريكي خلال لقائه به في الأمم المتحدة، لكنه لم يلتزم بتوجيهاتهم، وعند عودته ارسلو الى قصر السلام ـ حيث يسكن ـ طائرات مسيرة، فهرب الى إقليم كردستان ولم يعد إلا بعد وساطات مع الميليشيات الولائية،
الغرابة في الأمر، ان الدستور تضمن (139) مادة حسب لجنة صياغة الدستور ومحاضر جلسات الجمعية الوطنية، هي في (4) مجلدات. ولكن عندما نشر الدستور في جريدة الوقائع العراقية تضمن (142) مادة، ويبدو ان هذه المواد نزلت من كوكب آخر لتحط في ركاب دستورنا العقيم.
وبالمختصر، الوطن مثل قن الدجاج، والشعب العراقي هو الدجاج في القن، وحامي الدستور هو الثعلب الذي يحرس ذلك القن.
بيلسان قيصر
البرازيل
شباط 2021